العلامة ابن باز _ رحمه الله _
تتبع المساجد طلبا لحسن الصوت
من ضمن الأسئلة الموجهة لسماحته - ابن باز عليه رحمة الله- المنشورة في رسالة : ( الجواب الصحيح من أحكام صلاة الليل والتراويح ).
س : ما حكم تتبع المساجد طلبا لحسن صوت الإمام لما ينتج عن ذلك من الخشوع وحضور القلب ؟
ج : الأظهر والله أعلم أنه لا حرج في ذلك إذا كان المقصود أن يستعين بذلكعلىالخشوع في صلاته ، ويرتاح في صلاته ويطمئن قلبه ؛ لأنه ما كل صوت يريح، فإذاكان قصده من الذهاب إلى صوت فلان أو فلان الرغبة في الخير وكمالالخشوع في صلاته فلا حرج في ذلك ، بل قد يشكر على هذا ويؤجر على حسب نيته ،والإنسان قد يخشع خلف إمام ولا يخشع خلف إمام بسبب الفرق بين القراءتينوالصلاتين ، فإذا كان قصد بذهابه إلى المسجد البعيد أن يستمع لقراءته لحسنصوته وليستفيد من ذلك وليخشع في صلاته لا لمجرد الهوى والتجول ، بل لقصدالفائدة والعلم وقصد الخشوع في الصلاة ،فلا حرج في ذلك وقد ثبت في الحديثالصحيح عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال : أعظم الناس أجرا في الصلاةأبعدهم ممشى . رواه البخاري في ( الأذان ) برقم ( 614 ) واللفظ له ، ورواهمسلم في ( المساجد ومواضع الصلاة ) برقم ( 10 ). فأبعدهم ممشى فإذا كانقصده أيضا زيادة الخطوات ، فهذا أيضا مقصد صالح.
س : ما حكم التنقل بين المساجد فكل ليلة في مسجد طلبا لحسن الصوت ؟.
ج : لا أعلم في هذا بأسا ، وإن كنت أميل إلى أنه يلزم المسجد الذي يطمئنقلبه فيه ويخشع فيه ؛ لأنه قد يذهب إلى مسجد آخر لا يحصل له فيه ما حصل فيالأول من الخشوع والطمأنينة ، فأنا أرجح حسب القواعد الشرعية أنه إذا وجدإماما يطمئن إليه ويخشع في صلاته وقراءته يلزم ذلك أو يكثر من ذلك معه ،والأمر في ذلك واضح لا حرج فيه بحمد الله ، فلو انتقل إلى إمام آخر لا نعلمفيه بأسا إذا كان قصده الخير وليس قصده شيئا آخر من رياء أو غيره ، لكنالأقرب من حيث القواعد الشرعية أنه يلزم المسجد الذي فيه الخشوع والطمأنينةوحسن القراءة أو فيه تكثير المصلين بأسبابه إذا صلى فيه كثر المصلونبأسبابه يتأسون به ، أو لأنه يفيدهم وليس عندهم من يفيدهم ويذكرهم بعضالأحيان ، أو يلقي عليهم درسا ، بمعنى أن يحصل لهم بوجوده فائدة ، فإذا كانهكذا فكونه في هذا المسجد الذي فيه الفائدة منه أو من غيره ، أو كونه أقربإلى خشوع قلبه والطمأنينة وتلذذه بالصلاة فيه فكل هذا مطلوب .
العلامة ابن عثيمين _ رحمه الله _
2200 ـ" ليصل الرجل في المسجد الذي يليه و لا يتبع المساجد"
( السلسلة الصحيحة للشيخ الألباني ـ رحمه الله " 5 / 234)
قال الشيخ العثيمين –رحمه الله- في مجموع فتاويه ورسائله - (ج 14 / ص 164)
.826.. سئل فضيلة الشيخ: بعض الناس في شهر رمضان يترك المسجد القريب منهويصلي في مسجد آخر لكونه أخشع لقلبه، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ليصل الرجل في المسجد الذي يليه ولا يتبع المساجد" أفتونا مغفوراً لكم؟
... فأجاب فضيلته بقوله: هذا الحديث فيما أعرفه مختلف في صحته وعلى تقدير ثبوته فإنه يحمل على ما إذا كان في ذلك تفريق للمصلين عن المسجد الذي حولهم، وإلا فمن المعلوم أن الصحابة - رضي الله عنهم - كانوا يرتادون المسجد النبوي ليصلوا خلف النبي صلى الله عليه وسلم بل كان معاذ - رضي الله عنه - يصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم صلاة العشاء الآخرة ثم يرجع إلى قومه فيصلي بهم مع تأخر الزمن.
