[تفريغ] [خطبة جمعة] [ثمراتُ تحقيقِ التَّوحيد] لفضيلة الشيخ محمد بن رمزان الهاجري [حفظه الله]
الخطبة الأولى :
بسم الله الرحمان الرحيم
أمَّا بعد :
عبادَ الله ، تَقوى الله سَبب كلِّ نجاة ، سَعادةٌ في الدنيا ، وسَعادةٌ في البرزخ ، وسَعادة يوم اللِّقاء عند الله ، روى البخاري في الأدب من حديث عبيد الله بن مِحصن الأنصاريِّ رضِي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يقول : « مَنْ أَصْبَحَ آمِناً فِي سِرْبِهِ ، مُعَافاً فِي جَسَدِهِ ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا بِحَذَافِرِهَا » .
الله أكبر يا -عبادَ الله- ، كم في هذا الحديث من معاني جَامعة ، وكلمَات مُفيدة ، ونصائح و توجيهاتٍ رشيدةٍ ، كيف لا وهي كلمات المُصطفى صلَّى الله عليه وسلَّم أُوتيَ البيان فكلماتٌ قليلة المبنى ولكنَّها عظيمة المَعنى ؛ كيف لا وقد جمعت بينَ مَصالِح الدُّنيا والآخرة ، مِمَّا يسعَى إلى تحقيقه الأفراد والجماعات والدُّول. إنَّ هذا الحديث اشتمل على كلِّيات عَظيمَة :
أمَّا الأمر الأوَّل : فهو قولُه صلَّى الله عليه وسلَّم : « مَنْ أَصْبَحَ آمِناً فِي سِرْبِهِ » .
وهذه فيما يُسمَّى بالعبارات العصريَّة ، الأمن الوَطني ، أو الأمْن القَومِي ، أو أمنُ الدُّول .. بحسب ما يكونُ من التَّعبيرات الَّتي تحوي المُراد من ذلك .
« مُعَافاً فِي جَسَدِهِ » : وهذه مَا يُسمَّى بالأمن الصِّحِّي .
« عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ » : وهذا بمَا يُسمَّى في العِبارات العَصرِيَّة بالأمْن الغِذائيِّ .
ٱنظرواْ إلى هذه الكلمَات الثَّلاث ، الَّتي نَصَّ عليهَا المُصطَفى صلَّى الله عليْه وسلَّم ، مُذكِّراً للعبد أنه في بَحبُوحة من الخير والفضل والعَطاء وجزيل من المِنن من الله -عزَّ وجَل- .
إذ من حقِّقت لَه هذه الثَّلاث ، فإنَّما يَعيش حياة المُلوك حَياة الأغنياء حَياة من لم يفُته شيء من هذه الدُّنيَا ؛ مَاذا يَسعَونَ فيها ؟ بِأيِّ شيء يَرغبون ؟ مَاذا يُريدُونْ ؟
يُريدُون أن يَكونواْ آمِنين فِي أَوطَانهم ؛ وآمِنِين فِي أنفُسِهم وعَافيتهم ؛ وآمِنيين في أَطْعمَتهم وأَغذيَتهم ؛ هكذا فإذا كُنت يَا -عَبد الله- كذلك قد أَمِنت في هذه الأمُور فمَا فاتك من هَذه الدُّنيا شيءٌ .
لقَوله صلَّى الله عليه وسلَّم : « فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا بِحَذَافِرِهَا » ، والحِيَازةُ للشَّيء : هِي تَملُّكِه .
فقد حازه فما فاتَه مِنها شيءٌ ، بِحذافِرها : أَي بأطرافِها ، فقد جُمعت لهُ بِأطْرافِها فكَانت بيْن يدَيه فما فاته مِنها شيء .
أرجعُ إلَى هذا الحديث مُذكِّراً به ، روى البخاري في الأدب من حديث عبيد الله بن مِحصن الأنصاريِّ رضِي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يقول : « مَنْ أَصْبَحَ آمِناً فِي سِرْبِهِ ، مُعَافاً فِي جَسَدِهِ ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا بِحَذَافِرِهَا » .
