السّؤال:
عفا الله عنكم،
ما نصيحتُكم لمن يقضي وقته من الحجّاج في تتبّع الآثار والأماكن والسّؤال عن بعضها كمبرك النّاقة ودار أبي أيّوب الأنصاريّ والبيت الذي وُلِد فيه النّبيّ –صلّى الله عليه وسلّم- وغار حراء وغيرها من الأمكان؟
الجواب:
هذا أتعب نفسه فيما لا يعود عليه بفائدة، بل رُبّما عاد عليه بالإثم؛ لأنّ تتبّع هذه الآثار إنّما هو شأن الأمم قبلنا –نسأل الله العافية والسّلامة-، وأصحاب النّبيّ –صلّى الله عليه وسلّم- ما فعلوا شيئًا من ذلك، وهذا المُسلِم وقته ثمين وقد جاء من بلاد بعيدة فعليه أن يستغلّه في ما يعود عليه بالفائدة، عليه أن يستغلّه بذكر الله جلّ وعلا؛ في قراءة القرآن والصّلاة في المسجدين النّوافل؛ ويتقرّب إلى الله سبحانه وتعالى بهذا وإن كان في بيت الله الحرام فإنّه يُكثر أيضًا من الطّواف، أمّا هذه الأماكن فلا تُشرع زيارتها، والذي شُرع زيارته فقط بمدينة النّبيّ –صلّى الله عليه وسلّم- هُو مسجد قُبَاء فإنّ الصّلاة فيه بأجر عُمرة (من تطهّر في بيته ثمّ أتى مسجد قُباء فصلّى فيه صلاةً كان له بأجر عُمرة) ثمّ يزور البقيع فيُسلِّم على أصحاب رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- فإنّ أكثر أصحاب النّبيّ –صلّى الله عليه وسلّم- مدفونون بالبقيع يُسلِّم عليهم ويدعو لهم ويستغفر لهم، وكذلك يستغفر لذنب البقيع من أموات المُسلمين فيقول: السّلام عليكم دار قومٍ مُؤمنين وإنّا إن شاء الله بكم لاحقون؛ نسأل الله لنا ولكم العافية؛ أنتم سلفنا ونحنُ لكم تَبع أو نحن بالأثر؛ نعم، أو يقول: السّلام عليكم أهل الدِّيار من المؤمنين والمسلمين وإنّا إن شاء الله بكم لاحقون؛ نسأل الله لنا ولكم العافية؛ ويستغفر لهم، والثّالث: يزور شهداء أحد؛ عمّ النّبيّ –صلّى الله عليه وسلّم- حمزة وعبد الله بن حرام والد جابر ومن معهما –رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم-، فيأتي شهداء أحد فيستغفر لهم ويدعو لهم فإنّ النّبيّ –صلّى الله عليه وسلّم- زارهم قبل وفاته –عليه الصّلاة والسّلام- ودعا لهم، هؤلاء يُشرَع أن يأتي إليهم ويدعو لهم ويستغفر لهم، وماعدا ذلك لا نعلم مكانًا من الأماكن لا في مدينة النّبيّ –صلّى الله عليه وسلّم- ولا بمكّة ليُزَار؛ لا الدّار التي يزعمون أنّه وُلِد فيها النّبيّ –صلّى الله عليه وسلّم- ولا غار حراء ولا جبل ثور فإنّ النّبيّ –صلّى الله عليه وسلّم- قد أعاده الله جلّ وعلا إلى مكّة عام الفتح وفتحها وأظهر فيها دين الإسلام ولم يذهب بعد ذلك إلى غار حراء يتعبّد فيه ولم يذهب إلى غار ثور الذي اختبأ فيه يوم أن كان مُهاجرًا –صلّى الله عليه وسلّم- فلم يذهب، بل غار حراء لم يدخُله من بعد ما أوحِيَ إليه وأُرسل –صلّى الله عليه وسلّم- فإنّه نُبِّئ باقرأ وأُرسل بالمُدّثر ﴿يَا أَيُّهَا المُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنْذِرْ﴾ فمن بعد ما أُرسل ما صحّ –صلّى الله عليه وسلّم- رجع إلى حار غراء يتعبّد فيه ولو كان هذا مشروعًا لفعله -صلّى الله عليه وسلّم- ولو مرّةً لم يثبت عنه، فهؤلاء قد أتعبوا أنفسهم فيما لا طائل تحته وضيّعوا أوقاتهم –نسأل الله العافية والسّلامة-.
فالذي نوصيهم به: أن يحفظوا أوقاتهم وأن يحموا دينهم فيصرفوا الوقت في النّافع من الطّاعات التي تعود عليهم بالخير ويحذروا الابتداع، نعم.
************************************************** ******
ملاحظة : وجه هذا السؤال لفضيلة الشيخ محمد بن هادي المدخلي- أثناء لقائه بأبنائه من مدينة كولونيا- ألمانيا- مسجد العلامة تقي الدين الهلالي رحمه الله تعالى- 26 ذي القعدة 1433هـ.
