إحكام الغوص في الرد على شُبَه من دافع عن الحويني كالغَزّي وأبي حفص
للشيخ أبي بكر بن ماهر بن عطية المصري
الحلقة الثانية
للشيخ أبي بكر بن ماهر بن عطية المصري
الحلقة الثانية
بسم الله الرحمن الرحيم
قال أبو حفص:
(وهناك أمر هام جداً وهو: قد يختلف أهل العلم في الصور العملية للكفر المخرج من الملة مثل:
1- الاستهانة بالمصحف، كيف يكون؟
2- الاستهزاء بالدين أو بالسنة؟
3- الاستكبار علي أمر الله، فمتى يكون الرجل مستكبراً على أمر الله، فهذا المثال الذي ذكره الشيخ يندرج تحت هذا القسم - وإن كنا نخالفه في ذلك -
4 - تكذيب الله ورسوله، فقد يختلف أهل العلم في أمر هل هذا تكذيب أو لا يعد تكذيباً ؟) اهـ
(وهناك أمر هام جداً وهو: قد يختلف أهل العلم في الصور العملية للكفر المخرج من الملة مثل:
1- الاستهانة بالمصحف، كيف يكون؟
2- الاستهزاء بالدين أو بالسنة؟
3- الاستكبار علي أمر الله، فمتى يكون الرجل مستكبراً على أمر الله، فهذا المثال الذي ذكره الشيخ يندرج تحت هذا القسم - وإن كنا نخالفه في ذلك -
4 - تكذيب الله ورسوله، فقد يختلف أهل العلم في أمر هل هذا تكذيب أو لا يعد تكذيباً ؟) اهـ
أقول: فماذا كان -يا أبا حفص- من ذكرك لذلك؟! هلا رجحت الراجح بدليله، وأحققت الحق بدليله، ورددت المرجوح، وأبطلت الباطل - إن كنت من أهل العلم والترجيح؟ وإلا فأعط القوس باريها، وبخاصة في مثل هذه الأمور الخطيرة المتعلقة بالتكفير. وهلا نصصت لنا على أهل العلم هؤلاء الذين يختلفون فيما ذكرت؟!
أقول: وها هنا أمور أنبه عليها:
أقول: وها هنا أمور أنبه عليها:
الأول: لابد أن يكون المختلف من أهل العلم حتى يعتد بخلافه ووفاقه، لا من أهل الجهل، ومعلوم أن المقلد جاهل، وقد ذكر ابن عبد البر -رحمه الله- في كتابه "جامع بيان العلم وفضله" أنه قد أجمع العلماء على أن المقلد ليس معدوداً من أهل العلم، أو كما قال -رحمه الله- وإذا كان إجماع الجهال والمقلدة غير معتد به وغير معتبر، فإن خلافهم غير معتد به وغير معتبر، وغير خارق لإجماع أهل العلم من باب أولى.
الثاني: لابد أن يكون الخلاف معتبراً
قال الناظم:
قال الناظم:
وليس كل خلاف جاء معتبراً
إلا خلافاً له حظ من النظر
إلا خلافاً له حظ من النظر
وإلا فقد خالف بعض العلماء المعروفين والحفاظ المشهورين والأئمة السابقين في بعض صفات الله عز وجل، كالاستواء وغيره ولم يكن ذاك الخلاف معتبراً أبداً، لمخالفته الكتاب والسنة والإجماع وكان ذاك الخلاف مطروحاً مردوداً على صاحبه كائناً من كان إذ لم يكن خلافه بشيء.
الثالث: وجوب بيان الحق في المسائل الخلافية عموماً وفى المسائل المنهجية والأصولية خصوصاً، ووجوب إحقاق الحق وإبطال الباطل خاصة إذا كانت المخالفة تتعلق بتكفير من أصله وظاهره الإسلام.
لما يترتب على الحكم بكفره وردته من أحكام أخري كثيرة وعظيمة وخطيرة كقتله، وفسخ عقد نكاحه، والتفريق بينه وبين زوجه، وعدم تغسيله وعدم تكفينه، وترك الدعاء له والاستغفار له والصلاة عليه، وعدم دفنه في مقابر المسلمين وعدم توريث ورثته المسلمين من تركته وإرثه، ورد ماله إلى بيت مال المسلمين.