عبَاد الله ، إنَّ الأمْنَ ثمَرةٌ من ثمَرات تَحقيق التَّوحِيد ، فالله تبارك وتعالى أخبر عن هذا :{ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمْ ٱلأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونْ }[الأنعام :82] ما معنى هذا ؟
{ الَّذِينَ آمَنُواْ } أي : وَحَّدواْ الله . { وَلَمْ يَلْبِسُواْ } أي : لم يخلطواْ . { إِيمَانَهُمْ } أي : توحيدهم.{ بِظُلْمٍ } أي : بشرك . { أُولَئِكَ لَهُمْ ٱلأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونْ } :أمنٌ في هذه الحياة الدُّنيا وأمن في البرزخ والقُبور ، وأَمنٌ يوم النشور بين يدي العزِيز الجبَّار .
ٱنظرواْ يا -عباد الله- ، كيف للتَّوحيد من ثمرة باقيَة مُستمِرَّة ، فهِي سعادة الدُّنيا والآخرة .
هذا لمن ؟ هذا لمَن وحَّد الله ، فلَه أمْنٌ تامٌّ أمنٌ بما تَحْمله هذه الكلمة مِن معاني ، فهيَ عطاءٌ اللهِ هوَ الَّذي أمَّنه ، هُو الَّذِي زَرعِه في نفسِه الطُّمأنينة والإرتياحَ والإستقرار ، وغيره في فزع وله كثَرواْ حَوله الحرَّاس ، غيره في اضطراب ولو كان في مأمن بناءٍ .
أما الموحِّد لله -عز وجل- فهو آمن وإن كثُرت حوله الأخطار ، آمن وواثق بوعد الله ووعيده ، والمُتأمِّل فيما قد وعد الله به المُؤمنين يجد للتَّوحيد ثمراتٍ عظيمة منها هذا الأمن ، بل امتن الله -تبارك وتعالى- على قريش ، فذكَّرهم بأن يعودواْ إلى ربِّهم حتَّى يستمرَّ فيهم الخير والأمن والإستقرار .
فقال لهم :{ فَلْيَعْبُدُواْ رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ }[قريش:3-5] { وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُواْ مِنْكُمْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي ٱلأَرْضِ كَمَا ٱسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلَهُمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ ٱلَّذِي ٱرْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّ لَهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمُ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لاَيُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً }[النور:55].
فهذا وعدٌ مشروطٌ ، هذا وعدٌ مَشروطٌ وعدهم بذلك واشترط أن يُوحِّدوه ولاَ يُشركواْ به شيئاً ؛ فأيُّ من أراد الأمن من غير تحقيق التوحيد ! فلا أمن إنَّما هو شيءٌ من حفظ الحقوق وفي غفلة الرقيب يعتدي القريب على القريب ، ولكن عندما يكون التَّوحيد يكون الرَّقيب قلبيّاً ، يكون الرَّقيب ذاتيا ، يكون في قرارة النُّفوس لأنه قد آمن بوعد الله ووعيده .
ليس خوفه من عقاب النِّظام أو من متابعة القانون إنما هو مراقبٌ لله -عز وجل- فيحمي جَاره قبل دَاره لما في قلبه من الإيمان .
هكذا ينبغي لك يا -عبد الله- ، والمتأمِّل أيضاً فيما يجد الآن في أحوالِ الكثير من البلاد الإسلامية ممَّا يحصل فيها ممَّا يحصل نسأل الله -تبارك وتعالى- أن يُطفِئ الفتن وأن يحقن دماء المُسلمين .
هل هناك غضبةٌ للتَّوحيد ؟ إنَّما غالب الغضبات يُريد الديموقراطية وذا يقول الحرِّيَّة ، أين الذي يقول اعبدواْ الله ولا تشرِكواْ به شيئاً ؟ استقيمواْ على السُّنَّة واتركواْ البدع ؟ أينَ من يُنادي بهذا ؟ أليس لأجل هذا خُلقنا ؟! بلا والله .
فإن نحنُ حقَّقنا ما لأجله خلقنا أتانا وعدُ الله وهو الأمن والأمان وانكبابُ الأرزاق وكثرة الخيرات والعطاء المستمرُّ الغيرِ مُنقطع لأنه وعد اللهِ واللهُ لا يُخلفُ وعْده .
أقولُ قولي هذا وأستغفرُ الله .
