بسم الله الرحمن الرحيم
قال الشيخ الألباني:
[قلت : وأما ما شاع هنا في دمشق في الآونة الأخيرة من ارتياد النساء للمساجد في أوقات معينة ليسمعن درسا من إحداهن ، ممن يتسمون بـ(الداعيات) زعمن ، فذلك من الأمور المحدثة التي لم تكن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولا في عهد السلف الصالح ، وإنما المعهود أن يتولى تعليمهن العلماء الصالحون في مكان خاص كما في هذا الحديث ، أو في درس الرجال حجزة عنهم في المسجد إذا أمكن ، وإلا غلبهن الرجال ولم يتمكن من العلم والسؤال عنه .
فإن وجد في النساء اليوم من أوتيت شيئا من العلم والفقه السليم المستقى من الكتاب والسنة ، فلا بأس من أن تعقد لهن مجلسا خاصا في بيتها أو بيت إحداهن ، ذلك خير لهن ، كيف لا والنبي صلى الله عليه وسلم قال في صلاة الجماعة في المسجد : ((وبيوتهن خير لهن)) ، فإذا كان الأمر هكذا في الصلاة التي تضطر المسلمة أن تلتزم فيها من الأدب والحشمة ما لا تكثر منه خارجها فكيف لا يكون العلم في البيوت أولى لهن ، لا سيما وبعضهن ترفع صوتها ، وقد يشترك معها غيرها فيكون لهن دوي في المسجد قبيح ذميم ، وهذا مما سمعناه وشاهدناه مع الأسف .
ثم رأيت هذه المحدثة قد تعدت إلى بعض البلاد الأخرى كعمان مثلا . نسأل الله السلامة من كل بدعة محدثة . (1)]
وقال الشيخ معلقاً على حديث رقم (1999) من صحيح الترغيب والترهيب(2/442):
"... وهو مخرج في الصحيحة (2680)، وقد نبهت هناك على بدعية تدريس المرأة في المسجد على النساء، كما يفعل بعضهن في دمشق وغيرها. وصدق نبينا القائل: (وبيوتهن خير لهن).
السائل : تقوم بعض النسوة بالخروج لدعوة النساء، حيث يقمن بزيارتهن في بيوتهن ودعوتهن لدروس خاصة، وقد يكثر ذلك منهن، فهل يخالف ذلك ما أمرهن الله به من القرار في البيوت؛ لأنها تذهب وتتنقل، وخاصة عندنا -يا شيخ- مأذون للمرأة أن تسوق السيارة، فتذهب لهذه وتذهب لهذه فهل هذا مخالف؟
الشيخ الالباني : أعتقد أن هذا العمل أيضاً من مشاكل العصر الحاضر، ومن ذلك أننا أصبحنا اليوم نقول: إن هناك دعاة وداعيات، وهذه -بلا شك- من محدثات الأمور، فما ينبغي أن يكون هناك نساء يتسمين بالداعيات، لا بأس، بل هذا واجب أن يكون هناك نساء متعلمات العلم الشرعي، بحيث أنهن يُقصدن من النساء بسؤال؛ لأن كثيراً من النساء يتحرجن من أن يتوجهن بأسئلتهن الخاصة بهن إلى أفاضل العلماء، وإذا وجدت في النساء علماء حقاً على الشرط الذي سبق بيانه آنفاً، أي: بالكتاب والسنة، فينبغي على النساء أن يأتينهن وليس بالعكس؛ لأننا نعتقد بحق قول من قال من أهل العلم: وكل خير في اتباع من سلف، وكل شر في ابتداع من خلف. وقد وصل الأمر ببعض النساء هنا وربما في بلاد أخرى أنها تصعد المنبر في المسجد وتلقي الدروس على النساء، وقد يكون هناك في باحة المسجد رجال فاتتهم الصلاة مع الجماعة فيدخلون يصلون، هذا -بلا شك- لا أتورع أن أقول: إن هذه من البدع، فالأمر -كما ذكرت في سؤالك- أن واجب المرأة أن تقر في بيتها، فإذا كانت مميزة على غيرها بالعلم بشرع الله عز وجل فذلك لا يؤهلها أن تنطلق هكذا كالرجال، وتساويهم في الخروج، كأنَّ ربنا عز وجل ما قال في كتابه الكريم: ﴿ وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ ﴾ [الأحزاب:33] . فالأصل في المرأة ألا تخرج إلا لحاجة لا يمكنها أن تحققها إلا بالخروج، وهنا يظهر الأمر بين المرأة العالمة، فلا يجوز لها أن تخرج وتنطلق -كما يقولون- كداعية، وبين المرأة التي تريد أن تتعلم العلم فهي تخرج؛ لأنه يجوز لها أن تخرج إلى المسجد كما هو معلوم، وكما كان الأمر في عهد الرسول عليه السلام، مع العلم أن الرسول عليه السلام قد قال لهن: « وبيوتهن خير لهن » ومع ذلك فقد أقرهن عليه الصلاة والسلام في خروجهن إلى المساجد حتى في صلاة العشاء، وجاء النهي الصريح: « لا يمنعنَّ أحدكم زوجته أن تخرج لصلاة العشاء » وكانت المرأة تنصرف من صلاة الفجر كما جاء في حديث مسلم: " وهن متلفعات بمروطهن ". فإقرار الرسول عليه السلام لخروج النساء لأداء الصلوات الخمس في المساجد مع بيان أن صلاتهن في بيوتهن خير لهن؛ ما ذلك إلا لأنهن كن يخرجن لطلب العلم، فإذا كان هناك امرأة تجلس في بيتها ولا مانع من أن تحضر النساء إليها كل على حسب ظروفها وطاقتها إلخ، أما هي فلا تخرج خروج الرجال؛ لأن هذا من التشبه بالرجال(2)
الرابط الصوتي:
............
