قصيدة في توديع رمضان
أبـكََى يَراعِيْ إخوةَ الإيمانِ ... تَودِيـعُ شهرٍ فاقَ كلَّ بيانِ
صَعْبٌ علينا أنْ نُفَارِقَ شهرَنا ... شهرَ الّتُّقَى والجُودِ والقُرآنِ
شهرَ الصِّيـامِ معَ القيـامِ تَخَشّـُعا ... في ذِلـةٍ لِلخـالقِ الدَّيَّـان
هُوَ بَهْـجةٌ للعَـالَـمِينَ ومِنْـحَةٌ ... هُوَ مِنّـَةٌ من بَـارِيءِ الأكْوانِ
فاليـومَ تبـكـيهِ القُلُوبُ بِحَرْقةٍ ... كَـيتيمةٍ يُـنعَى لها أخـَوَانِ
مَرَّتْ لياليهِ الحِسَانُ بِِسُرعةٍ ... كَسَحَابةٍ ذابتْ على الكُثْبانِ
مَا فازَ إلا مَنْ تزَّودَ بالتُقَى ... فتزوَّدوا يا مَعشرَ الإخوانِ
إنَّ التُّقَى للمَرْءِ خَيرُ تِجَارةٍ ... تَسْعَى بِصاحبِِها إلى الغُفرانِ
هِيَ حِكْمَةٌ كُتِبَ الصِّيامُ لأجلِها ... جَاءتْ عُقيبَ الفَرْضِ في التِّبيَانِ
فاللهَ نسألُ أنْ يَمُنَّ بِفضلِهِ ... عِتْقَاً وفَوْزاً مِنْ لظَى النِّيرانِ
نَحْنُ المساكينَ الذينَ ذنوبُهم تُخْشَى ... وأَنْتَ البَرُّ ذو الإحْسَانِ
يا رَبِّ نسألُكَ القُبُولَ لِصَومِنا ... كيْ لا نَكُونَنْ مِنْ أولي الخُسْرانِ
هذا مُرَادُ العَابِدينَ وسُؤْلُهُم ... في آخرِ السَّاعاتِ منْ رَمْضَانِ
فاخْتـِمْ لنا بالخَيرِ عِندَ مَمَاتِنا ... واسْلُكْـنا في وَفْدٍ مِنَ الرَّيانِ
تعليق