لما يترتب على الحكم بكفره وردته من أحكام أخري كثيرة وعظيمة وخطيرة كقتله، وفسخ عقد نكاحه، والتفريق بينه وبين زوجه، وعدم تغسيله وعدم تكفينه، وترك الدعاء له والاستغفار له والصلاة عليه، وعدم دفنه في مقابر المسلمين وعدم توريث ورثته المسلمين من تركته وإرثه، ورد ماله إلى بيت مال المسلمين.
الرابع: إذا كان يجب ترك ورد الكلام الموهم للباطل، فرد وترك الكلام الباطل عموماً واجب من باب أولى، وتركه ورده إن كان متعلقاً بمنهج أهل السنة والجماعة أو أصل من أصولهم واجب من باب أولى وأولى. والعود إلى الحق أحمد، والرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل، قال تعالى :((وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُواْ مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا * وَإِذاً لَّآتَيْنَاهُم مِّن لَّدُنَّا أَجْراً عَظِيمًا * وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا)) وقال تعالى ((وَالصُّلْحُ خَيْرٌ))
الخامس: لأن يحكم المرء بإسلام مسلم مختلف في ردته أسلم له وأبرأ لذمته من الخطأ في الحكم بردته، ذلك لأن الحاكم بإسلامه مستصحب لأصل الإسلام، والحاكم بردته خارج عن هذا الأصل، وفي ذلك مخاطرة عظيمة، وذلك بالتعرض للوعيد الشديد الأكيد لمن كفر أحداً من أهل الإسلام والتوحيد، أضف إلى ذلك ما قد علمته مما يترتب علي تكفيره في الأمر الثالث مع أن الأصل في المسلم حرمة دمه وماله وعرضه.
السادس: ذكر ابن القيم -رحمه الله تعالى- في القصيدة النونية المسماة بـ "الكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية" ما ملخصه أن المخالفين علي أربعة أصناف أو أقسام:
قسم المعاند الكفور، وقسم المقلد الموزور، وقسم الجاهل المعذور، وقسم المجتهد المأجور.
وعلى كل حال فإنه يجب رد الباطل على صاحبه من أي قسم كان. وقد خاطب الله -عز وجل- المؤمنين بقوله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً)
وقوله تعالى (شيء) نكرة في سياق الشرط تفيد العموم، فيجب الرد حال التنازع في أي شيء مهما كان إلى الله والرسول، والرد إلى الله هو الرد إلى كتابه، والرد إلى الرسول هو الرد إليه في حياته وإلى سنته بعد موته -صلى الله عليه وعلي آله وسلم- هذا كلام أهل العلم.
قسم المعاند الكفور، وقسم المقلد الموزور، وقسم الجاهل المعذور، وقسم المجتهد المأجور.
وعلى كل حال فإنه يجب رد الباطل على صاحبه من أي قسم كان. وقد خاطب الله -عز وجل- المؤمنين بقوله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً)
وقوله تعالى (شيء) نكرة في سياق الشرط تفيد العموم، فيجب الرد حال التنازع في أي شيء مهما كان إلى الله والرسول، والرد إلى الله هو الرد إلى كتابه، والرد إلى الرسول هو الرد إليه في حياته وإلى سنته بعد موته -صلى الله عليه وعلي آله وسلم- هذا كلام أهل العلم.
السابع: الإعلام بأن أنواع الاختلاف ثلاثة: اختلاف تنوع، واختلاف أفهام، واختلاف تضاد
فأما ما كان من باب اختلاف التنوع: فقد وجب قبوله كله إذ جاءت الشريعة بكل صوره ووجوهه، ورد شيء منه يعتبر رداً لجزء من الشريعة، والسنة فيما كان من هذا الباب هي الإتيان بهذا تارة وبذاك تارة أخري، ومن لم يستطع الإتيان بجميع تلك الصور والوجوه للعبارة الواحدة فليختر أصحها، وليعمل به.
