لا يجوز أن يُقسم أو أن يدعي (بربّ القرآن)،
العلامة محمد بن عبد الوهَّاب العقيل -حفظه الله تعالى-
السؤال:
رجل يقول: هل يجوز القسم بربِّ القرآن؟
وذكر أنَّه سَمِعَ حوارًا بين طلبة العلم؛ قال أحدهم: "اللَّهمَّ! يا ربَّ القرآن! نجِّحنِي في الاختبار".
فقال الآخر: "لا يجوز السؤال بربِّ القرآن، ولا القسَم به؛ لأنَّ القرآن صفة من صفات الله، فليس مربوبًا، ولا مخلوقًا".
فما حكم مثل هذا القسم؟ وإذا قلتم بعدم جوازه، فما الدَّليل عليه من كلام أهل العلم؟
رجل يقول: هل يجوز القسم بربِّ القرآن؟
وذكر أنَّه سَمِعَ حوارًا بين طلبة العلم؛ قال أحدهم: "اللَّهمَّ! يا ربَّ القرآن! نجِّحنِي في الاختبار".
فقال الآخر: "لا يجوز السؤال بربِّ القرآن، ولا القسَم به؛ لأنَّ القرآن صفة من صفات الله، فليس مربوبًا، ولا مخلوقًا".
فما حكم مثل هذا القسم؟ وإذا قلتم بعدم جوازه، فما الدَّليل عليه من كلام أهل العلم؟
الجواب:
لا يجوز أن يُقسِم الإنسان بربِّ القرآن؛ فلا يقول: "وربَّ القرآن!"ولا يجوز أن يدعو فيقول: "اللَّهمَّ! يا ربَّ القرآن! اغفر لي ولوالدي".
لا يجوز أن يُقسِم الإنسان بربِّ القرآن؛ فلا يقول: "وربَّ القرآن!"ولا يجوز أن يدعو فيقول: "اللَّهمَّ! يا ربَّ القرآن! اغفر لي ولوالدي".
ووجه المنع:أنَّ القرآن صفةٌ من صفات الله تعالى، فلا يكون مربوبًا؛ فالله -تعالى- هو ربُّ العالمين، والقرآن صِفةٌ من صفاته؛ فهو كلام اللهِ حقيقة منزَّلٌ غير مخلوق. منه بدأ، وإليه يعود.
ومن قال:إنَّ القرآن مربوبٌ؛ فمقتضاه أنَّه مخلوق؛ لأنَّه ليس في الوجود إلا خالقٌ ومخلوقٌ، وربٌ ومربوبٌ.
ومن قال:إنَّ القرآن مربوبٌ؛ فقد قال بقول الجهمية وأضرابهم، الذين يقولون بخلق القرآن.
وقد نصَّ السَّلف -رِضوان الله عليهم- على معنى هذا، وصرَّحوا به.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه اللَّه- في"مجموع الفتاوى"
في أثناء كلام له:(وَأَمَّا قَوْلُ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ فَقَالَ الْإِمَامُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ: حَدَّثَنَا أَبِي: حَدَّثَنَا ابْنُ صَالِحِ بْنُ جَابِرٍ الْأَنْمَاطِيُّ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُدَيْرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ؛ قَالَ: "كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ فِي جِنَازَةٍ، فَلَمَّا وُضِعَ الْمَيِّتُ فِي لَحْدِهِ؛ قَامَ رَجُلٌ؛ فَقَالَ: "اللَّهُمَّ! رَبَّ الْقُرْآنِ! اغْفِرْ لَهُ"؛ فَوَثَبَ إلَيْهِ ابْنُ عَبَّاسٍ؛ فَقَالَ: "مَهْ!الْقُرْآنُ مِنْهُ"". زَادَ الصُّهَيْبِيُّ فِي حَدِيثِهِ؛ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: "الْقُرْآنُ كَلَامُ اللَّهِ، وَلَيْسَ بِمَرْبُوبٍ، مِنْهُ خَرَجَ وَإِلَيْهِ يَعُودُ"). (125).
