الجالس مع أهل المنكر في منكرهم مثلهم، وإن لم يعمل عملهم!
قال فضيلة الشيخ: محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله- في تفسيره لقوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا﴾[1]:
﴿لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ﴾؛ أي: لا يشهدون المنكر من القول والعمل؛ أي: لا يحضرونه ولا يجلِسُون إليه؛ لأنَّ شهود الزُّور يحصل به إثم الزُّور؛ بمعنى: أنَّ الإنسان إذا قعد مع قوم على زورٍ؛ فإنه مثلهم، وإن لم يعمل عملهم؛ ودليل ذلك قول الله تعالى: ﴿وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ﴾[2]. -فهذا يعني أنكم إذا قعدتم إذن تكونوا مثلهم- ﴿إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا﴾[3] فهم لا يشهدون الزُّور وإذا لم يشهدوا الزُّور، لن يعملوا به.
وإنَّه بهذه المناسبة يشكو كثيرٌ من النَّاسِ اليوم حضور اجتماعات الزِّفاف؛ لأنهم يقولون: لا تخلو كثيرٌ من ليالي الزِّفاف إلا وفيها مُنكر، فماذا نصنع؟ هل نحضر مع كرهنا لذلك أو لا نحضر؟
الجواب -يا إخواننا!- أن نقول:
إذا كان الإنسان بحضوره يستطيع أن يمنع المنكر وجب عليه أن يحضر؛ وذلك لسببين:
أولاً: أن إجابة وليمة العُرس واجبة بالشُّروط المعروفة.
ثانيًا: أنَّه يستطيع إزالة المنكر، ومن استطاع أن يزيل المنكر وجب عليه أن يزيله، فإن لم يستطع فلا يحضر؛ لأنَّه إذا حضر شاركهم في الإثم.
يقول بعض النَّاس: إذا لم أحضر يغضب القريب والصديق.
فنقول: وليكن ذلك؛ لأنَّك إذا أغضبته أرضيت الله، وهل ينبغي للمؤمن أن يراعي رضا النَّاس دون رضا الله؟!
لا -والله!- إنَّ من التمس رِضَا النَّاس بسَخطِ الله؛ سَخِطَ الله عليه وأسْخَطَ عليه النَّاس، ومن التمس رِضا الله بسخَطِ النَّاس؛ كفاه الله مؤونة النَّاس.
فلا تبالِ -يا أخي!- وإذا قال لك قريبٌ: لماذا لم تحضر؟ تقل: لو اتقيت الله لحضرنا.
ولا نبالي، ولا نحابي أحدًا في دين الله.
وتقول له بصراحة: لو أنَّك تخلَّيت عن هذا الأمر الذي هممت به؛ لأجبتك. أمَّا أن تقيم هذه الحفلة المحرَّمة، وتريد مني أن أحضر، فهذا لا يمكن.
كذلك أيضًا، يوجد أناسٌ يجلسون عند الذين يغتابون النَّاس، وغيبة النَّاس من الزُّور بلا شك، فتجده يجلس ويستمع إلى الغيبة، ويقول: إني كارهٌ لذلك، فهل هذه الدعوى صحيحة؟
ليست صحيحة؛ لأنَّه لو كان كارهًا لذلك -حقيقةً- ما جلس، وإذا جلس مع الذين يغتابون النَّاس وإن لم يشاركهم في الغِيبة؛ فهو مشاركٌ لهم في الإثم.
قال فضيلة الشيخ: محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله- في تفسيره لقوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا﴾[1]:
﴿لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ﴾؛ أي: لا يشهدون المنكر من القول والعمل؛ أي: لا يحضرونه ولا يجلِسُون إليه؛ لأنَّ شهود الزُّور يحصل به إثم الزُّور؛ بمعنى: أنَّ الإنسان إذا قعد مع قوم على زورٍ؛ فإنه مثلهم، وإن لم يعمل عملهم؛ ودليل ذلك قول الله تعالى: ﴿وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ﴾[2]. -فهذا يعني أنكم إذا قعدتم إذن تكونوا مثلهم- ﴿إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا﴾[3] فهم لا يشهدون الزُّور وإذا لم يشهدوا الزُّور، لن يعملوا به.
وإنَّه بهذه المناسبة يشكو كثيرٌ من النَّاسِ اليوم حضور اجتماعات الزِّفاف؛ لأنهم يقولون: لا تخلو كثيرٌ من ليالي الزِّفاف إلا وفيها مُنكر، فماذا نصنع؟ هل نحضر مع كرهنا لذلك أو لا نحضر؟
الجواب -يا إخواننا!- أن نقول:
إذا كان الإنسان بحضوره يستطيع أن يمنع المنكر وجب عليه أن يحضر؛ وذلك لسببين:
أولاً: أن إجابة وليمة العُرس واجبة بالشُّروط المعروفة.
ثانيًا: أنَّه يستطيع إزالة المنكر، ومن استطاع أن يزيل المنكر وجب عليه أن يزيله، فإن لم يستطع فلا يحضر؛ لأنَّه إذا حضر شاركهم في الإثم.
يقول بعض النَّاس: إذا لم أحضر يغضب القريب والصديق.
فنقول: وليكن ذلك؛ لأنَّك إذا أغضبته أرضيت الله، وهل ينبغي للمؤمن أن يراعي رضا النَّاس دون رضا الله؟!
لا -والله!- إنَّ من التمس رِضَا النَّاس بسَخطِ الله؛ سَخِطَ الله عليه وأسْخَطَ عليه النَّاس، ومن التمس رِضا الله بسخَطِ النَّاس؛ كفاه الله مؤونة النَّاس.
فلا تبالِ -يا أخي!- وإذا قال لك قريبٌ: لماذا لم تحضر؟ تقل: لو اتقيت الله لحضرنا.
ولا نبالي، ولا نحابي أحدًا في دين الله.
وتقول له بصراحة: لو أنَّك تخلَّيت عن هذا الأمر الذي هممت به؛ لأجبتك. أمَّا أن تقيم هذه الحفلة المحرَّمة، وتريد مني أن أحضر، فهذا لا يمكن.
كذلك أيضًا، يوجد أناسٌ يجلسون عند الذين يغتابون النَّاس، وغيبة النَّاس من الزُّور بلا شك، فتجده يجلس ويستمع إلى الغيبة، ويقول: إني كارهٌ لذلك، فهل هذه الدعوى صحيحة؟
ليست صحيحة؛ لأنَّه لو كان كارهًا لذلك -حقيقةً- ما جلس، وإذا جلس مع الذين يغتابون النَّاس وإن لم يشاركهم في الغِيبة؛ فهو مشاركٌ لهم في الإثم.
سلسلة اللقاء الشهري (4/ 207-20 بترقيم الشَّاملة.
[2][النساء: 140].
[3][النساء:140]