وعليكم السلام ورحمة الله هذا موقفنا وما يجب على كل مسلم اتجاه هذه الهجمات الشرسة ضد نبينا وديننا ..سئل الشيخ صالح الفوزان هذا السؤال :- ما الواجب علينا تجاه دولة الدنمارك التي تكرّر منها الاستهزاء برسولنا - صلى الله عليه و سلم - و هل تنصحنا يا شيخ بمقاطعة منتجاتهم ؟الجواب : الواجب علينا مع الكفّار عموماً و مع من تطاول على نبينا و شريعتنا خصوصاً أن نرد عليهم و أن نُبطل شُبُهاتهم و أن نذكر ما عندهم من المعايب، لا نعيب دينهم لكن نعيب ما أحدثوه وما غيروا به و ما بدّلوه قال الله - سبحانه و تعالى - : {{ قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ }} المائدة : 60 .فنحن نردّ عليهم بما عندهم من المخازي التي هم لا يُنكرونها والتي تفضحهم ، لا نكذب عليهم و إنما نذكر ما عندهم من المخازي التي ذكرها الله في القرآن عنهم و ذكرها الرسول - صلى الله عليه و سلم - و التي أنكرها عليهم أنبياؤهم و علماؤهم حتى يفتضحوا .و أما المُقاطعة التجاريّة فهذه من السياسة الشرعيّة ترجع إلى وليِّ الأمر فإذا أمر و ليِّ الأمر بمقاطعتهم، قاطعناهم هذه من صلاحيّات و ليِّ الأمر لتكون المقاطعة جماعيّة أمّا إذا كانت المُقاطعة فرديّة فإنها لا تضرّ و لا تؤثر . فضيلة الشيخ - وفقكم الله - كيف نجعل الدفاعَ عن النبيِّ - صلى الله عليه و سلم - مضبوطاً بضوابط الشرع و هل المظاهرات و سيلة شرعية؟ - بارك الله فيكم –.لجواب : الرد على أعداء الرسول - صلى الله عليه و سلم - يكون على ضوء ما جاء في كتاب الله و في سُنّة رسول الله - صلى الله عليه و سلم - و لا نُحدث ضوابط من عندنا أو مصطلحات من عندنا و لا نبتدع أشياء لم تكن موجودة من قبل كالمظاهرات و الهتافات و ما أشبه ذلك . وأضيف على جواب الشيخ حفظه الله – ليس استدراكا عليه وإنما بيانا وتوضيحا لمقاله حتى تكتمل الرؤية .فأقول : إن الاستهزاء بالأنبياء والسخرية منهم ليس وليد الساعة فقد سخر من الكثير من الأنبياء والرسل وهذا نوح أولهم فقد أخبرنا الله تعالى بقوله عن ذلك فقال تعالى :(( ويَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلأٌ مِّن قَوْمِهِ سَخِرُواْ مِنْهُ قَالَ إِن تَسْخَرُواْ مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ)) (هود : 3.ويواسي الله تعالى رسوله قائلا له {وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُواْ مِنْهُم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ)) (الأنعام : 10).وإذا كان الأمر كذلك وهذه سنة أعداء الله مع رسله فقد أمره الله بالصدع بالحق والمضي فيما أرسل من اجله وعدم الالتفات لهم فقال تعالى :{{ فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ (94) إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ (95) الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (96) وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ (97) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ (9وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ}}
قال السعدي في تفسيره لهذه الآية ثم أمر الله رسوله أن لا يبالي بهم ، ولا بغيرهم ، وأن يصدع بما أمر الله ، ويعلن بذلك لكل أحد ولا يعوقنه عن أمر عائق ولا تصده أقوال المتهوكين . وقوله : وأعرض عن المشركين ؛ أي لا تبال بهم ، واترك مشاتمتهم ومسابتهم مقبلا على شأنك . {{إنا كفيناك المستهزئين}}.بك وبما جئت به ، وهذا وعد من الله لرسوله ، أن لا يضره المستهزئون ، وأن يكفيه الله إياهم بما شاء من أنواع العقوبة . وقد فعل تعالى ، فإنه ما تظاهر أحد بالاستهزاء برسول الله صلى الله عليه وسلم وبما جاء به ، إلا أهلكه الله ، وقتله شر قتله .وليس من شك أن السخرية من الرسول والاستهزاء به كفر يستحق صاحبه القتل ، ولكن ذلك ليس لآحاد المسلمين بل لولي أمرهم ، ويتبين ذلك أي عظم هذا الجرم وأنه أعظم من مجرد الردة في القصة التي أخرجها البخاري ومسلم ، فقد روى البخاري في صحيحه عن عبد العزيز بن صهيب عن أنس قال: "كان رجل نصرانيا فأسلم وقرأ البقرة وآل عمران وكان يكتب للنبي صلى الله عليه وسلم فعاد نصرانيا فكان يقول : لا يدري محمد إلا ما كتبت له فأماته الله فدفنوه فأصبح وقد لفظته الأرض فقالوا: هذا فعل محمد وأصحابه نبشوا عن صاحبنا فألقوه فحفروا له واعمقوا في الأرض ما استطاعوا فأصبح وقد لفظته الأرض فعلموا أنه ليس من الناس فألقوه".
