تفريغ كلمة الشيخ الوالد ربيع بن هادي المدخلي
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعود بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ،ياأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا ،ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما
أما بعد فإن أصدق الحديث كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاثها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة و كل ضلالة في النار
أما بعد : فهذه فرصة سعيدة مع أصدقائنا وإخواننا في المغرب العربي أسأل الله أن يجعله لقاءا طيبا مباركا واستفيدوا من الإخوان كما نستفيد منهم نحن وأنا ليس عندي محاظرة لأنني لا أستطيع أن أتكلم كثيرا وإنما عندي نصيحة موجزة لكم أسأل الله تبارك وتعالى أن ينفعنا وإياكم بها
النصيحة الأولى : أوصي نفسي وإياكم بتقوى الله تبارك وتعالى قال الله تبارك وتعالى :ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما . أما بعد فإن أصدق الحديث كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاثها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة ، وأوصانا الله تبارك وتعالى بالتقوى وهي مراقبة الله تعالى في كل الأحوال والإستقامة على دينه وأوصانا بالسداد في الأقوال ٬أن نقول القول السديد الذي يتضمن الحق والصدق ٬وهذا شأن كل المؤمنين الصادقين أن لا يقولوا إلا الحق ولا ينطقوا في أمور الدنيا والدين إلا بالصدق وقد أوصانا رسول الله عليه الصلاة والسلام بالصدق وحدرنا من ضده وهو الكذب قال :عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر ، وإن البر ليهدي إلى الجنة ، ولايزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا ، وإياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور ، وإن الفجور يهدي إلى النار ، ولايزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا ٬أعادنا الله وإياكم من هذه الخصال الذنيئة وتبتنا وإياكم على الحق والصدق كما أوصيكم بالإعتصام بكتاب الله تبارك وتعالى والتمسك والعض عليه بالنواجد كما أوصانا بذلك ربنا في محكم كتابه وقال :واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداءا فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون ،أوصانا بالإعتصام بحبله عز وجل وحبله هو كتابه وبيانه سنة رسوله صلى الله عليه وسلم فلنعتصم بهما في عقائدنا وعباداتنا وأخلاقنا ومعاملاتنا وسياساتنا وفي كل نواحي الحياة نعتصم بحبل الله في كل هذه الأمور بارك الله فيكم ،ولا نكون منفذين لهذا الأمر إلا إذا اعتصمنا بحبل الله وهو كتابه وسنة رسوله في كل شؤوننا كما أشرت فعليكم بالحرص على الإعتصام بحبل الله في كل شؤون حياتكم بدءا بالعقيدة وانتهاء بالأخلاق والسياسة والمعاملات وحذر الله من ضد الإعتصام من الإنحراف ومن التفرق والتمزق فإن الإنحراف والتمزق لا ينشآن إلا عن الإنحراف عن منهج الله تبارك وتعالى والإبتعاد عن الإعتصام بحبله تبارك وتعالى ،فلنحدر كل الحذر من التفرق الذي ذمه الله وذم أهله ذما شديدا وبرّأ رسوله منه إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء وقال تعالى :وأقيموا الصلاة ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون ،والإعتصام بالكتاب والسنة بجد وعزم يبعدنا عن هذه المتاهات وعن هذا التفرق الدميم وعن عواقبه الوخيمة ويرفعنا إلا درجة عالية وإلى جنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمصلحين فاحرصوا كل الحرص على الإعتصام بحبل الله وعلى التآخي عليه وعلى التعاون في سبيله على البر والتقوى ،وأوصيكم بطلب العلم فإن العلم له منزلة عند الله تبارك وتعالى قال تعالى : يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات ،واحرصوا على أن يرفع الله درجاتكم بهذا العلم ،علم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم بفهم سلفنا الصالح من الصحابة الكرام ومن اتبعهم بإحسان ،ونأخد هذا العلم من مصادره الصحيحة الأصيلة من كتاب الله ومن سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ومن تفاسير السلف الصالح ومن كتب العقائد السلفية التي تبين لنا العقائد الصحيحة والمناهج الصحيحة وتحذرنا وتبين لنا المناهج الضالة الفاسدة مناهج البدع والضلال ،ولا نستغني أبدا عن فهم سلفنا الصالح وبياناتهم وتحذيراتهم من الباطل وبياناتهم للحق الواضح ....