الحمدلله ، والصلاة والسلام على رسول الله،وعلى آله وصحبه من والاه أما بعد.
فإن الله عز وجل قد ابتلى السلفيين في ليبيا بصنفين يرقق كلا منهما الآخر،إذ وطن كلا الصنفين نفسهما على حرب السلفية وأهلها والتشهير بدعاتها والكذب عليهم والتنفير عنهم،وهم في هذا الأمر مجتهدون،وفي تطوير أساليبه عازمون ، وهم لايألون جهدا ولايُفوتِون فرصة ولا يمرون أمرا إلا وشنّو به على السلفيين حملتهم التشويهية في مختلف وسائلهم الإعلامية من المرئي والمقروء والمسموع.
وأعني بالصنفين أهل البدع من إخوان وصوفية ودعاة التغريب من العلمانين والليبراليين .
وكل يعمل بحسب إمكانياته ومنظوره للأمور ومن مكانه وإحداث الأساليب لتنفير الناس عن السلفيين وهذا هو شغلهم الشاغل ، فالليبراليون يحاولون تشويه السلفيين كلما أقدم السلفيون على فعل أمر ما كهدم ضريح مثلا ،فتجد الليبرالي يصرخ أغيثوا ليبيا من الإرهابيين أصحاب اللحى الذين يريدون هدم الآثار الليبية ويريدون تدمير تراث البلاد ،وتسمع منهم كلاما عجيبا يكاد يُضحك الثكلى بل أضحكها وانتهى الأمر كقولهم هؤلاء يحرمون ركوب السيارة واستعمال الهواتف والأكل بالملاعق.
أما الصنف الثاني فهو صنف خطير أيضا وربما يكون أخطر من سابقه وهم أهل البدع وسأخص الإخوان إذ هم الأنشط ولأن الواقع يشهد تحالفا ليبراليا صوفيا عندنا فليست الصوفية كالسابق أيام طاغية البلاد.
إن الإخوان ينتهجون هذه الأيام نهجا خبيثا يعمد على اللعب على أوتار الناس الحساسة ومحاولة توظيفها في ضرب الدعوة ومن آخر ماوظفوه الانتخابات.
وهذا مافعلوه فورا إعلان معظم السلفيين اعتزال الانتخابات لأنها لاتجوز ولأنها إحدى جزيئات الديمقراطية الكافرة ،وبدؤوا العمل على تشويه الدعوة وأهلها بل والكذب عليهم والحط من قدر علمائهم فمن ذلك وهو مما حزَّ في نفسي أني سمعت مقطعا في لقاء في إحدى القنوات الليبية ((وماأكثرها لاكثرها الله)) وأظنها الرسمية مع مفتي ليبيا الشيخ الصادق الغرياني ويدير اللقاء معه أسامة الصلابي الإخواني المحترق ومما دار في هذا اللقاء :
*أن الانتخابات ليست حراما وليس في الإسلام مايحرمها والكذب على العلماء الألباني وبن باز وبن عثيمين أنهم أجازوها ، هكذا من غير قيد .
*أن من حرم الانتخابات قوم مغمورون وأن فتاويهم تعتبر شاذة .
*أن حجة المانعين هي أن الانتخابات آتية من اليهود والنصارى .
فأقول مستعينا بالله :
لن أنقل كلام المشايخ الثلاثة في حكم الانتخابات الأصلي لأنهم معروف ومشهور يمكن الرجوع إليه بمنتهى السهولة ولكن أحب أن أسأل:
هل الأئمة الثلاثة أباحوا الانتخابات ضرورة من باب دفع أكبر الضررين أم أنهم يبيحونها مطلقا؟ وهل من الأمانة العلمية نقل الصورة هكذا؟ .
أليس هذا من الخيانة ؟
لاشك أن المتتبع لكلام أهل العلم في هذه المسألة لييتبين له التدليس الواضح والكذب الفاضح على الأئمة الثلاثة في هذا البرنامج .