ورواه مسلم من حديث سليمان بن المغيرة عن ثابت عن أنس قال: "كان منا رجل من بني النجار قد قرأ البقرة وآل عمران وكان يكتب للنبي صلى الله عليه وسلم فانطلق هاربا حتى لحق بأهل الكتاب قال: فرفعوه قالوا: هذا قد كان يكتب لمحمد فأعجبوا به فما لبث أن قصم الله عنقه فحفروا له فواروه فأصبحت الأرض قد نبذته على وجهها ثم عادوا فحفروا له فواروه فأصبحت الأرض قد نبذته على وجهها فتركوه منبوذا".قال شيخ الإسلام ابن تيمية : فهذا الملعون الذي افترى على النبي صلى الله عليه وسلم أنه ما كان يدري إلا ما كتب له قصمه الله وفضحه بأن أخرجه من القبر بعد أن دفن مرارا وهذا أمر خارج عن العادة يدل كل أحد على أن هذا عقوبة لما قاله وأنه كان كاذبا إذ كان عامة الموتى لا يصيبهم مثل هذا وأن هذا الجرم أعظم من مجرد الارتداد إذ كان عامة المرتدين يموتون ولا يصيبهم مثل هذا.ونظير هذا ما حدثناه أعداد من المسلمين العدول أهل الفقه والخبرة عما جربوه مرات متعددة في حصر الحصون والمدائن التي بالسواحل الشامية لما حصر المسلمون فيها بني الأصفر في زماننا قالوا: كنا نحن نحصر الحصن أو المدينة الشهر أو أكثر من الشهر وهو ممتنع علينا حتى نكاد نيأس منه حتى إذ تعرض أهله لسب رسول الله صلى الله عليه وسلم والوقيعة في عرضه فعجلنا فتحة وتيسر ولم يكد يتأخر إلا يوما أو يومين أو نحو ذلك ثم يفتح المكان عنوة ويكون فيهم ملحمة عظيمة قالوا: حتى إن كنا لنستبشر بتعجيل الفتح إذا سمعناهم يقعون فيه مع امتلاء القلوب غيظا عليهم بما قالوا فيه.وهكذا حدثني بعض أصحابنا الثقات أن المسلمين من أهل المغرب حالهم مع النصارى كذلك ومن سنة الله أن يعذب أعداءه تارة بعذاب من عنده وتارة بأيدي عباده المؤمنين. الصارم المسلول على شاتم الرسول (ص: 116- 117).فالواجب علينا نصرة النبي صلى الله عليه وسلم في أنفسنا وأهلينا بالإيمان به وبما جاء به ، وأن نعظم ذلك في أنفسنا ، بتوقيره وتعزيره ، ونعمل به ، وأن نحب النبي -صلى الله عليه وسلم - حبا جما أكثر من أنفسنا وآباءنا وأبنائنا وذلك بطاعته والإقتداء به ، والمسارعة للأخذ بما جاءنا به ، استجابة لما يحينا ، وأن نحكم شريعته والأخذ بأوامره واجتناب نواهيه واتباع سنته وتعظيمها في نفوسنا ونُعلم ذلك أهالينا من الآباء والأبناء ، والإخوة والأخوات والأقارب وندرس سيرته ، وندعو المسلمين ومن نستطيع الوصول إليهم إلى هذه الأمور التي ذكرتها ، مع الحفاظ على الواجبات من تحقيق التوحيد الذي كان يدعو إليه والذي أرسل من أجله ، والحفاظ على الصلوات التي أوصى بها والجماعة والجمعة ، والدعوة إلى توحيد صفوفنا ، حتى نكون صفا واحدا كالبنيان المرصوص ، ونسعى لنشر المودة والرحمة بيننا ، حتى نكون كما وصفنا وأن نوثق الولاية والنصرة التي جعلها الله بين المسلمين ، ونظهر البراء والعداء الكافرين ، وإظهار ما عندهم من الباطل والشبه بالحج والبراهين ، كما قال الشيخ حفظه الله ، ونتخلق بأخلاقه التي أدبه ربه بها ونظره لهم فضائل ديننا وما فيه من أخلاق سامية يفتقدونها ، كما ينبغي أن نظهر لهم الوسطية التي جاء بها صلى الله عليه وسلم ، ووصف الله بها هذه الأمة ، وانه ليس من ديننا الإفراط والغلو ، والتفريط والتمييع ، فديننا هو خير الأديان وأفضلها ونبينا هو خير الأنبياء وأمتنا هي خير الأمم وذلك بتمسكها بكتاب ربها وسنة نبيها والوسطية التي كان عليها نبينا وصحابته من إفراط ولا تفريط .