بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى وصحبه أجمعين
أما بعد:
قال أبو معاذ حسن العراقي :
الفائدة الرابعة:
أسباب البدع
قال الشيخ الفوزان حفظه الله تعالى:
فالأسباب التي أدت إلى ظهور البدع تتلخص في الأمور التالية:
الجهل بأحكام الدين، إتباع الهوى، التعصب للآراء و الأشخاص، التشبه بالكفار (1).
المصدر:
الفوائد العقدية والقواعد المنهجية المستنبطة من تأصيلات أصول السنة للإمام أحمد السلفية
للأخ / أبي معاذ حسن العراقي
قرأها وحث على نشرها وتدرسيها وأضاف إليها من نفائسه
الشيخ عبيد بن عبدالله الجابري
وهذا كلام الشيخ الفوزان فى كتابه عقيدة التوحيد :
مما لا شك فيه أن الإعتصام بالكتاب والسنة فيه منجاة من الوقوع في البدع والضلال، قال تعالى: {وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ }الأنعام153
و قد وضح ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ قال: خَطَّ لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطًا فقال: " هذا سبيل الله " ثم خط خطوطًا عن يمينه، وعن شماله ثم قال: " وهذه سبل، على كل سبيل منها الشيطان يدعو إليه " ثم تلا: {وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ }. [رواه أحمد و ابن حبان والحاكم و غيرهم. ](2)
فمن أعرض عن الكتاب والسنة؛ تنازعته الطرق المضللة، و البدع المحدثة.
فالأسباب التي أدت إلى ظهور البدع تتلخص في الأمور التالية:
الجهل بأحكام الدين، إتباع الهوى، التعصب للآراء و الأشخاص، التشبه بالكفار و تقليدهم، و نتناول هذه الأسباب بشيء من التفصيل:
أ ـ الجهل بأحكام الدين:
كلما امتد الزمن، وبعد الناس عن آثار الرسالة؛ قل العلم وفشى الجهل، كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: " من يعش منكم فسيرى اختلافًا كثيرًا " [من حديث رواه أبو داود و الترمذي و قال: حديث حسن صحيح. ](3)، وقوله: " إن الله لا يقبض العلم انتزاعًا ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق علمًا اتخذ الناس رؤوسًا جهالًا، فسئلوا فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا ". [جامع بيان العلم و فضله لابن عبد البر (1 / 180 ). ](4)
فلا يقاوم البدع إلا العلم والعلماء، فإذا فقد العلم و العلماء أتيحت الفرصة للبدع أن تظهر و تنتشر، و لأهلها أن ينشطوا.
ب ـ إتباع الهوى:
من أعرض عن الكتاب و السنة اتبع هواه، كما قال تعالى:
{فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ }القصص50 }.
وقال تعالى: {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ }الجاثية23
و البدع إنَّما هي نسيجُ الهوى المتَّبع.
جـ ـ التعصب للآراء و الرجال:
التعصب للآراء و الرجال يحول بين المرء وإتباع الدليل، و معرفة الحق، قال تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا }البقرة170 و هذا هو الشأن في المتعصبين اليوم، من بعض أتباع المذاهب الصوفية و القبوريين، إذا دعوا إلى إتباع الكتاب و السنة، و نبذ ما هم عليه مما يخالفهما؛ احتجوا بمذاهبهم، و مشائخهم و آبائهم و أجدادهم.
