(بسم الله الرحمن الرحيم )
قد يسأل سائل فيقول :
كثير من العلم الشرعي الآن يؤخذ بالشهادات الدراسية !، فما الحل في تحسين النية فيه ؟
كثير من العلم الشرعي الآن يؤخذ بالشهادات الدراسية !، فما الحل في تحسين النية فيه ؟
والجواب /
سئل سماحة الإمام عبدالعزيز بن باز رحمه الله تعالى
س : مما يشاع بين طلاب العلم وخاصة في الكليات و المؤسسات العلمية قولهم : العلم ذهب مع أهله ، وأنه لا يوجد أحد يتعلم في المؤسسات العلمية إلا من أجل الشهادات والدنيا ، فبماذا يرد عليهم ؟ وما الحكم إذا اجتمع قصد الدنيا والشهادة مع نية طلب العلم لنفع نفسه ومجتمعه؟
*الجواب : هذا الكلام ليس بصحيح ، ولا ينبغي أن يقال هذا الكلام وأمثاله ، ومن قال : هلك الناس؛ فهو أهلكهم .
ولكن ينبغي التشجيع والتحريض على طلب العلم ، والتفرغ لذلك ، والصبر والمصابرة على ذلك ، وحسن الظن بطلبة العلم ، إلا من علم منه خلاف ذلك.
ولما حضرت المنية معاذا ـ فيما ذكر ـ أوصى من حوله بطلب العلم ، وقال : " إن العلم والإيمان مكانهما ، من أرادهما وجدهما " .
يعني : مكانهما في كتاب الله العظيم وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم الأمين ، وإنما العالم يقبض بعلمه ، فالعلم يقبض بموت العلماء ، ولكن لاتزال ـ بحمد الله ـ طائفة على الحق منصورة .
ولهذا قال ـ عليه الصلاة والسلام ـ : " أن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من صدور الرجال ، ولكن يقبض العلم بموت العلماء ، حتى إذا لم يبق عالم اتخذ الناس رءوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم ؛ فضلّوا وأضلّوا " رواه البخاري في صحيحه.
وهذا الذي يخاف منه ، أن يتقدم للإفتاء وتعليم الجهلة ، فيضلون ويضلون ، وهذا الكلام الذي يقال : ذهب العلم ولم يبق إلا كذا وكذا ، يخشى منه التثبيط لبعض الناس، وإن كان الحازم والبصير لا يثبطه ذلك، بل يدفعه إلى طلب العلم حتى يسد الثغرة.
والفاهم المخلص والصادق البصير بمثل هذا الكلام لا يثبطه ذلك ، بل يتقدم ويجتهد ويثابر ويتعلم ويسارع لشدة الحاجة للعلم ، وليسد الثغرة التي زعمها هؤلاء القائلون : إنه لم يبق أحد.
والحاصل : أنه وإن نقص العلم وذهب أكثر أهله فإنه ـ ولله الحمد ـ لا تزال طائفة على الحق منصورة ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : " لا تزال طائفة من أمتي على الحق منصورة لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم حتى يأتي أمر الله " أخرجه مسلم.
فعلينا أن نجتهد في طلب العم ، وأن نشجع عليه ، وأن نحرص على سد الثغرة ، و القيام بالواجب في مصرنا وغيره ؛ عملا بالأدلة الشرعية المرغّبة في ذلك ، وحرصا على نفع المسلمين وتعليمهم ، كما ينبغي أن نشجع على الإخلاص والصدق في طلب العلم ، من أراد الشهادة ليتقوى بها على تبليغ العلم والدعوة إلى الخير فقد أحسن في ذلك ، وإن أراد المال ليتقوى به ؛ فلا بأس أن يدرس ليتعلم وينال الشهادة التي يستعين بها على نشر العلم وأن يقبل الناس منه هذا العلم و أن يأخذ المال الذي يعينه على ذلك ، فإنه لولا الله سبحانه ثم المال لم يستطع الكثير التعلم وتبليغ الدعوة.
