الجنائز > ما يستحب للمريض > يستحب للمريض الصبر > وطلب الشفاء منه لا ينافي الصبر ( من الله)
أولا : أحكام المريض والمحتضر :
وإذا أصيب الإنسان بمرض ، فعليه أن يصبر ويحتسب ولا يجزع ويسخط لقضاء الله وقدره ، ولا بأس أن يخبر الناس بعلته ونوع مرضه ، مع الرضى بقضاء الله ، والشكوى إلى الله تعالى ، وطلب الشفاء منه لا ينافي الصبر ، بل ذلك مطلوب شرعا ومستحب ، فأيوب عليه السلام نادى ربه وقال : أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ
وكذلك لا بأس بالتداوي بالأدوية المباحة ، بل ذهب بعض العلماء إلى تأكد ذلك ، حتى قارب به الوجوب ، فقد جاءت الأحاديث بإثبات الأسباب والمسببات ، والأمر بالتداوي ، وأنه لا ينافي التوكل . كما لا ينافيه دفع الجوع والعطش بالطعام والشراب .
ولا يجوز التداوي بمحرم ، لما في الصحيح عن ابن مسعود رضي الله عنه ، أنه قال : إن الله لم يجعل شفاءكم فيما حرم عليكم ، وروى أبو داود وغيره عن أبي هريرة مرفوعا : إن الله أنزل الدواء ، وأنزل الداء ، وجعل لكل داء دواء ، ولا تداووا بحرام ، وفي " صحيح مسلم " ؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في الخمر : إنه ليس بدواء ولكنه داء .
وكذلك يحرم التداوي بما يمس العقيدة ؛ من تعليق التمائم المشتملة على ألفاظ شركية أو أسماء مجهولة أو طلاسم أو خرز أو خيوط أو قلائد أو حلق تلبس على العضد أو الذراع أو غيره ، يعتقد فيها الشفاء ودفع العين والبلاء ، لما فيها من تعلق القلب على غير الله في جلب نفع أو دفع ضر ، وذلك كله من الشرك أو من وسائله الموصلة إليه ، ومن ذلك أيضا التداوي عند المشعوذين من الكهان والمنجمين والسحرة والمستخدمين للجن ، فعقيدة المسلم أهم عنده من صحته . وقد جعل الله الشفاء في المباحات النافعة للبدن والعقل والدين ، وعلى رأس ذلك القرآن الكريم والرقية به وبالأدعية المشروعة .
قال ابن القيم : " ومن أعظم العلاج فعل الخير والإحسان والذكر والدعاء والتضرع إلى الله والتوبة ، وتأثيره أعظم من الأدوية ، لكن بحسب استعداد النفس وقبولها " . انتهى .
ولا بأس بالتداوي بالأدوية المباحة على أيدي الأطباء العارفين بتشخيص الأمراض وعلاجها في المستشفيات وغيرها .
وتسن عيادة المرضى ، لما في " الصحيحين " وغيرهما : خمس تجب للمسلم على أخيه ، وذكر منها عيادة المريض فإذا زاره ، سأل عن حاله ، فقد كان النبي يدنو من المريض ، ويسأله عن حاله وتكون الزيارة يوما بعد يوم ، أو بعد يومين ، ما لم يكن المريض يرغب الزيارة كل يوم ، ولا يطيل الجلوس عنده ، إلا إذا كان المريض يرغب ذلك ، ويقول للمريض : لا بأس عليك ، طهور إن شاء الله ، ويدخل عليه السرور ، ويدعو له بالشفاء ، ويرقيه بالقرآن ، لا سيما سورة الفاتحة والإخلاص والمعوذتين .
ويسن للمريض أن يوصي بشيء من ماله في أعمال الخير ، ويجب أن يوصي بماله وما عليه من الديون وما عنده من الودائع والأمانات ، وهذا مطلوب ، حتى من الإنسان الصحيح ، لقوله صلى الله عليه وسلم : ما حق امرئ مسلم له شيء يوصي به يبيت ليلتين إلا ووصيته مكتوبة عنده متفق عليه ، وذكر الليلتين تأكيد لا تحديد ، فلا ينبغي أن يمضي عليه زمان ، وإن كان قليلا ، إلا ووصيته مكتوبة عنده ، لأنه لا يدري متى يدركه الموت .
