ذباً عن نبي الرحمة عليه الصلاة والسلام
الحمد لله والصلاة والسلام على نبي الله محمد بن عبدالله خاتم النبيين وسيد ولد آدم أجمعين الأولين منهم والآخرين رغم أنف المغضوب عليهم والضالين...
أما بعد,
فلتعلم رعاك الله بأن من سن سنة حسنه له اجرها واجر من عمل بها الى يوم الدين كما قال النبي الامين بابي هو وأمي مبلغ الرساله ومودي الامانه وناصح الامه عليه افضل الصلاة واتم التسليم.
ولتعلم بأن كل عملاً صالحا يؤديه مسلماً من المسلمين من الاولين او الاخرين فهو في ميزان حسنات سيد البشر صلى الله عليه وسلم, لانه هو الذي اخرج الله به العالمين كافه من الظلمت الى النور , فكل عمل صالح هو المعلم له عليه الصلاة والسلام.
فقد صح عنه عليه الصلاة والسلام انه قال: (ما تركت شيئاً يقربكم إلى الله إلا وقد أمرتكم به وما تركت شيئاً يبعدكم عن الله إلا وقد نهيتكم عنه).
فالخير كله عرفته البشرية على يديه فهو المرسول رحمه للعالمين كما قال جل في علاه{ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ },
ومن أكبر النعم علينا أمه محمد ان جعلنا الله من اتباع هذا النبي الكريم صلوات ربي وسلامه عليه, قال تعالى { لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ },
قال ابن سعدي رحمه الله: هذه المنة التي امتن الله بها على عباده هي اكبر النعم بل اجلها وهي الإمتنان عليهم بهذا الرسول الكريم الذي أنقذهم الله به من الضلالة وعصمهم به من التهلكة " ا.هـ
فلك أخي في الله هذه القصه وهي صوره من صور الذب عن سيد البشريه عليه الصلاة والسلام وقد كانت في صلح الحديبيه ولتتمعن أجلال الصحابه ودفاعهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم, فقد كأن من عروة بن مسعود ماكان حيث قال: وإني لأرى أشواباً من الناس خليقاً أن يفروا ويدعوك، فقال له أبو بكر رضي الله عنه: امصص بظر اللات أنحن نفر وندعه ؟ قال: من ذا ؟ قالوا أبو بكر. قال: أما والذي نفسي بيده لولا يد كانت لك عندي لم أجزك بها لأجبتك. قال: وجعل يكلم النبي صلى الله عليه وسلم فكلما كلمه أخذ بلحيته صلى الله عليه وسلم، والمغيرة بن شعبة رضي الله عنه قائم على رأس النبي صلى الله عليه وسلم، ومعه السيف وعليه المغفر، وكلما أهوى عروة بيده إلى لحية النبي صلى الله عليه وسلم ضرب يده بنعل السيف وقال: أخر يدك عن لحية رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فلتعلم رحمك الله بأن الكفار والمشركين هم أعداء الله وأعداء رسوله صلى الله عليه وسلم أبد الدهر, فليس بغريب عليهم ابداء العداوه والبغضاء لنبينا الكريم صلوات ربي وسلامه عليه, وهم في هذا متمسكين بباطلهم, وللاسف بعض المسلمين يعاملهم كانهم أخواننا في الدين قال تعالى { وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى }
يقول ابن كثير في تفسيره: حيث أفرد الملة على أن الكفر كله ملة واحدة.أهـ
فهذه عقيدتهم وليست وليدة اليوم بل هي من ايام المشركين الاولين, وهم اشد تمسكا بها من بعض المسلمين بعقيدة الولاء والبراء وهي غائبه بل معطلة عن عامه المسلمين الا من رحم ربي, فالكفر ملة واحده من شرق الأرض الى غربها ومن شمالها الى جنوبها, فلا تفرق يا اخ الاسلام بين أي دوله من دول الكفر سواء دنمارك او نرويج او أمريكا او يابان او حتى أصغر دوله لم تسمع اسمها من قبل, فالاصل بان الكفر هو عدو لك ولدينك ولا تغتر بالاسماء,
يقول جل في علاه { لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آَبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ },
فربنا سبحانه يحذر كل مسلماً موحداً يؤمن بالله واليوم الاخر ان يواد الكافرين الذين يحادون الله ورسوله ولم يفرق بينهم ولو كانوا أقرب الناس لك رحماً وقرابة نعوذ بالله من ذلك.