الخطبة الثانية :
الحمد لله حق حمده ، والصَّلاة والسَّلام على من لا نبي بعده وآله وصحبهذكرنا فيما مضى فيما يتعلَّق في أمن الأوطان أنَّه ثمرةٌ من ثمرات تحقيق التَّديُّن لله ، بعبادته وحده لاشريك له والإستقامة على أمره باتِّباع نبيِّه صلَّى الله عليه وسلَّم ؛ والحذرِ من البدع ولزوم الطَّاعات والإبتعاد عن المعاصي والمنكرات . والإنصراف عن الشهوات والشُّبهات ( حمَانا الله وإيَّاكم من ذلك )
ثنَّى النَّبي صلَّى الله عليه وسلَّم بعد قوله : « آمِناً فِي سِرْبِهِ » .
قال: « مُعَافاً فِي جَسَدِهِ » ، ٱنظر يا -عبد الله- ما امتنَّ الله عليك به من عافيةٍ في بدنك ، وكن شاكراً لله فأنت ممَّن يمشي ويسمع ويرى فكن شاكراً لله في هذه الجوارِح ، { قُلْ هُوَ ٱلَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ ٱلسَّمْعَ وَٱلأَبْصَارَ وَٱلأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَا تَشْكُرُونْ }[الملك :23] نعَّمك الله بهذه النِّعم فكن من الشاكرين لله فيها .أنت تبصر وغيرك أعمى ، أنت تتكلَّم وأنت تسمع وغيرك فاقدٌ لهذه النِّعمة . فكن شاكراً لله بما وهبك مِنَ النِّعم ، أنتَ تعقلُ وغيرك مَجنون ، أنتَ تمشي وغيرك مشلُول ، أنت معافاً في حواياك وما في قلبك وكبدك وجسدك ، وهذا مَعه قلبٌ وكبدٌ وسكَّرٌ وضغطٌ ، من الذي حماك ؟ من الذي عافاك ؟ ألا تكن شاكراً لله بهذه النِّعمة ؟! شكرها أن تُصرف في طاعة الله ، شكرها أن لا تسمع إلا ما يُرضي الله ، وأن لاتتكلَّم إلا فيما يُرضي الله ، وأن لا تُبصر وتعقل وتمشي وتخطو وتبذل وتصرف هذا الجسد في عبوديَّة الله فنعم الله كثيرة ... { وَإِنْ تَعُدُّواْ نِعَمَ اللهِ لاَ تُحْصُوهَا }[النحل :18] إذاً يا -عبد الله- كلُّ ما أنت فيه من هذه النِّعم هي عطاء الله ، وعطاءه كثيرٌ فكن شاكراً لله { لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ } [إبراهيم :7] ، فكلَّما ازداد عندك يا عبد الله الشُّكر كلَّما زادَك الله من فضله ، وفضل الله يؤتيه من يشاء .
اعلم يا -عبد الله- أنَّ ما امتنَّ الله عليك به نعم جسديَّة أو ماليَّة ، أوأيَّ نعمة قد وُهبت إيَّاها ؛ فأنت مبتلىً بين أمرين :
٠ إمَّا أن تكون من الشاكرين .
٠ أو تكون من الجاحدين .
فالشاكرون لله -تبارك وتعالى- هم الذين صرفوها في مراضيه ، وأما عنوان الجحود فهو أن يسخِّر تلك النِّعمة في غضب الله ! ٱنتبه لنفسك يا -عبد الله- ، فأنت مؤتمن على نظرك ، أنت مؤتمن على سمعك ، أنت مؤتمن على لسانك ، أنت مؤتمن على جوارحك .. فكلُّها ستكون فاضحةً لك إن لم تكن في مراضِي الله ،{ ٱلْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونْ }[يس:65].
ٱعلم يا -عبد الله- أنَّ الفاضحة لك منك قبل أن تشهد منك أشياءٌ أخرى .. ، وٱعلم أن الأرض شاهدة { يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا }[الزلزلة : 4] وٱعلم أيضا أن من وقعت معه وحصل ما حصل ، فكلٌّ يشهد بما سمع ورأى فالله يستنطق كلَّ شيء ، ويُخاطب هؤلاء بجميع ما فعلواْ وقد اقترفواْ ، فاغنم توبةً في الدنيا قبل أن تلقى الله بمعاصيك ، أي بادر من هذه اللحظة بأن لا تصرف نعمة وهبت إيَّاها في غضب الجبَّار سبحانه -عزَّ وجل- .