مثال ذلك: صيغ التشهد، وصيغ الصلاة على النبي -صلي الله عليه وعلى آله وسلم- ونحو ذلك.
وأما ما كان من باب اختلاف الأفهام: فقد وجب على المجتهد فيه ترجيح الراجح بدليله ورد المرجوح، ووجب على من لم يعلم أن يسأل العلماء في هذا، قال تعالى: ((فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ)).
والأصل في هذا النوع من أنواع الخلاف أنه لا يعنف فيه المخالف المجتهد، فمن أمثلة ذلك الاختلاف في تحريك الإصبع في التشهد أو الاكتفاء بالإشارة بلا تحريك، ووضع اليد اليمنى على اليد اليسرى في الصلاة بعد الركوع أو إرسالهما، وغير ذلك من المسائل الفقهية التي يسوغ في مثلها اختلاف المجتهدين بحيث يكون فيها احتمالات بعضها أقوى من بعض، ويسعنا في مثل هذه الاختلافات ما وسع السلف، وما أكثر أمثلة هذا النوع من أنواع الاختلاف في كتب الفقة، وأسباب هذا النوع من الاختلاف كثيرة، منها اختلاف العلماء في توثيق راو وتضعيفه مما يؤدي إلى اختلافهم في تصحيح حديث وتضعيفه, وهذا يؤدي بدوره إلى إثبات بعض الأحكام أو نفيها، إلى غير ذلك مما هو مدون ومبثوث ومبسوط في مظانه.
وأما ما كان من باب اختلاف التضاد: فهو مخالفة الرأي العاري عن الدليل والبرهان للدليل والبرهان من الكتاب والسنة ومعارضته ومصادمته ومضادته ومناقضته لهما، فمثل هذا الخلاف مذموم وغير سائغ، ويجب رده على صاحبه كائناً من كان وبخاصة إن كان مجادلاً بالباطل أو معانداً أو داعيًا إلى ضلالة أو صاحب تبليس، وبخاصة إن كان مثله ممن يقتدى به ويتأثر به ويغتر به ويتبعه على رأيه وهواه أتباع أو كان يحزب الناس على باطله، فالإنكار والتشنيع على أمثال هؤلاء المخالفين يتفاوتان بتفاوت حال كل مخالف، قال تعالى: ((اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ))
وقال تعالى: ((وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا))
وقال تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ))
وقال تعالى: ((فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ))
وقال تعالى: ((وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا))
وقال تعالى: ((فَإِنْ آمَنُواْ بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ))
وقال تعالى: ((إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ))
وقال تعالى: ((فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا))
وقال تعالى: ((وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِّنْهُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُوْلَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ * وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُم مُّعْرِضُونَ* وَإِن يَكُن لَّهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ * أَفِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَن يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُون))
وقال تعالى: ((قُلْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ فإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الْكَافِرِينَ)) فالمسلم المخالف للكتاب والسنة أو المخالف لله والرسول له نصيب من هذه الآية بقدر توليه عن طاعة الله والرسول وإن لم يكفر بمخالفته.
