بسم الله الرحمن الرحيم
نَصِيحَةٌ عَظِيمةٌ مِنْ عَالِمٍ بَصِيرٍ
نَصِيحَةٌ عَظِيمةٌ مِنْ عَالِمٍ بَصِيرٍ
هذا نَقْلٌ عزيزٌ من كتابِ: «الصّداقة بين العلماء نماذج تطبيقيّة معاصرة» تأليف: محمّد بن إبراهيم الحمد(ص18-20)، يَظهرُ فيهِ مَسْلَكٌ عظيمٌ فَرِيدٌ في النُّصْحِ يُزَيِّنُهُ العِلْمُ والحِلْمُ والأَدَبُ، عَسى أن نَستفيدَ منهُ ونَحْذُوَ حَذْوَهُ، وهَا هُوَ بِنَصِّهِ مِن الكتابِ المذكُور:
«وهذا كتابٌ من سماحة الشّيخ عبد العزيز [بن باز] إلى الشّيخ العلاَّمة محبّ الدِّين الخطيب - رحمهما الله - يُنبِّهُهُ على ملحوظةٍ وردت في مقالٍ نُشر في مجلّة «الأزهر» الّتي كان يرأسُ تحريرها محبّ الدِّين الخطيب؛ فإليك نصّها: « بسم الله الرّحمن الرحيم
من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى حضرة الأخ المكرم العلاَّمة الشّيخ محبّ الدِّين الخطيب رئيس تحرير مجلّة «الأزهر» الغرَّاء - وفّقه الله - آمين.
سلامٌ عليكم ورحمةُ الله وبركاته أمّا بعد:
فقد اطّلعتُ على الكلمة المنشورة في مجلّتكم الغرّاء عدد ربيع الثّاني سنة 1376 صفحة 354 للشّيخ محمّد الطنينحي مدير عامّ الوعظ والإرشاد للجمهوريّة المصريّة؛ حيث يقول في آخرها ما نصّه: «قد علمت أنّ الإيمان عند جمهور المحقّقين هو التّصديق بما جاء بهِ النّبيُّ -صلى الله عليه وسلّم- وهذا التّصديق هو مناط الأحكام الأُخرويّة عند أكثرهم؛ لأنّه هو المقصود مِن غير حاجةٍ إلى إقرارٍ أو غيره؛ فمَن صدَّق بقلبه، ولم يُقرّ بلسانه، ولم يعمل بجوارحه كان مؤمنًا شرعًا عند الله- تعالى - ومقرّه الجنّة إن شاء الله»انتهى.
فاستغربتُ صُدور هذا الكلام، ونشرَه في مجلّتكم الغرّاء الحافلة بالمقالات العلميّة والأدبيّة النّافعة من جهتين:
إحداهما: صدوره مِن شخصيّةٍ كبيرةٍ تمثّل الوعظ والإرشاد في بلادٍ واسعةِ الأرجاء، كثيرة السّكّان.
والجهة الثّانية: نشره في مجلّتكم وسكوتكم عن التّعليق عليه، وهو كلامٌ - كما لا يخفى- فيه تفريطٌ وإفراطٌ:
تفريطٌ في جانب الدِّين، ودعوةٌ إلى الانسلاخ من شرائعه، وعدم التّقيّد بأحكامه.
وإفراطٌ في الإرجاء يظنُّ صاحبه أنّه على هدى، ويزعم أنّه بمجرّد التّصديق قد بلغ الذِّروة في الإيمان، حتّى قال بعضهم: إنّ إيمانه كإيمان أبي بكرٍ وعمرَ بناءً على هذا الأصل الفاسد، وهو أنّ الإيمان مجرّد التّصديق وأنّه لا يتفاضل!
ولاشكَّ أنّ هذا خلاف ما دلَّ عليه القرآن والسّنّة، وأجمع عليه سلف الأمّة.
وقد كتبتُ في ردّ هذا الباطل كلمةً مختصرةً تصلكم بِطَيِّهِ، فأرجو نَشرها في مجلّتكم، وأرجو أن تُلاحظوا ما يُنشر في المجلّة من المقالات الّتي يُخشى من نشرها هدم الإسلام، فتُريح الإسلام من شرّها والرّدّ عليها لأمرين:
أحدهما: أنّ نشر الباطل مِن غيرِ تعليقٍ عليه نوعٌ من ترويجه والدّعوة إليه.
والثّاني: أنّه قد يسمع الباطل مَن لا يسمع الرّدّ عليه فيغترّ به، ويَتبع قائله، وربّما سمعهما جميعًا فعشق الباطل وتمكّن من قلبه، ولم يَقْوَ الرّدُّ على إزالة ذلك مِن قلبه، فيبقى النّاشر للباطل شريكًا لقائله في إثمِ مَن ضلَّ به.
عصمني الله وإيَّاكم وسائرَ إخواننا مِن أسباب الضّلال والإضلال، وجعلنا وإيَّاكم مِن الهُداة المهتدين، وليكن على بالِ فضيلتكم ما ثبتَ في «الصّحيح» عن النّبيّ - صلى الله عليه وسلّم - أنّه قال: «مَن دعا إلى هُدى كان له مِن الأجر مثل أجور مَن تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئًا، ومَن دعا إلى ضلالةٍ كان عليه مِن الإثم مثل آثام مَن تبعه لا ينقص ذلك مِن آثامهم شيئًا».
والله أعلم، والسَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته».
تُرسل صورتُه لمحبّ الدّين» »اهـ.نقلاً من موقع مصابيح العلم تحت إشراف: الشَّيخ سمير سمراد - حفظه الله