فلا تستغرب ارشدك الله الى الحق من فعل الكافرين لانه ليس بعد الكفر ذنب هداك الله قال تعالى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ } وقال سبحانه { لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا }, وقد قال أهل العلم بأن كل كافر مشرك وكل مشرك كافر لأنهم حرفوا شرائع الله التي أنزلت على أنبياء الله وأشركوا مع الله غيره.
ولكن كيف نتعامل مع عداوتهم؟؟
فيجب علينا امام هذه الحمله الشرسه الكافره على خير البشر وسيدنا وسيدهم ابا القاسم بابي هو وامي عليه الصلاة والسلام ان نجدد عقيدة الولاء والبراء مع الكفار ولا نتهاون في هذا وتكون هذه الاعتداءت على الدين ذكرى لنا على عداوة الكافرين.
قال الشيخ أبوالوفاء ابن عقيل (رحمه الله) :-
إذا أردت أن تعرف الإسلام عند أهل الزمان فلا تنظر إلى ازدحامهم عند المساجد ولا ارتفاع أصواتهم بلبيك ولكن أنظر مواطئتهم لأعداء الشريعة.أهـ
قال شيخ الإسلام ابن تيميه( رحمه الله )في كتابه الفرقان:-
الولاء مأخوذ من الولاية والمحبة, فنحب أهل الإيمان على قدر ماعندهم من إيمان ونبغض الكفار مطلقاً ونبغض أهل الذنوب والمعاصي على قدر ماعندهم من الذنوب والمعاصي)أهـ
ولكن يجب ان تحذر اخي في الله وتعرف كيف تعامل اعداء الله بما شرع لنا الله ولا نغلو في معادتهم, فالمؤمن من يقيد عمله بما علمنا رسول الله ووفق شريعه الله, قال عليه الصلاة والسلام:( لا تبدؤوهم بالسلام، وإذا لقيتموهم في الطريق، فاضطروهم إلى أضيق الطريق ),
قد روى مسلم في «صحيحه» من حديث أبـي هريرة أن النبـي قال: «لا تبدؤوا اليهود ولا النصارى بالسلام، وإذا لقيتم أحدهم في الطريق، فاضطرّوه إلى أضيقه»
فلابد أن نعاملهم على هذا الأساس عباد الله, وأعلموا بأنه لا يحل لمسلم مؤادتهم وابداء المحبه لهم والتشبه بهم وبطباعهم ولكن لمن اراد دعوتهم والله مطلع على ما تخفى الصدور يجوز له ملاطفتهم في حدود دعوتهم الى الاسلام فان قبلوا منه والا فهو آثماً ان استمر في ملاطفتهم من غير ساغ شرعي والله بصير بالعباد.