وقال تعالى: ((ومَن يُشَاقِقِ اللّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ))
وقال تعالى: ((إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا * خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَّا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا * يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا * وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا * رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا))
قال الحافظ ابن كثير -رحمه الله تعالى- في تفسير سورة الأحزاب:
(ثم قال: ((يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا)) أي: يسحبون في النار على وجوههم وتلوى وجوههم على جهنم يقولون وهم كذلك يتمنون أن لو كانوا في الدار الدنيا ممن أطاع الله وأطاع الرسول كما أخبر الله عنهم في حال العرصات بقوله: ((وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا * يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا)) [الفرقان :27 -29]، وقال تعالى: ((رُّبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ كَانُواْ مُسْلِمِينَ)) وهكذا أخبر عنهم في حالتهم هذه أنهم يودون أن لو كانوا أطاعوا الله وأطاعوا الرسول في الدنيا: ((وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا)) وقال طاووس: "سادتنا: يعني الأشراف، وكبراءنا: يعني العلماء" رواه ابن أبي حاتم، أي: اتبعنا السادة وهم الأمراء والكبراء من المشيخة وخالفنا الرسل واعتقدنا أن عندهم شيئاً وأنهم على شيء فإذا هم ليسوا على شيء) اهـ [تفسير ابن كثير المجلد الثالث، ج6 ص 300، ط المكتبة التوفيقية]
قلت: والمقصود في كلام طاووس هو طاعة العلماء المخالفين للشرع كما قال تعالى عن اليهود والنصارى: ((اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَهًا وَاحِدًا لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ))
والآيات القرآنية التي تذم المخالفين لله والرسول والتي فيها التهديد والوعيد لمن لم يطع الله ورسوله واتبع هواه أو هوى غيره كثيرة، منها قوله تعالى: ((فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ))
وقال تعالى: ((أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا * أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا))
وقال تعالى: ((أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ)) والله المستعان.
هذا ما تلخص لي من كلام أهل العلم مع ما أضفته، والله أسأل أن يهديني لما اختلف فيه من الحق بإذنه إنه يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.
فأما ما كان من باب اختلاف التنوع: فقد وجب قبوله كله إذ جاءت الشريعة بكل صوره ووجوهه، ورد شيء منه يعتبر رداً لجزء من الشريعة، والسنة فيما كان من هذا الباب هي الإتيان بهذا تارة وبذاك تارة أخري، ومن لم يستطع الإتيان بجميع تلك الصور والوجوه للعبارة الواحدة فليختر أصحها، وليعمل به.
مثال ذلك: صيغ التشهد، وصيغ الصلاة على النبي -صلي الله عليه وعلى آله وسلم- ونحو ذلك.
وأما ما كان من باب اختلاف الأفهام: فقد وجب على المجتهد فيه ترجيح الراجح بدليله ورد المرجوح، ووجب على من لم يعلم أن يسأل العلماء في هذا، قال تعالى: ((فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ)).
والأصل في هذا النوع من أنواع الخلاف أنه لا يعنف فيه المخالف المجتهد، فمن أمثلة ذلك الاختلاف في تحريك الإصبع في التشهد أو الاكتفاء بالإشارة بلا تحريك، ووضع اليد اليمنى على اليد اليسرى في الصلاة بعد الركوع أو إرسالهما، وغير ذلك من المسائل الفقهية التي يسوغ في مثلها اختلاف المجتهدين بحيث يكون فيها احتمالات بعضها أقوى من بعض، ويسعنا في مثل هذه الاختلافات ما وسع السلف، وما أكثر أمثلة هذا النوع من أنواع الاختلاف في كتب الفقة، وأسباب هذا النوع من الاختلاف كثيرة، منها اختلاف العلماء في توثيق راو وتضعيفه مما يؤدي إلى اختلافهم في تصحيح حديث وتضعيفه, وهذا يؤدي بدوره إلى إثبات بعض الأحكام أو نفيها، إلى غير ذلك مما هو مدون ومبثوث ومبسوط في مظانه.
وأما ما كان من باب اختلاف التضاد: فهو مخالفة الرأي العاري عن الدليل والبرهان للدليل والبرهان من الكتاب والسنة ومعارضته ومصادمته ومضادته ومناقضته لهما، فمثل هذا الخلاف مذموم وغير سائغ، ويجب رده على صاحبه كائناً من كان وبخاصة إن كان مجادلاً بالباطل أو معانداً أو داعيًا إلى ضلالة أو صاحب تبليس، وبخاصة إن كان مثله ممن يقتدى به ويتأثر به ويغتر به ويتبعه على رأيه وهواه أتباع أو كان يحزب الناس على باطله، فالإنكار والتشنيع على أمثال هؤلاء المخالفين يتفاوتان بتفاوت حال كل مخالف، قال تعالى: ((اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ))
وقال تعالى: ((وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا))
وقال تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ))
وقال تعالى: ((فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ))
وقال تعالى: ((وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا))
وقال تعالى: ((فَإِنْ آمَنُواْ بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ))
وقال تعالى: ((إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ))
وقال تعالى: ((فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا))
وقال تعالى: ((وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِّنْهُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُوْلَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ * وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُم مُّعْرِضُونَ* وَإِن يَكُن لَّهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ * أَفِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَن يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُون))
وقال تعالى: ((قُلْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ فإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الْكَافِرِينَ)) فالمسلم المخالف للكتاب والسنة أو المخالف لله والرسول له نصيب من هذه الآية بقدر توليه عن طاعة الله والرسول وإن لم يكفر بمخالفته.
