بسم الله الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على ءاله و صحبه و من تبع هداه و بعد:
قول إن الله في كل مكان قول باطل و عقيدة أهل السنة و الجماعة أن الله سبحانه و تعالى في السماء و في هنا بمعنى على لأن في تأتي بمعنى على في اللغة العربية كقوله تعالى مخبرا عن فرعون**قَالَ ءامَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ ءاذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَىٰ ﴿طه: 71﴾ و معلوم أن التصليب يكون على الجذع و لا يكون فيه بل إنه مستحيل و كذلك هناك حديث صحيح عن مُعَاوِيَةَ بْنِ الْحَكَمِ السُّلَمِيِّ قَالَ وَكَانَتْ لِي جَارِيَةٌ تَرْعَى غَنَمًا لِي قِبَلَ أُحُدٍ وَالْجَوَّانِيَّةِ فَاطَّلَعْتُ ذَاتَ يَوْمٍ فَإِذَا الذِّيبُ قَدْ ذَهَبَ بِشَاةٍ مِنْ غَنَمِهَا وَأَنَا رَجُلٌ مِنْ بَنِي ءادَمَ ءاسَفُ كَمَا يَأْسَفُونَ لَكِنِّي صَكَكْتُهَا صَكَّةً فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَظَّمَ ذَلِكَ عَلَيَّ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَلَا أُعْتِقُهَا قَالَ ائْتِنِي بِهَا فَأَتَيْتُهُ بِهَا فَقَالَ لَهَا أَيْنَ اللَّهُ؟ قَالَتْ**فِي السَّمَاءِ، قَالَ مَنْ أَنَا؟ قَالَتْ أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ، قَالَ أَعْتِقْهَا فَإِنَّهَا مُؤْمِنَةٌ .رواه مسلم و كذلك يترتب على قول القائل إن الله في كل مكان معناً باطلا فإما أن يُقال أن الله سبحانه في كل مكان فيشمل أماكن القاذورات و حاش لله و سبحانه و تعالى عما يقولون علوا كبيرا أو أن يُقال الله في الأماكن الطاهرة و غير موجود في الأماكن النجسة فيلزم منه تقسيم الخالق إلى أجزاءٍ سبحانه، لكن القول الفصل الذي عليه أهل الفضل و العقل هو أن الله مستوٍ على عرشه فوق سبع سماواته دانٍ من خلقه قريبٌ في علوه عالٍ في دنوه و لا يخفى عليه شيء في الأرض و لا في السماء، قالت أمنا عائشة رضي الله عنها تبارك الذي وسع سمعه الأصوات كلها إن امرأة تناجي رسول الله أسمع بعض كلامها و يخفى علي بعض إذ أنزل الله عز و جل قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها صححه الألباني في تخريج كتاب السنة. و عن عمر أنه مر بعجوز فاستوقفته ، فوقف معها يحدثها ، فقال رجل : يا أمير المؤمنين ، حبست الناس بسبب هذه العجوز ؟ فقال : ويلك ! أتدري من هذه ؟ امرأة سمع الله شكواها من فوق سبع سماوات ، هذه خولة التي أنزل الله فيها قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله ﴿المجادلة: 1﴾. صححه ابن القيم في مختصر الصواعق المرسلة.
كتبه أبو العرباض عطية الشيخي 18-رمضان-1433 هـ.
كتبه أبو العرباض عطية الشيخي 18-رمضان-1433 هـ.