فالمال يساعد المسلم على طلب العلم ، وعلى قضاء حلجته ، وعلى تبليغه للناس ، ولما ولي عمر رضي الله عنه أعمالا ، أعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم مالا ، قال : " أعطه من هو أفقر مني . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : خذ هذا المال فتموله أو تصدق به ، وما جاءك من هذا المال ، وأنت غير مشرف ولا سائل فخذه ، وما لا فلا تتبعه نفسك " أخرجه مسلم في صحيحه.
وأعطى النبي عليه الصلاة والسلام المؤلفة قلوبهم، ورغّبهم حتى دخلوا في دين الله أفواجا ، ولو كان حراما لم يعطهم ، بل أعطاهم قبل الفتح وبعده.
وفي يوم الفتح أعطى الناس على مائة من الإبل ، وكان يعطي عطاء من لا يخشى الفقر ـ عليه الصلاة والسلام ـ ترغيبا في الإسلام ودعوة إليه.
وقد جعل الله سبحانه ةتعالى للمؤلفة قلوبهم حقا في الزكاة ، وجعل في بيت المال حقا لهم ولغيرهم من المدرسين والقضاة ، وغيرهم من المسلمين ، والله ولي التوفيق.
ولكن ينبغي التشجيع والتحريض على طلب العلم ، والتفرغ لذلك ، والصبر والمصابرة على ذلك ، وحسن الظن بطلبة العلم ، إلا من علم منه خلاف ذلك.
ولما حضرت المنية معاذا ـ فيما ذكر ـ أوصى من حوله بطلب العلم ، وقال : " إن العلم والإيمان مكانهما ، من أرادهما وجدهما " .
يعني : مكانهما في كتاب الله العظيم وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم الأمين ، وإنما العالم يقبض بعلمه ، فالعلم يقبض بموت العلماء ، ولكن لاتزال ـ بحمد الله ـ طائفة على الحق منصورة .
ولهذا قال ـ عليه الصلاة والسلام ـ : " أن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من صدور الرجال ، ولكن يقبض العلم بموت العلماء ، حتى إذا لم يبق عالم اتخذ الناس رءوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم ؛ فضلّوا وأضلّوا " رواه البخاري في صحيحه.
وهذا الذي يخاف منه ، أن يتقدم للإفتاء وتعليم الجهلة ، فيضلون ويضلون ، وهذا الكلام الذي يقال : ذهب العلم ولم يبق إلا كذا وكذا ، يخشى منه التثبيط لبعض الناس، وإن كان الحازم والبصير لا يثبطه ذلك، بل يدفعه إلى طلب العلم حتى يسد الثغرة.
والفاهم المخلص والصادق البصير بمثل هذا الكلام لا يثبطه ذلك ، بل يتقدم ويجتهد ويثابر ويتعلم ويسارع لشدة الحاجة للعلم ، وليسد الثغرة التي زعمها هؤلاء القائلون : إنه لم يبق أحد.
والحاصل : أنه وإن نقص العلم وذهب أكثر أهله فإنه ـ ولله الحمد ـ لا تزال طائفة على الحق منصورة ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : " لا تزال طائفة من أمتي على الحق منصورة لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم حتى يأتي أمر الله " أخرجه مسلم.
فعلينا أن نجتهد في طلب العم ، وأن نشجع عليه ، وأن نحرص على سد الثغرة ، و القيام بالواجب في مصرنا وغيره ؛ عملا بالأدلة الشرعية المرغّبة في ذلك ، وحرصا على نفع المسلمين وتعليمهم ، كما ينبغي أن نشجع على الإخلاص والصدق في طلب العلم ، من أراد الشهادة ليتقوى بها على تبليغ العلم والدعوة إلى الخير فقد أحسن في ذلك ، وإن أراد المال ليتقوى به ؛ فلا بأس أن يدرس ليتعلم وينال الشهادة التي يستعين بها على نشر العلم وأن يقبل الناس منه هذا العلم و أن يأخذ المال الذي يعينه على ذلك ، فإنه لولا الله سبحانه ثم المال لم يستطع الكثير التعلم وتبليغ الدعوة.