وقال تعالى: ((ومَن يُشَاقِقِ اللّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ))
وقال تعالى: ((إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا * خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَّا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا * يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا * وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا * رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا))
قال الحافظ ابن كثير -رحمه الله تعالى- في تفسير سورة الأحزاب:
(ثم قال: ((يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا)) أي: يسحبون في النار على وجوههم وتلوى وجوههم على جهنم يقولون وهم كذلك يتمنون أن لو كانوا في الدار الدنيا ممن أطاع الله وأطاع الرسول كما أخبر الله عنهم في حال العرصات بقوله: ((وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا * يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا)) [الفرقان :27 -29]، وقال تعالى: ((رُّبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ كَانُواْ مُسْلِمِينَ)) وهكذا أخبر عنهم في حالتهم هذه أنهم يودون أن لو كانوا أطاعوا الله وأطاعوا الرسول في الدنيا: ((وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا)) وقال طاووس: "سادتنا: يعني الأشراف، وكبراءنا: يعني العلماء" رواه ابن أبي حاتم، أي: اتبعنا السادة وهم الأمراء والكبراء من المشيخة وخالفنا الرسل واعتقدنا أن عندهم شيئاً وأنهم على شيء فإذا هم ليسوا على شيء) اهـ [تفسير ابن كثير المجلد الثالث، ج6 ص 300، ط المكتبة التوفيقية]
قلت: والمقصود في كلام طاووس هو طاعة العلماء المخالفين للشرع كما قال تعالى عن اليهود والنصارى: ((اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَهًا وَاحِدًا لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ))
والآيات القرآنية التي تذم المخالفين لله والرسول والتي فيها التهديد والوعيد لمن لم يطع الله ورسوله واتبع هواه أو هوى غيره كثيرة، منها قوله تعالى: ((فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ))
وقال تعالى: ((أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا * أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا))
وقال تعالى: ((أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ)) والله المستعان.
هذا ما تلخص لي من كلام أهل العلم مع ما أضفته، والله أسأل أن يهديني لما اختلف فيه من الحق بإذنه إنه يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.
الثامن: لا يجوز التهوين من شأن المخالفة للشريعة، وبخاصة إذا كانت متعلقة بمنهج أهل السنة والجماعة أو بأصل من أصولهم، وقد قال تعالى: ((قد جعل الله لكل شيء قدراً))
وقال عز وجل بخصوص الإفك: ((إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ * َلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ))
وفي صحيح البخاري عن أنس -رضي الله عنه- قال: "إنكم لتعملون أعمالاً هي في أعينكم أدق من الشعر إن كنا لنعدها على عهد رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- من الموبقات" أو كما قال -رضي الله عنه- واعلم أن وضع الشيء في غير موضعه ظلم، وأنه لا ينبغي إنعاش البدع والأهواء والأخطاء بطريق التذرع للمبتدعين والمخطئين بالاتكاء على أخطاء الأئمة المجتهدين، كأن يقال: قد أخطأ فلان من العلماء، أو زل فلان من الأئمة، ونحو ذلك، فهذا سبيل إقرار البدع والأخطاء وليس بسبيل إنكارها وردها، وما بمثل هذا التذرع والتشبث تنصر السنن وتدفع الأخطاء والبدع.
