فتح الله لنا باب من ابواب الخير والمغفرة لنسارع في طلب مرضاته لكن هناك بعض المغرورين الذين قل حياؤهم من الله فعملوا صنوف من المعاصي والآثام ثم يتبجحون بأن صوم يوم واحد كفيل بأن يمحو خطاياهم وهذا من الغلط الكبير ومن القول على الله بغير علم إذ ان مكفرات الذنوب وابواب الخير التي فتحها الله لمن اناب من عباده لاتكفر الا الصغائر اما الكبائر فلابد لها من توبة بشروطها ومن هذه الاعمال الفاضلة صوم عاشوراء روى مسلم في صحيحه عن أبي قتادة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن صوم يوم عرفة فقال: يكفر السنة الماضية والباقية، وسئل عن صوم يوم عاشوراء فقال يكفر السنة الماضية. قال النووي رحمه الله تعالى عند شرحه لهذا الحديث: معناه يكفر ذنوب صائمه في السنتين، قالوا: والمراد بها الصغائر، فإن لم تكن صغائر يرجى التخفيف من الكبائر، فإن لم يكن رفعت درجاته ثم قال فالجواب ما أجاب به العلماء أن كل واحد من هذه المذكورات صالح للتكفير، فإن وجد ما يكفره من الصغائر كفَّره وإن لم يصادف صغيرة ولا كبيرة كتبت به حسنات ورفعت له به درجات وذلك كصلوات الأنبياء والصالحين والصبيان وصيامهم ووضوئهم وغير ذلك من العبادات وإن صادف كبيرة أو كبائر ولم يصادف صغائر رجونا أن تخفف من الكبائر. المجموع شرح المهذب ج6
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : وتكفير الطهارة والصلاة وصيام رمضان وعرفة وعاشوراء للصغائر فقط وكذا الحج لأن الصلاة ورمضان أعظم منه. الكبرى م4ص 428 والاختيارات ص 65
ومما يدل على كون هذا خاصاً بالصغائر دون الكبائر شيئان أحدهما ما رواه مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان مكفرات ما بينهن إذا اجتنبت الكبائر.
والثاني أن الكبائر لا بد لها من توبة ومعلوم ان الصلوات الخمس المفروضة اعظم اجرا من صيام يوم نافلة ومع هذا فهي لاتكفر الكبيرة الا مع التوبة منها فكيف بماهو دونها من الاعمال في الفضل والاجر فعلينا جميعا تقوى الله ومراقبته والبعد عن التعلق بالاوهام فان فضل الله ومغفرته مفتوحة لمن اناب اليه وليس من اصر على الاقامة على الذنوب والاصرار عليها فلا هو من التائبين ولا هو من المستغفرين ثم يبحث عن مكفرات للصغائر وهو مقيم على الكبائر والعياذ بالله والله عز وجل يقول:(واني لغفار لمن تاب وآمن وعمل عملا صالحا ثم اهتدى) طه آية 82
فلاحظ اخي الكريم مغفرة الله لمن تكون ولاتخدع نفسك بالهوى فقدم بين يدي صيامك لعاشوراء التوبة الصادقة من جميع الذنوب وان يعينك الله على عدم العودة اليها لعلها تغفر جميعا وحاسب نفسك عاما كاملا الى عاشورء المقبل ان احياك الله وتجتنب الكبائر ليكون لصوم هذا اليوم المفعول المكفر للذنوب جميعا رزقنا الله واياكم التوبة الصادقة وقبول الاعمال وتكفير السيئات.