بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى وصحبه أجمعين
أما بعد:
قال أبو معاذ حسن العراقي تحت قول الإمام أحمد في أصول السنة (وترك الخصومات والجلوس مع أصحاب الأهواء):
الواجب على المسلم ترك الشر والإبتعاد عن تعاطي أسبابه وقطع كل الذرائع الموصلة إليه.
قال تعالى: وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ{68} وَمَا عَلَى الَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْ حِسَابِهِم مِّن شَيْءٍ وَلَـكِن ذِكْرَى لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ{69} وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَهُمْ لَعِباً وَلَهْواً وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَذَكِّرْ بِهِ أَن تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ لَيْسَ لَهَا مِن دُونِ اللّهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ وَإِن تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لاَّ يُؤْخَذْ مِنْهَا أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُواْ بِمَا كَسَبُواْ لَهُمْ شَرَابٌ مِّنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُواْ يَكْفُرُونَ{70}
ومن الأسباب المؤدية إلى البدع : الجلوس مع أصحاب البدع ، ومجادلتهم بغير علم.
قال ابن كثير رحمه الله تعالى في شرحه للآية المتقدمة :
والمراد بهذا كلّ فرد، فرد من آحاد الأمة، ألا يجلس مع المكذبين الذين يحرفون آيات الله ويضعونها على غير مواضعها، فإن جلس أحد معهم ناسيًا { فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى } بعد التذكر { مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ }.
وكلام الإمام هنا يذكرنا بمجموعة من الفوائد ذكرها أهل العلم في كتبهم ومقالاتهم منها :
الفائدة الأولى:
معنى وحكم المجادلة وأنواعها:
قال الشيخ العثيمين رحمه الله تعالى في شرح لمعة الإعتقاد:
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى وصحبه أجمعين
أما بعد:
قال أبو معاذ حسن العراقي تحت قول الإمام أحمد في أصول السنة (وترك الخصومات والجلوس مع أصحاب الأهواء):
الواجب على المسلم ترك الشر والإبتعاد عن تعاطي أسبابه وقطع كل الذرائع الموصلة إليه.
قال تعالى: وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ{68} وَمَا عَلَى الَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْ حِسَابِهِم مِّن شَيْءٍ وَلَـكِن ذِكْرَى لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ{69} وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَهُمْ لَعِباً وَلَهْواً وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَذَكِّرْ بِهِ أَن تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ لَيْسَ لَهَا مِن دُونِ اللّهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ وَإِن تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لاَّ يُؤْخَذْ مِنْهَا أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُواْ بِمَا كَسَبُواْ لَهُمْ شَرَابٌ مِّنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُواْ يَكْفُرُونَ{70}
ومن الأسباب المؤدية إلى البدع : الجلوس مع أصحاب البدع ، ومجادلتهم بغير علم.
قال ابن كثير رحمه الله تعالى في شرحه للآية المتقدمة :
والمراد بهذا كلّ فرد، فرد من آحاد الأمة، ألا يجلس مع المكذبين الذين يحرفون آيات الله ويضعونها على غير مواضعها، فإن جلس أحد معهم ناسيًا { فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى } بعد التذكر { مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ }.
وكلام الإمام هنا يذكرنا بمجموعة من الفوائد ذكرها أهل العلم في كتبهم ومقالاتهم منها :
الفائدة الأولى:
معنى وحكم المجادلة وأنواعها:
قال الشيخ العثيمين رحمه الله تعالى في شرح لمعة الإعتقاد:
الجدال: مصدر جادل، والجدل منازعة الخصم للتغلب عليه، وفي القاموس الجدل: اللدد في الخصومة، والخصام: المجادلة فهما بمعنى واحد.
وينقسم الخصام والجدال في الدين إلى قسمين:
الأول: أن يكون الغرض من ذلك إثبات الحق وإبطال الباطل وهذا مأمور به إما وجوباً، أو استحباباً بحسب الحال لقوله تعالى: )ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن(.
الثاني: أن يكون الغرض منه التعنيت، أو الانتصار للنفس، أو للباطل فهذا قبيح منهي عنه لقوله تعالى: (ما يجادل في آيات الله إلا الذين كفروا(.
وقوله: (وجادلوا بالباطل ليدحضوا به الحق فأخذتهم فكيف كان عقاب). انتهي .
قال السعدي رحمه الله تعالى في التفسير)فى تفسيره الآية: (ما يجادل في آيات الله إلا الذين كفروا(. (:
يخبر تبارك وتعالى أنه ما يجادل في آياته إلا الذين كفروا والمراد بالمجادلة هنا، المجادلة لرد آيات الله ومقابلتها بالباطل، فهذا من صنيع الكفار، وأما المؤمنون فيخضعون لله تعالى الذي يلقي الحق ليدحض به الباطل.انتهى
@قال أبو العالية: آيتان ما أشدهما على الذين يجادلون في القرآن: "ما يجادل في آيات الله إلا الذين كفروا" و"إن الذين اختلفوا في الكتاب لفي شقاق بعيد".
انظر تفسير البغوي لهذه الآية.
وفرق الشيخ العثيمين رحمه الله تعالى بين المراء والجدال والمناقشة :
فقال رحمه الله تعالى:
فعندنا الآن : مراء وجدال ومناقشة.
المراء: أن يجادل لينتصر لقوله.
الجدال: أن يجادل لانتصار الحق.
المناقشة: قد يكون يناقش مع إستاذ لأجل أن يتبين له العلم.
انظر كتاب اللقاء المفتوح للشيخ العثيمين ، ومنهج الرسل في الدعوة إلى الله للشيخ الفوزان.
المصدر:
الفوائد العقدية والقواعد المنهجية المستنبطة من تأصيلات أصول السنة للإمام أحمد السلفية
للأخ / أبو معاذ حسن العراقي
قرأها وحث على نشرها وتدرسيها وأضاف إليها من نفائسه
الشيخ عبيد بن عبدالله الجابري
نقله /
أبو وائل فرج البدري
مساء ليلة الإربعاء
01 ذو الحجة 1433 هجرية
17 / 10 / 2012 ميلادي