للمشاكل التي قد تعترض بعضنا ،بارك الله فيكم ولا بد من الإستعانة على فهم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم بفقه سلفنا الصالح ،وعلينا إذا بالعلم الذي أشرت إليه (ومن يرد الله به خيرا يفقهه في الدين) حديث متفق عليه رواه البخاري ومسلم من حديث معاوية رضي الله عنه ،وهذا يتطلب منا أن نشد الرحال في طلب العلم وأن نشمر عن ساعد الجد في تحصيله من مصادره الأصيلة التي أشرت إليها ،فعلينا بعلم نافع يرفعنا الله درجات ويكتب لنا الله خشيته ومراقبته (إنما يخشى اللهَ من عباده العلماء) وكما ذكرت لكم للعلماء شأن عند الله تبارك وتعالى حتى إن الله قرن شهادتهم بشهادته وشهادة ملائكته قال تعالى : (شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم) فأشهد الله نفسه وملائكته وأولو العلم على أنه هو الإله الأوحد سبحانه وتعالى ،فلنهتم بالعلم ولنهتم بالتوحيد والإيمان وخصالهما وفروعهما فإن للدين فروعا وأصولا لابد أن يعرفها طلاب العلم والذين لا يبلغوا درجات العلماء إلا بمعرفتها ،والأمة في أمس الحاجة إلى العلماء فإنه إذا قل العلماء أو عدم العلماء ساد الجهل والضلال إن الله لا ينتزع العلم من صدور الناس إذا أعطاهم ولكن العلم يذهب بموت العلماء حتى إذا لم يبقِي عالما إتخد الناس رؤوسا جهالا فسئلوا فأفتو بغير علم فضلوا وأضلوا وهذا موجود في كثير من البلدان أسأل الله أن يعافي المسلمين من هذا الداء الوبيل وأن يهيء لهم علماء صادقين ناصحين مخلصين متمسكين بكتاب الله يمسكون أنفسهم والأمة بكتاب الله تبارك وتعالى ،وأوصيكم بالتآخي فيما بينكم والتحاب والتزاور يقول الرسول صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عنه معاد (وجرت محبتي للمتحابين في والمتجالسين في والمتزاورين في والمتباغين في) تحابوا في الله والمجالسة في ذات الله والزيارة في ذات الله وتباغي في طاعة الله هؤلاء أوجب الله على نفسه محبتهم الله لا يجب عليه شيء من عباده ولكن يوجب على نفسه سبحانه وتعالى لعباده من كرمه وجوده وفضله سبحانه وتعالى يوجب على نفسه وإلا ليس لأحد عليه حق تعالى وعز وجل عن ذلك تبارك الله وتعالى ،ويقول الرسول عليه الصلاة والسلام يقول الله يوم القيامة (أين المتحابون بجلالي اليوم أضلهم في ضلي يوم لا ضل إلا ضلي) ،(وسبعة يضلهم الله في ضل عرشه يوم لا ضل إلاضله منهم الإمام العادل ومنهم الشاب الناشئ في عبادة الله ومنهم رجلان تحابا في الله إجتمعا عليه وتفرقا عليه ومنهم من دعته امرأة ذات منصب وجمال وقال إني أخاف الله ومنهم من يذكر الله خاليا فتفيض عيناه) فاليحرص الواحد منا أنيحضى بهذه المراتب حتى يسعد يوم القيامة بأن يعيش في ضل الله تبارك وتعالى بأن يكون في ضل عرش الله تبارك وتعالى في يوم تدنوا فيه الشمس حتى ما يبقى بينها وبين رؤوس الناس إلا مقدار ميل. قال الراوي في الميل :المكحلة أو ميل المسافة ، فتصهرهم صهر الحر حتى يتمنو الراحة والإراحة من هذا الوضع الرهيب إلى أي مكان كان حتى ولو إلى النار ولعياذُ بالله والمتحابون فيه المخلصون في دينهم ينعمون بأنهم في ضل الله تبارك وتعالى في ضل عرشه . بارك الله فيكم أسأل الله تبارك وتعالى أن يتبتنا وإياكم على السنة وأن يجنبنا وإياكم البدع وسبل أهلها التي تقودهم إلى النار ،كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار أسأل الله أن يتبتنا وإياكم على السنة وعلى هدي محمد صلى الله عليه وسلم وأن يجنبنا وإياكم الفتن ما ظهر منها وما بطن إن ربنا سميع الدعاء وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعود بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ،ياأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا ،ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما
