بسم الله الرحمن الرحيم
ثَلاَثَةُ مَوَاقِف عَظِيمَة،
تَدُلُّ عَلَى حِرْصِ العَلاَّمَةِ:
مُحَمَّد بن آمَان بن عَلِي الجَامِيّ
عَلَى الدَّعْوَةِ إِلَى العَقِيدَةِ السَّلَفِيَّةِ السَّلِيمة..
قال الشيخ صالح بن سعد السحيمي -حفظه الله تعالى-:
.... شيخنا العلامة فضيلة الشيخ محمد أمان بن علي الجامي -رحمة الله عليه- ندعو له بالمغفرة والرحمة على الرغم من أنوف الحزبيين، والإخوانيين، والتبليغيين، والسروريين ومن سلك سبيل غير المؤمنين.. -رحمه الله- لقد أبلى بلاءً حسناً في الذود عن العقيدة، وأوذي في الله من قبل بعض المرضى مرضى القلوب، درَّس كثيراً من كتب العقيدة في المسجد النبوي الشريف، تتلمذ على الشيخيين العظيمين المفتيين سماحة الشيخ مفتي المملكة العربية السعودية الشيخ محمد بن ابراهيم -رحمه الله رحمةً واسعةً- وعلى سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز -رحمه الله رحمةً واسعةً- تتلمذ هذا الشيخ الجليل الذي يغمزه السفهاء و حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام وأنصاف المتعلمين والذين لا يخافون من الكلمات التي يطلقونها في علماء الأمة؛ وإني أذكرهم بقول الله -سبحانه وتعالى- في مارواه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن ربه جل وعلا: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (إِنَّ اللَّهَ قَالَ مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ) رواه البخاري.بارزني بالمحاربة. فما بالكم إذا كان هذا الولي عالماً من علماء المسلمين الربانيين الذين ينفون عن كتاب الله -جل وعلا- تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين؟!!...([1])
ـــــــــــــــ
الموقف الأوَّل:
قال الشيخ العلامة عبيد بن عبد الله بن سليمان الجابريّ -حفظه الله تعالى-:
«...الشيخ محمَّد أمان -رحمه الله- لما جاء مرَّة ذهب إلى السودان، يقولون: (ما دايرين توحيد، ما دايرين توحيد -باللهجة السودانية- يعني: ما نبغى توحيد.. خلاص فقه فقه). قال: (لا بأس!) مسك «زاد المستقنع» وأَدْخَلَ العقيدة منه.
الشيخ محمد بن عثيمين -رحمه الله- وقبله ابن القيم وغيره يُدْخِلون عقيدة السلف من خلال أي كتاب يُدِّرسه، مثل الشيخ محمد بن عثيمين -رحمه الله- حينما يتكلم عن الطهارة في كتاب فقهي يتعرَّض: الطهارة تنقسم أوَّلاً إلى قسمين: طهارة كذا وطهارة كذا ويحلِّل يدقِّق... طهارة القلوب طهارة الـ... إلى آخره، يعني «عمدة الأحكام» حديث: «إنَّما الأعمال بالنِّيَّات» يمكن تُدْخِل العقيدةَ منه...».
[نصيحة الشيخ عبيد الجابري لأبنائه بـ(ليبيا)، 22/ جمادى الأولى/ 1433هـ ((مسجَّل صوتيَّاً))].
ـــــــــــــــ
الموقف الثَّاني:
قال الشيخ الفاضل عبد الله بن عبد الرحيم البخاريّ -حفظه الله تعالى-:
«وما فاضت روحه إلى بارئها إلا وهو يتلفظ بالتوحيد إشارةً، بل كان في غيبوبته -بقي فيها ليلة واحدة- رحمه الله، يستيقظ وينادي ابنه علي، هذا الذي شهد به الأطباء لا هو من طلابه ولا علاقة لهم به يستيقظ: يا علي! -ينادي ابنه الملازم له- ثم يستيقظ، وقال: ((يا علي، بلغ المشايخ والطلاب أن يعتنوا بالعقيدة وبالتوحيد))، ثم يغيب ، قال الطبيب: ما كان يتكلم، ولكن كان يشير بأصبعه السبابة -رضي الله عنه ورحمه وغفر الله لنا وله- ونسأل الله أن يعفو عن الجميع»..
ـــــــــــــــ
الموقف الثَّالث:
المحاضرة العظيمة التي ألقاها الشيخ -عند رحلته للسُّودان- بمدينة (عَطْبَرَة) ردَّاً على الزِّنديق المدعو: محمود محمد طه، وكانت بعنوان: ((المحاضرة الدفاعيَّة عن السنة النبويَّة)). وقد طُبِعَت المحاضرة ونُشِرَت.