حواشي:
1- ذكر الشيخ هذه الفائدة في سلسلة الاحاديث الصحيحة ( 6 / 1 / ص401) :
عقب حديث رقم (2680) عن أبي هريرة : جاء نسوة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلن : يا رسول الله ما نقدر عليك في مجلسك من الرجال ، فواعدنا منك يوماً نأتيك فيه . قال : ((موعدكن بيت فلان)) .
وأتاهن في ذلك اليوم ، ولذلك الموعد ......
(2)- المرجع:سلسلة الهدى والنور للألباني – الفتاوى
رقم الشريط: (189)
رقم الفتوى: (1
الفتوى: [18-يقوم بعض النسوة بالخروج لدعوة النساء فيزرنهن في بيوتهن ويعقدن دروساً لهن فهل هذا يخالف ما أمرهن الله به من القرار في البيوت. وهل يصح تسميتهن بالداعيات ؟. ( 00:49:3.]
قال الشيخ الألباني:
[قلت : وأما ما شاع هنا في دمشق في الآونة الأخيرة من ارتياد النساء للمساجد في أوقات معينة ليسمعن درسا من إحداهن ، ممن يتسمون بـ(الداعيات) زعمن ، فذلك من الأمور المحدثة التي لم تكن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولا في عهد السلف الصالح ، وإنما المعهود أن يتولى تعليمهن العلماء الصالحون في مكان خاص كما في هذا الحديث ، أو في درس الرجال حجزة عنهم في المسجد إذا أمكن ، وإلا غلبهن الرجال ولم يتمكن من العلم والسؤال عنه .
فإن وجد في النساء اليوم من أوتيت شيئا من العلم والفقه السليم المستقى من الكتاب والسنة ، فلا بأس من أن تعقد لهن مجلسا خاصا في بيتها أو بيت إحداهن ، ذلك خير لهن ، كيف لا والنبي صلى الله عليه وسلم قال في صلاة الجماعة في المسجد : ((وبيوتهن خير لهن)) ، فإذا كان الأمر هكذا في الصلاة التي تضطر المسلمة أن تلتزم فيها من الأدب والحشمة ما لا تكثر منه خارجها فكيف لا يكون العلم في البيوت أولى لهن ، لا سيما وبعضهن ترفع صوتها ، وقد يشترك معها غيرها فيكون لهن دوي في المسجد قبيح ذميم ، وهذا مما سمعناه وشاهدناه مع الأسف .
ثم رأيت هذه المحدثة قد تعدت إلى بعض البلاد الأخرى كعمان مثلا . نسأل الله السلامة من كل بدعة محدثة . (1)]
وقال الشيخ معلقاً على حديث رقم (1999) من صحيح الترغيب والترهيب(2/442):
"... وهو مخرج في الصحيحة (2680)، وقد نبهت هناك على بدعية تدريس المرأة في المسجد على النساء، كما يفعل بعضهن في دمشق وغيرها. وصدق نبينا القائل: (وبيوتهن خير لهن).
