بسم الله الرحمن الرحيم
قال الإمام المحدث الفقيه الأصولي المفسر المربي الشيخ العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تعالى:
" إن العامل إذا كان مشتغلاً بعمله الذي هو وظيفة وقته فإن قصر فكره وظاهره وباطنه عليه نجح، ويتم له الأمر بحسب حاله و إذا نظر وتشوقت نفسه إلى أعمال أخر لم يحن وقتها بعد فترت عزيمته ، وانحلت همته ، وصار نظره إلى الأعمال الأخرى ينقص من إتقان عمله الحاضر وجمع الهمّة عليه . ثمّ إذا جاءت وظيفة العمل الآخر جاءه وقد ضعفت همته وقلّ نشاطه. وربما كان الثاني متوقفاً على الأول فى حصوله أو تكميله، فيفوت الأول والثاني، بخلاف من جمع قلبه وقالبه، وصار أكبر همه هو القيام بعمله الذي هو وظيفة وقته، فإنه إذا جاء العمل الثاني ، فإذا هو قد استعدّ له بقوة ونشاط و يتلقاه بشوق وصار قيامه بالأول معونةً على قيامه بالثاني "
المصدر: كتاب شرح القواعد الحسان في تفسير القرآن . عبد الرحمن بن ناصر السعدي . ط مكتبة السنّة ص 42