أحسن الأماكنعندكثرةالأهواءوالفتن
التحدير من البدع للشيخ عبد الرحمن بن صالح الحجي
حَدَّثَني مُحَمَّدُ بنُ وَضَّاحٍ قالَ: حَدَّثَنا مُحَمَّدُبنُ سَعيدٍ قالَ: حَدَّثَنا أسدُ بنُ مُوسى قالَ: حَدَّثَنا زيدٌ عَنِ الأَحْوَصِعن زَكَرِيّا بنِ يحيى عَمَّن ذَكَرَهُ عَنْ عَمَّارِ بنِ يَاسِرٍ قالَ: يأتي علىالنَّاسِ زَمَانٌ خيرُ دِينِهِم دِينُ الأَعْرَابِ. قالَ: وَمِمَّ ذاكَ؟ قالَ: تَحْدُثُ أهواءٌ وبِدَعٌ يحضون عنها.
******************************
يجهون عنها، هذا تصحيف يجهون عنها، يقول عمار بن ياسر: يأتي على الناس زمنخير دينهم دين الأعراب، قالوا: ومما ذاك؟ قال: تحدث أهواء وبدع، فهؤلاء الخياريجهون عن الأهواء والبدع، ومعنى دين الأعراب هنا له تأويلين: التأويل الأول أوالمعنى الأول: دين الأعراب بمعنى دولة الأعراب، أماكن الأعراب بمعنى البادية، كماقال الله عز وجل: )مَا كَانَلِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ(يعني في أماكن سلطة الملك، فيكون خيرالناس من يذهب إلى أماكن الأعراب، وهي البادية لماذا؟ قال: أهواء وبدع يجهون عنها،يعني يهربون منها.
وهذا كما ثبت في الحديث أن في آخر الزمان المؤمن يفر بدينه منالفتن، يتبع واقع ...... وفي الحديث الآخر: )خيرالناس رجل آخذ بلجام فرسه والثاني في شعبة من هذه الشعب، يعبد الله ويدعو الناس إلىعمل الخير(فهذا معناه، ولذلك أمر بالتعرب عند الفتنة، إذا جاءت الفتنة وظلت تموجكموج البحر، فإن الشخص يتعرب، بمعنى يخرج إلى البادية، إن كان له غنم، إن كان لهإبل أو كان له شيء يخرج إلى البادية.
كما فعل سعد بن أبي وقاص فإنه خرج إلى البادية في أوقاتالفتن، وكما في صحيح البخاري أنه جاءه ابن عمر بن سعد ابن أبي الوقاص وعمر كانيريد الدنيا يريد الملك، ثم بعد ذلك شارك في مسألة الحسين وإلى آخره.
والمقصود جاء عمر على راحلته مسرعا، وسعد في باديته، ترك الناس وما يتقاتلونعليه، فقال سعد: اللهم إني أعوذ بك من شر هذا الراكب، هذا الراكب المسرع الذي لهغبار اللهم إني أعوذ بك من شره، فلما قدموا ......إليه ابنه عمر فقال عمر: يا أبتأنت هنا عند هذه الغنيمات وفي هذه البادية والناس يتقاتلون على الملك، وأنت أولىمنهم، وأنت من أوا ئل من أسلم؟ يريد أن يذهب يقاتل معهم على الملك أو يريد الدنيا،يقول: أنت أحق به فضرب سعد في صدره وقال: إني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: )إن الله يحب العبدالتقي الغني(يعني غنى النفس الخفي الذي لا يريد الشهرة الخفي، وهذا في البخاري،فالمقصود التعرب عندالفتن، بمعنى الذهاب إلى أماكن العرب،دين الأعراب يعني أماكن سلطتهم مثل قول الله: )دِينِ الْمَلِكِ.(
والمعنى الثاني: دين الأعراب هو دين الفطرة الذي لم يشوش. أعراب المسلمين يعرفونالتوحيد يعرفون، فيكون دين الأعراب دين العجائز مثلما يقولون دين الصبيان، إللي ماشوش بالبدع والأهواء، إذا سألت الأعرابي أين الله؟ قال: في السماء. وإذا سألت كثيرامن العلماء الآن يدرسون في الجامعات ولهم دروس ولهم كتب، تقول: أين الله؟ يقول: فيكل مكان، نسأل الله العافية والسلامة، يقول: الله في كل مكان، فيكون الأعرابي خيرامنه مع أن الأعراب لا يعرفون بالعلم، كما قال الله عز وجل: )الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُواحُدُودَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ(لأنهم ليسوا عند الجوامع وعندالمساجد يسمعون خطب، ويسمعون الذكر، ويسمعون كلام أهل العلم.
