قال ابن الجوزي رحمه الله :
والنملة والذرة تدخر في الصيف للشتاء ثم تخاف على المدَّخَر من الحبوب العفن فتخرجه فتنشره ليضربه الهواء وربما اختارت ذلك في ليالي القمر لأنها فيه أبصر فإن كان مكانها ندياً وخافت أن تنبت نقرت وسط الحبة - كأنها تعلم أنها تنبت من ذلك المكان- وفلقتها نصفين, فإن كان كزبرة فلقتها أربع لأن أنصاف الكزبرة تنبت من بين جميع الحبوب, فهي من الشم ما ليس لشيء وربما أكل الإنسان أو ما أشبهه فتسقط من يده الواحدة أو بعضها وليس بقربه ذرة فلا تلبث تقبل ذرة أو نملة قاصدة إلى تلم الجرادة فتحاول نقلها إلى موضعها فتعجز فتكر راجعة إلى بيتها فلا تلبث أن تقبل وخلفها كالخيط فتتعاون فتحملها فانظر إلى صدق الشم لما لا يشمه الإنسان ثم إلى نقد الهمة إلى الجرأة في محاولة نقل شيء وزنها خمسمائة مرة أو أكثر وأقل أن تلقى أخرى إلا وقفت معها وحدثتها ويدل قوله تعالى قالت نملة يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم
المصدر:كتاب الأذكياء لابن الجوزي
تعليق