قال رحمه الله:
1)الأدب مع الله:
ولا يستقيم لأحد قطّ الأدب مع الله إلاّ بثلاثة أشياء: معرفته بأسمائه وصفاته، ومعرفته بدينه وشرعه، وما يحبّ وما يكره. ونفس مستعدّة قابلة ليّنة ، متهيئة لقبول الحقّ علما وعملا وحالا.
2)وأمّا الأدب مع الرسول (صلى الله عليه وسلم) فالقرآن مملوء به: فرأس الادب معه: كمال التسليم له، والانقياد لأمره، وتلقّي خبره بالقبول والتصديق، دون أن يُحَمِّلَه معارضة خيال باطل يُسمِّيه معْقولا، أو يقدّم عليه آراء الرجال، فيوحِّده بالتحكيم والتسليم ، والانقياد والإذعان، كما وحّد المُرسِلَ سبحانه وتعالى بالعبادة والخضوع والذّل والإنابة والتوكل. فهما توحيدان لا نجاة للعبد ن عذاب الله إلا بهما : توحيد المرسل ، وتوحيد متابعة الرسول، فلا يُحاكم إلى غيره، ولا يَرضى بحُكم غيره، ولا يقف تنفيذ أمرة، وتصديق خبره على عرضه على قول شيخه وإمامه وذوي مذهبه وطائفته ومن يُعظمه.
ومن الاأدب معه : أن لا تُرفع الأصواتُ فوق صوته، فإنّه سبب لحبوط الاأعمال، فما الظنّ برفع الآراء ونتائج الاأفكار على سنّته وما جاء به؟ أترى ذلك موجبا لقبول الأعمال ، رفع الصوت فوق ثوته موجبا لحبوطها!
ومن الأدب معه : أن لا يُستَشكل قولُه، بل تُستَشكل الآراء بقولِه، ولا يُعارض نصّهُ بقياس، بل تُهدرُ الأقيسة وتلغى لنصوصه، ولا يحرَّفَ كلامُه عن أحد، فكلُّ هذا من قلّة الاآدب معه (صلى الله عليه وسلم) وهو عينُ الجُرأة.
3) وأمّا الادب مع الخلقِ: فهو معاملتهم - على اختلاف مراتبهم- بما يليقُ بهم، فلكلِّ مرتبة أدبٌ، والمراتبُ فيها أدب خاصٌ ، فمع الوالدين أدبٌ خاصٌ وللأب منهما: أدبٌ هو أخَصُ به ومع العالم أدبُ آخر، وله مع الأقران أدبٌ يليق بهم، ومع الأجانب أدبٌ غير أَدبه مع أَصحابه وذوي أُنسهِ ومع الضيف أدبٌ غير أدبِه مع أهل بيتهِ. انتهى.
ابن القيم _ مدارج السالكين 387/2
1)الأدب مع الله:
ولا يستقيم لأحد قطّ الأدب مع الله إلاّ بثلاثة أشياء: معرفته بأسمائه وصفاته، ومعرفته بدينه وشرعه، وما يحبّ وما يكره. ونفس مستعدّة قابلة ليّنة ، متهيئة لقبول الحقّ علما وعملا وحالا.
2)وأمّا الأدب مع الرسول (صلى الله عليه وسلم) فالقرآن مملوء به: فرأس الادب معه: كمال التسليم له، والانقياد لأمره، وتلقّي خبره بالقبول والتصديق، دون أن يُحَمِّلَه معارضة خيال باطل يُسمِّيه معْقولا، أو يقدّم عليه آراء الرجال، فيوحِّده بالتحكيم والتسليم ، والانقياد والإذعان، كما وحّد المُرسِلَ سبحانه وتعالى بالعبادة والخضوع والذّل والإنابة والتوكل. فهما توحيدان لا نجاة للعبد ن عذاب الله إلا بهما : توحيد المرسل ، وتوحيد متابعة الرسول، فلا يُحاكم إلى غيره، ولا يَرضى بحُكم غيره، ولا يقف تنفيذ أمرة، وتصديق خبره على عرضه على قول شيخه وإمامه وذوي مذهبه وطائفته ومن يُعظمه.
ومن الاأدب معه : أن لا تُرفع الأصواتُ فوق صوته، فإنّه سبب لحبوط الاأعمال، فما الظنّ برفع الآراء ونتائج الاأفكار على سنّته وما جاء به؟ أترى ذلك موجبا لقبول الأعمال ، رفع الصوت فوق ثوته موجبا لحبوطها!
ومن الأدب معه : أن لا يُستَشكل قولُه، بل تُستَشكل الآراء بقولِه، ولا يُعارض نصّهُ بقياس، بل تُهدرُ الأقيسة وتلغى لنصوصه، ولا يحرَّفَ كلامُه عن أحد، فكلُّ هذا من قلّة الاآدب معه (صلى الله عليه وسلم) وهو عينُ الجُرأة.
3) وأمّا الادب مع الخلقِ: فهو معاملتهم - على اختلاف مراتبهم- بما يليقُ بهم، فلكلِّ مرتبة أدبٌ، والمراتبُ فيها أدب خاصٌ ، فمع الوالدين أدبٌ خاصٌ وللأب منهما: أدبٌ هو أخَصُ به ومع العالم أدبُ آخر، وله مع الأقران أدبٌ يليق بهم، ومع الأجانب أدبٌ غير أَدبه مع أَصحابه وذوي أُنسهِ ومع الضيف أدبٌ غير أدبِه مع أهل بيتهِ. انتهى.
ابن القيم _ مدارج السالكين 387/2