فالمال يساعد المسلم على طلب العلم ، وعلى قضاء حلجته ، وعلى تبليغه للناس ، ولما ولي عمر رضي الله عنه أعمالا ، أعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم مالا ، قال : " أعطه من هو أفقر مني . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : خذ هذا المال فتموله أو تصدق به ، وما جاءك من هذا المال ، وأنت غير مشرف ولا سائل فخذه ، وما لا فلا تتبعه نفسك " أخرجه مسلم في صحيحه.
وأعطى النبي عليه الصلاة والسلام المؤلفة قلوبهم، ورغّبهم حتى دخلوا في دين الله أفواجا ، ولو كان حراما لم يعطهم ، بل أعطاهم قبل الفتح وبعده.
وفي يوم الفتح أعطى الناس على مائة من الإبل ، وكان يعطي عطاء من لا يخشى الفقر ـ عليه الصلاة والسلام ـ ترغيبا في الإسلام ودعوة إليه.
وقد جعل الله سبحانه ةتعالى للمؤلفة قلوبهم حقا في الزكاة ، وجعل في بيت المال حقا لهم ولغيرهم من المدرسين والقضاة ، وغيرهم من المسلمين ، والله ولي التوفيق.
من كتاب / (مسئولية طالب العلم ، ص 27ـ 31 لسماحة الإمام عبدالعزيز بن باز- رحمه الله تعالى -). ط دار الإمام أحمد.
(276) سئل فضيلة العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى
يتحرج بعض طلبة العلم الشرعي عند قصدهم العلم والشهادة فكيف يتخلص طالب العلم من هذا الحرج؟
فأجاب بقوله : يجاب عن ذلك بأمور :
أحدها : أن لا يقصدوا بذلك الشهادة لذاتها ، بل يتخذون هذه الشهادات وسيلة للعمل في الحقول النافعة للخلق ؛ لأن الأعمال في الوقت الحاضر مبنية على الشهادات ، والناس لا يستطيعون الوصول إلى منفعة الخلق إلا بهذه الوسيلة وبذلك تكون النية سليمة.
الثاني: أن من أراد العلم قد لا يجده إلا في هذه الكليات فيدخل فيها بنية طلب العلم ولا يؤثر عليه ما يحصل له من الشهادة فيما بعد.
الثالث: أن الإنسان إذا أراد بعمله الحسنيين حسنى الدنيا ، وحسنى الآخرة فلا شيء عليه في ذلك لأن الله يقول ::
( ومن يتق الله يجعل له مخرجاً .ويرزقه من حيث لا يحتسب ).
وهذا ترغيب في التقوى بأمر دنيوي.
فإن قيل : من أراد بعمله الدنيا كيف يقال : بأنه مخلص؟
أجيب : أنه أخلص العبادة ولم يرد بها الخلق إطلاقاً فلم يقصد مراءاة الناس ومدحهم على عبادته بل قصد أمراً مادياً من ثمرات العبادة فليس كالمرائي الذي يتقرب إلى الناس بما يتقرب به إلى الله ويريد أن يمدحوه به ، لكنه بإرادة هذا الأمر المادي نقص إخلاصه فصار معه نوع من الشرك وصارت منزلته دون منزلة من أراد الآخرة ).
وزاد الشيخ هنا – في موضع آخر - بعد هذا كلاماً آخر فقال :
( ولا مانع أن يدعو الإنسان في صلاته ويطلب أن يرزقه الله المال ، ولكن لا يصلي من أجل هذا الشيء ، فهذه مرتبة دنيئة .
أما طلب الخير في الدنيا بأسبابه الدنيوية ، كالبيع ، والشراء ، والزراعة ، فهذا لا شيء فيه ، والأصل أن لا نجعل في العبادات نصيباً من الدنيا ، وقد سبق البحث في حكم العبادة إذا خالطها الرياء في باب الرياء) القول المفيد 2 /90 .