د ـ التشبه بالكفار:
و هو من أشد ما يوقع في البدع، كما في حديث أبي واقد الليثي قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حنين، و نحن حدثاء عهد بكفر، و للمشركين سدرة يعكفون عندها و ينوطون بها أسلحتهم، يقال لها: ذات أنواط، فمررنا بسدرة فقلنا: يا رسول الله: اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الله أكبر، إنها السنن ! قلتم ـ والذي نفسي بيده ـ كما قالت بنو إسرائيل لموسى: { اجْعَل لَّنَا إِلَـهاً كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ }الأعراف138 لتركبن سنن من قبلكم ". [رواه الترمذي و صححه. ](5)
ففي هذا الحديث: أن التشبه بالكفار هو الذي حمل بني إسرائيل أن يطلبوا هذا الطلب القبيح، و هو أن يجعل لهم آلهة يعبدونها، و هو الذي حمل بعض أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أن يسألوه أن يجعل لهم شجرة يتبركون بها من دون الله، و هذا نفس الواقع اليوم، فإن غالب الناس من المسلمين، قلدوا الكفار في عمل البدع و الشركيات، كأعياد الموالد، و إقامة الأيام و الأسابيع لأعمال مخصصة، و الاحتفال بالمناسبات الدينية و الذكريات، و إقامة التماثيل، و النصب التذكارية، و إقامة المآتم، و بدع الجنائز، و البناء على القبور، وغير ذلك.
نقله /
أبو وائل فرج البدري
مساء ليلة الإربعاء
23 ذى القعدة1433 هجرية
9 / 10 / 2012 ميلادي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)راجع كتاب عقيدة التوحيد للشيخ الفوزان حفظه الله تعالى .
(2)حسنه الألباني فى مشكاة المصابيح .
(3)صححه الألباني في سنن ابن ماحه حديث رقم 43 ، وصحيح الترغيب والترهيب حديث رقم 37 ، وتخريج مشكلة الفقر حديث رقم 92 ، وإصلاح المساجد من حديث العرباض بن سارية رضى الله عنه .
(4) صححه الألباني في صحيح الجامع حديث رقم: 1854 ، وسنن ابن ماجه حديث رقم: 52 ، وجامع الترمذي حديث رقم: 2652 ، و مشكاة المصابيح وقال متفق عليه حديث رقم: 206 ، من حديث ابن عمرو بن العاص رضى الله عنهما .
(5)صححه الألباني فى جامع الترمذى حديث رقم 2180 ، مشكاة المصابيح حديث رقم 5408 ، وظلال الجنة حديث رقم 86 ، من حديث أبي واقد الليثي رضى الله عنه .
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى وصحبه أجمعين
أما بعد:
قال أبو معاذ حسن العراقي :
الفائدة الرابعة:
أسباب البدع
قال الشيخ الفوزان حفظه الله تعالى:
فالأسباب التي أدت إلى ظهور البدع تتلخص في الأمور التالية:
الجهل بأحكام الدين، إتباع الهوى، التعصب للآراء و الأشخاص، التشبه بالكفار (1).
المصدر:
الفوائد العقدية والقواعد المنهجية المستنبطة من تأصيلات أصول السنة للإمام أحمد السلفية
للأخ / أبي معاذ حسن العراقي
قرأها وحث على نشرها وتدرسيها وأضاف إليها من نفائسه
الشيخ عبيد بن عبدالله الجابري
وهذا كلام الشيخ الفوزان فى كتابه عقيدة التوحيد :
مما لا شك فيه أن الإعتصام بالكتاب والسنة فيه منجاة من الوقوع في البدع والضلال، قال تعالى: {وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ }الأنعام153
و قد وضح ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ قال: خَطَّ لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطًا فقال: " هذا سبيل الله " ثم خط خطوطًا عن يمينه، وعن شماله ثم قال: " وهذه سبل، على كل سبيل منها الشيطان يدعو إليه " ثم تلا: {وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ }. [رواه أحمد و ابن حبان والحاكم و غيرهم. ](2)
فمن أعرض عن الكتاب والسنة؛ تنازعته الطرق المضللة، و البدع المحدثة.