أما بعد فإن أصدق الحديث كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاثها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة و كل ضلالة في النار
أما بعد : فهذه فرصة سعيدة مع أصدقائنا وإخواننا في المغرب العربي أسأل الله أن يجعله لقاءا طيبا مباركا واستفيدوا من الإخوان كما نستفيد منهم نحن وأنا ليس عندي محاظرة لأنني لا أستطيع أن أتكلم كثيرا وإنما عندي نصيحة موجزة لكم أسأل الله تبارك وتعالى أن ينفعنا وإياكم بها
النصيحة الأولى : أوصي نفسي وإياكم بتقوى الله تبارك وتعالى قال الله تبارك وتعالى :ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما . أما بعد فإن أصدق الحديث كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاثها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة ، وأوصانا الله تبارك وتعالى بالتقوى وهي مراقبة الله تعالى في كل الأحوال والإستقامة على دينه وأوصانا بالسداد في الأقوال ٬أن نقول القول السديد الذي يتضمن الحق والصدق ٬وهذا شأن كل المؤمنين الصادقين أن لا يقولوا إلا الحق ولا ينطقوا في أمور الدنيا والدين إلا بالصدق وقد أوصانا رسول الله عليه الصلاة والسلام بالصدق وحدرنا من ضده وهو الكذب قال :عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر ، وإن البر ليهدي إلى الجنة ، ولايزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا ، وإياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور ، وإن الفجور يهدي إلى النار ، ولايزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا ٬أعادنا الله وإياكم من هذه الخصال الذنيئة وتبتنا وإياكم على الحق والصدق كما أوصيكم بالإعتصام بكتاب الله تبارك وتعالى والتمسك والعض عليه بالنواجد كما أوصانا بذلك ربنا في محكم كتابه وقال :واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداءا فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون ،أوصانا بالإعتصام بحبله عز وجل وحبله هو كتابه وبيانه سنة رسوله صلى الله عليه وسلم فلنعتصم بهما في عقائدنا وعباداتنا وأخلاقنا ومعاملاتنا وسياساتنا وفي كل نواحي الحياة نعتصم بحبل الله في كل هذه الأمور بارك الله فيكم ،ولا نكون منفذين لهذا الأمر إلا إذا اعتصمنا بحبل الله وهو كتابه وسنة رسوله في كل شؤوننا كما أشرت فعليكم بالحرص على الإعتصام بحبل الله في كل شؤون حياتكم بدءا بالعقيدة وانتهاء بالأخلاق والسياسة والمعاملات وحذر الله من ضد الإعتصام من الإنحراف ومن التفرق والتمزق فإن الإنحراف والتمزق لا ينشآن إلا عن الإنحراف عن منهج الله تبارك وتعالى والإبتعاد عن الإعتصام بحبله تبارك وتعالى ،فلنحدر كل الحذر من التفرق الذي ذمه الله وذم أهله ذما شديدا وبرّأ رسوله منه إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء وقال تعالى :وأقيموا الصلاة ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون ،والإعتصام بالكتاب والسنة بجد وعزم يبعدنا عن هذه المتاهات وعن هذا التفرق الدميم وعن عواقبه الوخيمة ويرفعنا إلا درجة عالية وإلى جنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمصلحين فاحرصوا كل الحرص على الإعتصام بحبل الله وعلى التآخي عليه وعلى التعاون في سبيله على البر والتقوى ،وأوصيكم بطلب العلم فإن العلم له منزلة عند الله تبارك وتعالى قال تعالى : يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات ،واحرصوا على أن يرفع الله درجاتكم بهذا العلم ،علم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم بفهم سلفنا الصالح من الصحابة الكرام ومن اتبعهم بإحسان ،ونأخد هذا العلم من مصادره الصحيحة الأصيلة من كتاب الله ومن سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ومن تفاسير السلف الصالح ومن كتب العقائد السلفية التي تبين لنا العقائد الصحيحة والمناهج الصحيحة وتحذرنا وتبين لنا المناهج الضالة الفاسدة مناهج البدع والضلال ،ولا نستغني أبدا عن فهم سلفنا الصالح وبياناتهم وتحذيراتهم من الباطل وبياناتهم للحق الواضح ....