من تكبَّر أذله الله
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ( لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِى قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ ).
قَالَ رَجُلٌ: إِنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ ثَوْبُهُ حَسَنًا وَنَعْلُهُ حَسَنَةً.
قَالَ: ( إِنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ الْكِبْرُ بَطَرُ الْحَقِّ وَغَمْطُ النَّاسِ). أخرجه مسلم.
وفي لفظ أحمد: (وَلَكِنَّ الْكِبْرَ مَنْ سَفِهَ الْحَقَّ وَازْدَرَى النَّاسَ).
(غَمْطُ النَّاسِ): يعني إنسان له مكانته، فتتجاهل هذه المكانة، تريد أن تصغِّره، تتجاهل علمه، تتجاهل أخلاقه، تتجاهل قيمته، تتجاهل أعماله وإنجازه، تتجاهل حجمه، وترى نفسك فوقه بالباطل، فحينما ترد الحق من جهة، وحينما تستعلي على الناس من جهةٍ أخرى فهذا هو الكبر.
عندما يُهمل الإنسان أمراً، يتجاهل حكماً، يتنصَّل، يتهرَّب، يحاول ألا يأخذ بكل الأحكام، هذا عنده كبر، لأن الكبر بطر الحق، أي أن ترد الحق، وغمص الناس، فالمتكبر لا يحب إلا نفسه، لا يرى مع نفسه أحداً، كل هؤلاء الناس لا يراهم إطلاقاً، يراهم تافهين، يراهم لا شأن لهم، لا يرى أحداً أعلم منه، لا يرى أحداً يستحق التقدم عليه، تجده حتى إذا استقبله أو قابله من هو في سن ابنائه ويرى أنه من طلبته وهوى إليه ليقبل رأسه؛ أرخى له رأسه يقربه له ليقبله ، هذا إنسان يعبد ذاته، حينما تنقلب إلى تعظيم ذاتك؛ فهذا مرض خطير.
يا شباب الإسلام ويا دعاة ويا طلبة العلم !!
خذوا العبرة والعظة والقدوة في حديث قصة عرض عمر ابنته حفصة على عثمان وأبي بكر رضي الله عنهم جميعاً عند البخاري ، حيث قال عمر: "فَلَقِيَنِى أَبُو بَكْرٍ، فَقَالَ: لَعَلَّكَ وَجَدْتَ عَلَىَّ حِينَ عَرَضْتَ عَلَىَّ حَفْصَةَ، فَلَمْ أَرْجِعْ إِلَيْكَ شَيْئًا. قَالَ عُمَرُ: قُلْتُ: نَعَمْ".
قال ابن بطال في شرحه على "صحيح البخاري": وفى قول عمر لأبى بكر: نعم. دليلٌ على أن على الإنسان أن يخبر بالحق عن نفسه وإن كان عليه فيه شيء.
كتبه
أبو فريحان جمال بن فريحان الحارثي
الأحد 17/ 2 / 1434هـ.
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ( لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِى قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ ).
قَالَ رَجُلٌ: إِنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ ثَوْبُهُ حَسَنًا وَنَعْلُهُ حَسَنَةً.
قَالَ: ( إِنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ الْكِبْرُ بَطَرُ الْحَقِّ وَغَمْطُ النَّاسِ). أخرجه مسلم.
وفي لفظ أحمد: (وَلَكِنَّ الْكِبْرَ مَنْ سَفِهَ الْحَقَّ وَازْدَرَى النَّاسَ).
(غَمْطُ النَّاسِ): يعني إنسان له مكانته، فتتجاهل هذه المكانة، تريد أن تصغِّره، تتجاهل علمه، تتجاهل أخلاقه، تتجاهل قيمته، تتجاهل أعماله وإنجازه، تتجاهل حجمه، وترى نفسك فوقه بالباطل، فحينما ترد الحق من جهة، وحينما تستعلي على الناس من جهةٍ أخرى فهذا هو الكبر.
عندما يُهمل الإنسان أمراً، يتجاهل حكماً، يتنصَّل، يتهرَّب، يحاول ألا يأخذ بكل الأحكام، هذا عنده كبر، لأن الكبر بطر الحق، أي أن ترد الحق، وغمص الناس، فالمتكبر لا يحب إلا نفسه، لا يرى مع نفسه أحداً، كل هؤلاء الناس لا يراهم إطلاقاً، يراهم تافهين، يراهم لا شأن لهم، لا يرى أحداً أعلم منه، لا يرى أحداً يستحق التقدم عليه، تجده حتى إذا استقبله أو قابله من هو في سن ابنائه ويرى أنه من طلبته وهوى إليه ليقبل رأسه؛ أرخى له رأسه يقربه له ليقبله ، هذا إنسان يعبد ذاته، حينما تنقلب إلى تعظيم ذاتك؛ فهذا مرض خطير.
يا شباب الإسلام ويا دعاة ويا طلبة العلم !!
خذوا العبرة والعظة والقدوة في حديث قصة عرض عمر ابنته حفصة على عثمان وأبي بكر رضي الله عنهم جميعاً عند البخاري ، حيث قال عمر: "فَلَقِيَنِى أَبُو بَكْرٍ، فَقَالَ: لَعَلَّكَ وَجَدْتَ عَلَىَّ حِينَ عَرَضْتَ عَلَىَّ حَفْصَةَ، فَلَمْ أَرْجِعْ إِلَيْكَ شَيْئًا. قَالَ عُمَرُ: قُلْتُ: نَعَمْ".
قال ابن بطال في شرحه على "صحيح البخاري": وفى قول عمر لأبى بكر: نعم. دليلٌ على أن على الإنسان أن يخبر بالحق عن نفسه وإن كان عليه فيه شيء.
كتبه
أبو فريحان جمال بن فريحان الحارثي
الأحد 17/ 2 / 1434هـ.