ثم أسأل أسامة الصلابي والذي لايخفى حقده على أهل السنة ،أسأله هل العلامة المحدث ريحانة اليمن أبوعبدالرحمن مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله من المغمورين ؟
هل العلامة المحدث إمام الجرح والتعديل أبومحمد ربيع بن هادي المدخلي من المغمورين؟
أما أنك تقولها لحقدك الذي لم يجد له موجدا في أحشائك فخرج بنتنه وعفنه.
وغير هذين الإمامين كثير ممن قال بحرمة الانتخابات مطلقا .
وأسأله أيضا لما التلبيس على الناس لمّا عقبت على كلام شيخك بقولك أن أصل حجة المانعين هي أنها آتية من الغرب الشيء الذي جعل الغرياني يسرد الأدلة على أنه ليس كل ماعند اليهود والنصارى يمنع أخذه.
إن هذا التلبيس والتدليس والتشغيب والتشويش ليدل على ضعف الحجة وكساد البضاعة وخبث الطوية وعدم احترام الناس وعقولهم وكأن الذين أمامك صغار بإمكانك أن تمرر عليهم ماتريد.
إن علماء السنة حرموا الانتخابات لأنها تُسوي بين المسلم والكافر والحر والعبد والصالح والفاجر والرجل والمرأة ولأنها تجعل الحكم للأغلبية ، فلو أنكم أنتم يامن تدعون تحكيم الشريعة وتطبيقها خسرتم في الانتخابات لكان الواجب عليكم ديمقراطيا أن ترضوا بالنتيجة لأنكم ارتضيتم وسيلتها.
ولأن الانتخابات تخلق روح الولاء والبراء للأحزاب والمصالح على حساب الدين ولأنها تُفسد أخلاق المسلمين،فلكم سمعنا بأن فلانا من الإسلاميين صرف كذا وكذا من أجل كسب الأصوات،وفلانا من الليبراليين دفع مبلغ كذا لنادي كذا من أجل أن يلقي فيه خطابا لكي يُحشّد الأنصار ليوم المعاد.
هذه هي الانتخابات وهذه هي ثمراتها التي نراها عيانا،مارأينا إلا أفواها مفتوحة تقطر لعابا من أجل الكرسي ولايهمها شعب ولا وطن،وإنما رأينا الدين والشعوب الفقيرة وعواطفهم الجياشة وأملهم في المستقبل الأفضل يتخذ كمطية للوصول إلى مآرب شخصية وحزبية.
يُتخذ الدين لا للدين ويُركب فوق ظهور الشعب ويظلون تحت الأقدام حتى يأذن الله بنهاية هذه الأحوال .
ايها الأخوة السلفيون :لاشك عند كل من آتاه الله ذروا من عقل أن الانتخابات لاتجوز في دين الله وأنها محرمة وأنها وسيلة فاسدة ولاشك أننا نحترم رأي الكبار من جبال أهل العلم الذين أجازوها ضرورة من باب أخف الضررين، ولكن الذي لانقبله أن تلبس هذه الوسيلة لبوس الشرعية وأن يساعد في هذا بعض من ينتسب للسلفية ويدعوا إليها ،إذ أن نظرة عامة الشعب إلى الانتخابات أنها حلال ومن شرع الإسلام وليس في الإسلام مايحرمها ،وهم في هذا آخذين بقول مفتي الديار الليبية إذ هذا كلامه المعلن والمشهور عنه، فإذا كان هذا هو الحال فليس من الحكمة أخي السلفي أن تشارك في الانتخابات حتى لايقال :(السلفيون يشاركون في الانتخابات ،إذن هي حلال)، يجب عليك أخي السلفي أن تراعيَ أن العوام لاينظرون كما ينظر السلفي ولايهتمون أهذا الأمر جائز للضرورة أم لا ،الأمر عنده إما حلال وإما حرام ، أما حلال للضرورة فلا أظنه يستوعبه.
أسأل الله الكريم بمنه وإحسانه وكرمه أن يوفق ولاة أمورنا لما مافيه الخير ،وأن يمكن لأهل السنة في بلادنا وأن لا يمكن لأعداءنا وأن تحكم الشريعة في نفوس الناس قبل أن تحكم في برلماناتهم على الأوراق ،إنه ولي ذلك والقادر عليه ،وصلى الله وسلم وبارك على عبد ورسوله.
