الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
المعراج هو الصعود من الأسفل إلى الأعلى وهو حيث أُطلق يدل على الآية الكبرى التي خص الله تعالى بها نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم حيث عرج به جبريل عليه السلام بروحه وجسده من بيت المقدس في الأرض إلى مقام الرب جل وعلا مروراً بالسماوات السبع ومن لقي فيها من الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام، وكان ذلك في أصح أقوال أهل العلم قبل هجرته بسنة أو ستة عشر شهراً كما هو محكي عن الزهري والسدي ـ رحمهما الله ـ وبه يظهر خطأ وضعف من جعله في شهر رجب حيث أنه على القول الأول في شهر ربيع الأول والثاني في شهر ذي القعدة، وأعظم من ذلك الاحتفال به وجعله مناسبة كل سنة حيث لم يحتفل بها نبي الهدى صلوات ربي وسلامه عليه، ولم يجعلها مناسبة حتى يذكر الناس بها مع بقائه بعدها سنوات ولا الخلفاء الراشدين ولا الأئمة الأربعة.
ففي السماء الدنيا لقي آدم عليه السلام، وفي السماء الثانية لقي عيسى ويحيى عليهما السلام، وهما ابنا الخالة، وفي السماء الثالثة لقي يوسف عليه السلام، وفي السماء الرابعة لقي إدريس عليه السلام، وفي السماء الخامسة لقي هارون بن عمران عليه السلام، وفي السماء السادسة لقي موسى عليه السلام، وفي السماء السابعة لقي إبراهيم الخليل عليه السلام، كل واحد منهم يحييه بقوله مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح، إلا آدم وإبراهيم قالا مرحبا بالابن الصالح والنبي الصالح، ثم دنا جبريل من الرحمن فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى، فأوحى الله إلى محمد صلى الله عليه وسلم ما أوحى ومن جملة ما أوحى إليه فرض الصلاة على عباده وذلك لأهميتها ثم حصل من تردده صلى الله عليه وسلم بين الرب جل وعلا وموسى عليه السلام حتى استقرت الفريضة على خمس صلوات على العباد وهي خمسون في ميزان الرحمن قبل تضعيف الحسنة بعشر أمثالها إلى أضعاف كثيرة، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء من عباده.
وأعظم ما في هذه الآية الدلالة على علو الله تعالى بذاته حيث مقام الرب جل جلاله ولو لم يكن مقامه بذاته في ذلك المكان لم يحصل ذلك المعراج إليه جل وعلا، ومن المؤسف جداً وجود من لا يعرف لله تعالى مكاناً أو من ينكر علو الله تعالى بذاته، أو من يستنكر وصف الله تعالى بالعلو على خلقه بذاته وهذا يدل على الجهل والضلال المطبق على عقول من هو متعالم أو أسره عن الحق قولي قيل مع وفرة ظهور أدلة الكتاب والسنة وأقوال الخلفاء الراشدين والصحابة أجمعين والتابعين لهم والقرون المفضلة والأئمة الأربعة، وعلماء المسلمين إلا من شذّ حتى الحيوانات شهدت بعلو الله تعالى على خلقه بذاته فمن ذلك أن سليمان عليه السلام خرج يستسقي فوجد نملة مستلقية على قفاها رافعة قوائمها تدعو الله أن يسقيهم، فقال سليمان عليه السلام: ارجعوا فقد كُفيتم بدعوة غيركم فمن أدلة الكتاب قوله تعالى (ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشً) وقوله (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشً اسْتَوَى) [طهـ5]، وقوله (تَعْرُجُ الْمَلَائًكَةُ وَالرُّوحُ إًلَيْهً) [المعارجـ4]، وقوله ( إًلَيْهً يَصْعَدُ الْكَلًمُ الطَّيًّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالًحُ يَرْفَعُهُ) [فاطرـ10]، وقوله (أَأَمًنتُم مَّن فًي السَّمَاء) [الملكـ16]، و(في) هنا بمعنى (على) كما في قوله (وَلَأُصَلًّبَنَّكُمْ فًي جُذُوعً النَّخْلً)[طهـ71] أي على جذوع النخل.
ومن السنة قوله صلى الله عليه وسلم (ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء) وغيرها من الأدلة التي ليس المقام مقام سردها بل الإشارة تغني عن كثير العبارة، واللبيب بالإشارة يفهم.
وارجع غير مأمور إلى أعظم مؤَلف في الإسلام في هذه المسألة للإمام ابن القيم ـ رحمه الله تعالى ـ الذي سماه (اجتماع الجيوش الإسلامية في غزو المعطلة والجهمية) ويزيدك أخي الكريم هدى حيث أن الفطرة داعية ودالة على علو الله تعالى بذاته فكل إنسان إذا دعا ربه فإنه وبلا شعور يجد يديه وقلبه وبصره يرتفع إلى السماء وذلك لعلو الله تعالى بذاته على خلقه كما أن العلو شرف والسفل ضده، وفي الختام اسأل الله تعالى أن يهدنا سبل السلام إنه جواد كريم والحمد لله رب العالمين.