... وارتياد الإنسان المسجد من أجل حسن القراءة، واستعانته بحسن قراءة إمامه على القيام لا بأس به، اللهم إلا إذا خشي من ذلك فتنة، أو خشي من ذلك إهانة للإمام الذي حوله، مثل أن يكون هذا الرجل من كبراء القوم وانصرافه عن مسجده إلى مسجد آخر يكون فيه شيء من القدح في الإمام، فهنا قد نقول: إنه ينبغي أن يراعي هذه المفسدة فيتجنبها.
سئل فضيلة الشيخ العثيمين عن حكم تتبع المساجد لطلب الصوت الحسن
وهذا هو نص السؤال :
السؤال
أرشدونا فيما هو الأفضل: تتبُّع المساجد لطلب الصوت الحسن، أم الذهاب إلى من يطبق السنة ويحافظ على الخشوع؛ ولكنه لا يمتاز بصوت حسن، مع أن الحاجة داعية إلى ذلك؟
الجواب
لا شك أن الصوت الحسن مرغوب، والإنسان يحب أن يستمع القرآن من صوت حسن، بل قد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( ما أذن الله لشيء إِذْنَه لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن ) أي: ما استمع الله تعالى لشيء مثلما يستمع لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن.
وسمع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة أبا موسى الأشعري يقرأ القرآن، واستمع لقراءته، ثم قال له النبي عليه الصلاة والسلام في الصباح، قال: ( لقد استمعتُ إلى قراءتك الليلة، وقد أوتيتَ مزماراً من مزامير آل داوُد -أي: صوتاً حسناً- فقال: أوَسَمِعْتَ ذلك يا رسول الله؟ قال: نعم.
قال: لو علمتُ لحبَّرتُه لك تحبيراً ) يعني: زينتُه أحسن.
وفي هذا دليل على أن الإنسان لا بأس أن يحسِّن صوته من أجل أن يستمع الناس إليه؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم ينكر على أبي موسى لما قال هذا.
لكن إذا كان الذهاب -أي: ذهاب الرجل- يؤدي إلى هجران المساجد الأخرى، وضعف همم أصحاب الحي، فإن بقاء الإنسان في مسجده أفضل، وكذلك أيضاً لو كان مسجد حيه يطبق السنة أكثر صار أيضاًَ صلاته في مسجد حيه أفضل.
وهذا القارئ الذي يقرأ يمكن للإنسان أن يستمع إلى قراءته في مسجل ويخشع لها، ثم الخشوع في الحقيقة هو حضور القلب بين يدي الله عزَّ وجلَّ، وليس هذا البكاء الطويل العريض الذي أحياناً يصل إلى إزعاج لبعض الناس، فالرسول صلى الله عليه وسلم أشد الناس خشوعاً، وكان إذا سجد يُسمع لصدره أزيز كأزيز المِرْجَل، خفي، ليس بهذا الصراخ الذي يُسمع من بعض الناس.
فالذي أرى أنه لا بأس أن الإنسان يذهب إلى مسجد حسن الصوت، إذا كان هذا ألذ وأطيب لقلبه وأخشع؛ ولكن يُلاحظ أنه إذا كان هناك من يطبق السنة أكثر فهو أولى، وكذلك إذا ذهب إلى هذا المسجد تخلو مساجد الحي أو تضعف همم الناس، فإن وجوده في مسجده أفضل ليكثِّر الناس، ولا سيما إذا كان رجلاً له قيمة في المسجد، فإن هذا أيضاً ربما يُحدث شيئاًَ في قلب الإمام.
أما أولئك الذين سمعنا أنهم يأتون من نحو ثمانين كيلو، ومائة كيلو، وما أشبه ذلك، فهذا لا شك أن هذا تصرف خاطئ، خاطئ جداً؛ لأن هذه المسافة؛ ثمانين كيلو، ساعة ذهاب، وساعة إياب، بدون فائدة، إلا مجرد الاستماع لهذا الصوت، هذا إضاعة وقت، والوقت أشرف من أن يُضاع في مثل هذا الشيء، صحيحٌ أن قصد العبادة فيه أجر لا شك؛ لكن إلى هذا الحد؟! تضيع عليك ساعتان من هذه الليالي الشريفة؟! هذا -في رأيي- أنه تصرفٌ خاطئ، وكلامنا على الشخص الذي يكون في البلد نفسه.
