السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحدث بعض العوام في مجلسهم عن انتشار الإسلام، وهم في ذلك يخلطون في آرائهم ويجمعون بين المتناقضات، وأنا مع هذا الحديث جال في خاطري اقبال بعض الشباب على العبادة في شهر رمضان، وظهور التدين عليهم بالمحافظة على الصلوات في المسجد و كثرة تلاوة القرآن الكريم، وهؤلاء الشباب -في الجملة- هم من العوام، والناظر في كثير من المتدينين يجد منهم: من يكون تدينه سلفيا على المنهج الحق، ومن يكون تدينه إخوانيا، ومن يكون تدينه صوفيا ... فتذكرت أثرا سلفيا في توفيق الله لعباده للإسلام الصحيح، وهو أثر ابن شوذب، عندئذ رأيت أن واجب الدعوة إلى الله أدعى أن يُقام به في هذه الأيام؛ لعل الله أن يمن علينا بأن نكون سببا لمن اهتدى على الصراط المستقيم: منهج السلف الصالح .
وأنا أكتب هذا تذكيرا لنفسي، وشحذا لهمم إخواني في الدعوة إلى الله راجيا من الله أن نكون هداة مهتدين والله المستعان.
من شرح عبدالعزيز بن عبدالله الراجحي -حفظه الله - على الإبانة الصغرى لابن بطة رحمه الله:
المتن:
وقال ابن شوذب: من نعمة الله على الشاب والأعجمي إذا تنسكا أن يوفقا لصاحب سُنَّة يحملهما عليها؛ لأن الشاب والأعجمي يأخذ فيهما ما سبق إليهما.
أخرجه المصنف في الإبانة الكبرى (44)، واللالكائي في اعتقاد أهل السنة (31،30)، وابن الجوزي في تلبيس إبليس (ص17) من طرق عن ابن شوذب، بنحوه.
الشرح:
ابن شوذب هو أبو عبدالرحمن الخراساني.
قوله:" من نعمة الله على الشاب والأعجمي إذا تنسكا ": يعني: تعبدا وصارا صاحبي نسك وعبادة.
قوله:"أن يوفقا لصاحب سنة يحملها عليها"، يعني: يحثهما على السنة.
فمن نعمة الله على الشاب أن يوفق لصاحب سُنَّة يحمله على السنة وينشئه عليها، وكذلك من نعمة الله على الأعجمي إذا أسلم وتعبد أن يوفق لصاحب سنة ينشئه عليها؛ لأن الشاب والأعجمي يأخذان ما سبق إليه؛ إن سبقت إليه البدعة أخذ بها، وإن سبقت إليه السنة أخذ بها؛ لأن الشاب يتأثر، بخلاف الشيخ فإنه لا يتأثر في الغالب، إن كان على حق استمر على الحق، وإن كان على باطل استمر على الباطل؛ ولهذا تجد دعاة الضلال والنصارى يركزون على الشباب وييأسون من الشيوخ؛ لأن الشباب يتغيرون ويتأثرون، وينجحون في أن يورثوا في قلوبهم الشُّبَه.
وهذا من ابن شوذب -رحمه الله- في بيان أن البدعة أشد من المعصية، وأن المعصية -ولو كانت كبيرة- أسهل من البدعة، فهذا فيه التحذير من البدع، نعم.
الإعانة على تقريب الشرح والإبانة للشيخ عبد العزيز بن عبد الله الراجحي (238-239) المجلد الأول/ دار الكيان
المتن (وورد و بي دي إف) مع الشرح في المرفقات
تحدث بعض العوام في مجلسهم عن انتشار الإسلام، وهم في ذلك يخلطون في آرائهم ويجمعون بين المتناقضات، وأنا مع هذا الحديث جال في خاطري اقبال بعض الشباب على العبادة في شهر رمضان، وظهور التدين عليهم بالمحافظة على الصلوات في المسجد و كثرة تلاوة القرآن الكريم، وهؤلاء الشباب -في الجملة- هم من العوام، والناظر في كثير من المتدينين يجد منهم: من يكون تدينه سلفيا على المنهج الحق، ومن يكون تدينه إخوانيا، ومن يكون تدينه صوفيا ... فتذكرت أثرا سلفيا في توفيق الله لعباده للإسلام الصحيح، وهو أثر ابن شوذب، عندئذ رأيت أن واجب الدعوة إلى الله أدعى أن يُقام به في هذه الأيام؛ لعل الله أن يمن علينا بأن نكون سببا لمن اهتدى على الصراط المستقيم: منهج السلف الصالح .
وأنا أكتب هذا تذكيرا لنفسي، وشحذا لهمم إخواني في الدعوة إلى الله راجيا من الله أن نكون هداة مهتدين والله المستعان.
من شرح عبدالعزيز بن عبدالله الراجحي -حفظه الله - على الإبانة الصغرى لابن بطة رحمه الله:
المتن:
وقال ابن شوذب: من نعمة الله على الشاب والأعجمي إذا تنسكا أن يوفقا لصاحب سُنَّة يحملهما عليها؛ لأن الشاب والأعجمي يأخذ فيهما ما سبق إليهما.
أخرجه المصنف في الإبانة الكبرى (44)، واللالكائي في اعتقاد أهل السنة (31،30)، وابن الجوزي في تلبيس إبليس (ص17) من طرق عن ابن شوذب، بنحوه.
الشرح:
ابن شوذب هو أبو عبدالرحمن الخراساني.
قوله:" من نعمة الله على الشاب والأعجمي إذا تنسكا ": يعني: تعبدا وصارا صاحبي نسك وعبادة.
قوله:"أن يوفقا لصاحب سنة يحملها عليها"، يعني: يحثهما على السنة.
فمن نعمة الله على الشاب أن يوفق لصاحب سُنَّة يحمله على السنة وينشئه عليها، وكذلك من نعمة الله على الأعجمي إذا أسلم وتعبد أن يوفق لصاحب سنة ينشئه عليها؛ لأن الشاب والأعجمي يأخذان ما سبق إليه؛ إن سبقت إليه البدعة أخذ بها، وإن سبقت إليه السنة أخذ بها؛ لأن الشاب يتأثر، بخلاف الشيخ فإنه لا يتأثر في الغالب، إن كان على حق استمر على الحق، وإن كان على باطل استمر على الباطل؛ ولهذا تجد دعاة الضلال والنصارى يركزون على الشباب وييأسون من الشيوخ؛ لأن الشباب يتغيرون ويتأثرون، وينجحون في أن يورثوا في قلوبهم الشُّبَه.
وهذا من ابن شوذب -رحمه الله- في بيان أن البدعة أشد من المعصية، وأن المعصية -ولو كانت كبيرة- أسهل من البدعة، فهذا فيه التحذير من البدع، نعم.
الإعانة على تقريب الشرح والإبانة للشيخ عبد العزيز بن عبد الله الراجحي (238-239) المجلد الأول/ دار الكيان
المتن (وورد و بي دي إف) مع الشرح في المرفقات