فرج المرجي
تاريخ النشر: الاثنين 13/8/2007
جريدة الوطن الكويتية
الرابط: http://www.al-sunna.net/articles.php?ID=424&do=view
المعراج هو الصعود من الأسفل إلى الأعلى وهو حيث أُطلق يدل على الآية الكبرى التي خص الله تعالى بها نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم حيث عرج به جبريل عليه السلام بروحه وجسده من بيت المقدس في الأرض إلى مقام الرب جل وعلا مروراً بالسماوات السبع ومن لقي فيها من الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام، وكان ذلك في أصح أقوال أهل العلم قبل هجرته بسنة أو ستة عشر شهراً كما هو محكي عن الزهري والسدي ـ رحمهما الله ـ وبه يظهر خطأ وضعف من جعله في شهر رجب حيث أنه على القول الأول في شهر ربيع الأول والثاني في شهر ذي القعدة، وأعظم من ذلك الاحتفال به وجعله مناسبة كل سنة حيث لم يحتفل بها نبي الهدى صلوات ربي وسلامه عليه، ولم يجعلها مناسبة حتى يذكر الناس بها مع بقائه بعدها سنوات ولا الخلفاء الراشدين ولا الأئمة الأربعة.
ففي السماء الدنيا لقي آدم عليه السلام، وفي السماء الثانية لقي عيسى ويحيى عليهما السلام، وهما ابنا الخالة، وفي السماء الثالثة لقي يوسف عليه السلام، وفي السماء الرابعة لقي إدريس عليه السلام، وفي السماء الخامسة لقي هارون بن عمران عليه السلام، وفي السماء السادسة لقي موسى عليه السلام، وفي السماء السابعة لقي إبراهيم الخليل عليه السلام، كل واحد منهم يحييه بقوله مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح، إلا آدم وإبراهيم قالا مرحبا بالابن الصالح والنبي الصالح، ثم دنا جبريل من الرحمن فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى، فأوحى الله إلى محمد صلى الله عليه وسلم ما أوحى ومن جملة ما أوحى إليه فرض الصلاة على عباده وذلك لأهميتها ثم حصل من تردده صلى الله عليه وسلم بين الرب جل وعلا وموسى عليه السلام حتى استقرت الفريضة على خمس صلوات على العباد وهي خمسون في ميزان الرحمن قبل تضعيف الحسنة بعشر أمثالها إلى أضعاف كثيرة، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء من عباده.
وأعظم ما في هذه الآية الدلالة على علو الله تعالى بذاته حيث مقام الرب جل جلاله ولو لم يكن مقامه بذاته في ذلك المكان لم يحصل ذلك المعراج إليه جل وعلا، ومن المؤسف جداً وجود من لا يعرف لله تعالى مكاناً أو من ينكر علو الله تعالى بذاته، أو من يستنكر وصف الله تعالى بالعلو على خلقه بذاته وهذا يدل على الجهل والضلال المطبق على عقول من هو متعالم أو أسره عن الحق قولي قيل مع وفرة ظهور أدلة الكتاب والسنة وأقوال الخلفاء الراشدين والصحابة أجمعين والتابعين لهم والقرون المفضلة والأئمة الأربعة، وعلماء المسلمين إلا من شذّ حتى الحيوانات شهدت بعلو الله تعالى على خلقه بذاته فمن ذلك أن سليمان عليه السلام خرج يستسقي فوجد نملة مستلقية على قفاها رافعة قوائمها تدعو الله أن يسقيهم، فقال سليمان عليه السلام: ارجعوا فقد كُفيتم بدعوة غيركم فمن أدلة الكتاب قوله تعالى (ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشً) وقوله (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشً اسْتَوَى) [طهـ5]، وقوله (تَعْرُجُ الْمَلَائًكَةُ وَالرُّوحُ إًلَيْهً) [المعارجـ4]، وقوله ( إًلَيْهً يَصْعَدُ الْكَلًمُ الطَّيًّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالًحُ يَرْفَعُهُ) [فاطرـ10]، وقوله (أَأَمًنتُم مَّن فًي السَّمَاء) [الملكـ16]، و(في) هنا بمعنى (على) كما في قوله (وَلَأُصَلًّبَنَّكُمْ فًي جُذُوعً النَّخْلً)[طهـ71] أي على جذوع النخل.
ومن السنة قوله صلى الله عليه وسلم (ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء) وغيرها من الأدلة التي ليس المقام مقام سردها بل الإشارة تغني عن كثير العبارة، واللبيب بالإشارة يفهم.
وارجع غير مأمور إلى أعظم مؤَلف في الإسلام في هذه المسألة للإمام ابن القيم ـ رحمه الله تعالى ـ الذي سماه (اجتماع الجيوش الإسلامية في غزو المعطلة والجهمية) ويزيدك أخي الكريم هدى حيث أن الفطرة داعية ودالة على علو الله تعالى بذاته فكل إنسان إذا دعا ربه فإنه وبلا شعور يجد يديه وقلبه وبصره يرتفع إلى السماء وذلك لعلو الله تعالى بذاته على خلقه كما أن العلو شرف والسفل ضده، وفي الختام اسأل الله تعالى أن يهدنا سبل السلام إنه جواد كريم والحمد لله رب العالمين.
فرج المرجي
تاريخ النشر: الاثنين 13/8/2007
جريدة الوطن الكويتية
الرابط: http://www.al-sunna.net/articles.php?ID=424&do=view