نقل ابن القيم رحمه الله عن أبو داود أنه قال: سمعت أحمد ابن حنبل يسأل عن عيادة اليهودي والنصراني، فقال: إذا كان يريد أن يدعوه إلى الإسلام فنعم.أهـ
يقول ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد: قال السلف لا يبدؤون بالسلام، وقالت طائفة: يجوز الابتداء لمصلحة راجحة من حاجة تكون له إليه، أو خوف من أذاه، أو لقرابةٍ بـينهما، أو لسببٍ يقتضي ذلك.أهـ
وقد بيّن أهل العلم مراد رسول الله من التضييق عليهم ببيان ان العزة لك يا اخ الاسلام,
ويقول ابن عثيمين رحمه الله: معنى التضييق يكون باأظهار العزة عليهم بان لا تفسح لهم في الطريق وتكون انت صاحب المبادرة في استخدام الطريق او ما شابهه ذلك مثل الدخول من الباب او الخروج منه.أهـ بتصرف
والدعوة الى الله مطلوبة وواجبه علينا لأمثال هؤلاء ولكن كما علمنا الله, قال تعالى { وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْلَمُونَ } فيجب علينا دعوتهم الى الاسلام بالحكمه والموعظه الحسنه ولكن الى حين, والمؤمن كيّس فطّن فان لم يجد التجاوب فلابد من التعامل معهم كما امرنا الله من البراءه منهم, لاننا لابد ان نعلم بان الامر لله من قبل ومن بعد فعلينا بيان الحق والله يهدي من يشاء, قال سبحانه { لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ } وقال جل في علاه { لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ }
فالمقصود لابد ان تحيا فينا عقيدة الولاء والبراء مع اهل الكفر والشرك في كل وقت, وليس فقط في بعض المواقف التي يصرحون فيها بعداوتهم لهذا الدين الحنيف او برسوله الكريم عليه الصلاة والسلام.
وكذلك من الأمور الواجبه علينا في الدفاع عن نبينا ان كنا نحبه عليه الصلاة والسلام فلابد علينا من اتباعه في جميع ما يأمر واجتناب ما نها عنه وزجر وهذه قمه المحبه لهذا النبي الطاهر صلى الله عليه وسلم, قال تعالى { قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ } وقال سبحانه { مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ },
وصدق القائل حين قال:
تعصي الإله وأنت تظهر حبه هذا لعمري في القياس بديع
لو كنت صادقا في حبه لأطعته أن المحب لمن يحب مطيع
قال الحسن : ادعى قوم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم محبة الله فابتلاهم الله بهذه الآية :" قل أن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم "
وكذلك من الدفاع بحق على الرسول الامين , تنقية سنتة عليه الصلاة والسلام من ابطال المبطلين ومن تحريف المحرفين الذي يكذبون زوراً وبهتاناً على رسول الله كما قال عليه الصلاة والسلام: [ إياكم وكثرة الحديث عني من قال علي فلا يقولن إلا حقا أو صدقا فمن قال علي ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار ]الصحيحه.
وكما قلت لك رعاك الله بأن ليس بعد الكفر ذنب, فالكافر هو العدو الصريح لهذا النبي الامين وهذا الدين الحق, ولكن المشكله فيمن يتعرضون لهذا الدين من بعض ابناءه المحسوبين عليه أمثال الداعين لفصل هذا الدين عن دنيانا الفانية المغترين بافكار الكفار وتقدمهم الزائف في هذه الدنيا الملعونة بلعن سيد المرسلين عليه الصلاة والسلام فقد صح عنه أنه يقول: (الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه أو عالما أو متعلما ).
وكذلك رعاك الله مّن يدعون الى التقارب مع الكفار من اهل الكتاب او المشركين والانفتاح على حضاراتهم بدعوى زائفه باطله ألا وهي حوار الحضارات زعموا فقد طلع علينا ممن ينتسب الى علم سيد المرسلين ويتكلم بأسم الدين من يقول بهذا النص مداحاً زعيم الكافرين في هذه الدنيا بابا الفاتيكان, يقول هداه الله: فمواقف الرجل(يقصد البابا) العامة وإخلاصه في نشر دينه ونشاطه حتى رغم شيخوخته وكبر سنه، فقد طاف العالم كله وزار بلاد ومنها بلاد المسلمين نفسها، فكان مخلصا لدينه وناشطا من أعظم النشطاء في نشر دعوته والإيمان برسالته!!
قال تعالى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ }, وكلنا يعلم بأن كل أساءه يتعرض لها نبينا عليه الصلاة والسلام تكون مؤيده من كبارئهم ولا تجد منهم أي استنكار, فكيف نمجدهم وهم يتباهون بالصليب في كل وقت!!