جلسات رمضانية لعام 1410هـ الدرس الرابع
العلامة صالح الفوزان _ حفظه الله تعالى _
سئل فضيلةالشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله
هناك ظاهرة منتشرة بين بعض الناس، وهي أنه في صلاة التراويح ينتقلون إلىمساجد بعيدة عن بيوتهم، وذلك طلبًا للأئمة أصحاب الأصوات الحسنة؛ فما رأيكمبهذه الظاهرة؟
فأجاب فضيلته بقوله:
ينبغي للإمام أن يحسن صوته بتلاوة القرآن،ويعتني بإجادة القراءة على الوجه المطلوب؛ محتسبًا الأجر عند الله، لا منأجل الرياء والسمعة، وأن يتلو القرآن بخشوع وحضور قلب؛ لينتفع بقراءته،وينتفع به من يسمعه.
والذي ينبغي لجماعة كل مسجد أن يعمروا مسجدهم بطاعة الله والصلاة فيه، ولاينبغي التنقل بين المساجد وإضاعة الوقت في التذوق لأصوات الأئمة، لا سيماالنساء؛ فإن في تجوالها وذهابها بعيدًا عن بيوتها مخاطرة شديدة؛ لأنه مطلوبمن المرأة أن تصلي في بيوتها، وإن أرادت الخروج للمسجد؛ فإنها تخرج لأقربمسجد؛ تقليلاً للخطر.
وهذه الظاهرة من تجمهر الناس في بعض المساجد هي ظاهرة غير مرغوب فيها؛ لأنفيها تعطيلاً للمساجد الأخرى، وهي مدعاة للرياء، وفيها تكلفات غير مشروعةومبالغات.
من المنتقى من فتاوى الشيخالفوزان حفظه الله /الجزء الثالث الفتوى رقم
245
العلامة صالح الفوزان _ حفظه الله تعالى _
أحسن الله إليكم هذا السائل يقول: توجدظاهرة بين أوساط بعض الشباب الأخيار ، هي أنهم يتقصدون بعض أئمةالمساجدللصلاة خلفهم ، ونتيجة لهذا التجمع أصبح بعض هؤلاء الأئمة يحيدونالقراءةأقامة واضحة في صلاة الفريضة ، ويبالغون في وضع أجهزة المحسناتالصوتية . فهل من نصيحة لهؤلاء ؟
العلامة الفوزان حفظه الله :
هذا في الحقيقة فيه محذوران :
المحذور الأول : أن هذا من التذوق تذوق الأصواتماهورغبة في الصلاة، وإنما هو تذوق للأصوات صوت فلان خير من صوت فلان ـوما جاء رغبة في الصلاة ، وإنما جاء ليسمع الصوت فقط .
الناحية الثانية : أن هذا يحمل بعض الأئمة علىالمباهاة ، فإذا رأى الناس يجتمعون عليه فإن هذا يزيده إعجابا في قراءته ،وربما يتكلف في القراءة ، ويتكلف في تضخيم الصوت ، وهذا يخرج العبادة عنكونها ذلا وخضوعا واستكانة لله إلى كونها مباهاةً ورياءً ولا حول ولا قوةإلا بالله .
ينبغي للمسلمونيصلون في المساجد ، ويحيونالمساجد وكل إنسان يصلي في المسجد القريب منه لأجل يعمر المسجد .
وأيضا هذا فيه إساءة إلى أئمة المساجد الذين يتركونهم ، يتركهم جيرانهم ...
أئمة المساجد الذين يتركونهم جيرانهم ويذهبون إلى المساجد الأخرى ، فهذايحدث في نفسية الإمام يحدث فيها نوعا من الهضم ، وربما يكون في نفسه أنهميلاحظون عليه شيء ، أو أنهم يرون عليه شيء من خلف الصلاة ، ويتركه الناس منأجل ذلك .
فإذا رأوا هذا يذهب وهذا يذهب وترك هذا الإمام وهذا المسجد قالوا الناس : الناس ما فعلوا هذا إلا لأن الإمام فيه شيء أو عليه ملاحظة .
وينبغي للمسلمينأن يتقصدوا في هذا الامر ،وأن يتركوا عنهم المباهاة وأن تكون العبادة خالصة لوجه الله عز وجل . نعم .
