فـائدة من كتاب
[ شرح قول ابن سيرين إن هذا العلم دين : للشيخ الدكتور : أحمد بن عمر بازمول ( 65/66 ) ]
[ شرح قول ابن سيرين إن هذا العلم دين : للشيخ الدكتور : أحمد بن عمر بازمول ( 65/66 ) ]
قال الإمام البربهاري - رحمه الله - في شرح السنة ص ( 61 ) : (( انظر رحمك الله كل من سمعت كلامه من أهل زمانك خاصة ، فلا تعجلن ! ولا تدخلن في شيء منه حتى تسأل وتنظر : هل تكلّم به أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أو أحد من العلماء ؟ فإن وجدت فيه أثر عنهم ، فتمسك به ولا تجاوزه لشيء ، ولا تختار عليه شيئا )) .
قال الشيخ صالح الفوزان - حفظه الله - معلقا على قول البربهاري :
هذا في وقت المؤلف المؤلف يكاد يكون معاصرًا للإمام أحمد ؛ لأنه من تلاميذ تلاميذه ، يقول : لا تعجل في قبول كلام أهل زمانك حتى تتثبت منه ! أين هو من عصرنا الآن ؟! عصر الأهواء وعصر الجهل .
هذه وصية عظيمة ! إذا أعجبك كلام من أحد في الدين ، أما الكلام الذي في أمور الدنيا ؛ فليس موضوع البحث ، لكن إذا أعجبك كلام في الدين فلا تعجل حتى تنظر فيه ، هل هو مؤسس على حق وأدلة ، أم من الرأس ومن الفكر ؟ فهذا غثاء كغثاء السيل اتركه ، أما إن كان مؤسساً ومؤصلاً على الكتاب والسنة فهذا حق . فلا تعجل في أخذ الكلام على عواهنه ، حتى ولو أعجبتك فصاحته وبلاغته وقوته وجزالته ، لا تعجل فيه حتى تنظر ، وتعرضه على الكتاب والسنة وتنظر من قاله هل هو فقيه أم ليس بفقيه ؟ حتى تسأل أهل العلم عنه ، وتنظر هل قاله أحد من السلف أو لم يقولوه ، فكلام الصحابة هو الميزان ؛ لأنهم تلاميذ الرسول صلى الله عليه وسلم ، فهم أقرب الناس إلى الحق ، ولهذا يوصون ويقولون : عليكم بالكتاب والسنة بفهم السلف الصالح ، لا تحدث فهمًا من عندك أو من عند المتأخرين .
تعليق