كذلك من الدفاع عنه صلى الله عليه وسلم, الحذر من رد شيء من السنة الثابته عن رسول الله عليه الصلاة والسلام, قال احمد بن حنبل :" من رد حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو على شفا هلكة " قال الله تعالى { فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب اليم }.أهـ
قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره " أي : عن أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو سبيله ومنهاجه وطريقته وسنته وشريعته فتوزن الأقوال بأقواله وأعماله فما وافق ذلك قبل وما خالفه فهو مردود على قائله وفاعله كائنا من كان " ا.هـ
وهنا انقل كلام طيب لأحد أخواننا طلبه العلم
يقول جزاه الله خيرا:
[ ومن مظاهر رد السنة السخرية والاستهزاء بالسنة النبوية ومعارضتها بالعقول والآراء والرغبات والعادات كالسخرية والاستهزاء باللحية ورفع الرجل ثوبة فوق الكعبين وحجاب المرأة والسواك والصلاة الى سترة وغير ذلك . فتسمع من يصف تلك الأعمال بأوصاف رديئة أو يتهكم بمن التزم بها فلم يجد هؤلاء مايملؤون به فراغهم الا الضحك والاستهزاء بمن عمل بالسنة وحافظ عليها فيجعلونه محلا لسخريتهم هازلي لاعبين فيصدق في مثلهم قوله صلى الله عليه وسلم : ( وان العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا يهوي بها في جهنم) ]...انتهى كلامه
وكذلك من طرق الدفاع عن نبينا الكريم, الذب عن صحابته رضوان الله عليهم لأن الطاعن فيهم مقصودة الطعن في معلمهم آلا وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم, فلابد من التحذير في الوقوع في صحابة رسول الله لانهم هم حمله الشريعه ونقله الاحاديث فهم شهودنا على هذا الدين الحق, فقد كثر الطعن فيهم وممن ينتسبون الى العلم وأهله وللاسف بل ممن ينتسبون الى أهل السنه والجماعه.
يقول أمام السنه المبجل أحمد بن حنبل رحمه الله متحدثاً عن أصول أهل السنة والجماعه, ومنها الكف عما شجر بين الصحابة وذكرهم بالخير:
وهذه الأصول التي من ترك منها خصلة لم يقبلها ويؤمن بها لم يكن من أهلها.أهـ
ومن طرق الدفاع عن نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام, الإجتهاد في الدعاء على شاتميه وتعيينهم بالدعاء, وعلى المعتدين من الكافرين في المواطن المستحب فيها الدعاء كالسجود وبين الأذان والاقامه وأخر ساعة في يوم الجمعة وغيرها من مواطن استجابة الدعاء.
فهذه بعض السبل للدفاع عن سيد المرسلين بااحب الاعمال اليه عليه الصلاة والسلام لا بالدعوات المنفعلة الوقتيه مثل (المقاطعة) وإلزام الناس بأمور حياتية تُفرض عليهم وربما تُدخلنا في تحريم ما احل الله لنا وليست من الدين في شيء وقد ردها كبار العلماء, قال تعالى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ }
يقول الشاطبي في الاعتصام عن مّن يترك ما أحل الله قُربه وتعبداً:
التارك يصير عاصيا بتركه أو باعتقاده التحريم فيما احل الله , وأما ان كان الترك تدينا فهو الابتداع في الدين على كلتا الطريقتين إذ قد فرضنا الفعل جائزا شرعا فصار الترك المقصود معارضة للشارع في شرع التحليل وفي مثله نزل قول الله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما احل الله لكم ولا تعتدوا ان الله لا يحب المعتدين) فنهى أولا عن تحريم الحلال ثم جاءت الآية تشعر أن ذلك اعتداء لا يحبه الله.أهـ
وصلي اللهم على خير البشر وعلى آله وصحبه وسلم
وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
الحمد لله والصلاة والسلام على نبي الله محمد بن عبدالله خاتم النبيين وسيد ولد آدم أجمعين الأولين منهم والآخرين رغم أنف المغضوب عليهم والضالين...