وقال عز وجل بخصوص الإفك: ((إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ * َلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ))
وفي صحيح البخاري عن أنس -رضي الله عنه- قال: "إنكم لتعملون أعمالاً هي في أعينكم أدق من الشعر إن كنا لنعدها على عهد رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- من الموبقات" أو كما قال -رضي الله عنه- واعلم أن وضع الشيء في غير موضعه ظلم، وأنه لا ينبغي إنعاش البدع والأهواء والأخطاء بطريق التذرع للمبتدعين والمخطئين بالاتكاء على أخطاء الأئمة المجتهدين، كأن يقال: قد أخطأ فلان من العلماء، أو زل فلان من الأئمة، ونحو ذلك، فهذا سبيل إقرار البدع والأخطاء وليس بسبيل إنكارها وردها، وما بمثل هذا التذرع والتشبث تنصر السنن وتدفع الأخطاء والبدع.
أوردها سعد وسعد مشتمل
ما هكذا تورد يا سعد الإبل
ما هكذا تورد يا سعد الإبل
إذ إننا بصدد رد الباطل على صاحبه كائناً من كان بغض النظر عن كونه معذوراً أم لا.
ثم إننا نقول لمن يتذرع ويتشبث بالعلماء، إما أن يكون هؤلاء العلماء معذورين في أخطائهم، وإما أن يكونوا غير معذورين، فلا ينفعك التشبث بهم والاتكاء عليهم، وإن كانوا معذورين فليس لك أن تعتذر لغيرهم ممن ليس مثلهم بأعذار غير مقبولة أو بانتحال أعذار واهية أو أعذار هي أقبح مما وقعوا فيه من المخالفات بحيث لا يعذرون بها، وليس الثرى كالثريا ولا العرش كالفرش، وقد قال تعالى: ((قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ)) وقال تعالى: ((قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ))
وقال تعالى: ((وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ * وَلَا الظُّلُمَاتُ وَلَا النُّورُ *وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ * وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاء وَلَا الْأَمْوَاتُ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَن يَشَاء وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي الْقُبُورِ))
ومن ألحق الشيء بنقيضه كان إلحاقه وقياسه فاسد الاعتبار لوجود الفارق بل هو من أفسد أنواع الأقيسة وهل يستقيم الظل والعود معوج؟!
ثم إننا نقول لمن يتذرع ويتشبث بالعلماء، إما أن يكون هؤلاء العلماء معذورين في أخطائهم، وإما أن يكونوا غير معذورين، فلا ينفعك التشبث بهم والاتكاء عليهم، وإن كانوا معذورين فليس لك أن تعتذر لغيرهم ممن ليس مثلهم بأعذار غير مقبولة أو بانتحال أعذار واهية أو أعذار هي أقبح مما وقعوا فيه من المخالفات بحيث لا يعذرون بها، وليس الثرى كالثريا ولا العرش كالفرش، وقد قال تعالى: ((قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ)) وقال تعالى: ((قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ))
وقال تعالى: ((وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ * وَلَا الظُّلُمَاتُ وَلَا النُّورُ *وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ * وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاء وَلَا الْأَمْوَاتُ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَن يَشَاء وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي الْقُبُورِ))
ومن ألحق الشيء بنقيضه كان إلحاقه وقياسه فاسد الاعتبار لوجود الفارق بل هو من أفسد أنواع الأقيسة وهل يستقيم الظل والعود معوج؟!
