تهنئة العيد
أيها الأحبة:السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحببت أن أذكركم بهذه المناسبة العطرة الطيبة،وأقول لكم:
تقبل الله منا ومنكم صالح العمل وأحسنه؛
أخلصه وأصوبه.
وهذا أيها الأحبة:بعد أن نجتهد في العمل الصالح بكل أنواعه ونحرص على إتمام وإكمال وإتقان وتحسين هذا العمل الذي نرجوا بره وخيره بعد أن يقبله المولى تعالى منا.
وهكذا كان ديدن السلف الصالح وحالهم يهتمون بقبول عملهم ويخافون أن يرده الله تعالى عليهم بعد أن يسابقوا ويسارعوا وينافسوا في التلبس بكل فضيلة وعمل يكرمهم الرب به جزيل العطاء في دار البقاء.
ومن وصاياهم-رضوان الله عليهم-:
(من فتح له باب خير فلينتهزه فإنه لا يعلم متى يغلق دونه).
فليكن هذا في بالكم،ولا تنسوا ما حثوكم أليه وأرشدوكم إلى التمسك به حين قال لكم أحدهم وهو علي-رضي الله عنه-:
(كونوا لقبول العمل أشد اهتماماً منكم بالعمل،ألم تسمعوا الله عز وجل يقول:{إنما يتقبل الله من المتقين}).
ثم أسمعوا ما قالت عائشة-رضي الله عنها-:
(سألت رسول الله-صلى الله عليه وسلم-عن هذه الآية:
{والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة}
قالت عائشة:أهم الذين يشربون الخمر ويسرقون؟
قال: لا يا بنت الصديق،ولكنهم الذين يصومون ويصلون ويتصدقون وهم يخافون ألا تقبل منهم{أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون}).
فيوم العيد من أعظم الأيام عند الله تعالى فلا تكن من الغافلين عن فضله وخيره وجلالة شأنه،
ف((خير الأيام عند الله يوم النحر،وهو يوم الحج الأكبر))،كما قال ذلك ابن القيم،وفي سنن أبي داود أن النبي-صلى الله عليه وسلم-قال:
((أن أعظم الأيام عند الله يوم النحر،ثم يوم القر)).
فاحرصوا أخوتي الطيبون على إدراك هذا الفضل والخير المودوع في هذه الأيام العظيمة بطاعة ربكم وحسن عبادته والدخول في مراضيه والبعد عن كل ما يسخطه ويغضبه.
ثم أجعلوا العيد فرصة طيبة للمحبة والتواصل وترك التقاطع والتدابر،
ولا تنسوا أخواناً لكم في سائر المعمورة ينتظرون منكم أول ما ينتظرون دعائكم لهم بظهر الغيب فإن حالهم وأحوالهم كلها أنات وتوجعات وهموم وغموم وجوع وعري ومرض،عافاكم المولى وابتلاهم،فلا تنسوهم ولا تبخلوا عليهم بهذا فأنتم أخونهم الطيبون.
قال ابن القيم-رحمه الله-:
هذا ونصر الدين فرض لازم***لا للكفاية بل على الأعيان
بيد وإما باللسان فإن عجزت***فبالتوجه والدعا بجنان
ما بعد ذا والله للإيمان حبة***خردل يا ناصر الإيمان
ثم لا تنسوا واجب شكر النعم وما خولكم المولى به من فضل وكرم.
وأخيراً نسأل المولى الرحمن الرحيم أن يتقبل منا ومنكم سائر الأعمال،
وأن يجعل هذا العيد عيداً سعيداً بصلاح أحوالنا ظاهراً وباطناً مع ربنا ومولانا ومع أنفسنا ومع سائر عباد الله المخلصين.
تقبل الله منا ومنكم صالح العمل وأحسنه؛
أخلصه وأصوبه.
أخوكم المحب:عماد بن زكلاب بن محمد الحديدي
تعليق