أما بعد,
فلتعلم رعاك الله بأن من سن سنة حسنه له اجرها واجر من عمل بها الى يوم الدين كما قال النبي الامين بابي هو وأمي مبلغ الرساله ومودي الامانه وناصح الامه عليه افضل الصلاة واتم التسليم.
ولتعلم بأن كل عملاً صالحا يؤديه مسلماً من المسلمين من الاولين او الاخرين فهو في ميزان حسنات سيد البشر صلى الله عليه وسلم, لانه هو الذي اخرج الله به العالمين كافه من الظلمت الى النور , فكل عمل صالح هو المعلم له عليه الصلاة والسلام.
فقد صح عنه عليه الصلاة والسلام انه قال: (ما تركت شيئاً يقربكم إلى الله إلا وقد أمرتكم به وما تركت شيئاً يبعدكم عن الله إلا وقد نهيتكم عنه).
فالخير كله عرفته البشرية على يديه فهو المرسول رحمه للعالمين كما قال جل في علاه{ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ },
ومن أكبر النعم علينا أمه محمد ان جعلنا الله من اتباع هذا النبي الكريم صلوات ربي وسلامه عليه, قال تعالى { لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ },
قال ابن سعدي رحمه الله: هذه المنة التي امتن الله بها على عباده هي اكبر النعم بل اجلها وهي الإمتنان عليهم بهذا الرسول الكريم الذي أنقذهم الله به من الضلالة وعصمهم به من التهلكة " ا.هـ
فلك أخي في الله هذه القصه وهي صوره من صور الذب عن سيد البشريه عليه الصلاة والسلام وقد كانت في صلح الحديبيه ولتتمعن أجلال الصحابه ودفاعهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم, فقد كأن من عروة بن مسعود ماكان حيث قال: وإني لأرى أشواباً من الناس خليقاً أن يفروا ويدعوك، فقال له أبو بكر رضي الله عنه: امصص بظر اللات أنحن نفر وندعه ؟ قال: من ذا ؟ قالوا أبو بكر. قال: أما والذي نفسي بيده لولا يد كانت لك عندي لم أجزك بها لأجبتك. قال: وجعل يكلم النبي صلى الله عليه وسلم فكلما كلمه أخذ بلحيته صلى الله عليه وسلم، والمغيرة بن شعبة رضي الله عنه قائم على رأس النبي صلى الله عليه وسلم، ومعه السيف وعليه المغفر، وكلما أهوى عروة بيده إلى لحية النبي صلى الله عليه وسلم ضرب يده بنعل السيف وقال: أخر يدك عن لحية رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فلتعلم رحمك الله بأن الكفار والمشركين هم أعداء الله وأعداء رسوله صلى الله عليه وسلم أبد الدهر, فليس بغريب عليهم ابداء العداوه والبغضاء لنبينا الكريم صلوات ربي وسلامه عليه, وهم في هذا متمسكين بباطلهم, وللاسف بعض المسلمين يعاملهم كانهم أخواننا في الدين قال تعالى { وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى }
يقول ابن كثير في تفسيره: حيث أفرد الملة على أن الكفر كله ملة واحدة.أهـ
فهذه عقيدتهم وليست وليدة اليوم بل هي من ايام المشركين الاولين, وهم اشد تمسكا بها من بعض المسلمين بعقيدة الولاء والبراء وهي غائبه بل معطلة عن عامه المسلمين الا من رحم ربي, فالكفر ملة واحده من شرق الأرض الى غربها ومن شمالها الى جنوبها, فلا تفرق يا اخ الاسلام بين أي دوله من دول الكفر سواء دنمارك او نرويج او أمريكا او يابان او حتى أصغر دوله لم تسمع اسمها من قبل, فالاصل بان الكفر هو عدو لك ولدينك ولا تغتر بالاسماء,
يقول جل في علاه { لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آَبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ },
فربنا سبحانه يحذر كل مسلماً موحداً يؤمن بالله واليوم الاخر ان يواد الكافرين الذين يحادون الله ورسوله ولم يفرق بينهم ولو كانوا أقرب الناس لك رحماً وقرابة نعوذ بالله من ذلك.
