إن أخذت برخصة كل عالم اجتمع فيك الشر كله
[ قال أبو عمر بن عبد البر-رحمه الله- في أول استذكاره...
قال سليمان التيمي
إن أخذت برخصة كل عالم اجتمع فيك الشر كله
قال ابن عبد البر
هذا إجماع لا أعلم فيه خلافا
وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه في هذا المعنى ما ينبغي تأمله
فروى كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف المزني عن أبيه عن جده قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
((إني لأخاف على أمتي من بعدى من أعمال ثلاثة:
قالوا: وما هي يا رسول الله ؟ قال:
( إني أخاف عليهم من زلة العالم
ومن حكم الجائر
ومن هوى متبع )
وقال زياد بن حدير:
قال عمر:
( ثلاث يهدمن الدين:
زلة عالم
وجدال منافق بالقرآن
وأئمة مضلون )
وقال الحسن قال أبو الدرداء-رضي الله عنه-:
( إن مما أخشى عليكم:
زلة العالم
وجدال المنافق بالقرآن ،
والقرآن حق وعلى القرآن منار كأعلام الطريق )
وكان معاذ بن جبل-رضي الله عنه- يقول في خطبته كل يوم قلما يخطئه أن يقول ذلك
الله حكم قسط
هلك المرتابون
إن وراءكم فتنا يكثر فيها المال ويفتح فيها القرآن
حتى يقرأه المؤمن والمنافق والمرأة والصبي والأسود والأحمر فيوشك أحدهم أن يقول
قد قرأت القرآن فما أظن أن يتبعوني حتى ابتدع لهم غيره فإياكم وما ابتدع فإن كل بدعة ضلالة
وإياكم وزيغة الحكيم
فإن الشيطان قد يتكلم على لسان الحكيم بكلمة الضلالة
وإن المنافق قد يقول كلمة الحق
فتلقوا الحق عمن جاء به فإن على الحق نورا
قالوا: كيف زيغة الحكيم؟
قال: هي كلمة تروعكم وتنكرونها وتقولون ما هذه
فاحذروا زيغته
ولا تصدنكم عنه فانه يوشك أن يفيء ويراجع الحق
وإن العلم والإيمان مكانهما إلى يوم القيامة
فمن ابتغاهما وجدهما .
وقال سلمان الفارسي-رضي الله عنه-:
( كيف أنتم عند ثلاث:
زلة عالم
وجدال منافق بالقرآن
ودنيا تقطع أعناقكم؟
فأما زلة العالم: فإن اهتدى فلا تقلدوه دينكم وتقولون نصنع مثل ما يصنع فلان ،
وإن أخطأ فلا تقطعوا إياسكم منه فتعينوا عليه الشيطان
وأما مجادلة: منافق بالقرآن فإن للقرآن منارا كمنار الطريق فما عرفتم منه فخذوا وما لم تعرفوا فكلوه إلى الله تعالى
وأما دنيا تقطع أعناقكم: فانظروا إلى من هو دونكم ولا تنظروا إلى من هو فوقكم )
وعن ابن عباس-رضي الله عنهما-:
( ويل للأتباع من عثرات العالم
قيل كيف ذلك؟
قال: يقول العالم شيئا برأيه ثم يجد من هو أعلم منه برسول الله صلى الله عليه وسلم
فيترك قوله
ثم يمضي الأتباع ) ].
أخوكم المحب:عماد بن زكلاب بن محمد الحديدي