ويحسن المريض ظنه بالله ، فإن الله عز وجل يقول . أنا عند ظن عبدي بي ويتأكد ذلك عند إحساسه بلقاء الله .
ويحسن لمن يحضره تطميعه في رحمة الله ، ويغلب في هذه الحالة جانب الرجاء على جانب الخوف ، وأما في حالة الصحة ، فيكون خوفه ورجاؤه متساويين ؛ لأن من غلب عليه الخوف ، أوقعه في نوع من اليأس ، ومن غلب عليه الرجاء ، أوقعه في نوع من الأمن من مكر الله .
فإذا احتضر المريض ، فإنه يسن لمن حضره أن يلقنه لا إله إلا الله ، لقوله صلى الله عليه وسلم : لقنوا موتاكم لا إله إلا الله رواه مسلم ، وذلك لأجل أن يموت على كلمة الإخلاص ، فتكون ختام كلامه ، فعن معاذ مرفوعا : من كان آخر كلامه لا إله إلا الله ، دخل الجنة ويكون تلقينه إياها برفق ، ولا يكثر عليه ، لئلا يضجره وهو في هذه الحال .
ويسن أن يوجه إلى القبلة .
ويقرأ عنده سورة (يس) ، لقوله صلى الله عليه وسلم : اقرءوا على موتاكم سورة يس ، رواه أبو داود وابن ماجه وصححه ابن حبان ، والمراد بقوله : " موتاكم " : من حضرته الوفاة ، أما من مات ، فإنه لا يقرأ عليه ، فالقراءة على الميت بعد موته بدعة ، بخلاف القراءة على الذي يحتضر ، فإنها سنة ، فالقراءة عند الجنازة أو على القبر أو لروح الميت ، كل هذا من البدع التي ما أنزل الله بها من سلطان ، والواجب على المسلم العمل بالسنة وترك البدعة .
فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان ـ حفظه الله تعالى ـ.
الرابط: http://www.alfawzan.ws/alfawzan/book...84%d9%84%d9%87
أولا : أحكام المريض والمحتضر :
وإذا أصيب الإنسان بمرض ، فعليه أن يصبر ويحتسب ولا يجزع ويسخط لقضاء الله وقدره ، ولا بأس أن يخبر الناس بعلته ونوع مرضه ، مع الرضى بقضاء الله ، والشكوى إلى الله تعالى ، وطلب الشفاء منه لا ينافي الصبر ، بل ذلك مطلوب شرعا ومستحب ، فأيوب عليه السلام نادى ربه وقال : أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ
وكذلك لا بأس بالتداوي بالأدوية المباحة ، بل ذهب بعض العلماء إلى تأكد ذلك ، حتى قارب به الوجوب ، فقد جاءت الأحاديث بإثبات الأسباب والمسببات ، والأمر بالتداوي ، وأنه لا ينافي التوكل . كما لا ينافيه دفع الجوع والعطش بالطعام والشراب .
ولا يجوز التداوي بمحرم ، لما في الصحيح عن ابن مسعود رضي الله عنه ، أنه قال : إن الله لم يجعل شفاءكم فيما حرم عليكم ، وروى أبو داود وغيره عن أبي هريرة مرفوعا : إن الله أنزل الدواء ، وأنزل الداء ، وجعل لكل داء دواء ، ولا تداووا بحرام ، وفي " صحيح مسلم " ؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في الخمر : إنه ليس بدواء ولكنه داء .
وكذلك يحرم التداوي بما يمس العقيدة ؛ من تعليق التمائم المشتملة على ألفاظ شركية أو أسماء مجهولة أو طلاسم أو خرز أو خيوط أو قلائد أو حلق تلبس على العضد أو الذراع أو غيره ، يعتقد فيها الشفاء ودفع العين والبلاء ، لما فيها من تعلق القلب على غير الله في جلب نفع أو دفع ضر ، وذلك كله من الشرك أو من وسائله الموصلة إليه ، ومن ذلك أيضا التداوي عند المشعوذين من الكهان والمنجمين والسحرة والمستخدمين للجن ، فعقيدة المسلم أهم عنده من صحته . وقد جعل الله الشفاء في المباحات النافعة للبدن والعقل والدين ، وعلى رأس ذلك القرآن الكريم والرقية به وبالأدعية المشروعة .
