الشّيخ حامد بن خميس الجنيبي:
أحسن الله إليكم وبارك فيكم،
هذا سائلٌ من ألمانيا يقول: بارك الله فيكم؛ هل يجوزُ لبعض طلبة العلم إطلاق بعض الأحكام على بعض العلماء مثل قولهم: العالِم الفلاني مُتساهل لكونه زكّى فلاناً وعلاّنًا ممّن لا يستحقّ التّزكية، أو ممّن لا زال يُدافِع عمّن انحرف عن السُّنّة –بارك الله فيكم-؟أحسن الله إليكم وبارك فيكم،
جواب الشيخ محمد بن عمر بازمول حفظه الله:
هذا السّؤال فيه تفصيل، فأقول:
الأصل: أنّ المُسلِم يحفظ لسانه عن أخيه المُسلم؛ فما بالك في حفظ لسانه عن العلماء وطُلاّب العلم؟!
وعليه: لا ينبغي لطالب العلم أن يتكلّم في حقِّ إخوانه المُسلمين، ومن باب أولى العلماء، فإنّ حقّهم أكبر من ذلك بكثير، و الواجب على المُسلِم أن يُحسِن الظّنّ بإخوانه؛ فما بالك إذا كان من العلماء؟! فإنّ إحسان الظّنّ بهم واجب؛ وهذا في حقّ العُلَماء الذينَ عُرِفُوا بالسُّنّة وبملازمة أهلها.هذا السّؤال فيه تفصيل، فأقول:
الأصل: أنّ المُسلِم يحفظ لسانه عن أخيه المُسلم؛ فما بالك في حفظ لسانه عن العلماء وطُلاّب العلم؟!
أمّا الرّجل الذي يُنسَب إلى العِلم ولم يُشهَد له بأنّه من أهل السُّنّة بل شهد عليه أهل العلم بأنّه من أهل البدعة؛ فهذا التّحذير منه ووصفه بما يقتضي إبعاد العوامّ عنه وتنبيه طلبة العلم عنه، من باب النّصيحة التي ذكرها الرّسول –صلّى الله عليه وسلّم– في قوله:(الدِّينُ النَّصيحة، الدِّينُ النَّصيحة، الدِّينُ النَّصيحة، قيل: لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمّة المُسلمين وعامّتهم) أخرجه مسلم.
أقول: فهذا الحديث يدخل فيه دخولاً أوّليًّا التّحذير ممّن هو من أهل البِدع يُحامِي عن أهل البدع، أو ينصر أهل البدع إذا كان لم يُعرَف عند أهل العلم بأّنه من أهل السُّنّة ومن الذّابّين عنها.
أمّا الرّجل من أهل السُّنّة إذا أخطأ في تزكيته لشخص، أو غشّه ذاك الشّخص بأمر فظنّه من أهل السُّنّة فوصفه بالسُّنّة، أو أنّه لم يتبيّن له حال شخص ممّن عُرف بالبدعة؛ فهذا ما ينبغي التّسرّع في وصفه والتّحذير منه بمثل هذا الكلام، إنّما يُرفَع أمره إلى أهل العِلم، وأهل العلم هُمُ الذينَ يقومون بالتّناصح معه ببيان الحقّ، وقد رأيتُ في تصرّف بعض العلماء من أهل السُّنّة ما يُشابه هذا الحال؛ أنّهم لا يتكلّمون في بعض العلماء المعروفين بكونهم من أهل السُّنّة وأنهم من الحريصين على الذّبّ عنها إذا ما ذاع عن ذاك العالِم شيء من نُصرة أهل البدعة أو من الذّبّ عن بعض من يُنسَب إلى البِدعة فإنّه يُحسِن الظّنّ به؛ لأنّ الشّيخ لم يتنبّه إلى حقيقة أمر هذا الرّجل؛ أو أنّ الشّيخ له اجتهادٌ في هذه المسألة يسعى إلى أمر آخر، فلم أرَ أهل العلم يتكلّمون في هذا الشّيخ أو ينتقصونه إنّما فقط هم يقومون بالتّناصح فيما بينهم.
وعلى طالب العلم أن يعرِف حُدودَه، فهناك أمور هي من تصرّف العلماء، ليس لطُلاّب العلم أن يتدخّلوا فيها ولا أن يتكلّموا فيها.
ولا ينبغي أن يستهين بأهل العِلم إن وقعوا في أخطاء فإنّ العالِم من هؤلاء إذا اجتهد فأخطأ له أجر وإذا اجتهد فأصاب له أجران، ولا تنقص منزلته عند الله سبحانه وتعالى بهذا الاجتهاد الذي أخطأ فيه، وينبغي كذلك أن لا تَنقُص منزلته عند طُلاَّب العلم وعند أهل العلم، والله أعلم.
المصدر : اللقاء المفتوح الأول لشبكة إمام دار الهجرة العلمية مع فضيلة الشيخ أ.د. محمد بن عمر بازمول حفظه الله
مشاركة الأخ أبي عبدالودود البيضاوي أثابه الله
مشاركة الأخ أبي عبدالودود البيضاوي أثابه الله