أما بعد: فإن وظيفة الإنسان في هذه الدنيا عبادة الله عز وجل، وهي الغاية السامية التي من أجلها خلق، فما كان من أجل تحصيل تلك الغاية كان له الشرف بقدر قربه من تلك الغاية، وكلما بَعُدَ الإنسان عن الغاية بعد عن الخير بقدر بعده عنها.
ولكي يصل الإنسانُ إلى تلك الغاية لا بد له من العلم، وهو قبل القول والعمل، فلا بد أن يعلم ما يعمل ويقول، ولا يخبط خبط عشواء، فالاستدلال قبل الاعتقاد، وإلا صار مارقا من الدين كما يمرق السهم من الرمية.
ومن طرق العلم السؤال، وهو شفاء العَيِّ، فيسأل الإنسان عن دينه كلما احتاج إلى ذلك لقوله عز وجل:[ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ] [النحل: 43] ، [الأنبياء: 7]، وكما يقول العوام:" اسأل عن دينك حتى يقال إنك مجنون ".
وإذا كان الأمر كذلك؛ فالسؤال عن مسألة ما، أهي من الحلال أو الحرام إذا كان المرء محتاجا لمعرفة حكمها، حتى يقدم أو يحجم، واجب ولا يلام عن سؤاله، إذ هو ممتثل لأمر الله عز وجل، ومبتغٍ الشفاء من عيِّه، ولا يقال كما يقول الجهلة: المسلمون في بلاد كذا وكذا في حرب وتشريد، أو المسلمون يواجهون مخططات اليهود وأنتم تسألون عن الحلال والحرام !!!.
والله إن هذا لشيء عجاب!!، أن يتفوه المسلم بمثل هذا الكلام، ثم أليس من مخططات اليهود صرف المسلمين عن دينهم، بل هو هدفهم الأول، ومنه صرفهم عن السؤال عن الحلال والحرام.
وفي هذا الكلام الخطير الصد عن سبيلِ الله، لأن المسلمين خاصة في زماننا لا يزالون تصيبهم بما صنعوا قارعة، أو تحل قريبا من دارهم، فإذا لا يسألون عن الحلال والحرام أبدا لأن حالهم لا تسمح لهم بالسؤال، كما يدندن أصحاب فقه الواقع ( وهم أجهل به ).
وقد جاء الوعيد الشديد في القرآن في حق الذين يصدون عن سبيله ومن ذلك قوله تعالى:[ الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ ] [إبراهيم: 3].
وهؤلاء يدَّعون فقه الواقع فتراهم يبحثون عن الأخبار الجديدة، ويصبحون ويمسون عليها في القنوات والجرائد والشابكة وغيرها، وينقلونها من كل فاجر وكاذب ولا يتثبتون، ويفتخرون بالسبق في نشرها، ويكتبون في المقدمة حصريا وهم في ذلك كاذبون، ثم يَزهدون ويُزهِّدون من يسأل عن الحلال والحرام، بحجة أن ذلك يتعارض مع الوقوف والاهتمام بقضايا المسلمين!، فالاهتمام بقضايا المسلمين ليس بنشر الأخبار والتسابق في ذلك، وذلك يتعارض مع قوله تعالى:[ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ] [النساء: 83].
فإلى عرَّابي هذا القول وأمثاله أن ينتهوا عنه فهو خير لهم، وأن يعودوا إلى رشدهم، لأن الاهتمام بأمور المسلمين لا يبرر عدم السؤال عن الحلال والحرام.
فهما لا يتعارضان أبدا فيمكن الاهتمام والسؤال، فالجمع بين الخيرين، وإعمال الخيرين خير من إهمال أحدهما.
بل يكون إن لم يكن بالدعاء وهو أضعف الإيمان.
والذي دعاني لكتابة هذا المقال هو قراءتي لخبر ورد بصيغة التهكم ممن يسأل عن حكم الكشير، في حين إخواننا في سوريا وغيرها من البلاد يعانون ما يعانونه من شر الفتنة، ونحن ما زلنا نسأل عن حكم الكشير.
