الحمد لله؛ هذا تفريغ وتعديل ما تمكنت من سماعه بوضوح في المقطع الصوتي المعروف الذي بين فيه الشيخ أبو مصعب -حفظه الله- ملابسات ظهوره على القناة الليبية التابعة لنظام القذافي البائد:
سئل الشيخ أبو مصعب-حفظه الله-: نود منكم أن تبينوا لنا ملابسات الظهور على التلفاز، فبعض الناس يزعم أنك على صلة بالساعدي.
فأجاب الشيخ -حفظه الله-: لم أمش للظهور على التلفاز، ولا أعرف أن هنالك تلفاز، ولا كاميرات منصوبة، كان هنالك ضغط علي بالحضور، فكنت أتهرب من هذا الأمر وأغلق الهاتف على كثير من المتصلين وأغير شفرة الهاتف، وبعد ذلك اتُّصِلَ عَلَيَّ وقيل: تأتي إلى الساعدي، وهذا الاتصال من مدير مكتب الساعدي، فبعد هذا الامتناع الطويل عن الذهاب هنالك مشيت، ففي الطريق قالوا لي: لا تأتي إلى المكان ذاك الذي هو في قصور الضيافة، إنما تمشي إلى مدير الأوقاف؛ يريدك، ولست خطيبا تابع الأوقاف، سألتهم: أين مدير الأوقاف؟ قالوا: في مسجد مولاي محمد، مشيت هنالك فعند الباب رأيت زحاما، فدخلت المسجد فأخذني هذا الشخص وقال: هذا مدير الأوقاف، فسلمنا عليه وسلم علينا، وقال: نريد أن تخطبوا وكذا، وبعد ذلك أعطى ورقة فيها أسماء مسائل، فكنت ألتفت يمينا وشمالا فأجد أشخاصا، فشعرت أن هنالك اجتماعا أو شيئا، فأعطى هو كلمة، وكنا نحن نتحاشى المصور وكنت أنا على الجدار متكئا، فهو قال: الآن سيتكلم الأخ معكم وهو من السلفيين، وكان الموقف محرج جدا، فجاءني الشخص الذي هو تابع للساعدي وقال لي: تكلم، فلما جئت عند الكرسي رأيت كاميرات التصوير، فقلت للذي جانبي (تنتوش): هل هذا تصوير تلفزيون؟ فقال: هذا تسجيل، فكان هذا نوعا من الخداع، فحصل أن تكلمت مع العلم بأن تلك الكلمة كانت في وقت كان المسلمون وإخواننا في الشرق في حالة عظيمة من القتل، فلم يكن الظهور في التلفاز -كما سمعتم- لإرادة الظهور، ولا لشخص قادم إليه، إنما كان المراد: أنني ذاهب لمدير الأوقاف لأنظر ماذا يريد، فألقيت تلك الكلمة، وما ينبغي أن تحمل فوق حملها؛ لأنني ذكرت في الكلمة أن الحاكم لو كان كافرا: الخروج عليه لا بد أن تكون فيه مصالح، وأن تدفع المفاسد، فما لم تكن هنالك مصلحة راجحة أو متحققة فإن العلماء يمنعون الخروج على الحاكم ولو كان كافرا، ونحن نعتقد -بفضل الله عز وجل- قديما كفر هذا الرجل (القذافي) وأنه ليس له ولاية، وهذا أمر معلوم مشهور، والسلفيون يعتقدون هذا، وذلك لأن العلماء كفروا الرجل لكثير من المسائل، لكن الخروج عليه يحتاج إلى شروط من أقواها: القدرة على إزالته، ولم تكن القدرة موجودة، بل كانت القدرة ضعيفة ضئيلة يوشك أن تباد على بكرة أبيها، لولا الذي حصل من تدخل (الحلف).
الذي ذكر في الكلمة هو هذا، وكان مقصدها: عدم إراقة دماء المسلمين، وأن لا يكون خروجا لا تتكافأ فيه القوى فيهلك المسلمون، وإذا تمكن من إبادتهم فإنه سيبيد الجميع؛ كما فعل في السنوات الماضية، فكان الغرض من الكلمة هو بيان أن الخروج له مفاسد عظيمة، والحاصل أن له مفاسد لولا أن الله -عز وجل- لطف بحكمته وقدرته بأن تكاتفت الجهود الخارجية لإزالة هذا الرجل، فما ذكر في الكلمة حق، ثم خرجت بعد ذلك وأغلقت هاتفي ولزمت بيتي رغم الظروف التي يعلم بها الله -عز وجل-، وأنتم تعرفون -أيها الإخوة- أنها في وقت فتن.