فلا تستغرب ارشدك الله الى الحق من فعل الكافرين لانه ليس بعد الكفر ذنب هداك الله قال تعالى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ } وقال سبحانه { لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا }, وقد قال أهل العلم بأن كل كافر مشرك وكل مشرك كافر لأنهم حرفوا شرائع الله التي أنزلت على أنبياء الله وأشركوا مع الله غيره.
ولكن كيف نتعامل مع عداوتهم؟؟
فيجب علينا امام هذه الحمله الشرسه الكافره على خير البشر وسيدنا وسيدهم ابا القاسم بابي هو وامي عليه الصلاة والسلام ان نجدد عقيدة الولاء والبراء مع الكفار ولا نتهاون في هذا وتكون هذه الاعتداءت على الدين ذكرى لنا على عداوة الكافرين.
قال الشيخ أبوالوفاء ابن عقيل (رحمه الله) :-
إذا أردت أن تعرف الإسلام عند أهل الزمان فلا تنظر إلى ازدحامهم عند المساجد ولا ارتفاع أصواتهم بلبيك ولكن أنظر مواطئتهم لأعداء الشريعة.أهـ
قال شيخ الإسلام ابن تيميه( رحمه الله )في كتابه الفرقان:-
الولاء مأخوذ من الولاية والمحبة, فنحب أهل الإيمان على قدر ماعندهم من إيمان ونبغض الكفار مطلقاً ونبغض أهل الذنوب والمعاصي على قدر ماعندهم من الذنوب والمعاصي)أهـ
ولكن يجب ان تحذر اخي في الله وتعرف كيف تعامل اعداء الله بما شرع لنا الله ولا نغلو في معادتهم, فالمؤمن من يقيد عمله بما علمنا رسول الله ووفق شريعه الله, قال عليه الصلاة والسلام:( لا تبدؤوهم بالسلام، وإذا لقيتموهم في الطريق، فاضطروهم إلى أضيق الطريق ),
قد روى مسلم في «صحيحه» من حديث أبـي هريرة أن النبـي قال: «لا تبدؤوا اليهود ولا النصارى بالسلام، وإذا لقيتم أحدهم في الطريق، فاضطرّوه إلى أضيقه»
فلابد أن نعاملهم على هذا الأساس عباد الله, وأعلموا بأنه لا يحل لمسلم مؤادتهم وابداء المحبه لهم والتشبه بهم وبطباعهم ولكن لمن اراد دعوتهم والله مطلع على ما تخفى الصدور يجوز له ملاطفتهم في حدود دعوتهم الى الاسلام فان قبلوا منه والا فهو آثماً ان استمر في ملاطفتهم من غير ساغ شرعي والله بصير بالعباد.