التاسع: معلوم أن الحي لا تؤمن عليه الفتنة بخلاف الميت، فقد عُلم إلى أي شيء آل أمر الميت في ظاهر الأمر، وإلى أي حد صار شأنه، أما الحي فلا نعلم إلى أي شيء يؤول أمره، ويصير حاله، ولما كان السكوت عن أخطاء الحي ومخالفاته لا يؤمن معه تماديه في الأخطاء أو الزلات أو الأهواء والبدع كان الواجب -والشأن ما ذكر- هو بيان تلك الأخطاء أو الزلات أو الأهواء والبدع التي وقع فيها صاحبها حتى لا يتمادى به الأمر إلى الوقوع في أمثالها وأضعافها فيزداد الطين بلة، ويتسع الخرق على الراقع، والفتق على الراتق، وليس معنى ذلك هو السكوت عن بيان خطأ الحي -إن فُرِضَ الأمن من تماديه في الخطأ- وليس معنى هذا أيضًا السكوت عن بيان خطأ الميت الذي قد عرف مآل أمره الظاهر، وإنما المقصود هو أن الحي لا يؤمن عليه الوقوع في الفتنة، وإن وقع فيها فلا يؤمن عليه الإسراع فيها، والتمادي فيها، والاغترار به فيها, والاقتداء به فيها.
وليعلم أنه يجب رد خطأ المخطئ وضلال الضال حياً كان أو ميتاً، وقد تعظم البلية والفتنة بالميت لما خلفه من باطل منشور مقروء أو مسموع وقد تموت فتنته بموته أما الفتنة بالأحياء فهذا أمر ذائع مشهور وقد ذكره الله عز وجل عن المشركين حيث قال سبحانه وتعالى: ((وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ))
وقال عز وجل: ((وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إِلَى مَا أَنزَلَ اللّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُواْ حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلاَ يَهْتَدُونَ))
وقال تعالى: ((وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ))
وقال تعالى: ((إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آبَاءهُمْ ضَالِّينَ * فَهُمْ عَلَى آثَارِهِمْ يُهْرَعُونَ))
وقال تعالى: ((وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ * وَقَالُوا لَوْ شَاء الرَّحْمَنُ مَا عَبَدْنَاهُم مَّا لَهُم بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ * أَمْ آتَيْنَاهُمْ كِتَابًا مِّن قَبْلِهِ فَهُم بِهِ مُسْتَمْسِكُونَ * بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ. وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ *قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُم بِأَهْدَى مِمَّا وَجَدتُّمْ عَلَيْهِ آبَاءكُمْ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ كَافِرُونَ * فَانتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ))
إلى غير ذلك من الآيات التي تدل على عظم فتنة الناس بالأحياء وبخاصة فتنتهم بالآباء، فاجعل إنكارك على قدر مخالفة المخالف وعلى قدر الاغترار به والاقتداء به والفتنة به في ذلك والله المستعان.
وليعلم أنه يجب رد خطأ المخطئ وضلال الضال حياً كان أو ميتاً، وقد تعظم البلية والفتنة بالميت لما خلفه من باطل منشور مقروء أو مسموع وقد تموت فتنته بموته أما الفتنة بالأحياء فهذا أمر ذائع مشهور وقد ذكره الله عز وجل عن المشركين حيث قال سبحانه وتعالى: ((وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ))
وقال عز وجل: ((وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إِلَى مَا أَنزَلَ اللّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُواْ حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلاَ يَهْتَدُونَ))
وقال تعالى: ((وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ))
وقال تعالى: ((إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آبَاءهُمْ ضَالِّينَ * فَهُمْ عَلَى آثَارِهِمْ يُهْرَعُونَ))
وقال تعالى: ((وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ * وَقَالُوا لَوْ شَاء الرَّحْمَنُ مَا عَبَدْنَاهُم مَّا لَهُم بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ * أَمْ آتَيْنَاهُمْ كِتَابًا مِّن قَبْلِهِ فَهُم بِهِ مُسْتَمْسِكُونَ * بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ. وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ *قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُم بِأَهْدَى مِمَّا وَجَدتُّمْ عَلَيْهِ آبَاءكُمْ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ كَافِرُونَ * فَانتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ))
إلى غير ذلك من الآيات التي تدل على عظم فتنة الناس بالأحياء وبخاصة فتنتهم بالآباء، فاجعل إنكارك على قدر مخالفة المخالف وعلى قدر الاغترار به والاقتداء به والفتنة به في ذلك والله المستعان.
