تويت
بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله الذي أنعم علينا بنعم عظيمة وجليلة ,ومن أعظمها هذا الدين الإسلامي الذي لا نجاة الا لمن تمسك به والويل والخسران لمن رغب عنه
وصلى الله وسلم على نبينا محمد الذي اخرج الله به من شاء من عباده من ظلمات الشرك والجهل الى نور الايمان و التوحيد
قال العلامة المجدد محمد تقي الدين الهلالي في كتابه "الدين والسنن الكونية"ص:23:
اتَّفَََقَ أني كنت في الهند ساكنا في مدينة لكناو طبعت خمسمائة غلاف بعنواني، وكانت موضوعة في غرفة فجاءت القردة وفتحت نافذة الغرفة فدخلت وأخذ كل واحد منها قبضة يده من الأغلفة وخرجوا بها وألقوها في الهواء، فتشتت في كل مكان من المحلة التي كنت أسكنها، فجمع أهل المحلة ما أمكن جمعه منها وجاءوني به، ومن أذاها – أي القرد- للناس أنها تجتمع بالمآت عند قبة صنم لتنال من صدقات الزائرين من عباده، ولما كان القراء الكرام لا يعرفون الأصنام لأنهم لم يشاهدوها أرى من المستحسن أن أصف لهم هذا الصنم، فهو تمثال رجل واقف على قدميه عليه ثيابه وعمامته وله لحية وافرة سوداء ووجهه أبيض مشرب بحمرة يظن الرائي أنه حي، وقد جلس عنده ناسك وهو عريان أسود الجسم نحيله جدا، حتى كأنه هيكل عظمي، فيجيء الزائر ويسجد لذلك الصنم سجدة واحدة ثم يقوم ويقدم النذر أو الصدقة لذلك الناسك وينصرف فيتصدق على القردة بما تيسر له من الطعام، وهذه القردة تقطع الطريق على المارة فمتى رأت شخصا يحمل طعاما، والعادة جارية بأن الموظفين يبعث إليهم الطعام من بيوتهم وقت الظهر، متى رأت القردة شخصا يحمل طعاما وليس عنده ما يدافع به عن نفسه هجمت عليه وخمشته بأظفارها وانتزعت منه ذلك الطعام، ولا يستطيع المسلمون أن يمسوا القرد بسوء خوفا من نقمة الوثنيين الذين يدافعون عن كل حيوان ويمنحونه حمايتهم ورعايتهم مخافة أن يكون أحد أجدادهم قد تقمص جسمه (1)، ولذلك لا يستطيع أحد أن يظهر لحم الحيوان، لأن الهنادك لا يستطيعون رؤيته، ومن أجل ذلك صارت المجزرة في بلدانهم يحيط بها سور، ولكل باب من أبوابها دهليز طويل حتى لا تقع عين هندوكي على لحم يقطع أو يباع.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ
(1) أشار الشيخ رحمه الله الى عقيدة تناسخ الارواح التي يؤمن به الهندوك وهي أن روح الإنسان تنتقل بعد موته الى شخص آخر حسب عمله فان عمل صالحا في حياته فان روحه تنتقل الى من هو افضل منه ,وإذا كان سيئا في حياته انتقلت روحه الى من هو ذونه وهكذا الى ان تصير الى أخس الحيوانات ولذالك يظنون ان اجدادهم حلت ارواحهم في تلك القردة
مقتطف من كتاب "الدين والسنن الكونية" للعلامة المجدد محمد تقي الدين الهلالي رحمه الله
تعليق