[align=center]من حجّ و لم يزرني فقد جفاني ..![/align]
[align=center]د. علي رضا[/align]
[align=justify]من الأحاديث الموضوعة سندًا ، و الباطلة متنًا ؛ حديث يدور على ألسنة كثير من الناس ، و لفظة (من حج البيت و لم يزرني فقد جفاني)!
و قد كفانا أئمة الحديث و جهابذة الكلام على سنده ومتنه بما لم يستطع أهل الأهواء و البدع أن يجابهوه إلا بالإصرار على اللهج به و تعمد ذكره في كتبهم و مقالاتهم و محاضراتهم مما يدل على تعمُّدهم و إصرارهم على الكذب على رسول الله صلى الله عليه و سلم تسليما كثيرًا.
فقد قال الحافظ بن عبد الهادي في كتابه العظيم الذي لم يُؤلف مثله في بابه ، و هو كتاب (الصارم المنكي في الرد على السبكي ص 87) : (و اعلم أن هذا الحديث المذكور منكر جدًا لا أصل له ؛ بل هو من المكذوبات و الموضوعات ..).
ثم ذكر رواية ابن الجوزي له في (الموضوعات)، و أن المتهم بوضعه هو محمد بن النعمان بن شبل كما قال الدارقطني ، و قد جزم أهل العلم ببطلان معناه ؛ لأن جفاء النبي صلى الله عليه و سلم كفر وردة عن الإسلام؛ فهذا الحديث يستلزم على الأقل الأحوال أن يكون ترك الزيارة كبيرة من أكبر الكبائر، و هذا يستلزم وجوب بل فريضة الزيارة كالحج، و هذا مما لا يقوله مسلم، لأن زيارته صلى الله عليه و سلم من القربات و المستحبات فكيف يكون تاركها مجافيًا للنبي عليه أفضل الصلوات و أتم التزكيات؟!
وقد صحَّ عن مالك رحمه الله تعالى أنّه قال للسائل الذي سأله عمن نذر أن يأتي القبر الشريف؟
فقال: إن كان أراد مسجد النبي صلى الله عليه و سلم فليأته و ليصلِّ فيه، و إن كان أراد القبر فلا يفعل للحديث الذي جاء: (لا تعمل المطيّ إلا إلى ثلاث مساجد) [انظر الصارم المنكي ص 93، و الموضوعات؛ لابن الجوزي2/217].
و قد سُئل شيخ الإسلام بن تيمية عن هذا الحديث فقال: كذب. (الفتاوى 18/341-342).
و قال : موضوع ، و معناه مخالف للإجماع؛ فإن جفاء رسول الله صلى الله عليه و سلم من الكبائر؛ بل هو كفر و نفاق ؛ بل يجب أن يكون أحب إلينا من أهلينا و أموالنا كما قال صلى الله عليه و سلم : (و الذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده و الناس أجمعين).(الفتاوى 27/25).
فجزى الله سبحانه و تعالى شيخ الإسلام ابن تيمية و تلامذته و أتباعهم الذين ساروا على نهجهم مثل شيخ الإسلام الثاني محمد بن عبد الوهّاب خير ما جزى أولياءه الصالحين.
و صلى الله و سلّم و بارك على عبده و رسوله محمد، و على آله و صحبه و أجمعين.
مجموعة الرسائل الحديثية ج1 ص 440.[/align]
[align=center]د. علي رضا[/align]
[align=justify]من الأحاديث الموضوعة سندًا ، و الباطلة متنًا ؛ حديث يدور على ألسنة كثير من الناس ، و لفظة (من حج البيت و لم يزرني فقد جفاني)!
و قد كفانا أئمة الحديث و جهابذة الكلام على سنده ومتنه بما لم يستطع أهل الأهواء و البدع أن يجابهوه إلا بالإصرار على اللهج به و تعمد ذكره في كتبهم و مقالاتهم و محاضراتهم مما يدل على تعمُّدهم و إصرارهم على الكذب على رسول الله صلى الله عليه و سلم تسليما كثيرًا.
فقد قال الحافظ بن عبد الهادي في كتابه العظيم الذي لم يُؤلف مثله في بابه ، و هو كتاب (الصارم المنكي في الرد على السبكي ص 87) : (و اعلم أن هذا الحديث المذكور منكر جدًا لا أصل له ؛ بل هو من المكذوبات و الموضوعات ..).
ثم ذكر رواية ابن الجوزي له في (الموضوعات)، و أن المتهم بوضعه هو محمد بن النعمان بن شبل كما قال الدارقطني ، و قد جزم أهل العلم ببطلان معناه ؛ لأن جفاء النبي صلى الله عليه و سلم كفر وردة عن الإسلام؛ فهذا الحديث يستلزم على الأقل الأحوال أن يكون ترك الزيارة كبيرة من أكبر الكبائر، و هذا يستلزم وجوب بل فريضة الزيارة كالحج، و هذا مما لا يقوله مسلم، لأن زيارته صلى الله عليه و سلم من القربات و المستحبات فكيف يكون تاركها مجافيًا للنبي عليه أفضل الصلوات و أتم التزكيات؟!
وقد صحَّ عن مالك رحمه الله تعالى أنّه قال للسائل الذي سأله عمن نذر أن يأتي القبر الشريف؟
فقال: إن كان أراد مسجد النبي صلى الله عليه و سلم فليأته و ليصلِّ فيه، و إن كان أراد القبر فلا يفعل للحديث الذي جاء: (لا تعمل المطيّ إلا إلى ثلاث مساجد) [انظر الصارم المنكي ص 93، و الموضوعات؛ لابن الجوزي2/217].
و قد سُئل شيخ الإسلام بن تيمية عن هذا الحديث فقال: كذب. (الفتاوى 18/341-342).
و قال : موضوع ، و معناه مخالف للإجماع؛ فإن جفاء رسول الله صلى الله عليه و سلم من الكبائر؛ بل هو كفر و نفاق ؛ بل يجب أن يكون أحب إلينا من أهلينا و أموالنا كما قال صلى الله عليه و سلم : (و الذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده و الناس أجمعين).(الفتاوى 27/25).
فجزى الله سبحانه و تعالى شيخ الإسلام ابن تيمية و تلامذته و أتباعهم الذين ساروا على نهجهم مثل شيخ الإسلام الثاني محمد بن عبد الوهّاب خير ما جزى أولياءه الصالحين.
و صلى الله و سلّم و بارك على عبده و رسوله محمد، و على آله و صحبه و أجمعين.
مجموعة الرسائل الحديثية ج1 ص 440.[/align]
تعليق