بادر ، فالبدار البدار فأنت في هذه الدَّار لحظةٌ قبل الوداع ، وبقاءٌ قبل الإنتقال .. فاغتنم تغنم فإن فرَّطت وتكاسلت وسوَّفت وفي كلِّ يوم تحدِّث نفسك بغدٍ ! وبعد غدٍ ! يأتي الأجل فتُؤخذ النُّفوس فما هي أعذارها عند خالقها ؟!
وأمَّا الأمر الثالث بعد أن قال :
« آمِناً فِي سِرْبِهِ ، مُعَافاً فِي جَسَدِهِ » .
قال : « عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ » ، وهو الرِّزق .
« آمِناً فِي سِرْبِهِ » ، السِّرب هو المال والأولاد والذُّرية ، ومن المنقول من المال وغيره من العَقار والمزارع وغير ذلك ... هذا سِربُ الإنسان .
سِربهُ : طريقه وممتلكاته وأهله وماله ، كيف إذا كنت آمناً في ذلك ؟ نعمةٌ لا تعدلها نعمة .
نسأل الله أن يرفع ما حلَّ في بلاد المسلمين من الخوف والفزَع وأن يُبدِّلهم أمناً واستقراراً وأن يحقن دمائهم وأن يولِّي عليهم خيارهم ، وأن يجعل ولاتهم رحمةً على رعاياهم ، يحكِّمواْ فيهم شرع الله ، كتاب الله وسنَّة رسوله صلَّى الله عليه وسلَّم ، ثم اعلمواْ أنَّا في نعم كثيرة ...
لقوله صلَّى الله عليه وسلَّم : « عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ » ، نلتفت إلى ما في بيوتنا وما في خزانات الأغدية هل فيها طعامُ يوم واحد ؟ أم أيَّامٌ كثيرة ؟ أم رُبَّما تصلُ إلى أسابيع وأشهر ؟
كم فيها من النِّعم ؟ كم فيها من الأطعمة ؟ كم فيها من الأغذية ؟
ثمَّ اعلمواْ -بارك الله فيكم- أنَّنا في زمنٍ انتشرت فيه هذه الأشياء .. ، بل لرُبَّما تيسَّر لك أن تأكل فواكه الصَّيف وأنت في الشِّتاء ، وتأكل فواكه الشِّتاء وأنت في الصَّيف .
وهذا ممَّا كان يكرم به الله أولياءه فيما مضى لعدم وجود الحافظات فيرزقهم الله ذلك منَّةً منه وإكرامـاً . فإذا بك يا -عبد الله- تنعمُ بنعم الأوَّلين فهل أنت من الشَّاكرين ؟ هل من المُجيبين لأمر الله فيما وهبك من هذه النِّعم ، أم ممَّن يأكل ويتغذَّى ويستعين بها على الشَّقاء ؟! يستعين بها على غير طاعة الله ؛ يستعين بها في معصية الله ؛ يا -عباد الله- اعلمواْ بارك الله فيكم أنَّ هذا حديث من أحاديث رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم فيه هذه المعاني الشَّاملة الكاملة ، أعيد هذا :
روى البُخاري في الأدب من حديث عبيد الله بن مِحصن الأنصَاريِّ رضِي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يقول :« مَنْ أَصْبَحَ آمِناً فِي سِرْبِهِ ، مُعَافاً فِي جَسَدِهِ ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا بِحَذَافِرِهَا » .
أي ما هو المطمع ؟ وما هو مُلتفت النُّفوس ؟ وقد حِيزت لك بأطرافها . كأنَّما هي قطعةُ قماش قد مُسك من أطرافه وحذافيره ثُم أُعطيت إيَّاها ما فاتك شيءٌ من الدُّنيا .
يا -عباد الله- ، إن الواجب على العبد أن يستعين على هذه النِّعم على طاعة الله وتوحيده .
أسأل الله -تبارك وتعالى- أن يرزقنا وإيَّاكم السَّعادة ، ونعوذ بالله من طريق الشَّقاء ، اللَّهم أعزَّ الإسلام والمسلمين ، وأذلَّ الشِّرك والمُشركين ، اللَّهم انصر عبادك الموحِّدين ، اللَّهم وفِّقنا لمراضيك وأبعدنا عن سخطك يارحمان يارحيم ، أسأل الله -تبارك وتعالى- أن يجعلنا وإيَّاكم ممَّن عبدهُ حقَّ التَّقوى وممَّن شكر له وذكر وتاب واستغفر ؛ وأصلِّي وأُسلِّم على سيِّد البشر .