وعلينا إذا عجزت الأمة في مجموعها من قتال أولئك الكفار ، لأنها متفرقة مختلفة ضعيفة ، فإن الدعاء من أعظم سلاح المؤمنين ، فعلينا أن نرفع أكف الضراعة ، والاضطرار إلى العزيز القهار الذي يجيب المضطر إذا دعاه ، ويكشف السوء ، فنصرة النبي تكون بنصرة الله ونصرة دينه ، وسنة نبيه في أنفسنا ، قال تعالى :{{ إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم }} والله تعالى لا ينصرنا بالشعارات الجوفاء ، ولا بالوسائل غير المشروعة التي جاء بها أولئك الكفرة ممن ينالون من ربنا سبحانه ونبينا وديننا ، فالمظاهرات والمسيرات ، والاعتصامات ، والهتافات ودعوى المقاطعة ، والحرق للرايات (( الأعلام )) فهو ليس من شرعنا ولا من سنة محمد صلى الله عليه وسلم ، ولا من هدي أصحابه خير البشر ، فإذا ضعفنا فما علينا إلا الصبر واللجوء إلى الله تعالى والتضرع بصدق ، ونحاول ما استطعنا إصلاح أنفسنا ونصرة ديننا على مراد الله ومراد رسوله بفهم سلفنا الصالح في أنفسنا قبل غيرنا ، فإذا فعلنا أنجز الله لنا ما وعدنا به ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ...أما والحالة هذه من ذل وهوان وبعد عن الله وعن شرعه ، وعن سنة نبيه ، وتمييع دينه ، أو إظهاره على غير وجهه المراد لله كما يفعله خوارج العصر وأهل التكفير من الاغتيالات والتفجير في المستأمنين ، والأبرياء، والمسلمين ، فهذا ينذر بانتقامات واعتداءات أكثر من ملل أهل الكفر والنفاق ، ويشدد من وطأتهم على الضعفاء منا ممن يصلون إليهم ، فانظروا إلى ما يقوم به اليهود حين يقوم أحدهم في فلسطين يفجر نفسه فيقتل واحدا أو عشرة ، فيأتي اليهود فيدمرون قرية بكاملها أو يقتلون المئات من الأبرياء ، أفيقوا يا قوم واتقوا الله ، واعلموا أن هذه الاعتداءات بشائر فارجعوا إلى دينكم وألزموا غرز العلماء الكبار فعن علم تكلموا وبحلم سكتوا فهم أهل الحكمة وأهل الخشية وأهل الورع وأهل العلم على منهاج النبوة وفقني الله وإياكم لما يحبه ويرضاه اللهم نسألك بأسمائك الحسنة وصفاتك العلى أن تنتصر لنبيك إذ ضعفنا وأن تقصم ظهر أولئك الذين أذوك في حبيبك وخليلك وانتهكوا حرمته وأرنا فيهم عجائب قدرتك يا سميع الدعاء
كتبه : - أبو بكر بن يوسف لعويسي -- حفظه الله --
شبكة الأمين السلفية
قال السعدي في تفسيره لهذه الآية ثم أمر الله رسوله أن لا يبالي بهم ، ولا بغيرهم ، وأن يصدع بما أمر الله ، ويعلن بذلك لكل أحد ولا يعوقنه عن أمر عائق ولا تصده أقوال المتهوكين . وقوله : وأعرض عن المشركين ؛ أي لا تبال بهم ، واترك مشاتمتهم ومسابتهم مقبلا على شأنك . {{إنا كفيناك المستهزئين}}.بك وبما جئت به ، وهذا وعد من الله لرسوله ، أن لا يضره المستهزئون ، وأن يكفيه الله إياهم بما شاء من أنواع العقوبة . وقد فعل تعالى ، فإنه ما تظاهر أحد بالاستهزاء برسول الله صلى الله عليه وسلم وبما جاء به ، إلا أهلكه الله ، وقتله شر قتله .وليس من شك أن السخرية من الرسول والاستهزاء به كفر يستحق صاحبه القتل ، ولكن ذلك ليس لآحاد المسلمين بل لولي أمرهم ، ويتبين ذلك أي عظم هذا الجرم وأنه أعظم من مجرد الردة في القصة التي أخرجها البخاري ومسلم ، فقد روى البخاري في صحيحه عن عبد العزيز بن صهيب عن أنس قال: "كان رجل نصرانيا فأسلم وقرأ البقرة وآل عمران وكان يكتب للنبي صلى الله عليه وسلم فعاد نصرانيا فكان يقول : لا يدري محمد إلا ما كتبت له فأماته الله فدفنوه فأصبح وقد لفظته الأرض فقالوا: هذا فعل محمد وأصحابه نبشوا عن صاحبنا فألقوه فحفروا له واعمقوا في الأرض ما استطاعوا فأصبح وقد لفظته الأرض فعلموا أنه ليس من الناس فألقوه".