أما فيما يتعلق بالساعدي فليس لي به صلة أبدا، وما عرفته إلا في هذه الفتنة في لقاءات ثلاث:
اللقاء الأول: في الأيام الأولى من الفتنة، فذكرت له كلاما حول مناصحة أبيه، وأنكم فعلتم كذا وكذا، ثم للعلم: أنا ممن كتب مذكرة لهم في الجهات الأمنية أنكر عليهم أفعالهم، وسجنت بسبب هذه المذكرة، وكان الوقت الذي كتبت فيه المذكرة وقتا شديدا، أذكر هذا من أجل أن يعلم الجميع أننا ممن ننكر باطل هؤلاء.
بعد ذلك بينت لهم أن خروجي في التلفاز لا أسمح به، وكان مفاجأة لي، ثم بعد ذلك -أيضا- تكلمت في الكلمة على توحيد الله -عز وجل-، وأنه سبب الأمن والأمان، وأنكرت على المتصوفة الحاضرين جميعا، وحصلت فتنة كبيرة جدا لم تنقل في التلفاز، وكنت أنا غاضبا مما جرى.
واللقاء الثاني: أيضا بعد ضغط من المرسلين الذين كانوا يأتون، وذكرت -أيضا- الذي أعتقد أنه الحق ولم أحابي الرجل ولم أجامله.
واللقاء الثالث: مثله.
ففي ظرف خمسة أشهر كانت هذه اللقاءات تحت ضغط، وهو نفسه يعلم أنني كنت في ضغط ولا أريد الإتيان ولا أرغب في المجيء، لكن الرجل أبدى رغبة في الخير وفي الصلاح وفي الإصلاح، فما كان من الحكمة أن يكون هنالك موقف عداء معه، بل كان الموقف هو نصيحة له، كما فعله بعض الأشياخ السلفيين ممن تكلموا مع الرجل، فكانوا يناصحونه ويعينونه على الخير، وهذا الذي فعلته -ولله الحمد- هو أمر عادي، وهو يعرف أنني لا أحابي، والذين حضروا هذه اللقاءات الثلاثة يعرفون أنني لم أحابي الرجل، بل ذكرت كلاما قويا له.
فأنا ليس بيني وبين الرجل صلة، والذي حصل هو الذي سمعتموه ليس غير أبدا، ويختلف الحال في من هو بعيد عن هذا الضغط وممن هو في الضغط، والحمد لله أن اللقاء الذي حصل مع الساعدي كان لقاء نصح وتزكية وصدع بالحق وليس فيه محاباة ولا فيه مجاملة، بل قلت له: أنت سلطان، والذي ينبغي اجتناب السلطان، وينبغي على طلاب العلم أن يجانبوا السلطان، وأن لا يقفوا بأبواب السلاطين، كي لا يفتتنوا في دنياهم أو يروا من المنكر ما لا يقدرون على إنكاره، ذكرت له هذا.
فالشاهد -أيها الإخوة- أن هذا الذي حصل.
ويا ابن الكرام ألا تدنو فتبصر ما ***** قد حدثوك فما راء كمن سمعا
لو تعلمون الظرف الذي مر به أخوكم ربما كان العذر فريضة، لكن الحمد لله أن الذي حصل خير ونصح، والذي حصل في التلفاز هو ظهور أنا كاره له، لم أمش إلى تلفاز، ولا لإلقاء كلمة، وما كنت لأعين على باطل، وموقفنا من النظام معلوم وواضح، فلا يزايد علينا أحد.
أما إذا كان المقصود هو التصيد في العثرات -إن صح أن تكون عثرة- أو استغلال للمواقف فهذه ليست نية صالحة، وبذلك أنت لا ينبغي أن تتخذ هذه الثورة مطية للتشفي من الخصوم، إفرض أن بيني وبينك خلافا منهجيا، فلا تأتي الآن وتستغل هذا الخلاف المنهجي وتستغل هذا الذي حصل، موقفنا واضح، ونصدع بالحق قدر ما نستطيع، ولم نحابي ولم نجامل -بفضل الله عز وجل-، وهذا الذي حصل، والله شهيد أن هذا الذي حصل.