في أثناء كلام له:(وَأَمَّا قَوْلُ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ فَقَالَ الْإِمَامُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ: حَدَّثَنَا أَبِي: حَدَّثَنَا ابْنُ صَالِحِ بْنُ جَابِرٍ الْأَنْمَاطِيُّ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُدَيْرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ؛ قَالَ: "كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ فِي جِنَازَةٍ، فَلَمَّا وُضِعَ الْمَيِّتُ فِي لَحْدِهِ؛ قَامَ رَجُلٌ؛ فَقَالَ: "اللَّهُمَّ! رَبَّ الْقُرْآنِ! اغْفِرْ لَهُ"؛ فَوَثَبَ إلَيْهِ ابْنُ عَبَّاسٍ؛ فَقَالَ: "مَهْ!الْقُرْآنُ مِنْهُ"". زَادَ الصُّهَيْبِيُّ فِي حَدِيثِهِ؛ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: "الْقُرْآنُ كَلَامُ اللَّهِ، وَلَيْسَ بِمَرْبُوبٍ، مِنْهُ خَرَجَ وَإِلَيْهِ يَعُودُ"). (125).
ثمَّ قال شيخ الإسلام: "فَلَمَّا ابْتَدَعَتْ الْجَهْمِيَّةُ هَذِهِ الْمَقَالَاتِ فِي أَثْنَاءِ الْمِائَةِ الثَّانِيَةِ، أَنْكَرَ ذَلِكَ سَلَفُ الْأُمَّةِ وَأَئِمَّتُهَا؛ ثُمَّ اسْتَفْحَلَ أَمْرُهُمْ فِي أَوَائِلِ الْمِائَةِ الثَّالِثَةِ بِسَبَبِ مَنْ أَدْخَلُوهُ فِي شِرْكِهِمْ وَفِرْيَتِهِمْ مِنْ وُلَاةِ الْأُمُورِ".
وقال في موضع آخر من مجموع الفتاوى: "وَقَدْ رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي كِتَابِ السُّنَّةِ أَيْضًا: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ مُسَاوِرٍ الْجَوْهَرِيُّ، حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُدَيْرٍ عَنْ عِكْرِمَةَ؛ قَالَ: "كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ فِي جِنَازَةٍ، فَلَمَّا وُضِعَ الْمَيِّتُ فِي لَحْدِهِ؛ قَامَ رَجُلٌ فَقَالَ: "اللَّهُمَّ! رَبَّ الْقُرْآنِ! أَوْسِعْ عَلَيْهِ مُدْخَلَهُ، اللَّهُمَّ! رَبَّ الْقُرْآنِ! اغْفِرْ لَهُ"؛ فَالْتَفَتَ إلَيْهِ ابْنُ عَبَّاسٍ؛ فَقَالَ: "مَهْ! الْقُرْآنُ كَلَامُ اللَّهِ وَلَيْسَ بِمَرْبُوبٍ، مِنْهُ خَرَجَ وَإِلَيْهِ يَعُودُ""انتهى.
فظهر بهذا أنه لا يجوز أن يُقال: "ربَّ القرآن"، لا بقسمٍ، ولا بدعاءٍ، ولا بغيرهما.
مجموع فتاوى الشيخ عقيل (الجزء: 2- الصفحة: 72-74)بترقيم الشاملة
** ** ** ** ** ** ** ** ** ** **
العلامة صالح الفوزان -حفظه الله-
السؤال:
ما الفرق بين هذه الأقسام، وهل هي جائزة: "أقسم بآيات الله، أقسم بكلمات الله، أقسم بالقرآن، أقسم بربِّ القرآن"؟
ما الفرق بين هذه الأقسام، وهل هي جائزة: "أقسم بآيات الله، أقسم بكلمات الله، أقسم بالقرآن، أقسم بربِّ القرآن"؟
الجواب:
كلها جائزة إلا الأخير (بربِّ القرآن)، لا يقال: "ربّ القرآن"؛ بل يقال: "مُنزِّل القرآن".