ورواه مسلم من حديث سليمان بن المغيرة عن ثابت عن أنس قال: "كان منا رجل من بني النجار قد قرأ البقرة وآل عمران وكان يكتب للنبي صلى الله عليه وسلم فانطلق هاربا حتى لحق بأهل الكتاب قال: فرفعوه قالوا: هذا قد كان يكتب لمحمد فأعجبوا به فما لبث أن قصم الله عنقه فحفروا له فواروه فأصبحت الأرض قد نبذته على وجهها ثم عادوا فحفروا له فواروه فأصبحت الأرض قد نبذته على وجهها فتركوه منبوذا".قال شيخ الإسلام ابن تيمية : فهذا الملعون الذي افترى على النبي صلى الله عليه وسلم أنه ما كان يدري إلا ما كتب له قصمه الله وفضحه بأن أخرجه من القبر بعد أن دفن مرارا وهذا أمر خارج عن العادة يدل كل أحد على أن هذا عقوبة لما قاله وأنه كان كاذبا إذ كان عامة الموتى لا يصيبهم مثل هذا وأن هذا الجرم أعظم من مجرد الارتداد إذ كان عامة المرتدين يموتون ولا يصيبهم مثل هذا.ونظير هذا ما حدثناه أعداد من المسلمين العدول أهل الفقه والخبرة عما جربوه مرات متعددة في حصر الحصون والمدائن التي بالسواحل الشامية لما حصر المسلمون فيها بني الأصفر في زماننا قالوا: كنا نحن نحصر الحصن أو المدينة الشهر أو أكثر من الشهر وهو ممتنع علينا حتى نكاد نيأس منه حتى إذ تعرض أهله لسب رسول الله صلى الله عليه وسلم والوقيعة في عرضه فعجلنا فتحة وتيسر ولم يكد يتأخر إلا يوما أو يومين أو نحو ذلك ثم يفتح المكان عنوة ويكون فيهم ملحمة عظيمة قالوا: حتى إن كنا لنستبشر بتعجيل الفتح إذا سمعناهم يقعون فيه مع امتلاء القلوب غيظا عليهم بما قالوا فيه.وهكذا حدثني بعض أصحابنا الثقات أن المسلمين من أهل المغرب حالهم مع النصارى كذلك ومن سنة الله أن يعذب أعداءه تارة بعذاب من عنده وتارة بأيدي عباده المؤمنين. الصارم المسلول على شاتم الرسول (ص: 116- 117).فالواجب علينا نصرة النبي صلى الله عليه وسلم في أنفسنا وأهلينا بالإيمان به وبما جاء به ، وأن نعظم ذلك في أنفسنا ، بتوقيره وتعزيره ، ونعمل به ، وأن نحب النبي -صلى الله عليه وسلم - حبا جما أكثر من أنفسنا وآباءنا وأبنائنا وذلك بطاعته والإقتداء به ، والمسارعة للأخذ بما جاءنا به ، استجابة لما يحينا ، وأن نحكم شريعته والأخذ بأوامره واجتناب نواهيه واتباع سنته وتعظيمها في نفوسنا ونُعلم ذلك أهالينا من الآباء والأبناء ، والإخوة والأخوات والأقارب وندرس سيرته ، وندعو المسلمين ومن نستطيع الوصول إليهم إلى هذه الأمور التي ذكرتها ، مع الحفاظ على الواجبات من تحقيق التوحيد الذي كان يدعو إليه والذي أرسل من أجله ، والحفاظ على الصلوات التي أوصى بها والجماعة والجمعة ، والدعوة إلى توحيد صفوفنا ، حتى نكون صفا واحدا كالبنيان المرصوص ، ونسعى لنشر المودة والرحمة بيننا ، حتى نكون كما وصفنا وأن نوثق الولاية والنصرة التي جعلها الله بين المسلمين ، ونظهر البراء والعداء الكافرين ، وإظهار ما