وسمعنا مثل هذا القول وأمثاله كثيرا وكثيرا.
والله ولي التوفيق وهو الهادي إلى سواء السبيل.
ولكي يصل الإنسانُ إلى تلك الغاية لا بد له من العلم، وهو قبل القول والعمل، فلا بد أن يعلم ما يعمل ويقول، ولا يخبط خبط عشواء، فالاستدلال قبل الاعتقاد، وإلا صار مارقا من الدين كما يمرق السهم من الرمية.
ومن طرق العلم السؤال، وهو شفاء العَيِّ، فيسأل الإنسان عن دينه كلما احتاج إلى ذلك لقوله عز وجل:[ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ] [النحل: 43] ، [الأنبياء: 7]، وكما يقول العوام:" اسأل عن دينك حتى يقال إنك مجنون ".
وإذا كان الأمر كذلك؛ فالسؤال عن مسألة ما، أهي من الحلال أو الحرام إذا كان المرء محتاجا لمعرفة حكمها، حتى يقدم أو يحجم، واجب ولا يلام عن سؤاله، إذ هو ممتثل لأمر الله عز وجل، ومبتغٍ الشفاء من عيِّه، ولا يقال كما يقول الجهلة: المسلمون في بلاد كذا وكذا في حرب وتشريد، أو المسلمون يواجهون مخططات اليهود وأنتم تسألون عن الحلال والحرام !!!.
والله إن هذا لشيء عجاب!!، أن يتفوه المسلم بمثل هذا الكلام، ثم أليس من مخططات اليهود صرف المسلمين عن دينهم، بل هو هدفهم الأول، ومنه صرفهم عن السؤال عن الحلال والحرام.
وفي هذا الكلام الخطير الصد عن سبيلِ الله، لأن المسلمين خاصة في زماننا لا يزالون تصيبهم بما صنعوا قارعة، أو تحل قريبا من دارهم، فإذا لا يسألون عن الحلال والحرام أبدا لأن حالهم لا تسمح لهم بالسؤال، كما يدندن أصحاب فقه الواقع ( وهم أجهل به ).
وقد جاء الوعيد الشديد في القرآن في حق الذين يصدون عن سبيله ومن ذلك قوله تعالى:[ الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ ] [إبراهيم: 3].
وهؤلاء يدَّعون فقه الواقع فتراهم يبحثون عن الأخبار الجديدة، ويصبحون ويمسون عليها في القنوات والجرائد والشابكة وغيرها، وينقلونها من كل فاجر وكاذب ولا يتثبتون، ويفتخرون بالسبق في نشرها، ويكتبون في المقدمة حصريا وهم في ذلك كاذبون، ثم يَزهدون ويُزهِّدون من يسأل عن الحلال والحرام، بحجة أن ذلك يتعارض مع الوقوف والاهتمام بقضايا المسلمين!، فالاهتمام بقضايا المسلمين ليس بنشر الأخبار والتسابق في ذلك، وذلك يتعارض مع قوله تعالى:[ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ] [النساء: 83].
فإلى عرَّابي هذا القول وأمثاله أن ينتهوا عنه فهو خير لهم، وأن يعودوا إلى رشدهم، لأن الاهتمام بأمور المسلمين لا يبرر عدم السؤال عن الحلال والحرام.
فهما لا يتعارضان أبدا فيمكن الاهتمام والسؤال، فالجمع بين الخيرين، وإعمال الخيرين خير من إهمال أحدهما.
بل يكون إن لم يكن بالدعاء وهو أضعف الإيمان.
والذي دعاني لكتابة هذا المقال هو قراءتي لخبر ورد بصيغة التهكم ممن يسأل عن حكم الكشير، في حين إخواننا في سوريا وغيرها من البلاد يعانون ما يعانونه من شر الفتنة، ونحن ما زلنا نسأل عن حكم الكشير.
وسمعنا مثل هذا القول وأمثاله كثيرا وكثيرا.
والله ولي التوفيق وهو الهادي إلى سواء السبيل.