كتبه أبوالفــداء أسامة بن علي الليبي
فإن الله عز وجل قد ابتلى السلفيين في ليبيا بصنفين يرقق كلا منهما الآخر،إذ وطن كلا الصنفين نفسهما على حرب السلفية وأهلها والتشهير بدعاتها والكذب عليهم والتنفير عنهم،وهم في هذا الأمر مجتهدون،وفي تطوير أساليبه عازمون ، وهم لايألون جهدا ولايُفوتِون فرصة ولا يمرون أمرا إلا وشنّو به على السلفيين حملتهم التشويهية في مختلف وسائلهم الإعلامية من المرئي والمقروء والمسموع.
وأعني بالصنفين أهل البدع من إخوان وصوفية ودعاة التغريب من العلمانين والليبراليين .
وكل يعمل بحسب إمكانياته ومنظوره للأمور ومن مكانه وإحداث الأساليب لتنفير الناس عن السلفيين وهذا هو شغلهم الشاغل ، فالليبراليون يحاولون تشويه السلفيين كلما أقدم السلفيون على فعل أمر ما كهدم ضريح مثلا ،فتجد الليبرالي يصرخ أغيثوا ليبيا من الإرهابيين أصحاب اللحى الذين يريدون هدم الآثار الليبية ويريدون تدمير تراث البلاد ،وتسمع منهم كلاما عجيبا يكاد يُضحك الثكلى بل أضحكها وانتهى الأمر كقولهم هؤلاء يحرمون ركوب السيارة واستعمال الهواتف والأكل بالملاعق.
أما الصنف الثاني فهو صنف خطير أيضا وربما يكون أخطر من سابقه وهم أهل البدع وسأخص الإخوان إذ هم الأنشط ولأن الواقع يشهد تحالفا ليبراليا صوفيا عندنا فليست الصوفية كالسابق أيام طاغية البلاد.
إن الإخوان ينتهجون هذه الأيام نهجا خبيثا يعمد على اللعب على أوتار الناس الحساسة ومحاولة توظيفها في ضرب الدعوة ومن آخر ماوظفوه الانتخابات.
وهذا مافعلوه فورا إعلان معظم السلفيين اعتزال الانتخابات لأنها لاتجوز ولأنها إحدى جزيئات الديمقراطية الكافرة ،وبدؤوا العمل على تشويه الدعوة وأهلها بل والكذب عليهم والحط من قدر علمائهم فمن ذلك وهو مما حزَّ في نفسي أني سمعت مقطعا في لقاء في إحدى القنوات الليبية ((وماأكثرها لاكثرها الله)) وأظنها الرسمية مع مفتي ليبيا الشيخ الصادق الغرياني ويدير اللقاء معه أسامة الصلابي الإخواني المحترق ومما دار في هذا اللقاء :
*أن الانتخابات ليست حراما وليس في الإسلام مايحرمها والكذب على العلماء الألباني وبن باز وبن عثيمين أنهم أجازوها ، هكذا من غير قيد .
*أن من حرم الانتخابات قوم مغمورون وأن فتاويهم تعتبر شاذة .
*أن حجة المانعين هي أن الانتخابات آتية من اليهود والنصارى .
فأقول مستعينا بالله :
لن أنقل كلام المشايخ الثلاثة في حكم الانتخابات الأصلي لأنهم معروف ومشهور يمكن الرجوع إليه بمنتهى السهولة ولكن أحب أن أسأل:
هل الأئمة الثلاثة أباحوا الانتخابات ضرورة من باب دفع أكبر الضررين أم أنهم يبيحونها مطلقا؟ وهل من الأمانة العلمية نقل الصورة هكذا؟ .
أليس هذا من الخيانة ؟
لاشك أن المتتبع لكلام أهل العلم في هذه المسألة لييتبين له التدليس الواضح والكذب الفاضح على الأئمة الثلاثة في هذا البرنامج .
ثم أسأل أسامة الصلابي والذي لايخفى حقده على أهل السنة ،أسأله هل العلامة المحدث ريحانة اليمن أبوعبدالرحمن مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله من المغمورين ؟
هل العلامة المحدث إمام الجرح والتعديل أبومحمد ربيع بن هادي المدخلي من المغمورين؟
أما أنك تقولها لحقدك الذي لم يجد له موجدا في أحشائك فخرج بنتنه وعفنه.
