كمال عقل الصحابة
محمد بن صالح العثيمين
محمد بن صالح العثيمين
في الشريط السادس من شرح العلامة الفقيه محمد بن صالح العثيمين لكتاب الجهاد والسير والإمارة من صحيح الإمام مسلم ـ رحمه الله ـ.
فعندما وصل الحديث إلى غزوة الأحزاب وعند أمر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ الصحابي الجليل حذيفة ـ رضي الله عنه ـ بالذهاب ليأتيه بخبر القوم وأمره النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بأن لا يذعرهم عليه، فلما وصل حذيفة ـ رضي الله عنه ـ وجد أبا سفيان يصلي ظهره بالنار فأراد أن يرميه ولكنه ذكر قول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: "ولا تذعرهم عليّ"، قال حذيفة: ولو رميته لأصبته...
قال الشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ تعليقا على هذا الموقف:
"في هذا الحديث دليل على كمال عقل الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ، وأن الغيرة التي في قلوبهم لا تحملهم على مخالفة أمر النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ، لو كان من أهل الطيش الذين يدعون أنهم ذو غيره لقتله لأنه تمكن منه بسرعة، ولكن حبس النفس على طاعة الله ورسوله هذا هو الجهاد، وليس الجهاد هو التهور وأن الإنسان ينفعل ويتقدم في موضع قد يكون ينهى عن التقدم فيه، ولكن الجهاد هو أن يجاهد الإنسان نفسه ويصبرها على طاعة الله ورسوله، أي نعم، في ظني والله أعلم لو وقع مثل هذا كثير من شباننا اليوم لقتله ثم تأول، لكن هؤلاء القوم أعني الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ يعلمون أن طاعة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ هي الخير كله.." ا.هـ
-----------------
تعليق