إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له و من يضلل فلا هادي له و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمدا عبده و رسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً... أما بعد: فلقد بين لنا الله تبارك وتعالى الحكمة من خلق الجن والإنس فقال (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) فكانت الغاية من الخلق هي العبادة والعبادة هي أسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة ومن أجل أنواع العبادة التوحيد الذي هو أصل وسبب وجود العبيد ومعنا (إلا ليعبدون) قال بعض المفسرين إلا ليوحدون وقيل بمعنى يتذللون لي بالطاعة فعلاً للمأمور وتركاً للمحظور ومن طاعته أنه يوحد سبحانه وتعالى.
فلما عصي الله بأعظم ذنب على وجه الأرض ألا وهو الشرك أرسل الله الرسل وأنزل الكتب على الأمم حتى يعودوا إلى توحيد رب العالمين قال الله تبارك وتعالى: (ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أنعبدوا الله وأجتنبوا الطاغوت) وهذا دليل على إجماع الرسل على دعوة التوحيد وأنهم أرسلوا به ليكونوا حجة على خلقه ورحمة لهم ودليلأ مبيناً لطريق الحق المستقيم يقول الشيخ محمد بن صالح العثيمين يرحمه الله: (ولهذا أعطى الله البشر عقولاً وأرسل إليهم رسلاً وأنزل عليهم كتباً ولو كان الغرض من خلقهم كالغرض من خلق البهائم لضاعت الحكمة من إرسال الرسل وإنزال الكتب لأنه في النهاية يكون كشجرة نبتت ونمت وتحطمت ولهذا قال الله تبارك وتعالى: (إن الذي فرض عليك القرآن لرآدك إلى معاد) فلا بد أن يردك إلى معاد تجازى على عملك إن خير فخير وإن شر فشر) ولهذا قال في أخر الآية (أنعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت) والطاغوت: هو كما قال ابن القيم يرحمه الله: "كل ما تجاوز به العبد حَدّه من معبود أو متبوع أو مطاع في غير طاعة الله فهو طاغوت" ومراده من كان راضياً بذلك.
ولما كان التوحيد من أهم العبادات شرع الله وأمر ووصى وكل ذلك جاء في كلمة قضى فقال تبارك وتعالى: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً) الآية. فلم يشرع لنا عبادة غيره ولم يأمرنا بذلك بل أمر أن نعبده وحده ولا نشرك به شيئاً فقال: (وعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا) وهذه الآية تبين العبادة التي خلقوا لها أيضا. فإنه تعالى قرن الأمر بالعبادة التي فرضها بالنهي عن الشرك الذي حرمه، وهو الشرك في العبادة فدلت هذه الآية على أن اجتناب الشرك شرط في صحة العبادة فكلمة (شيئاً) تنفي جميع الشرك كبيره صغيره فكما أمرنا أن نعبده أمرنا أن لا نشرك به لا ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا جني ولا قبر ولي لأن ذلك يحبط العمل فالشرك يحبط الأعمال ويخلد صاحبه في النار قال الله تعالى: (وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ( ) بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ) وقال: (وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ). هذا ما تيسر في هذه الوقفة اسأل الله أن ينفع بها...
أبو البراء
فلما عصي الله بأعظم ذنب على وجه الأرض ألا وهو الشرك أرسل الله الرسل وأنزل الكتب على الأمم حتى يعودوا إلى توحيد رب العالمين قال الله تبارك وتعالى: (ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أنعبدوا الله وأجتنبوا الطاغوت) وهذا دليل على إجماع الرسل على دعوة التوحيد وأنهم أرسلوا به ليكونوا حجة على خلقه ورحمة لهم ودليلأ مبيناً لطريق الحق المستقيم يقول الشيخ محمد بن صالح العثيمين يرحمه الله: (ولهذا أعطى الله البشر عقولاً وأرسل إليهم رسلاً وأنزل عليهم كتباً ولو كان الغرض من خلقهم كالغرض من خلق البهائم لضاعت الحكمة من إرسال الرسل وإنزال الكتب لأنه في النهاية يكون كشجرة نبتت ونمت وتحطمت ولهذا قال الله تبارك وتعالى: (إن الذي فرض عليك القرآن لرآدك إلى معاد) فلا بد أن يردك إلى معاد تجازى على عملك إن خير فخير وإن شر فشر) ولهذا قال في أخر الآية (أنعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت) والطاغوت: هو كما قال ابن القيم يرحمه الله: "كل ما تجاوز به العبد حَدّه من معبود أو متبوع أو مطاع في غير طاعة الله فهو طاغوت" ومراده من كان راضياً بذلك.
ولما كان التوحيد من أهم العبادات شرع الله وأمر ووصى وكل ذلك جاء في كلمة قضى فقال تبارك وتعالى: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً) الآية. فلم يشرع لنا عبادة غيره ولم يأمرنا بذلك بل أمر أن نعبده وحده ولا نشرك به شيئاً فقال: (وعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا) وهذه الآية تبين العبادة التي خلقوا لها أيضا. فإنه تعالى قرن الأمر بالعبادة التي فرضها بالنهي عن الشرك الذي حرمه، وهو الشرك في العبادة فدلت هذه الآية على أن اجتناب الشرك شرط في صحة العبادة فكلمة (شيئاً) تنفي جميع الشرك كبيره صغيره فكما أمرنا أن نعبده أمرنا أن لا نشرك به لا ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا جني ولا قبر ولي لأن ذلك يحبط العمل فالشرك يحبط الأعمال ويخلد صاحبه في النار قال الله تعالى: (وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ( ) بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ) وقال: (وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ). هذا ما تيسر في هذه الوقفة اسأل الله أن ينفع بها...
أبو البراء
تعليق