نقل ابن القيم رحمه الله عن أبو داود أنه قال: سمعت أحمد ابن حنبل يسأل عن عيادة اليهودي والنصراني، فقال: إذا كان يريد أن يدعوه إلى الإسلام فنعم.أهـ
يقول ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد: قال السلف لا يبدؤون بالسلام، وقالت طائفة: يجوز الابتداء لمصلحة راجحة من حاجة تكون له إليه، أو خوف من أذاه، أو لقرابةٍ بـينهما، أو لسببٍ يقتضي ذلك.أهـ
وقد بيّن أهل العلم مراد رسول الله من التضييق عليهم ببيان ان العزة لك يا اخ الاسلام,
ويقول ابن عثيمين رحمه الله: معنى التضييق يكون باأظهار العزة عليهم بان لا تفسح لهم في الطريق وتكون انت صاحب المبادرة في استخدام الطريق او ما شابهه ذلك مثل الدخول من الباب او الخروج منه.أهـ بتصرف
والدعوة الى الله مطلوبة وواجبه علينا لأمثال هؤلاء ولكن كما علمنا الله, قال تعالى { وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْلَمُونَ } فيجب علينا دعوتهم الى الاسلام بالحكمه والموعظه الحسنه ولكن الى حين, والمؤمن كيّس فطّن فان لم يجد التجاوب فلابد من التعامل معهم كما امرنا الله من البراءه منهم, لاننا لابد ان نعلم بان الامر لله من قبل ومن بعد فعلينا بيان الحق والله يهدي من يشاء, قال سبحانه { لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ } وقال جل في علاه { لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ }
فالمقصود لابد ان تحيا فينا عقيدة الولاء والبراء مع اهل الكفر والشرك في كل وقت, وليس فقط في بعض المواقف التي يصرحون فيها بعداوتهم لهذا الدين الحنيف او برسوله الكريم عليه الصلاة والسلام.
وكذلك من الأمور الواجبه علينا في الدفاع عن نبينا ان كنا نحبه عليه الصلاة والسلام فلابد علينا من اتباعه في جميع ما يأمر واجتناب ما نها عنه وزجر وهذه قمه المحبه لهذا النبي الطاهر صلى الله عليه وسلم, قال تعالى { قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ } وقال سبحانه { مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ },
وصدق القائل حين قال:
تعصي الإله وأنت تظهر حبه هذا لعمري في القياس بديع
لو كنت صادقا في حبه لأطعته أن المحب لمن يحب مطيع
قال الحسن : ادعى قوم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم محبة الله فابتلاهم الله بهذه الآية :" قل أن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم "
وكذلك من الدفاع بحق على الرسول الامين , تنقية سنتة عليه الصلاة والسلام من ابطال المبطلين ومن تحريف المحرفين الذي يكذبون زوراً وبهتاناً على رسول الله كما قال عليه الصلاة والسلام: [ إياكم وكثرة الحديث عني من قال علي فلا يقولن إلا حقا أو صدقا فمن قال علي ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار ]الصحيحه.
وكما قلت لك رعاك الله بأن ليس بعد الكفر ذنب, فالكافر هو العدو الصريح لهذا النبي الامين وهذا الدين الحق, ولكن المشكله فيمن يتعرضون لهذا الدين من بعض ابناءه المحسوبين عليه أمثال الداعين لفصل هذا الدين عن دنيانا الفانية المغترين بافكار الكفار وتقدمهم الزائف في هذه الدنيا الملعونة بلعن سيد المرسلين عليه الصلاة والسلام فقد صح عنه أنه يقول: (الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه أو عالما أو متعلما ).
وكذلك رعاك الله مّن يدعون الى التقارب مع الكفار من اهل الكتاب او المشركين والانفتاح على حضاراتهم بدعوى زائفه باطله ألا وهي حوار الحضارات زعموا فقد طلع علينا ممن ينتسب الى علم سيد المرسلين ويتكلم بأسم الدين من يقول بهذا النص مداحاً زعيم الكافرين في هذه الدنيا بابا الفاتيكان, يقول هداه الله: فمواقف الرجل(يقصد البابا) العامة وإخلاصه في نشر دينه ونشاطه حتى رغم شيخوخته وكبر سنه، فقد طاف العالم كله وزار بلاد ومنها بلاد المسلمين نفسها، فكان مخلصا لدينه وناشطا من أعظم النشطاء في نشر دعوته والإيمان برسالته!!
قال تعالى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ }, وكلنا يعلم بأن كل أساءه يتعرض لها نبينا عليه الصلاة والسلام تكون مؤيده من كبارئهم ولا تجد منهم أي استنكار, فكيف نمجدهم وهم يتباهون بالصليب في كل وقت!!
