من مناقب عمر بن الخطاب
حَدَّثَني إبْرَاهيمُ بنُ مُحَمَّدٍ قالَ: حَدَّثَنا حَرْمَلَةُ بنُ يحيى قالَ: حَدَّثَنا عَبْدُ الله بنُ وَهْبٍ قالَ: حَدَّثَنا جَرِيرُ بنُ حَازِمٍ عن سُلَيْمَانَ الأعمَشَ عن زيدِ بنِ وَهْبٍ، عَنِ ابنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قالَ: كانَ عُمَرُ بنُ الخطابِ رضي الله عنه حَائِطاً حَصِيناً على الإسلامِ يَدْخُلُ النَّاسُ فيه ولا يَخْرُجُونَ منه، فَانْثَلَمَ الحَائِطُ والنَّاسُ خَرَجُوا منه ولا يدخلونَ فيه.
**********************
والله المستعان.. وهذا حق صحيح، هذا قاله ابن مسعود وقاله حذيفة - كما تقدم -، حذيفة لما سأل عمر عن الفتنة قال حذيفة: ما لك وما لها لا تسأل عنها بينك وبينها باب. فقال عمر: الباب يفتح أو يكسر؟ قال: بل يكسر. فقال: ذلك أحرى ألا يغلق. فلما سألوا حذيفة: من الباب؟ قال: عمر هو الباب بين الناس وبين الفتنة، وكسره قتله. كسر عمر يعني قتله، فعمر كان حائطاً حصيناً على الإسلام، فكان الناس يدخلون وعمر هو الحائط ما يخرجون من الدين من كثرة ما فيه من الديانة، والسياسة، وتطبيق الإسلام، ورأيتم البارحة فعله بصبير العراقي، فكان أي خلل في الإسلام أو إحداث كان عمر يقف له، كما قال ابن عباس قال: لله در عمر بن الخطاب أعد للأمور أقرانها. يعني: كل أمر له عنده علاج بما علمه الله، فكان حائطاً حصيناً على الإسلام مع أن في عهده دخل فارس وفتحت الأمصار كلها، فلما مات انثلم الحائط، فالناس يخرجون ولا يدخلون بمعنى يكثر الخروج من الدين، ومثل عمر وإن كان ليس مثله في القوة؛ لكن يشبه العلماء، علماء الناس هم والله حائط عن الفتن فإذا مات العلماء أصبح الناس يخرجون من الدين، العلماء حائط بين الناس وبين الفتن؛ لأنهم ورثة الأنبياء، وأنتم شاهدتم الآن بوفاة العلماء ماذا حدث من كثير من الزيغ وكثير من انتشار الأهواء وانتشار الزندقة، بسبب أن الحائط هدم، فأصبح الناس يتساهلون في أمر الدين ولا يوجد من يردعهم أو يخوفهم أو يكتب فيهم أو يرد عليهم، فهذا مثل هذا. نسأل الله عز وجل أن يحفظ لنا الدين وأن يفقهنا فيه وأن يعلمنا ما ينفعنا.
----------------------------
"التحدير من البدع" شرح الشيخ الحجي حفظه الله تعالى
حَدَّثَني إبْرَاهيمُ بنُ مُحَمَّدٍ قالَ: حَدَّثَنا حَرْمَلَةُ بنُ يحيى قالَ: حَدَّثَنا عَبْدُ الله بنُ وَهْبٍ قالَ: حَدَّثَنا جَرِيرُ بنُ حَازِمٍ عن سُلَيْمَانَ الأعمَشَ عن زيدِ بنِ وَهْبٍ، عَنِ ابنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قالَ: كانَ عُمَرُ بنُ الخطابِ رضي الله عنه حَائِطاً حَصِيناً على الإسلامِ يَدْخُلُ النَّاسُ فيه ولا يَخْرُجُونَ منه، فَانْثَلَمَ الحَائِطُ والنَّاسُ خَرَجُوا منه ولا يدخلونَ فيه.
**********************
والله المستعان.. وهذا حق صحيح، هذا قاله ابن مسعود وقاله حذيفة - كما تقدم -، حذيفة لما سأل عمر عن الفتنة قال حذيفة: ما لك وما لها لا تسأل عنها بينك وبينها باب. فقال عمر: الباب يفتح أو يكسر؟ قال: بل يكسر. فقال: ذلك أحرى ألا يغلق. فلما سألوا حذيفة: من الباب؟ قال: عمر هو الباب بين الناس وبين الفتنة، وكسره قتله. كسر عمر يعني قتله، فعمر كان حائطاً حصيناً على الإسلام، فكان الناس يدخلون وعمر هو الحائط ما يخرجون من الدين من كثرة ما فيه من الديانة، والسياسة، وتطبيق الإسلام، ورأيتم البارحة فعله بصبير العراقي، فكان أي خلل في الإسلام أو إحداث كان عمر يقف له، كما قال ابن عباس قال: لله در عمر بن الخطاب أعد للأمور أقرانها. يعني: كل أمر له عنده علاج بما علمه الله، فكان حائطاً حصيناً على الإسلام مع أن في عهده دخل فارس وفتحت الأمصار كلها، فلما مات انثلم الحائط، فالناس يخرجون ولا يدخلون بمعنى يكثر الخروج من الدين، ومثل عمر وإن كان ليس مثله في القوة؛ لكن يشبه العلماء، علماء الناس هم والله حائط عن الفتن فإذا مات العلماء أصبح الناس يخرجون من الدين، العلماء حائط بين الناس وبين الفتن؛ لأنهم ورثة الأنبياء، وأنتم شاهدتم الآن بوفاة العلماء ماذا حدث من كثير من الزيغ وكثير من انتشار الأهواء وانتشار الزندقة، بسبب أن الحائط هدم، فأصبح الناس يتساهلون في أمر الدين ولا يوجد من يردعهم أو يخوفهم أو يكتب فيهم أو يرد عليهم، فهذا مثل هذا. نسأل الله عز وجل أن يحفظ لنا الدين وأن يفقهنا فيه وأن يعلمنا ما ينفعنا.
----------------------------
"التحدير من البدع" شرح الشيخ الحجي حفظه الله تعالى