العاشر: اعلم أن التهوين من أمر بيان الحق في المسائل الخلافية يغلق باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وباب إحقاق الحق وإبطال الباطل ويفتح أبواب المنكرات والأخطاء والأهواء على مصاريعها ويفتح باب الجرأة على تلك الأخطاء والمنكرات والأهواء ولا يخفى ما في هذا من الشر المستطير كما أن في هذا تعطيلاً للآيات القرآنية والأحاديث النبوية الحاثة على اتباع الحق وترك الباطل والحاثة والآمرة بالرد حال التنازع إلى الله ورسوله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- فما أكثر المسائل الخلافية وما أقل الإجماعات النظرية فضلاً عن الإجماعات القطعية.
وبهذا تعلم أن الذين ينكرون على أهل العلم الذين يبينون أخطاء المخطئين وضلال الضالين المضلين هم أصحاب الفتنة حقاً، لأنهم تركوا ما كان عليه أمر رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- من إحقاق الحق وإبطال الباطل وبيان ما عليه أهل الضلال والكفر من مخالفات للحق، وقد قال الله تعالى: ((فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ))
فجزى الله الشيخ ربيع بن هادي المدخلي خيراً على ما قام به من بيان مخالفات أهل البدع والأهواء في هذا العصر, وعلى ولوجه هذا الباب -أعني باب التحذير من الأهواء والأخطاء- بقوة امتاز بها في هذا العصر وخصوصاً في هذا الوقت الذي تكالب فيه على السنة وأهلها أهل الأهواء -أرغم الله أنوفاً هم حاملوها- وقد قال الله تعالى لنبيه يحيى ((يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ)) وقال تعالى عن نبيه وكليمه موسي: ((وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الأَلْوَاحِ مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لِّكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُواْ بِأَحْسَنِهَا)) فما أقل هذا الصنف من العلماء في هذا العصر، وصدق النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- إذ قال فيما صح عنه من حديث ابن عمر رضي الله عنهما: "تجدون الناس كإبل مائه لا يجد الرجل فيها راحلة" الحديث رواه مسلم في صحيحه آخر كتاب فضائل الصحابة (برقم 232-[2547]) ط. دار ابن رجب، الطبعة الأولى لسنة 1422هـ.
إن هذا الرجل المدخلي هو عندي يعدل أمة كما أنه عندي يُشبه بابن تيميه -رحمه الله- أحسبه كذلك، والله حسيبه، ولا أزكي على الله أحداً
وبهذا تعلم أن الذين ينكرون على أهل العلم الذين يبينون أخطاء المخطئين وضلال الضالين المضلين هم أصحاب الفتنة حقاً، لأنهم تركوا ما كان عليه أمر رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- من إحقاق الحق وإبطال الباطل وبيان ما عليه أهل الضلال والكفر من مخالفات للحق، وقد قال الله تعالى: ((فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ))
فجزى الله الشيخ ربيع بن هادي المدخلي خيراً على ما قام به من بيان مخالفات أهل البدع والأهواء في هذا العصر, وعلى ولوجه هذا الباب -أعني باب التحذير من الأهواء والأخطاء- بقوة امتاز بها في هذا العصر وخصوصاً في هذا الوقت الذي تكالب فيه على السنة وأهلها أهل الأهواء -أرغم الله أنوفاً هم حاملوها- وقد قال الله تعالى لنبيه يحيى ((يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ)) وقال تعالى عن نبيه وكليمه موسي: ((وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الأَلْوَاحِ مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لِّكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُواْ بِأَحْسَنِهَا)) فما أقل هذا الصنف من العلماء في هذا العصر، وصدق النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- إذ قال فيما صح عنه من حديث ابن عمر رضي الله عنهما: "تجدون الناس كإبل مائه لا يجد الرجل فيها راحلة" الحديث رواه مسلم في صحيحه آخر كتاب فضائل الصحابة (برقم 232-[2547]) ط. دار ابن رجب، الطبعة الأولى لسنة 1422هـ.
إن هذا الرجل المدخلي هو عندي يعدل أمة كما أنه عندي يُشبه بابن تيميه -رحمه الله- أحسبه كذلك، والله حسيبه، ولا أزكي على الله أحداً
تعليق