كذلك من الدفاع عنه صلى الله عليه وسلم, الحذر من رد شيء من السنة الثابته عن رسول الله عليه الصلاة والسلام, قال احمد بن حنبل :" من رد حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو على شفا هلكة " قال الله تعالى { فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب اليم }.أهـ
قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره " أي : عن أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو سبيله ومنهاجه وطريقته وسنته وشريعته فتوزن الأقوال بأقواله وأعماله فما وافق ذلك قبل وما خالفه فهو مردود على قائله وفاعله كائنا من كان " ا.هـ
وهنا انقل كلام طيب لأحد أخواننا طلبه العلم
يقول جزاه الله خيرا:
[ ومن مظاهر رد السنة السخرية والاستهزاء بالسنة النبوية ومعارضتها بالعقول والآراء والرغبات والعادات كالسخرية والاستهزاء باللحية ورفع الرجل ثوبة فوق الكعبين وحجاب المرأة والسواك والصلاة الى سترة وغير ذلك . فتسمع من يصف تلك الأعمال بأوصاف رديئة أو يتهكم بمن التزم بها فلم يجد هؤلاء مايملؤون به فراغهم الا الضحك والاستهزاء بمن عمل بالسنة وحافظ عليها فيجعلونه محلا لسخريتهم هازلي لاعبين فيصدق في مثلهم قوله صلى الله عليه وسلم : ( وان العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا يهوي بها في جهنم) ]...انتهى كلامه
وكذلك من طرق الدفاع عن نبينا الكريم, الذب عن صحابته رضوان الله عليهم لأن الطاعن فيهم مقصودة الطعن في معلمهم آلا وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم, فلابد من التحذير في الوقوع في صحابة رسول الله لانهم هم حمله الشريعه ونقله الاحاديث فهم شهودنا على هذا الدين الحق, فقد كثر الطعن فيهم وممن ينتسبون الى العلم وأهله وللاسف بل ممن ينتسبون الى أهل السنه والجماعه.
يقول أمام السنه المبجل أحمد بن حنبل رحمه الله متحدثاً عن أصول أهل السنة والجماعه, ومنها الكف عما شجر بين الصحابة وذكرهم بالخير:
وهذه الأصول التي من ترك منها خصلة لم يقبلها ويؤمن بها لم يكن من أهلها.أهـ
ومن طرق الدفاع عن نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام, الإجتهاد في الدعاء على شاتميه وتعيينهم بالدعاء, وعلى المعتدين من الكافرين في المواطن المستحب فيها الدعاء كالسجود وبين الأذان والاقامه وأخر ساعة في يوم الجمعة وغيرها من مواطن استجابة الدعاء.
فهذه بعض السبل للدفاع عن سيد المرسلين بااحب الاعمال اليه عليه الصلاة والسلام لا بالدعوات المنفعلة الوقتيه مثل (المقاطعة) وإلزام الناس بأمور حياتية تُفرض عليهم وربما تُدخلنا في تحريم ما احل الله لنا وليست من الدين في شيء وقد ردها كبار العلماء, قال تعالى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ }
يقول الشاطبي في الاعتصام عن مّن يترك ما أحل الله قُربه وتعبداً:
التارك يصير عاصيا بتركه أو باعتقاده التحريم فيما احل الله , وأما ان كان الترك تدينا فهو الابتداع في الدين على كلتا الطريقتين إذ قد فرضنا الفعل جائزا شرعا فصار الترك المقصود معارضة للشارع في شرع التحليل وفي مثله نزل قول الله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما احل الله لكم ولا تعتدوا ان الله لا يحب المعتدين) فنهى أولا عن تحريم الحلال ثم جاءت الآية تشعر أن ذلك اعتداء لا يحبه الله.أهـ
وصلي اللهم على خير البشر وعلى آله وصحبه وسلم
وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
تعليق