منقول
http://www.ahl-elathar.net/vb/showthread.php?p=6967
تتبع المساجد طلبا لحسن الصوت
من ضمن الأسئلة الموجهة لسماحته - ابن باز عليه رحمة الله- المنشورة في رسالة : ( الجواب الصحيح من أحكام صلاة الليل والتراويح ).
س : ما حكم تتبع المساجد طلبا لحسن صوت الإمام لما ينتج عن ذلك من الخشوع وحضور القلب ؟
ج : الأظهر والله أعلم أنه لا حرج في ذلك إذا كان المقصود أن يستعين بذلكعلىالخشوع في صلاته ، ويرتاح في صلاته ويطمئن قلبه ؛ لأنه ما كل صوت يريح، فإذاكان قصده من الذهاب إلى صوت فلان أو فلان الرغبة في الخير وكمالالخشوع في صلاته فلا حرج في ذلك ، بل قد يشكر على هذا ويؤجر على حسب نيته ،والإنسان قد يخشع خلف إمام ولا يخشع خلف إمام بسبب الفرق بين القراءتينوالصلاتين ، فإذا كان قصد بذهابه إلى المسجد البعيد أن يستمع لقراءته لحسنصوته وليستفيد من ذلك وليخشع في صلاته لا لمجرد الهوى والتجول ، بل لقصدالفائدة والعلم وقصد الخشوع في الصلاة ،فلا حرج في ذلك وقد ثبت في الحديثالصحيح عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال : أعظم الناس أجرا في الصلاةأبعدهم ممشى . رواه البخاري في ( الأذان ) برقم ( 614 ) واللفظ له ، ورواهمسلم في ( المساجد ومواضع الصلاة ) برقم ( 10 ). فأبعدهم ممشى فإذا كانقصده أيضا زيادة الخطوات ، فهذا أيضا مقصد صالح.
س : ما حكم التنقل بين المساجد فكل ليلة في مسجد طلبا لحسن الصوت ؟.
ج : لا أعلم في هذا بأسا ، وإن كنت أميل إلى أنه يلزم المسجد الذي يطمئنقلبه فيه ويخشع فيه ؛ لأنه قد يذهب إلى مسجد آخر لا يحصل له فيه ما حصل فيالأول من الخشوع والطمأنينة ، فأنا أرجح حسب القواعد الشرعية أنه إذا وجدإماما يطمئن إليه ويخشع في صلاته وقراءته يلزم ذلك أو يكثر من ذلك معه ،والأمر في ذلك واضح لا حرج فيه بحمد الله ، فلو انتقل إلى إمام آخر لا نعلمفيه بأسا إذا كان قصده الخير وليس قصده شيئا آخر من رياء أو غيره ، لكنالأقرب من حيث القواعد الشرعية أنه يلزم المسجد الذي فيه الخشوع والطمأنينةوحسن القراءة أو فيه تكثير المصلين بأسبابه إذا صلى فيه كثر المصلونبأسبابه يتأسون به ، أو لأنه يفيدهم وليس عندهم من يفيدهم ويذكرهم بعضالأحيان ، أو يلقي عليهم درسا ، بمعنى أن يحصل لهم بوجوده فائدة ، فإذا كانهكذا فكونه في هذا المسجد الذي فيه الفائدة منه أو من غيره ، أو كونه أقربإلى خشوع قلبه والطمأنينة وتلذذه بالصلاة فيه فكل هذا مطلوب .
العلامة ابن عثيمين _ رحمه الله _
2200 ـ" ليصل الرجل في المسجد الذي يليه و لا يتبع المساجد"
( السلسلة الصحيحة للشيخ الألباني ـ رحمه الله " 5 / 234)
قال الشيخ العثيمين –رحمه الله- في مجموع فتاويه ورسائله - (ج 14 / ص 164)
.826.. سئل فضيلة الشيخ: بعض الناس في شهر رمضان يترك المسجد القريب منهويصلي في مسجد آخر لكونه أخشع لقلبه، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ليصل الرجل في المسجد الذي يليه ولا يتبع المساجد" أفتونا مغفوراً لكم؟
... فأجاب فضيلته بقوله: هذا الحديث فيما أعرفه مختلف في صحته وعلى تقدير ثبوته فإنه يحمل على ما إذا كان في ذلك تفريق للمصلين عن المسجد الذي حولهم، وإلا فمن المعلوم أن الصحابة - رضي الله عنهم - كانوا يرتادون المسجد النبوي ليصلوا خلف النبي صلى الله عليه وسلم بل كان معاذ - رضي الله عنه - يصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم صلاة العشاء الآخرة ثم يرجع إلى قومه فيصلي بهم مع تأخر الزمن.