فالأسباب التي أدت إلى ظهور البدع تتلخص في الأمور التالية:
الجهل بأحكام الدين، إتباع الهوى، التعصب للآراء و الأشخاص، التشبه بالكفار و تقليدهم، و نتناول هذه الأسباب بشيء من التفصيل:
أ ـ الجهل بأحكام الدين:
كلما امتد الزمن، وبعد الناس عن آثار الرسالة؛ قل العلم وفشى الجهل، كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: " من يعش منكم فسيرى اختلافًا كثيرًا " [من حديث رواه أبو داود و الترمذي و قال: حديث حسن صحيح. ](3)، وقوله: " إن الله لا يقبض العلم انتزاعًا ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق علمًا اتخذ الناس رؤوسًا جهالًا، فسئلوا فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا ". [جامع بيان العلم و فضله لابن عبد البر (1 / 180 ). ](4)
فلا يقاوم البدع إلا العلم والعلماء، فإذا فقد العلم و العلماء أتيحت الفرصة للبدع أن تظهر و تنتشر، و لأهلها أن ينشطوا.
ب ـ إتباع الهوى:
من أعرض عن الكتاب و السنة اتبع هواه، كما قال تعالى:
{فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ }القصص50 }.
وقال تعالى: {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ }الجاثية23
و البدع إنَّما هي نسيجُ الهوى المتَّبع.
جـ ـ التعصب للآراء و الرجال:
التعصب للآراء و الرجال يحول بين المرء وإتباع الدليل، و معرفة الحق، قال تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا }البقرة170 و هذا هو الشأن في المتعصبين اليوم، من بعض أتباع المذاهب الصوفية و القبوريين، إذا دعوا إلى إتباع الكتاب و السنة، و نبذ ما هم عليه مما يخالفهما؛ احتجوا بمذاهبهم، و مشائخهم و آبائهم و أجدادهم.
د ـ التشبه بالكفار:
و هو من أشد ما يوقع في البدع، كما في حديث أبي واقد الليثي قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حنين، و نحن حدثاء عهد بكفر، و للمشركين سدرة يعكفون عندها و ينوطون بها أسلحتهم، يقال لها: ذات أنواط، فمررنا بسدرة فقلنا: يا رسول الله: اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الله أكبر، إنها السنن ! قلتم ـ والذي نفسي بيده ـ كما قالت بنو إسرائيل لموسى: { اجْعَل لَّنَا إِلَـهاً كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ }الأعراف138 لتركبن سنن من قبلكم ". [رواه الترمذي و صححه. ](5)
ففي هذا الحديث: أن التشبه بالكفار هو الذي حمل بني إسرائيل أن يطلبوا هذا الطلب القبيح، و هو أن يجعل لهم آلهة يعبدونها، و هو الذي حمل بعض أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أن يسألوه أن يجعل لهم شجرة يتبركون بها من دون الله، و هذا نفس الواقع اليوم، فإن غالب الناس من المسلمين، قلدوا الكفار في عمل البدع و الشركيات، كأعياد الموالد، و إقامة الأيام و الأسابيع لأعمال مخصصة، و الاحتفال بالمناسبات الدينية و الذكريات، و إقامة التماثيل، و النصب التذكارية، و إقامة المآتم، و بدع الجنائز، و البناء على القبور، وغير ذلك.
نقله /
أبو وائل فرج البدري
مساء ليلة الإربعاء
23 ذى القعدة1433 هجرية
9 / 10 / 2012 ميلادي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)راجع كتاب عقيدة التوحيد للشيخ الفوزان حفظه الله تعالى .
(2)حسنه الألباني فى مشكاة المصابيح .
(3)صححه الألباني في سنن ابن ماحه حديث رقم 43 ، وصحيح الترغيب والترهيب حديث رقم 37 ، وتخريج مشكلة الفقر حديث رقم 92 ، وإصلاح المساجد من حديث العرباض بن سارية رضى الله عنه .
(4) صححه الألباني في صحيح الجامع حديث رقم: 1854 ، وسنن ابن ماجه حديث رقم: 52 ، وجامع الترمذي حديث رقم: 2652 ، و مشكاة المصابيح وقال متفق عليه حديث رقم: 206 ، من حديث ابن عمرو بن العاص رضى الله عنهما .
(5)صححه الألباني فى جامع الترمذى حديث رقم 2180 ، مشكاة المصابيح حديث رقم 5408 ، وظلال الجنة حديث رقم 86 ، من حديث أبي واقد الليثي رضى الله عنه .