السائل : تقوم بعض النسوة بالخروج لدعوة النساء، حيث يقمن بزيارتهن في بيوتهن ودعوتهن لدروس خاصة، وقد يكثر ذلك منهن، فهل يخالف ذلك ما أمرهن الله به من القرار في البيوت؛ لأنها تذهب وتتنقل، وخاصة عندنا -يا شيخ- مأذون للمرأة أن تسوق السيارة، فتذهب لهذه وتذهب لهذه فهل هذا مخالف؟
الشيخ الالباني : أعتقد أن هذا العمل أيضاً من مشاكل العصر الحاضر، ومن ذلك أننا أصبحنا اليوم نقول: إن هناك دعاة وداعيات، وهذه -بلا شك- من محدثات الأمور، فما ينبغي أن يكون هناك نساء يتسمين بالداعيات، لا بأس، بل هذا واجب أن يكون هناك نساء متعلمات العلم الشرعي، بحيث أنهن يُقصدن من النساء بسؤال؛ لأن كثيراً من النساء يتحرجن من أن يتوجهن بأسئلتهن الخاصة بهن إلى أفاضل العلماء، وإذا وجدت في النساء علماء حقاً على الشرط الذي سبق بيانه آنفاً، أي: بالكتاب والسنة، فينبغي على النساء أن يأتينهن وليس بالعكس؛ لأننا نعتقد بحق قول من قال من أهل العلم: وكل خير في اتباع من سلف، وكل شر في ابتداع من خلف. وقد وصل الأمر ببعض النساء هنا وربما في بلاد أخرى أنها تصعد المنبر في المسجد وتلقي الدروس على النساء، وقد يكون هناك في باحة المسجد رجال فاتتهم الصلاة مع الجماعة فيدخلون يصلون، هذا -بلا شك- لا أتورع أن أقول: إن هذه من البدع، فالأمر -كما ذكرت في سؤالك- أن واجب المرأة أن تقر في بيتها، فإذا كانت مميزة على غيرها بالعلم بشرع الله عز وجل فذلك لا يؤهلها أن تنطلق هكذا كالرجال، وتساويهم في الخروج، كأنَّ ربنا عز وجل ما قال في كتابه الكريم: ﴿ وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ ﴾ [الأحزاب:33] . فالأصل في المرأة ألا تخرج إلا لحاجة لا يمكنها أن تحققها إلا بالخروج، وهنا يظهر الأمر بين المرأة العالمة، فلا يجوز لها أن تخرج وتنطلق -كما يقولون- كداعية، وبين المرأة التي تريد أن تتعلم العلم فهي تخرج؛ لأنه يجوز لها أن تخرج إلى المسجد كما هو معلوم، وكما كان الأمر في عهد الرسول عليه السلام، مع العلم أن الرسول عليه السلام قد قال لهن: « وبيوتهن خير لهن » ومع ذلك فقد أقرهن عليه الصلاة والسلام في خروجهن إلى المساجد حتى في صلاة العشاء، وجاء النهي الصريح: « لا يمنعنَّ أحدكم زوجته أن تخرج لصلاة العشاء » وكانت المرأة تنصرف من صلاة الفجر كما جاء في حديث مسلم: " وهن متلفعات بمروطهن ". فإقرار الرسول عليه السلام لخروج النساء لأداء الصلوات الخمس في المساجد مع بيان أن صلاتهن في بيوتهن خير لهن؛ ما ذلك إلا لأنهن كن يخرجن لطلب العلم، فإذا كان هناك امرأة تجلس في بيتها ولا مانع من أن تحضر النساء إليها كل على حسب ظروفها وطاقتها إلخ، أما هي فلا تخرج خروج الرجال؛ لأن هذا من التشبه بالرجال(2)
الرابط الصوتي:
............
حواشي:
1- ذكر الشيخ هذه الفائدة في سلسلة الاحاديث الصحيحة ( 6 / 1 / ص401) :
عقب حديث رقم (2680) عن أبي هريرة : جاء نسوة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلن : يا رسول الله ما نقدر عليك في مجلسك من الرجال ، فواعدنا منك يوماً نأتيك فيه . قال : ((موعدكن بيت فلان)) .
وأتاهن في ذلك اليوم ، ولذلك الموعد ......
(2)- المرجع:سلسلة الهدى والنور للألباني – الفتاوى
رقم الشريط: (189)
رقم الفتوى: (1
الفتوى: [18-يقوم بعض النسوة بالخروج لدعوة النساء فيزرنهن في بيوتهن ويعقدن دروساً لهن فهل هذا يخالف ما أمرهن الله به من القرار في البيوت. وهل يصح تسميتهن بالداعيات ؟. ( 00:49:3.]
تعليق