سئل الشيخ أبو مصعب-حفظه الله-: نود منكم أن تبينوا لنا ملابسات الظهور على التلفاز، فبعض الناس يزعم أنك على صلة بالساعدي.
فأجاب الشيخ -حفظه الله-: لم أمش للظهور على التلفاز، ولا أعرف أن هنالك تلفاز، ولا كاميرات منصوبة، كان هنالك ضغط علي بالحضور، فكنت أتهرب من هذا الأمر وأغلق الهاتف على كثير من المتصلين وأغير شفرة الهاتف، وبعد ذلك اتُّصِلَ عَلَيَّ وقيل: تأتي إلى الساعدي، وهذا الاتصال من مدير مكتب الساعدي، فبعد هذا الامتناع الطويل عن الذهاب هنالك مشيت، ففي الطريق قالوا لي: لا تأتي إلى المكان ذاك الذي هو في قصور الضيافة، إنما تمشي إلى مدير الأوقاف؛ يريدك، ولست خطيبا تابع الأوقاف، سألتهم: أين مدير الأوقاف؟ قالوا: في مسجد مولاي محمد، مشيت هنالك فعند الباب رأيت زحاما، فدخلت المسجد فأخذني هذا الشخص وقال: هذا مدير الأوقاف، فسلمنا عليه وسلم علينا، وقال: نريد أن تخطبوا وكذا، وبعد ذلك أعطى ورقة فيها أسماء مسائل، فكنت ألتفت يمينا وشمالا فأجد أشخاصا، فشعرت أن هنالك اجتماعا أو شيئا، فأعطى هو كلمة، وكنا نحن نتحاشى المصور وكنت أنا على الجدار متكئا، فهو قال: الآن سيتكلم الأخ معكم وهو من السلفيين، وكان الموقف محرج جدا، فجاءني الشخص الذي هو تابع للساعدي وقال لي: تكلم، فلما جئت عند الكرسي رأيت كاميرات التصوير، فقلت للذي جانبي (تنتوش): هل هذا تصوير تلفزيون؟ فقال: هذا تسجيل، فكان هذا نوعا من الخداع، فحصل أن تكلمت مع العلم بأن تلك الكلمة كانت في وقت كان المسلمون وإخواننا في الشرق في حالة عظيمة من القتل، فلم يكن الظهور في التلفاز -كما سمعتم- لإرادة الظهور، ولا لشخص قادم إليه، إنما كان المراد: أنني ذاهب لمدير الأوقاف لأنظر ماذا يريد، فألقيت تلك الكلمة، وما ينبغي أن تحمل فوق حملها؛ لأنني ذكرت في الكلمة أن الحاكم لو كان كافرا: الخروج عليه لا بد أن تكون فيه مصالح، وأن تدفع المفاسد، فما لم تكن هنالك مصلحة راجحة أو متحققة فإن العلماء يمنعون الخروج على الحاكم ولو كان كافرا، ونحن نعتقد -بفضل الله عز وجل- قديما كفر هذا الرجل (القذافي) وأنه ليس له ولاية، وهذا أمر معلوم مشهور، والسلفيون يعتقدون هذا، وذلك لأن العلماء كفروا الرجل لكثير من المسائل، لكن الخروج عليه يحتاج إلى شروط من أقواها: القدرة على إزالته، ولم تكن القدرة موجودة، بل كانت القدرة ضعيفة ضئيلة يوشك أن تباد على بكرة أبيها، لولا الذي حصل من تدخل (الحلف).
الذي ذكر في الكلمة هو هذا، وكان مقصدها: عدم إراقة دماء المسلمين، وأن لا يكون خروجا لا تتكافأ فيه القوى فيهلك المسلمون، وإذا تمكن من إبادتهم فإنه سيبيد الجميع؛ كما فعل في السنوات الماضية، فكان الغرض من الكلمة هو بيان أن الخروج له مفاسد عظيمة، والحاصل أن له مفاسد لولا أن الله -عز وجل- لطف بحكمته وقدرته بأن تكاتفت الجهود الخارجية لإزالة هذا الرجل، فما ذكر في الكلمة حق، ثم خرجت بعد ذلك وأغلقت هاتفي ولزمت بيتي رغم الظروف التي يعلم بها الله -عز وجل-، وأنتم تعرفون -أيها الإخوة- أنها في وقت فتن.