وبهذه المناسبة أود أن أنبه على أن بعض الناس عندما يتكلمون على فوائد العبادات يحولونها إلى فوائد دنيوية فمثلاً يقولون: في الصلاة رياضة وإفادة للإعصاب ، وفي الصيام فائدة لإزالة الفضلات وترتيب الوجبات ، والمفروض ألا تجعل الفوائد الدنيوية هي الأصل لأن ذلك يؤدي إلى إضعاف الإخلاص والغفلة عن إرادة الآخرة ، ولذلك بين الله - تعالى - في كتابه عن حكمة الصوم - مثلاً - أنه سبب للتقوى ، فالفوائد الدينية هي الأصل ، والدنيوية ثانوية ، وعندما نتكلم عند عامة الناس فإننا نخاطبهم بالنواحي الدينية ، وعندما نتكلم عند من لا يقتنع إلا بشيء مادي فإننا نخاطبه بالنواحي الدينية والدنيوية ولكل مقام مقال )ا.هـ
أحدها : أن لا يقصدوا بذلك الشهادة لذاتها ، بل يتخذون هذه الشهادات وسيلة للعمل في الحقول النافعة للخلق ؛ لأن الأعمال في الوقت الحاضر مبنية على الشهادات ، والناس لا يستطيعون الوصول إلى منفعة الخلق إلا بهذه الوسيلة وبذلك تكون النية سليمة.
الثاني: أن من أراد العلم قد لا يجده إلا في هذه الكليات فيدخل فيها بنية طلب العلم ولا يؤثر عليه ما يحصل له من الشهادة فيما بعد.
الثالث: أن الإنسان إذا أراد بعمله الحسنيين حسنى الدنيا ، وحسنى الآخرة فلا شيء عليه في ذلك لأن الله يقول ::
( ومن يتق الله يجعل له مخرجاً .ويرزقه من حيث لا يحتسب ).
وهذا ترغيب في التقوى بأمر دنيوي.
فإن قيل : من أراد بعمله الدنيا كيف يقال : بأنه مخلص؟
أجيب : أنه أخلص العبادة ولم يرد بها الخلق إطلاقاً فلم يقصد مراءاة الناس ومدحهم على عبادته بل قصد أمراً مادياً من ثمرات العبادة فليس كالمرائي الذي يتقرب إلى الناس بما يتقرب به إلى الله ويريد أن يمدحوه به ، لكنه بإرادة هذا الأمر المادي نقص إخلاصه فصار معه نوع من الشرك وصارت منزلته دون منزلة من أراد الآخرة ).
وزاد الشيخ هنا – في موضع آخر - بعد هذا كلاماً آخر فقال :
( ولا مانع أن يدعو الإنسان في صلاته ويطلب أن يرزقه الله المال ، ولكن لا يصلي من أجل هذا الشيء ، فهذه مرتبة دنيئة .
أما طلب الخير في الدنيا بأسبابه الدنيوية ، كالبيع ، والشراء ، والزراعة ، فهذا لا شيء فيه ، والأصل أن لا نجعل في العبادات نصيباً من الدنيا ، وقد سبق البحث في حكم العبادة إذا خالطها الرياء في باب الرياء) القول المفيد 2 /90 .