أمَّا الإقسام بآيات الله، الإقسام بالقرآن؛ هذا كله جائز؛ لأنَّ القرآن كلام الله -سبحانه وتعالى-؛ فهو صفة من صفاته سبحانه وتعالى، والقسم إنَّما يكون بالله -جل وعلا- أو بصفة من صفاته، وكلامه من صفاته.
ولكن الإقسام بالآيات إذا كان المقصود بها الآيات الكونيَّة: الشمس والقمر، والسماء والأرض؛ فهذا لا يجوز؛ لأنَّه حلِفٌ بالمخلوق.
كلها جائزة إلا الأخير (بربِّ القرآن)، لا يقال: "ربّ القرآن"؛ بل يقال: "مُنزِّل القرآن".
أمَّا الإقسام بآيات الله، الإقسام بالقرآن؛ هذا كله جائز؛ لأنَّ القرآن كلام الله -سبحانه وتعالى-؛ فهو صفة من صفاته سبحانه وتعالى، والقسم إنَّما يكون بالله -جل وعلا- أو بصفة من صفاته، وكلامه من صفاته.
ولكن الإقسام بالآيات إذا كان المقصود بها الآيات الكونيَّة: الشمس والقمر، والسماء والأرض؛ فهذا لا يجوز؛ لأنَّه حلِفٌ بالمخلوق.
المصدر: المنتقى من فتاوى الفوزان
العلامة عبد المحسن العبَّاد -حفظه الله-
(الجزء: الخامس /الصفحة: الثالثة)
بترقيم الشاملة
بترقيم الشاملة
** ** ** ** ** ** ** ** ** **
العلامة عبد المحسن العبَّاد -حفظه الله-
السؤال:
هل يصحُّ القسم بالقول: "وربَّ القرآن"؟
الجواب:
لا يجوز ذلك؛ لأنَّ هناك احتمالين:
لا يجوز ذلك؛ لأنَّ هناك احتمالين:
- احتمال أن يكون المقصود بالربِّ أنَّه الخالق،
- والاحتمال الآخر أن يكون المقصود بالربِّ: الصَّاحِب.
ومن أجل الاحتمال الباطل فإنَّه يُحلَف بالله -عزَّ وجلَّ-، أو يُحلَف بالقرآن، أو يُحلَف بكلام الله، دون أن يُقال: "وربّ القرآن"؛ لأنَّ فيه احتمالاً باطلاً. هذا هو الأولى.
وإذا أريد به المعنى الصحيح فإنه يُترَك؛ حتى لا يُتوهَّم الباطل.
وإذا أريد به المعنى الصحيح فإنه يُترَك؛ حتى لا يُتوهَّم الباطل.
وإضافة الربِّ إلى الصِّفة؛ مثل: (ربّ العزَّة).
ورد في قوله: ﴿سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ﴾[الصافات:180]؛
فإن العزَّة صفة من صفات الله -عزَّ وجلَّ-، والمقصود بذلك صاحب العِزَّة، وليس المقصود خالق الصفة التي هي صفته، فصفة الله -عزَّ وجلَّ- غير مخلوقة، أو يُراد به العِزَّة المخلوقة التي خلقها الله في النَّاس، والتي أوجدها فيمن يكون عزيزًا في النَّاس.
ورد في قوله: ﴿سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ﴾[الصافات:180]؛
فإن العزَّة صفة من صفات الله -عزَّ وجلَّ-، والمقصود بذلك صاحب العِزَّة، وليس المقصود خالق الصفة التي هي صفته، فصفة الله -عزَّ وجلَّ- غير مخلوقة، أو يُراد به العِزَّة المخلوقة التي خلقها الله في النَّاس، والتي أوجدها فيمن يكون عزيزًا في النَّاس.
المصدر: شرح سنن أبي داود (27 / 242) بترقيم الشاملة
** ** ** ** ** ** ** ** ** ** **
( منقول )
( منقول )
تعليق