عندهم من الباطل والشبه بالحج والبراهين ، كما قال الشيخ حفظه الله ، ونتخلق بأخلاقه التي أدبه ربه بها ونظره لهم فضائل ديننا وما فيه من أخلاق سامية يفتقدونها ، كما ينبغي أن نظهر لهم الوسطية التي جاء بها صلى الله عليه وسلم ، ووصف الله بها هذه الأمة ، وانه ليس من ديننا الإفراط والغلو ، والتفريط والتمييع ، فديننا هو خير الأديان وأفضلها ونبينا هو خير الأنبياء وأمتنا هي خير الأمم وذلك بتمسكها بكتاب ربها وسنة نبيها والوسطية التي كان عليها نبينا وصحابته من إفراط ولا تفريط .وعلينا إذا عجزت الأمة في مجموعها من قتال أولئك الكفار ، لأنها متفرقة مختلفة ضعيفة ، فإن الدعاء من أعظم سلاح المؤمنين ، فعلينا أن نرفع أكف الضراعة ، والاضطرار إلى العزيز القهار الذي يجيب المضطر إذا دعاه ، ويكشف السوء ، فنصرة النبي تكون بنصرة الله ونصرة دينه ، وسنة نبيه في أنفسنا ، قال تعالى :{{ إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم }} والله تعالى لا ينصرنا بالشعارات الجوفاء ، ولا بالوسائل غير المشروعة التي جاء بها أولئك الكفرة ممن ينالون من ربنا سبحانه ونبينا وديننا ، فالمظاهرات والمسيرات ، والاعتصامات ، والهتافات ودعوى المقاطعة ، والحرق للرايات (( الأعلام )) فهو ليس من شرعنا ولا من سنة محمد صلى الله عليه وسلم ، ولا من هدي أصحابه خير البشر ، فإذا ضعفنا فما علينا إلا الصبر واللجوء إلى الله تعالى والتضرع بصدق ، ونحاول ما استطعنا إصلاح أنفسنا ونصرة ديننا على مراد الله ومراد رسوله بفهم سلفنا الصالح في أنفسنا قبل غيرنا ، فإذا فعلنا أنجز الله لنا ما وعدنا به ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ...أما والحالة هذه من ذل وهوان وبعد عن الله وعن شرعه ، وعن سنة نبيه ، وتمييع دينه ، أو إظهاره على غير وجهه المراد لله كما يفعله خوارج العصر وأهل التكفير من الاغتيالات والتفجير في المستأمنين ، والأبرياء، والمسلمين ، فهذا ينذر بانتقامات واعتداءات أكثر من ملل أهل الكفر والنفاق ، ويشدد من وطأتهم على الضعفاء منا ممن يصلون إليهم ، فانظروا إلى ما يقوم به اليهود حين يقوم أحدهم في فلسطين يفجر نفسه فيقتل واحدا أو عشرة ، فيأتي اليهود فيدمرون قرية بكاملها أو يقتلون المئات من الأبرياء ، أفيقوا يا قوم واتقوا الله ، واعلموا أن هذه الاعتداءات بشائر فارجعوا إلى دينكم وألزموا غرز العلماء الكبار فعن علم تكلموا وبحلم سكتوا فهم أهل الحكمة وأهل الخشية وأهل الورع وأهل العلم على منهاج النبوة وفقني الله وإياكم لما يحبه ويرضاه اللهم نسألك بأسمائك الحسنة وصفاتك العلى أن تنتصر لنبيك إذ ضعفنا وأن تقصم ظهر أولئك الذين أذوك في حبيبك وخليلك وانتهكوا حرمته وأرنا فيهم عجائب قدرتك يا سميع الدعاء
كتبه : - أبو بكر بن يوسف لعويسي -- حفظه الله --
شبكة الأمين السلفية