للمشاكل التي قد تعترض بعضنا ،بارك الله فيكم ولا بد من الإستعانة على فهم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم بفقه سلفنا الصالح ،وعلينا إذا بالعلم الذي أشرت إليه (ومن يرد الله به خيرا يفقهه في الدين) حديث متفق عليه رواه البخاري ومسلم من حديث معاوية رضي الله عنه ،وهذا يتطلب منا أن نشد الرحال في طلب العلم وأن نشمر عن ساعد الجد في تحصيله من مصادره الأصيلة التي أشرت إليها ،فعلينا بعلم نافع يرفعنا الله درجات ويكتب لنا الله خشيته ومراقبته (إنما يخشى اللهَ من عباده العلماء) وكما ذكرت لكم للعلماء شأن عند الله تبارك وتعالى حتى إن الله قرن شهادتهم بشهادته وشهادة ملائكته قال تعالى : (شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم) فأشهد الله نفسه وملائكته وأولو العلم على أنه هو الإله الأوحد سبحانه وتعالى ،فلنهتم بالعلم ولنهتم بالتوحيد والإيمان وخصالهما وفروعهما فإن للدين فروعا وأصولا لابد أن يعرفها طلاب العلم والذين لا يبلغوا درجات العلماء إلا بمعرفتها ،والأمة في أمس الحاجة إلى العلماء فإنه إذا قل العلماء أو عدم العلماء ساد الجهل والضلال إن الله لا ينتزع العلم من صدور الناس إذا أعطاهم ولكن العلم يذهب بموت العلماء حتى إذا لم يبقِي عالما إتخد الناس رؤوسا جهالا فسئلوا فأفتو بغير علم فضلوا وأضلوا وهذا موجود في كثير من البلدان أسأل الله أن يعافي المسلمين من هذا الداء الوبيل وأن يهيء لهم علماء صادقين ناصحين مخلصين متمسكين بكتاب الله يمسكون أنفسهم والأمة بكتاب الله تبارك وتعالى ،وأوصيكم بالتآخي فيما بينكم والتحاب والتزاور يقول الرسول صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عنه معاد (وجرت محبتي للمتحابين في والمتجالسين في والمتزاورين في والمتباغين في) تحابوا في الله والمجالسة في ذات الله والزيارة في ذات الله وتباغي في طاعة الله هؤلاء أوجب الله على نفسه محبتهم الله لا يجب عليه شيء من عباده ولكن يوجب على نفسه سبحانه وتعالى لعباده من كرمه وجوده وفضله سبحانه وتعالى يوجب على نفسه وإلا ليس لأحد عليه حق تعالى وعز وجل عن ذلك تبارك الله وتعالى ،ويقول الرسول عليه الصلاة والسلام يقول الله يوم القيامة (أين المتحابون بجلالي اليوم أضلهم في ضلي يوم لا ضل إلا ضلي) ،(وسبعة يضلهم الله في ضل عرشه يوم لا ضل إلاضله منهم الإمام العادل ومنهم الشاب الناشئ في عبادة الله ومنهم رجلان تحابا في الله إجتمعا عليه وتفرقا عليه ومنهم من دعته امرأة ذات منصب وجمال وقال إني أخاف الله ومنهم من يذكر الله خاليا فتفيض عيناه) فاليحرص الواحد منا أنيحضى بهذه المراتب حتى يسعد يوم القيامة بأن يعيش في ضل الله تبارك وتعالى بأن يكون في ضل عرش الله تبارك وتعالى في يوم تدنوا فيه الشمس حتى ما يبقى بينها وبين رؤوس الناس إلا مقدار ميل. قال الراوي في الميل :المكحلة أو ميل المسافة ، فتصهرهم صهر الحر حتى يتمنو الراحة والإراحة من هذا الوضع الرهيب إلى أي مكان كان حتى ولو إلى النار ولعياذُ بالله والمتحابون فيه المخلصون في دينهم ينعمون بأنهم في ضل الله تبارك وتعالى في ضل عرشه . بارك الله فيكم أسأل الله تبارك وتعالى أن يتبتنا وإياكم على السنة وأن يجنبنا وإياكم البدع وسبل أهلها التي تقودهم إلى النار ،كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار أسأل الله أن يتبتنا وإياكم على السنة وعلى هدي محمد صلى الله عليه وسلم وأن يجنبنا وإياكم الفتن ما ظهر منها وما بطن إن ربنا سميع الدعاء وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته