زعموا بِأَنَّ أَحَد المُفتينَ قَديماً عرَضَ لهُ سَفرٌ فَأنابَ عنهُ أباهُ وأبُوهُ يعلَم أنهُ لا يصلُح لِيَجلِسَ في مَجلِس الإفتاء
فَقَالَ لهُ يا أبتِي كيفَ هذا ، قالَ مَا علَيك أنا أعطِيك نِظام وقاعِدة حتى تَسَّلَك حَالَك بينَما أعودُ إليك
قالَ ما هو ؟
قالَ كُلَّما جاءَك سائِل يَسألُكَ عن أيِّ مسأَلة فأنتَ لا تَحشُر حالَك في زُمرَة العُلماء وإنَّما قُل في المسألَةِ قولانِ كُلَّما جاءَكَ سائِل
يا سِيدِي الشِّيخ ( كما قالَ هذا السائِل ) :
رجُل انتَقض وضوءهُ في الصلاة فهَل بَطَلَت صلاتُه وَلاَّ يَذهَب ويَتوضأ ويبني عَليها الجواب في المَسألَة اللي قبلَها
صوت آخر : حاضر ، الشيخ : انتهى الأَمر .
أنا طلّقت زوجتي قُلت كذا وكذا ، طَلُقَت أو لا تزال في عِصمتي في المَسألةِ قولانِ .
بِنتي زَوَّجَت نفسَها بِنفسِها بِغير إذنِ وليِّها فنِكاحُها صحيح ولاَّ باطِل في المسألةِ قولان وهكذا
قال لأبيه جزاكَ الله خير وانطَلَق وجلَس هو وبدأَ الناس يَتَوافَدونَ عليه كالعادة والمُفتي الوَكيل لا يحِيد عن هذا الجَواب حتى انتَبه أحَد
الأذكِياء أنَّ هذا الرَجُل جاهِل ولا إيش معنى كُل مسألة مِن المسائِل قولان فَدسَّ في ذِهن أحَدِهِم قال اسأَلهُ قُل لهُ أفي اللهِ شكٌ ؟ قالَ
لهُ وهُو لا يدري ( ... ) قالَ لهُ يا سيدي الشيخ أفي اللهِ شَكٌ ؟ قال في المسألةِ قولان .
لكِن الحقيقة هذهِ نُكتة قد تَكون خُرافة لكِنَّها تُمثِّلُ واقِعاً مُؤلِماً وواقِعاً مِن ناسٍ يَظنُّ جَماهِيرُ الناس بِأنَّهُم أهلُ عِلمٍ وأهلُ فِقهٍ وهم
الذينَ يُسمُّونَ بِتعريف الزمان بالدكَاتِرة .
قـــام بتفريغـــها
حيـــــدر
تعليق