الحمدلله رب العالمين ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
أما بعد :
فيا أهـــل "برقة" هي نصيحة مني لكم وأنا من سكان برقة ،فأقول لكم لاخير في الفيدرالية بل هي شر .
الحل ليس في الفيدرالية فإن الفيدرالية لن تأتيَ لكم بحاكم عادل يسهر على أمنكم ورغد عيشكم ، فكما تكونون يا أهل ليبيا قاطبة يولى عليكم فهذه سنة الله عز وجل في كونه "ولن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا" ، فالله قال وقوله الحق :"وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون" .
فإن ظلمتم أنفسكم
وظلمتم إخوانكم وجيرانكم وزملائكم في العمل فلا تنتظرُنّ غير حاكم ظالم جائر يستأثر بخيرات البلاد وتأملوا بارك الله فيكم كلام العلامة ابن القيم في كتابه مفتاح دار السعادة لما قال:
"وتأمل حكمته تعالى في أن جعل حكام العباد وأمرائهم وولاتهم من جنس أعمالهم ، بل كأن أعمالهم ظهرت في صور ملوكهم وولاتهم :
-فإن استقاموا استقامت ملوكهم .
-وإن جاروا جارت ملوكهم وولاتهم .
- وإن ظهر فيكم المكر والخديعة فولاتهم كذلك .
_وإن منعوا حقوق الله لديهم وبخلوا بها ؛ منعت ملوكهم وولاتهم مالهم عندهم من الحق وبخلوا بها عليهم.
وليس في الحكمة الإلهية أن يولى على الأشرار الفجار إلا من يكون من جنس أعمالهم.
ولما كان الصدر الأول خيار القرون وأبرها ؛ كانت ولاتهم كذلك ، فحكمة الله تعالى تأبى أن يولى علينا في مثل هذه الأزمان مثل معاوية وعمر بن عبدالعزيز فضلا عن مثل أبي بكر وعمر " 1.
يا أهل برقة الحل تجدونه في قول الله سبحانه :" ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون ".
الحل في قوله جل وعلا :"ولينصرن الله من ينصره إن الله قوي عزيز * الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور".
فالواقع حاليا يشهد أن تشخيص الداء كان خطأً فضلا عما ظننتموه دواءً ، فعليكم مراجعة أنفسكم وكيف أنتم مع ربكم ، وهل أديتم حقه وماهي الحقوق التي عليكم وأعيدوا الحقوق إلى أهلها :
فالذي ظلم في الميراث والذي أخذ شبرا من الأرض بغير حقه وزعم أن هذا ملك لأجداده وهو ملك للدولة ، والذي سرق ماسرق من أموال الدولة والذي أكل الربا والذي انتهك الأعراض والذي عق والديه والذي يستهزأ بالحجاب والشعائر الظاهرة كاللحية وتقصير الثياب والذي هجر أهله وإخوانه من أجل حطام الدنيا كل أولئك فليتقوا الله وليعلموا أن الذنوب سبب لنزول العقوبات والجوائح السماوية والتوبة ترفع عنا المصائب والعقوبات وأن الفيدرالية لا ترفع عقوبة ولا تُنزل خيرا ، والله من وراء القصد وهو حسبي ونعم الوكيل .
كتبه : أبوالفداء أسامة بن علي الليبي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
1-نقلته بتصرف يسير (2/177-17
أما بعد :
فيا أهـــل "برقة" هي نصيحة مني لكم وأنا من سكان برقة ،فأقول لكم لاخير في الفيدرالية بل هي شر .
الحل ليس في الفيدرالية فإن الفيدرالية لن تأتيَ لكم بحاكم عادل يسهر على أمنكم ورغد عيشكم ، فكما تكونون يا أهل ليبيا قاطبة يولى عليكم فهذه سنة الله عز وجل في كونه "ولن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا" ، فالله قال وقوله الحق :"وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون" .
فإن ظلمتم أنفسكم
وظلمتم إخوانكم وجيرانكم وزملائكم في العمل فلا تنتظرُنّ غير حاكم ظالم جائر يستأثر بخيرات البلاد وتأملوا بارك الله فيكم كلام العلامة ابن القيم في كتابه مفتاح دار السعادة لما قال:
"وتأمل حكمته تعالى في أن جعل حكام العباد وأمرائهم وولاتهم من جنس أعمالهم ، بل كأن أعمالهم ظهرت في صور ملوكهم وولاتهم :
-فإن استقاموا استقامت ملوكهم .
-وإن جاروا جارت ملوكهم وولاتهم .
- وإن ظهر فيكم المكر والخديعة فولاتهم كذلك .
_وإن منعوا حقوق الله لديهم وبخلوا بها ؛ منعت ملوكهم وولاتهم مالهم عندهم من الحق وبخلوا بها عليهم.
وليس في الحكمة الإلهية أن يولى على الأشرار الفجار إلا من يكون من جنس أعمالهم.
ولما كان الصدر الأول خيار القرون وأبرها ؛ كانت ولاتهم كذلك ، فحكمة الله تعالى تأبى أن يولى علينا في مثل هذه الأزمان مثل معاوية وعمر بن عبدالعزيز فضلا عن مثل أبي بكر وعمر " 1.
يا أهل برقة الحل تجدونه في قول الله سبحانه :" ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون ".
الحل في قوله جل وعلا :"ولينصرن الله من ينصره إن الله قوي عزيز * الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور".
فالواقع حاليا يشهد أن تشخيص الداء كان خطأً فضلا عما ظننتموه دواءً ، فعليكم مراجعة أنفسكم وكيف أنتم مع ربكم ، وهل أديتم حقه وماهي الحقوق التي عليكم وأعيدوا الحقوق إلى أهلها :
فالذي ظلم في الميراث والذي أخذ شبرا من الأرض بغير حقه وزعم أن هذا ملك لأجداده وهو ملك للدولة ، والذي سرق ماسرق من أموال الدولة والذي أكل الربا والذي انتهك الأعراض والذي عق والديه والذي يستهزأ بالحجاب والشعائر الظاهرة كاللحية وتقصير الثياب والذي هجر أهله وإخوانه من أجل حطام الدنيا كل أولئك فليتقوا الله وليعلموا أن الذنوب سبب لنزول العقوبات والجوائح السماوية والتوبة ترفع عنا المصائب والعقوبات وأن الفيدرالية لا ترفع عقوبة ولا تُنزل خيرا ، والله من وراء القصد وهو حسبي ونعم الوكيل .
كتبه : أبوالفداء أسامة بن علي الليبي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
1-نقلته بتصرف يسير (2/177-17