قال الشيخ الفاضل عبد الله بن عبد الرحيم البخاريّ -حفظه الله تعالى-:
«وأما أن شيخنا -رحمه الله- جادل هذا الرجل -نعم - فهو قد جادل رجلاً في السودان اسمه محمود طه أو طه محمود -نسيت الآن واحد من هذا، هذا أو ذاك - ناظره لأنه ادَّعى الألوهية ما هو ادَّعى النبوة، وكان من حسنات شيخنا -رحمه الله- أن أقام عليه الحجة في المناظرة، وحدَّثنا الشيخ أيضاً مرة بهذه القصة (المناظرة) وبعد ذلك ألَّف فيها رسالة سماها (المحاضرة الدفاعية عن السنة المحمدية) مطبوعات مركز الدعوة بالجامعة عندنا بالجامعة الإسلامية.
تلك الأيام –رفع- كان حاكم السودان ذاك الوقت النميري جعفر النميري، أنه سيطبق الشريعة -هكذا رفع هذا الشعار- وكان الشيخ -رحمه الله- تلك الفترة في السودان مبتعثٌ للتعليم والدعوة من هنا من الشيخ عبدالعزيز بن باز -رحمه الله- فقال يعني إذا أقمتم عليه الحجة هذا الرجل أنا ماذا؟ أقتله أقيم عليه الحد. فجلس الشيخ بما أن هذا فيه –إظهار- ادَّعى ألوهية و أنه إله! فرأى الشيخ -رحمه الله- أنه لا يسعه ماذا ؟ الامتناع فاجتمع الناس في جامع كبير وناظره الشيخ مناظرةً أجرى الله على لسانه الحق فدمغ الباطل دمغا -نعم - فألجمه إلجاماً؛ فما كان من هذا النميري إلا أن أنفذ الوعد فقتل هذا الرجل وقتل جمعاً من أتباعه الذين آمنوا به عندهم بعضهم مؤمنين أنه إله -أعوذ بالله-. يقول الشيخ حتى إن بعضهم خلاص يساق إلى المشنقة وهو يقول حتى لو قتلوني أو ذبحوني -ترى لن أموت أنا أبأبقى- بعضهم رأوه يعني رافص في المشنقة ما كفر مؤمن أنه ما مات، بعضهم رأى هذا فكفر به، وبعضهم بقي فقتل.
فهذا من فضل الله ونعمته التي منَّ بها على عباده أن سخر شيخنا -رحمه الله- أن طهر الأرض من أحد الآلهة الطواغيت ها؟ طهر الأرض من طاغوت من الطواغيت الحقيقيين، أليس كذلك؟ فهذه منقبة له -رحمه الله- وأي منقبة...([2])»
تلك الأيام –رفع- كان حاكم السودان ذاك الوقت النميري جعفر النميري، أنه سيطبق الشريعة -هكذا رفع هذا الشعار- وكان الشيخ -رحمه الله- تلك الفترة في السودان مبتعثٌ للتعليم والدعوة من هنا من الشيخ عبدالعزيز بن باز -رحمه الله- فقال يعني إذا أقمتم عليه الحجة هذا الرجل أنا ماذا؟ أقتله أقيم عليه الحد. فجلس الشيخ بما أن هذا فيه –إظهار- ادَّعى ألوهية و أنه إله! فرأى الشيخ -رحمه الله- أنه لا يسعه ماذا ؟ الامتناع فاجتمع الناس في جامع كبير وناظره الشيخ مناظرةً أجرى الله على لسانه الحق فدمغ الباطل دمغا -نعم - فألجمه إلجاماً؛ فما كان من هذا النميري إلا أن أنفذ الوعد فقتل هذا الرجل وقتل جمعاً من أتباعه الذين آمنوا به عندهم بعضهم مؤمنين أنه إله -أعوذ بالله-. يقول الشيخ حتى إن بعضهم خلاص يساق إلى المشنقة وهو يقول حتى لو قتلوني أو ذبحوني -ترى لن أموت أنا أبأبقى- بعضهم رأوه يعني رافص في المشنقة ما كفر مؤمن أنه ما مات، بعضهم رأى هذا فكفر به، وبعضهم بقي فقتل.
فهذا من فضل الله ونعمته التي منَّ بها على عباده أن سخر شيخنا -رحمه الله- أن طهر الأرض من أحد الآلهة الطواغيت ها؟ طهر الأرض من طاغوت من الطواغيت الحقيقيين، أليس كذلك؟ فهذه منقبة له -رحمه الله- وأي منقبة...([2])»
[الشريط الثالث من شرح أصول السنة للإمام أحمد ـ رحمه الله 18 : 19 :1 ـ]
رحم الله الإمام الجامي، وغمَّد روحه الجنَّة، ونفع بعلمه..
***
(1، 2) التفريغ لأحد الإخوة من شبكة سحاب السلفية ومنتديات الإمام الآجري.
تعليق