الحمدُ للهِ وكفَى، وسلامٌ علَى عِبادهِ الذينَ اصطفَى، وبعدُ:
فكلُّ مَا هوَ كائنٌ منِّي مِنَ المراجعاتِ والتقويمِ للفصائلِ الإسلاميَّةِ المختلفةِ؛ من الإخوانِ المسلمينَ والسلفيينَ وغيرِهم، إنَّمَا هوَ من بابِ الأمرِ بالمعروفِ والنهيِ عن المنكرِ، وكلُّ تَفَاوُتٍ في ذلكَ من شِدَّةٍ ولِينٍ، وتصْرِيحٍ وتلوِيحٍ، فهوَ من هذهِ البَابَةِ.
والغرضُ من ذلك كلِّهِ هو الغرضُ من الدعوةِ عندَ الدعاةِ كُلِّهِم؛ وهو إقامةُ دينِ اللهِ في أرضهِ على خلقهِ، وتحكيمُ شرعهِ تعالى في عبادِهِ، وهذا متفقٌ عليهِ بينَ الجميعِ.
وكلُّ محاولةٍ لتوظيفِ ذلكَ التقويمِ والأمرِ والنهيِ الشرعِيَّيْنِ في غيرِ ما هُوَ لهُ، هيَ مُحاوَلةٌ مُجَانِبَةٌ للصَّوابِ، وهيَ من نَقِيضِ الصِّدْقِ، وهيَ تحريفٌ للكَلِمِ عن مواضِعِهِ، وأنا منهَا بريءٌ.
والغَايَةُ التي يتوَخَّاهَا الإسلاميون في الجملةِ هيَ: الحكمُ بمَا أنزلَ اللهُ تعالى، وهو أمرٌ معلومٌ من الدينِ بالضرورةِ، ويلزمُ كلَّ مُسلمٍ أنْ يسعَى لإقامَتِهِ وتحصِيلِهِ بحَسَبِ ما آتاهُ اللهُ تعالى من عِلْمٍ وقُدْرَةٍ، والمُراجَعَةُ والتَّقْوِيمُ لأجلِ ذلكَ وحدَهُ، لَا لِغَيرهِ، واللهُ المُستعَانُ.
وصَلَّى اللهُ وسلَّمَ علَى نبِيِّنا مُحمَّد وعلَى آلهِ وصحبِهِ أجمعِينَ.
وكَتَبَ:
أبو عبد الله محمد بن سعيد بن رسلان
الاثنين: 22/ 11/ 1433هـ
8/10/2012م