عفا الله عنكم،
ما نصيحتُكم لمن يقضي وقته من الحجّاج في تتبّع الآثار والأماكن والسّؤال عن بعضها كمبرك النّاقة ودار أبي أيّوب الأنصاريّ والبيت الذي وُلِد فيه النّبيّ –صلّى الله عليه وسلّم- وغار حراء وغيرها من الأمكان؟
الجواب:
هذا أتعب نفسه فيما لا يعود عليه بفائدة، بل رُبّما عاد عليه بالإثم؛ لأنّ تتبّع هذه الآثار إنّما هو شأن الأمم قبلنا –نسأل الله العافية والسّلامة-، وأصحاب النّبيّ –صلّى الله عليه وسلّم- ما فعلوا شيئًا من ذلك، وهذا المُسلِم وقته ثمين وقد جاء من بلاد بعيدة فعليه أن يستغلّه في ما يعود عليه بالفائدة، عليه أن يستغلّه بذكر الله جلّ وعلا؛ في قراءة القرآن والصّلاة في المسجدين النّوافل؛ ويتقرّب إلى الله سبحانه وتعالى بهذا وإن كان في بيت الله الحرام فإنّه يُكثر أيضًا من الطّواف، أمّا هذه الأماكن فلا تُشرع زيارتها، والذي شُرع زيارته فقط بمدينة النّبيّ –صلّى الله عليه وسلّم- هُو مسجد قُبَاء فإنّ الصّلاة فيه بأجر عُمرة (من تطهّر في بيته ثمّ أتى مسجد قُباء فصلّى فيه صلاةً كان له بأجر عُمرة) ثمّ يزور البقيع فيُسلِّم على أصحاب رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- فإنّ أكثر أصحاب النّبيّ –صلّى الله عليه وسلّم- مدفونون بالبقيع يُسلِّم عليهم ويدعو لهم ويستغفر لهم، وكذلك يستغفر لذنب البقيع من أموات المُسلمين فيقول: السّلام عليكم دار قومٍ مُؤمنين وإنّا إن شاء الله بكم لاحقون؛ نسأل الله لنا ولكم العافية؛ أنتم سلفنا ونحنُ لكم تَبع أو نحن بالأثر؛ نعم، أو يقول: السّلام عليكم أهل الدِّيار من المؤمنين والمسلمين وإنّا إن شاء الله بكم لاحقون؛ نسأل الله لنا ولكم العافية؛ ويستغفر لهم، والثّالث: يزور شهداء أحد؛ عمّ النّبيّ –صلّى الله عليه وسلّم- حمزة وعبد الله بن حرام والد جابر ومن معهما –رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم-، فيأتي شهداء أحد فيستغفر لهم ويدعو لهم فإنّ النّبيّ –صلّى الله عليه وسلّم- زارهم قبل وفاته –عليه الصّلاة والسّلام- ودعا لهم، هؤلاء يُشرَع أن يأتي إليهم ويدعو لهم ويستغفر لهم، وماعدا ذلك لا نعلم مكانًا من الأماكن لا في مدينة النّبيّ –صلّى الله عليه وسلّم- ولا بمكّة ليُزَار؛ لا الدّار التي يزعمون أنّه وُلِد فيها النّبيّ –صلّى الله عليه وسلّم- ولا غار حراء ولا جبل ثور فإنّ النّبيّ –صلّى الله عليه وسلّم- قد أعاده الله جلّ وعلا إلى مكّة عام الفتح وفتحها وأظهر فيها دين الإسلام ولم يذهب بعد ذلك إلى غار حراء يتعبّد فيه ولم يذهب إلى غار ثور الذي اختبأ فيه يوم أن كان مُهاجرًا –صلّى الله عليه وسلّم- فلم يذهب، بل غار حراء لم يدخُله من بعد ما أوحِيَ إليه وأُرسل –صلّى الله عليه وسلّم- فإنّه نُبِّئ باقرأ وأُرسل بالمُدّثر ﴿يَا أَيُّهَا المُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنْذِرْ﴾ فمن بعد ما أُرسل ما صحّ –صلّى الله عليه وسلّم- رجع إلى حار غراء يتعبّد فيه ولو كان هذا مشروعًا لفعله -صلّى الله عليه وسلّم- ولو مرّةً لم يثبت عنه، فهؤلاء قد أتعبوا أنفسهم فيما لا طائل تحته وضيّعوا أوقاتهم –نسأل الله العافية والسّلامة-.
فالذي نوصيهم به: أن يحفظوا أوقاتهم وأن يحموا دينهم فيصرفوا الوقت في النّافع من الطّاعات التي تعود عليهم بالخير ويحذروا الابتداع، نعم.
************************************************** ******
ملاحظة : وجه هذا السؤال لفضيلة الشيخ محمد بن هادي المدخلي- أثناء لقائه بأبنائه من مدينة كولونيا- ألمانيا- مسجد العلامة تقي الدين الهلالي رحمه الله تعالى- 26 ذي القعدة 1433هـ.