مقابلة مع الشيخ محمد العنجري - حفظه الله - في جريدة القبس 2/6/2007
ما الضوابط الشرعية لمن تحق له الفتوى؟
-بداية تنقسم الفتوى الى قسمين، القسم الاول الفتوى في النوازل وهذه في المسائل المستجدة التي ليس لها سلف وهذه لا يتصدى لها إلا كبار العلماء فيصدرون الحكم الشرعي بناء على الأدلة، ومثال ذلك عندما أفتى الشيخان ابن باز وابن عثيمين وغيرهما بجواز الاستعانة بالقوات الاميركية وغيرها لاخراج صدام حسين من ارض الكويت، فهذه المسألة الفقهية تعتبر نازلة وتحتاج الى فتوى كبار العلماء، وليس لطلاب العلم الحق في الخوض في مثل هذه المسائل.اما القسم الثاني فهي المسائل التي وقعت في الامة ولها سلف من قول اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم او من التابعين ومن تبعهم باحسان من القرون الثلاثة المفضلة، فلابد هنا لطالب العلم وللعالم المعاصر ان يفتي بما كان عليه اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم او السلف الصالح، متبعا بذلك الدليل، ويجب عدم استحداث قول ليس له سلف.كما اود ان انبه في هذا المقام الى انه من الواجب علينا الا نحصر نظرتنا الى العلماء من خلال الاقليمية، فليس هذامنهج اهل الحق، واينما كان العالم الذي بنى اصوله على ماكان عليه اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والاقتداء بهم ولم يكن من اهل البدع والانحراف، يجب الاستفادة من علمه والرجوع إليه لقوله تعالى: (فاسألوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون) دون النظر الى دولته او اقليمه انحراف
ما قولكم في من يقول لا يحق لإنسان ان يتكلم في الفتوى الا بشروط؟-
الفتوى لا تكون الا بعلم، فهي توقيع عن الله تعالى، ولكن البعض يجعل شروط الفتوى غير ممكنة او مبهمة، والبعض الاخر يريد ان يحتكر الفتوى على تنظيمه او حزبه او جمعيته، اي ان الفتوى تحق فقط لابناء حزبه او جمعيته او جماعته، وهذا انحراف، خاصة، اننا في زمن كثرت فيه الاحزاب السياسية الاسلامية، فهذا الشيخ الذي نسمعه في الاذاعة او في وسائل الاعلام هو ربيبة حزب وتنظيم منذ نعومة اظفاره نشأ من خلاله، والبعض منهم انفق عليه من خلال الحزب والتنظيم سواء بقرض حسن او بمنحة دراسية، فهؤلاء يريدون ان يجعلوا الفتوى حكرا على مجموعتهم وعلي تنظيمهم.وأضرب مثالا يوضح خطر ذلك، فقد افتى كل من عجيل النشمي وعمر الاشقر والقرضاوي بجواز صرف الزكاة على تمويل الحملات الانتخابية البرلمانية للوصول بزعمهم من خلال البرلمان إلى تطبيق شرع الله. ترى هل سيفتي الشيخ الذي نشأ في مدرسة الاخوان المسلمين باعطاء هذه الزكاة لمرشح مستقل يحذر من منهج الاخوان المسلمين او لمرشح من التجمع الشعبي او التجمع الوطني ام لمرشح جماعة الاخوان المسلمين؟وكذلك التراثي فلمن سيعطي زكاته لو اخذ بهذه الفتوى؟ سيعطيها بلا شك الى ابناء حزبه وتنظيمه لان ابناء الحركات السياسية الاسلامية يصورون المخالف لهم على انه اما كافر او علماني (وهذا تكفير مبطن) او انه لا يوصلنا الى ارجاع الخلافة الراشدة، فهذا يعني أنه لا يجد سبيلا لإحقاق الحق الا من خلال حزبه او تنظيمه. او من خلال اتفاقهم مع تنظيم حزبي آخر كما هو في اتفاق التراث والاصلاح الذي نراه في انتخابات اتحاد الطلبة في جامعة الكويت وضوح وصراحة
هل نحتاج في الكويت الى تسمية مفت او تسمية مجلس افتاء لضبط عملية الافتاء؟
-من اكبر الاخطاء ان يحدث هذا الامر لان ذلك المجلس سيكون جل اعضائه من المنتمين الى الاحزاب السياسية الاسلامية الذين يسعون الى السيطرة على القرار السياسي وتشكيله لمصلحة احزابهم فهم المسيطرون على وسائل الاعلام ومعظم الهيئات الحكومية اليوم ولكن ان جاءنا رجال مثل الشيخ محمد بن الجراح يرحمه الله الذي لم يكن ينتمي لأي من تلك الاحزاب فالأمر مختلف وللعلم فقد وصف الشيخ محمد يرحمه الله جماعة الاخوان المسلمين في شريط مسجل له على انهم بغاة أي انهم يعملون على الخروج على ولاة الامر فانظر الى وضوح هذا الرجل رحمه الله وصراحته.
http://alqabas.com.kw/Final/Newspape...ticleID=281011و هذه صورة فتوى عجيل النشمي في مسألة اعطاء الزكاة للجماعات الإسلامية :
**************************
المصدرhttp://atheri.blogspot.com/2007/06/262007.html