شبهة : إسقاط الرموز أمر صعب
قال فضيلة الشيخ أحمد بن عمر بن سالم بازمول -- حفظه الله --
ومعنى هذه الشبهة : أن بعض الدعاة وبعض المشتغلين بالدعوة أصبحوا رموزاً وأعلاماً ، ومحطة نظر لعامة الناس ، فالقدح فيهم وبيان خطرهم على الإسلام و المسلمين أمر لا يمكن ، لما فيه من تفرقة الأمة ، وبلبلة أفكارهم .
وهذه شبهة باطلة من وجوه :
الأول : أن الرجال يعرفون بالحق ، ولا يعرف الحق بالرجال ، اعرف الحق تعرف أهله ، فهذا الرجل خالف الحق ووافق أهل البدع و الأهواء وقال بمقولتهم فالحق ليس معه وينبغي التحذير مما معه من الباطل ، فالسني يتمسك بالحق ولا يتعصب للأهواء .
كما قيل لأبي بكر بن عياش : من السني ؟ فقال : (( السني الذي إذا ذكرت الأهواء لم يتعصب لشيء منها )) .
الثاني : أن الواجب الكفائي من النصيحة و الأمر بالمعروف يحتم إشهاره ببدعته تحذيراً ونصيحة للمسلمين حتى لا يقعوا فيما وقع فيه من الباطل .
الثالث : أن هذا خلاف منهج السلف الصالح الذين تكلموا في أناس هم بمقاييس عصرنا من العلماء الكبار ، ومع ذلك لما صدر منهم ما يخالف ما عليه السلف الصالح أنكر عليهم ونسبوا إلى البدعة التي وقعوا فيها تحذيراً ونصيحة .
الرابع : تطبيق هذه العبارة يخالف صراحة المنهج الذي قرره السلف في أخذ العلم : (( إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم )).
فما بالك برجل يؤخذ عنه الحديث و التفسير و العقيدة والفقه ، هل يسكت عما معه من البدعة بدعوى أن الكلام في الرموز صعب ، أو يتكلم فيه وفي بدعته ويشهر أمره تحذيراً ونصيحة حتى لا يغتر الناس به وببدعته ؟
ولا شك ان الواجب هو البيان ، وإلا فإن سكوتك عن بيان حاله تدليس وتلبيس على المسلمين ، ولعلك تكون سبباً فيما يبثه بين الناس من بدعة وضلالة بهذا الموقف !
الخامس : أن حقيقة هذه العبارة هي تطبيق لمنهج الموازنات ، وهو منهج باطل يضيع ويميع الدين ، وما تكون الحق واضحاً جلياً ، بل فيه إماتة للحق وضياع لأهله ، إلا أن يشاء الله .
السادس : أن إسقاط الرجل أو رفعته أمر بيد الله يصرفه كيف يشاء ليس من شأنك ، أدّ أنت الواجب الذي عليك من بيان الحق وإنكار المنكر ، وتحذير الناس من بدعته ، فإن قبل وتواضع للحق ورجع وتاب وأناب ، فإن الله سبحانه سيرفعه – إن شاء سبحانه – فإن من تواضع لله رفعه وإن بغى واعتدى ، فهذا رجل من أهل البدع كيف يتباكى عليه وعلى إسقاطه ، سبحان الله !
كتبه : - أبو معاذ مجدي أبوبكر عبد الكريم العوامي
الأحد الموافق 15/ شوال /1433 للهجرة النبوية الشريفة
من كتاب: - المعين لتوضيح معاني أثر الإمام ابن سيرين إن هذا العلم الدين
قال فضيلة الشيخ أحمد بن عمر بن سالم بازمول -- حفظه الله --
ومعنى هذه الشبهة : أن بعض الدعاة وبعض المشتغلين بالدعوة أصبحوا رموزاً وأعلاماً ، ومحطة نظر لعامة الناس ، فالقدح فيهم وبيان خطرهم على الإسلام و المسلمين أمر لا يمكن ، لما فيه من تفرقة الأمة ، وبلبلة أفكارهم .
وهذه شبهة باطلة من وجوه :
الأول : أن الرجال يعرفون بالحق ، ولا يعرف الحق بالرجال ، اعرف الحق تعرف أهله ، فهذا الرجل خالف الحق ووافق أهل البدع و الأهواء وقال بمقولتهم فالحق ليس معه وينبغي التحذير مما معه من الباطل ، فالسني يتمسك بالحق ولا يتعصب للأهواء .
كما قيل لأبي بكر بن عياش : من السني ؟ فقال : (( السني الذي إذا ذكرت الأهواء لم يتعصب لشيء منها )) .
الثاني : أن الواجب الكفائي من النصيحة و الأمر بالمعروف يحتم إشهاره ببدعته تحذيراً ونصيحة للمسلمين حتى لا يقعوا فيما وقع فيه من الباطل .
الثالث : أن هذا خلاف منهج السلف الصالح الذين تكلموا في أناس هم بمقاييس عصرنا من العلماء الكبار ، ومع ذلك لما صدر منهم ما يخالف ما عليه السلف الصالح أنكر عليهم ونسبوا إلى البدعة التي وقعوا فيها تحذيراً ونصيحة .
الرابع : تطبيق هذه العبارة يخالف صراحة المنهج الذي قرره السلف في أخذ العلم : (( إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم )).
فما بالك برجل يؤخذ عنه الحديث و التفسير و العقيدة والفقه ، هل يسكت عما معه من البدعة بدعوى أن الكلام في الرموز صعب ، أو يتكلم فيه وفي بدعته ويشهر أمره تحذيراً ونصيحة حتى لا يغتر الناس به وببدعته ؟
ولا شك ان الواجب هو البيان ، وإلا فإن سكوتك عن بيان حاله تدليس وتلبيس على المسلمين ، ولعلك تكون سبباً فيما يبثه بين الناس من بدعة وضلالة بهذا الموقف !
الخامس : أن حقيقة هذه العبارة هي تطبيق لمنهج الموازنات ، وهو منهج باطل يضيع ويميع الدين ، وما تكون الحق واضحاً جلياً ، بل فيه إماتة للحق وضياع لأهله ، إلا أن يشاء الله .
السادس : أن إسقاط الرجل أو رفعته أمر بيد الله يصرفه كيف يشاء ليس من شأنك ، أدّ أنت الواجب الذي عليك من بيان الحق وإنكار المنكر ، وتحذير الناس من بدعته ، فإن قبل وتواضع للحق ورجع وتاب وأناب ، فإن الله سبحانه سيرفعه – إن شاء سبحانه – فإن من تواضع لله رفعه وإن بغى واعتدى ، فهذا رجل من أهل البدع كيف يتباكى عليه وعلى إسقاطه ، سبحان الله !
كتبه : - أبو معاذ مجدي أبوبكر عبد الكريم العوامي
الأحد الموافق 15/ شوال /1433 للهجرة النبوية الشريفة
من كتاب: - المعين لتوضيح معاني أثر الإمام ابن سيرين إن هذا العلم الدين