... وارتياد الإنسان المسجد من أجل حسن القراءة، واستعانته بحسن قراءة إمامه على القيام لا بأس به، اللهم إلا إذا خشي من ذلك فتنة، أو خشي من ذلك إهانة للإمام الذي حوله، مثل أن يكون هذا الرجل من كبراء القوم وانصرافه عن مسجده إلى مسجد آخر يكون فيه شيء من القدح في الإمام، فهنا قد نقول: إنه ينبغي أن يراعي هذه المفسدة فيتجنبها.
سئل فضيلة الشيخ العثيمين عن حكم تتبع المساجد لطلب الصوت الحسن
وهذا هو نص السؤال :
السؤال
أرشدونا فيما هو الأفضل: تتبُّع المساجد لطلب الصوت الحسن، أم الذهاب إلى من يطبق السنة ويحافظ على الخشوع؛ ولكنه لا يمتاز بصوت حسن، مع أن الحاجة داعية إلى ذلك؟
الجواب
لا شك أن الصوت الحسن مرغوب، والإنسان يحب أن يستمع القرآن من صوت حسن، بل قد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( ما أذن الله لشيء إِذْنَه لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن ) أي: ما استمع الله تعالى لشيء مثلما يستمع لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن.
وسمع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة أبا موسى الأشعري يقرأ القرآن، واستمع لقراءته، ثم قال له النبي عليه الصلاة والسلام في الصباح، قال: ( لقد استمعتُ إلى قراءتك الليلة، وقد أوتيتَ مزماراً من مزامير آل داوُد -أي: صوتاً حسناً- فقال: أوَسَمِعْتَ ذلك يا رسول الله؟ قال: نعم.
قال: لو علمتُ لحبَّرتُه لك تحبيراً ) يعني: زينتُه أحسن.
وفي هذا دليل على أن الإنسان لا بأس أن يحسِّن صوته من أجل أن يستمع الناس إليه؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم ينكر على أبي موسى لما قال هذا.
لكن إذا كان الذهاب -أي: ذهاب الرجل- يؤدي إلى هجران المساجد الأخرى، وضعف همم أصحاب الحي، فإن بقاء الإنسان في مسجده أفضل، وكذلك أيضاً لو كان مسجد حيه يطبق السنة أكثر صار أيضاًَ صلاته في مسجد حيه أفضل.
وهذا القارئ الذي يقرأ يمكن للإنسان أن يستمع إلى قراءته في مسجل ويخشع لها، ثم الخشوع في الحقيقة هو حضور القلب بين يدي الله عزَّ وجلَّ، وليس هذا البكاء الطويل العريض الذي أحياناً يصل إلى إزعاج لبعض الناس، فالرسول صلى الله عليه وسلم أشد الناس خشوعاً، وكان إذا سجد يُسمع لصدره أزيز كأزيز المِرْجَل، خفي، ليس بهذا الصراخ الذي يُسمع من بعض الناس.
فالذي أرى أنه لا بأس أن الإنسان يذهب إلى مسجد حسن الصوت، إذا كان هذا ألذ وأطيب لقلبه وأخشع؛ ولكن يُلاحظ أنه إذا كان هناك من يطبق السنة أكثر فهو أولى، وكذلك إذا ذهب إلى هذا المسجد تخلو مساجد الحي أو تضعف همم الناس، فإن وجوده في مسجده أفضل ليكثِّر الناس، ولا سيما إذا كان رجلاً له قيمة في المسجد، فإن هذا أيضاً ربما يُحدث شيئاًَ في قلب الإمام.
أما أولئك الذين سمعنا أنهم يأتون من نحو ثمانين كيلو، ومائة كيلو، وما أشبه ذلك، فهذا لا شك أن هذا تصرف خاطئ، خاطئ جداً؛ لأن هذه المسافة؛ ثمانين كيلو، ساعة ذهاب، وساعة إياب، بدون فائدة، إلا مجرد الاستماع لهذا الصوت، هذا إضاعة وقت، والوقت أشرف من أن يُضاع في مثل هذا الشيء، صحيحٌ أن قصد العبادة فيه أجر لا شك؛ لكن إلى هذا الحد؟! تضيع عليك ساعتان من هذه الليالي الشريفة؟! هذا -في رأيي- أنه تصرفٌ خاطئ، وكلامنا على الشخص الذي يكون في البلد نفسه.