لكن في آخر الزمان عندالفتنيكون إما أماكنهم أحسنأماكن وهي البادية، وإما أنهم متمسكين بشيء والناس لبس عليهم من الأهواء والبدع،كما ذكر أهل البدع أنهم لما آتاهم الموت يقولون: "يا ليتنا بقينا على دين عجائزنيسابور أو على دين العجائز، أو المرأة الجارية الصغيرة التي سألها النبي صلى اللهعليه وسلم قال: أين الله؟ قالت: في السماء. على الفطرة، ما شوش عليها ولا لبسعليها. طيب شوف بعض الأسئلة.
س: أحسن الله إليك، يقول في سؤاله: ودع أمر العوام من هم العوام؟
ج:يعني دع عنك عامة الناس أمر عامة الناس، بمعنى إذا كان العامة غلب عليهم الشحالمطاع، والهوى المتبع، والدنيا المؤثرة، وكل واحد معجب برأيه، عليك بخاصة نفسكواتركهم عنك، ما يسمعون، حتى لو ذكرتهم ما ينتفعون. نعم.
س: أحسن الله إليك، يقول: كيف أعرف علم الرجال؟ وهل تنصح طالب العلمالمبتدئ بتعلم هذا العلم؟
ج: لأ، المبتدئ لأ، هذا من علوم الآلة، إذا عرف الإنسان الأصول، وعرف أصولالتوحيد وأصول الفقه وأصول الدين، فيما بعد إن شاء الله يتيسر له أن يعرف علومالآلة، وعلوم الآلة ينبغي أن تبقى علوم آلة بمعنى تصحيح الفهم، وما يسمى بأصولالفقه أو تصحيح اللسان النطق، وهو ما يسمى بالعربية والنحو.
أو الأسانيد سواء من حيث الاتصال والانقطاع، أو من حيث العلل، أو من حيث الرجال،هذه علوم آلة، وحتى لو أن الشخص مقلد في مثلا علم الرجال، فإنه سيكون مجتهدا، ولايضره التقليد، كما قال الشافعي: وهو من أئمة الدين، من المجتهدين، يقول الإمامأحمد: إذا صح عندك الحديث فأخبرني حتى أعمل به.
فلو أن الرجل يكتب بالتصحيح الأولي، إذا قال الإمام أحمد: هذا الحديث صحيح أوقال: ضعيف، أو يحيى بن معين أو الأئمة الأوائل، اكتفي بهم، ما يضره ذلك، قد يصبحعالما كبيرا وهو ليس متخصصا في الرجال يقبل من غيره، كما يمثل دائما بعض أهل العلم،لم يقتض الذي على يبني حكمه على ...... المختبر، وعلى كلام ...... ، فإذا جاءكم منتثقوا به مثل الأئمة الأوائل وقالوا: هذا حديث صحيح أو ضعيف، وبينت حكمك عليه مايضرك هذا ولا ينقصك وإن كان هو كمان ...... فالمقصود أن الأول فالأول: علم الدين،معرفة تفسير القرآن، معرفة السنة، معرفة العقيدة، هذا أفضل. نعم.
س: يقول أحسن الله إليكم: دعاء ابن مسعود هل تنصح بالاستقرار عليه؟
ج: ما فيه بأس.نعم.
س: أحسن إليك، يقول: ما هي الطبعة التي تنصح بها لكتاب ابن وضاح وكتابالطرطوشي؟
ج: أما ابن وضاح ما فيه واحدة يعني كاملة من حيث ضبط النص، والتخريج على طريقة ......، ما ينظرون ما يعتبرون بالمعاني وبالنكارة، وإنما عندهم هذه القواعد العامة،يعني ما في شيء، إلى الآن ما في شيء، مثلما قلت لكم: أحمد دهمان رحمه الله أخرجهالكتاب قبل سبعين سنة، وهو نسخة قديمة جيدة، والأخ بدر...... وهو إللي معكم الآنفيه أخطاء كثيرة في المتن، وأيضا في التخريج.
ونسخة أيضا عمر سليم يمكن هي أهون الموجود أو أحسن الموجود، وأما الطرطوشي فيإظهار الحق فالحلبي أو الأثري، وضبط النص ضبط النص فيه. نعم.