وغير هذين الإمامين كثير ممن قال بحرمة الانتخابات مطلقا .
وأسأله أيضا لما التلبيس على الناس لمّا عقبت على كلام شيخك بقولك أن أصل حجة المانعين هي أنها آتية من الغرب الشيء الذي جعل الغرياني يسرد الأدلة على أنه ليس كل ماعند اليهود والنصارى يمنع أخذه.
إن هذا التلبيس والتدليس والتشغيب والتشويش ليدل على ضعف الحجة وكساد البضاعة وخبث الطوية وعدم احترام الناس وعقولهم وكأن الذين أمامك صغار بإمكانك أن تمرر عليهم ماتريد.
إن علماء السنة حرموا الانتخابات لأنها تُسوي بين المسلم والكافر والحر والعبد والصالح والفاجر والرجل والمرأة ولأنها تجعل الحكم للأغلبية ، فلو أنكم أنتم يامن تدعون تحكيم الشريعة وتطبيقها خسرتم في الانتخابات لكان الواجب عليكم ديمقراطيا أن ترضوا بالنتيجة لأنكم ارتضيتم وسيلتها.
ولأن الانتخابات تخلق روح الولاء والبراء للأحزاب والمصالح على حساب الدين ولأنها تُفسد أخلاق المسلمين،فلكم سمعنا بأن فلانا من الإسلاميين صرف كذا وكذا من أجل كسب الأصوات،وفلانا من الليبراليين دفع مبلغ كذا لنادي كذا من أجل أن يلقي فيه خطابا لكي يُحشّد الأنصار ليوم المعاد.
هذه هي الانتخابات وهذه هي ثمراتها التي نراها عيانا،مارأينا إلا أفواها مفتوحة تقطر لعابا من أجل الكرسي ولايهمها شعب ولا وطن،وإنما رأينا الدين والشعوب الفقيرة وعواطفهم الجياشة وأملهم في المستقبل الأفضل يتخذ كمطية للوصول إلى مآرب شخصية وحزبية.
يُتخذ الدين لا للدين ويُركب فوق ظهور الشعب ويظلون تحت الأقدام حتى يأذن الله بنهاية هذه الأحوال .
ايها الأخوة السلفيون :لاشك عند كل من آتاه الله ذروا من عقل أن الانتخابات لاتجوز في دين الله وأنها محرمة وأنها وسيلة فاسدة ولاشك أننا نحترم رأي الكبار من جبال أهل العلم الذين أجازوها ضرورة من باب أخف الضررين، ولكن الذي لانقبله أن تلبس هذه الوسيلة لبوس الشرعية وأن يساعد في هذا بعض من ينتسب للسلفية ويدعوا إليها ،إذ أن نظرة عامة الشعب إلى الانتخابات أنها حلال ومن شرع الإسلام وليس في الإسلام مايحرمها ،وهم في هذا آخذين بقول مفتي الديار الليبية إذ هذا كلامه المعلن والمشهور عنه، فإذا كان هذا هو الحال فليس من الحكمة أخي السلفي أن تشارك في الانتخابات حتى لايقال :(السلفيون يشاركون في الانتخابات ،إذن هي حلال)، يجب عليك أخي السلفي أن تراعيَ أن العوام لاينظرون كما ينظر السلفي ولايهتمون أهذا الأمر جائز للضرورة أم لا ،الأمر عنده إما حلال وإما حرام ، أما حلال للضرورة فلا أظنه يستوعبه.
أسأل الله الكريم بمنه وإحسانه وكرمه أن يوفق ولاة أمورنا لما مافيه الخير ،وأن يمكن لأهل السنة في بلادنا وأن لا يمكن لأعداءنا وأن تحكم الشريعة في نفوس الناس قبل أن تحكم في برلماناتهم على الأوراق ،إنه ولي ذلك والقادر عليه ،وصلى الله وسلم وبارك على عبد ورسوله.
كتبه أبوالفــداء أسامة بن علي الليبي