جلسات رمضانية لعام 1410هـ الدرس الرابع
العلامة صالح الفوزان _ حفظه الله تعالى _
سئل فضيلةالشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله
هناك ظاهرة منتشرة بين بعض الناس، وهي أنه في صلاة التراويح ينتقلون إلىمساجد بعيدة عن بيوتهم، وذلك طلبًا للأئمة أصحاب الأصوات الحسنة؛ فما رأيكمبهذه الظاهرة؟
فأجاب فضيلته بقوله:
ينبغي للإمام أن يحسن صوته بتلاوة القرآن،ويعتني بإجادة القراءة على الوجه المطلوب؛ محتسبًا الأجر عند الله، لا منأجل الرياء والسمعة، وأن يتلو القرآن بخشوع وحضور قلب؛ لينتفع بقراءته،وينتفع به من يسمعه.
والذي ينبغي لجماعة كل مسجد أن يعمروا مسجدهم بطاعة الله والصلاة فيه، ولاينبغي التنقل بين المساجد وإضاعة الوقت في التذوق لأصوات الأئمة، لا سيماالنساء؛ فإن في تجوالها وذهابها بعيدًا عن بيوتها مخاطرة شديدة؛ لأنه مطلوبمن المرأة أن تصلي في بيوتها، وإن أرادت الخروج للمسجد؛ فإنها تخرج لأقربمسجد؛ تقليلاً للخطر.
وهذه الظاهرة من تجمهر الناس في بعض المساجد هي ظاهرة غير مرغوب فيها؛ لأنفيها تعطيلاً للمساجد الأخرى، وهي مدعاة للرياء، وفيها تكلفات غير مشروعةومبالغات.
من المنتقى من فتاوى الشيخالفوزان حفظه الله /الجزء الثالث الفتوى رقم
245
العلامة صالح الفوزان _ حفظه الله تعالى _
أحسن الله إليكم هذا السائل يقول: توجدظاهرة بين أوساط بعض الشباب الأخيار ، هي أنهم يتقصدون بعض أئمةالمساجدللصلاة خلفهم ، ونتيجة لهذا التجمع أصبح بعض هؤلاء الأئمة يحيدونالقراءةأقامة واضحة في صلاة الفريضة ، ويبالغون في وضع أجهزة المحسناتالصوتية . فهل من نصيحة لهؤلاء ؟
العلامة الفوزان حفظه الله :
هذا في الحقيقة فيه محذوران :
المحذور الأول : أن هذا من التذوق تذوق الأصواتماهورغبة في الصلاة، وإنما هو تذوق للأصوات صوت فلان خير من صوت فلان ـوما جاء رغبة في الصلاة ، وإنما جاء ليسمع الصوت فقط .
الناحية الثانية : أن هذا يحمل بعض الأئمة علىالمباهاة ، فإذا رأى الناس يجتمعون عليه فإن هذا يزيده إعجابا في قراءته ،وربما يتكلف في القراءة ، ويتكلف في تضخيم الصوت ، وهذا يخرج العبادة عنكونها ذلا وخضوعا واستكانة لله إلى كونها مباهاةً ورياءً ولا حول ولا قوةإلا بالله .
ينبغي للمسلمونيصلون في المساجد ، ويحيونالمساجد وكل إنسان يصلي في المسجد القريب منه لأجل يعمر المسجد .
وأيضا هذا فيه إساءة إلى أئمة المساجد الذين يتركونهم ، يتركهم جيرانهم ...
أئمة المساجد الذين يتركونهم جيرانهم ويذهبون إلى المساجد الأخرى ، فهذايحدث في نفسية الإمام يحدث فيها نوعا من الهضم ، وربما يكون في نفسه أنهميلاحظون عليه شيء ، أو أنهم يرون عليه شيء من خلف الصلاة ، ويتركه الناس منأجل ذلك .
فإذا رأوا هذا يذهب وهذا يذهب وترك هذا الإمام وهذا المسجد قالوا الناس : الناس ما فعلوا هذا إلا لأن الإمام فيه شيء أو عليه ملاحظة .
وينبغي للمسلمينأن يتقصدوا في هذا الامر ،وأن يتركوا عنهم المباهاة وأن تكون العبادة خالصة لوجه الله عز وجل . نعم .
منقول
http://www.ahl-elathar.net/vb/showthread.php?p=6967