قال ابن القيم : " ومن أعظم العلاج فعل الخير والإحسان والذكر والدعاء والتضرع إلى الله والتوبة ، وتأثيره أعظم من الأدوية ، لكن بحسب استعداد النفس وقبولها " . انتهى .
ولا بأس بالتداوي بالأدوية المباحة على أيدي الأطباء العارفين بتشخيص الأمراض وعلاجها في المستشفيات وغيرها .
وتسن عيادة المرضى ، لما في " الصحيحين " وغيرهما : خمس تجب للمسلم على أخيه ، وذكر منها عيادة المريض فإذا زاره ، سأل عن حاله ، فقد كان النبي يدنو من المريض ، ويسأله عن حاله وتكون الزيارة يوما بعد يوم ، أو بعد يومين ، ما لم يكن المريض يرغب الزيارة كل يوم ، ولا يطيل الجلوس عنده ، إلا إذا كان المريض يرغب ذلك ، ويقول للمريض : لا بأس عليك ، طهور إن شاء الله ، ويدخل عليه السرور ، ويدعو له بالشفاء ، ويرقيه بالقرآن ، لا سيما سورة الفاتحة والإخلاص والمعوذتين .
ويسن للمريض أن يوصي بشيء من ماله في أعمال الخير ، ويجب أن يوصي بماله وما عليه من الديون وما عنده من الودائع والأمانات ، وهذا مطلوب ، حتى من الإنسان الصحيح ، لقوله صلى الله عليه وسلم : ما حق امرئ مسلم له شيء يوصي به يبيت ليلتين إلا ووصيته مكتوبة عنده متفق عليه ، وذكر الليلتين تأكيد لا تحديد ، فلا ينبغي أن يمضي عليه زمان ، وإن كان قليلا ، إلا ووصيته مكتوبة عنده ، لأنه لا يدري متى يدركه الموت .
ويحسن المريض ظنه بالله ، فإن الله عز وجل يقول . أنا عند ظن عبدي بي ويتأكد ذلك عند إحساسه بلقاء الله .
ويحسن لمن يحضره تطميعه في رحمة الله ، ويغلب في هذه الحالة جانب الرجاء على جانب الخوف ، وأما في حالة الصحة ، فيكون خوفه ورجاؤه متساويين ؛ لأن من غلب عليه الخوف ، أوقعه في نوع من اليأس ، ومن غلب عليه الرجاء ، أوقعه في نوع من الأمن من مكر الله .
فإذا احتضر المريض ، فإنه يسن لمن حضره أن يلقنه لا إله إلا الله ، لقوله صلى الله عليه وسلم : لقنوا موتاكم لا إله إلا الله رواه مسلم ، وذلك لأجل أن يموت على كلمة الإخلاص ، فتكون ختام كلامه ، فعن معاذ مرفوعا : من كان آخر كلامه لا إله إلا الله ، دخل الجنة ويكون تلقينه إياها برفق ، ولا يكثر عليه ، لئلا يضجره وهو في هذه الحال .
ويسن أن يوجه إلى القبلة .
ويقرأ عنده سورة (يس) ، لقوله صلى الله عليه وسلم : اقرءوا على موتاكم سورة يس ، رواه أبو داود وابن ماجه وصححه ابن حبان ، والمراد بقوله : " موتاكم " : من حضرته الوفاة ، أما من مات ، فإنه لا يقرأ عليه ، فالقراءة على الميت بعد موته بدعة ، بخلاف القراءة على الذي يحتضر ، فإنها سنة ، فالقراءة عند الجنازة أو على القبر أو لروح الميت ، كل هذا من البدع التي ما أنزل الله بها من سلطان ، والواجب على المسلم العمل بالسنة وترك البدعة .
فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان ـ حفظه الله تعالى ـ.
الرابط: http://www.alfawzan.ws/alfawzan/book...84%d9%84%d9%87