أما فيما يتعلق بالساعدي فليس لي به صلة أبدا، وما عرفته إلا في هذه الفتنة في لقاءات ثلاث:
اللقاء الأول: في الأيام الأولى من الفتنة، فذكرت له كلاما حول مناصحة أبيه، وأنكم فعلتم كذا وكذا، ثم للعلم: أنا ممن كتب مذكرة لهم في الجهات الأمنية أنكر عليهم أفعالهم، وسجنت بسبب هذه المذكرة، وكان الوقت الذي كتبت فيه المذكرة وقتا شديدا، أذكر هذا من أجل أن يعلم الجميع أننا ممن ننكر باطل هؤلاء.
بعد ذلك بينت لهم أن خروجي في التلفاز لا أسمح به، وكان مفاجأة لي، ثم بعد ذلك -أيضا- تكلمت في الكلمة على توحيد الله -عز وجل-، وأنه سبب الأمن والأمان، وأنكرت على المتصوفة الحاضرين جميعا، وحصلت فتنة كبيرة جدا لم تنقل في التلفاز، وكنت أنا غاضبا مما جرى.
واللقاء الثاني: أيضا بعد ضغط من المرسلين الذين كانوا يأتون، وذكرت -أيضا- الذي أعتقد أنه الحق ولم أحابي الرجل ولم أجامله.
واللقاء الثالث: مثله.
ففي ظرف خمسة أشهر كانت هذه اللقاءات تحت ضغط، وهو نفسه يعلم أنني كنت في ضغط ولا أريد الإتيان ولا أرغب في المجيء، لكن الرجل أبدى رغبة في الخير وفي الصلاح وفي الإصلاح، فما كان من الحكمة أن يكون هنالك موقف عداء معه، بل كان الموقف هو نصيحة له، كما فعله بعض الأشياخ السلفيين ممن تكلموا مع الرجل، فكانوا يناصحونه ويعينونه على الخير، وهذا الذي فعلته -ولله الحمد- هو أمر عادي، وهو يعرف أنني لا أحابي، والذين حضروا هذه اللقاءات الثلاثة يعرفون أنني لم أحابي الرجل، بل ذكرت كلاما قويا له.
فأنا ليس بيني وبين الرجل صلة، والذي حصل هو الذي سمعتموه ليس غير أبدا، ويختلف الحال في من هو بعيد عن هذا الضغط وممن هو في الضغط، والحمد لله أن اللقاء الذي حصل مع الساعدي كان لقاء نصح وتزكية وصدع بالحق وليس فيه محاباة ولا فيه مجاملة، بل قلت له: أنت سلطان، والذي ينبغي اجتناب السلطان، وينبغي على طلاب العلم أن يجانبوا السلطان، وأن لا يقفوا بأبواب السلاطين، كي لا يفتتنوا في دنياهم أو يروا من المنكر ما لا يقدرون على إنكاره، ذكرت له هذا.
فالشاهد -أيها الإخوة- أن هذا الذي حصل.
ويا ابن الكرام ألا تدنو فتبصر ما ***** قد حدثوك فما راء كمن سمعا
لو تعلمون الظرف الذي مر به أخوكم ربما كان العذر فريضة، لكن الحمد لله أن الذي حصل خير ونصح، والذي حصل في التلفاز هو ظهور أنا كاره له، لم أمش إلى تلفاز، ولا لإلقاء كلمة، وما كنت لأعين على باطل، وموقفنا من النظام معلوم وواضح، فلا يزايد علينا أحد.
أما إذا كان المقصود هو التصيد في العثرات -إن صح أن تكون عثرة- أو استغلال للمواقف فهذه ليست نية صالحة، وبذلك أنت لا ينبغي أن تتخذ هذه الثورة مطية للتشفي من الخصوم، إفرض أن بيني وبينك خلافا منهجيا، فلا تأتي الآن وتستغل هذا الخلاف المنهجي وتستغل هذا الذي حصل، موقفنا واضح، ونصدع بالحق قدر ما نستطيع، ولم نحابي ولم نجامل -بفضل الله عز وجل-، وهذا الذي حصل، والله شهيد أن هذا الذي حصل.