وبهذه المناسبة أود أن أنبه على أن بعض الناس عندما يتكلمون على فوائد العبادات يحولونها إلى فوائد دنيوية فمثلاً يقولون: في الصلاة رياضة وإفادة للإعصاب ، وفي الصيام فائدة لإزالة الفضلات وترتيب الوجبات ، والمفروض ألا تجعل الفوائد الدنيوية هي الأصل لأن ذلك يؤدي إلى إضعاف الإخلاص والغفلة عن إرادة الآخرة ، ولذلك بين الله - تعالى - في كتابه عن حكمة الصوم - مثلاً - أنه سبب للتقوى ، فالفوائد الدينية هي الأصل ، والدنيوية ثانوية ، وعندما نتكلم عند عامة الناس فإننا نخاطبهم بالنواحي الدينية ، وعندما نتكلم عند من لا يقتنع إلا بشيء مادي فإننا نخاطبه بالنواحي الدينية والدنيوية ولكل مقام مقال )ا.هـ
مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين - (ج 2 / ص 165)
قلت : حتى من طلب علماً غير شرعي في ذاته أو في أي وظيفة كان لكن ليس فيها مخالفة للشرع ،فيمكن أن يجعل ذلك العلم أو الوظيفة وسيلة للعلم الشرعي وخدمة لهذا الدين وأهله ، أو سيلة لنفع الناس ومساعدتهم ودفع الضرر عنهم ونحوذلك .
وللفائدة : تتعلق هذه المسألة بمبحث من أراد بعمله الدنيا وقد جمعت فيها شيئاً لمن أراده :
العمل للدنيا أنواع متعددة وتفصيلات ، وقد ذكر الإمام محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله تعالى - أنه جاء عن السلف في ذلك أربعة أنواع ننقلها مع استفادة من كلام الشيخ صالح آل الشيخ في التمهيد شرح كتاب التوحيد ( بتصرف وزيادة ):
* النوع الأول:
العمل الصالح الذي يفعله كثير من الناس ابتغاء وجه الله تعالى: من صدقة، وصلاة، وإحسان إلى الناس، ورد ظلم، ونحو ذلك مما يفعله الإنسان أو يتركه خالصًا لله تعالى؛ لكنه لا يريد ثوابه في الآخرة، وإنما يريد أن يجازيه الله بحفظ ماله، وتنميته ، أو حفظه أهله وعياله، أو إدامة النعم عليه وعليهم، كأن : يتعبد الله - جل وعلا - بالصلاة وهو فيها مخلص لله ، أداها على طواعية واختيار وامتثال لأمر الله ، لكن يريد منها أن يصح بدنه ، أو وصل رحمه وهو يريد منه أن يحصل له في الدنيا الذكر الطيب والصلة ونحو ذلك ، أو عمل أعمالا من التجارة والصدقات وهو يريد بذلك تجارة لكي يكون عنده مال فيتصدق وهو يريد بذلك ثواب الدنيا .ولا همة له في طلب الجنة والهرب من النار، فهذا يُعطى ثواب عمله في الدنيا وليس له في الآخرة من نصيب. وهذا مروي عن ابن عباس رضي الله عنهما.
العمل الصالح الذي يفعله كثير من الناس ابتغاء وجه الله تعالى: من صدقة، وصلاة، وإحسان إلى الناس، ورد ظلم، ونحو ذلك مما يفعله الإنسان أو يتركه خالصًا لله تعالى؛ لكنه لا يريد ثوابه في الآخرة، وإنما يريد أن يجازيه الله بحفظ ماله، وتنميته ، أو حفظه أهله وعياله، أو إدامة النعم عليه وعليهم، كأن : يتعبد الله - جل وعلا - بالصلاة وهو فيها مخلص لله ، أداها على طواعية واختيار وامتثال لأمر الله ، لكن يريد منها أن يصح بدنه ، أو وصل رحمه وهو يريد منه أن يحصل له في الدنيا الذكر الطيب والصلة ونحو ذلك ، أو عمل أعمالا من التجارة والصدقات وهو يريد بذلك تجارة لكي يكون عنده مال فيتصدق وهو يريد بذلك ثواب الدنيا .ولا همة له في طلب الجنة والهرب من النار، فهذا يُعطى ثواب عمله في الدنيا وليس له في الآخرة من نصيب. وهذا مروي عن ابن عباس رضي الله عنهما.
والأعمال التي يعملها العبد ويستحضر فيها ثواب الدنيا على قسمين :
القسم الأول : أن يكون العمل الذي عمله ، واستحضر فيه ثواب الدنيا وأراده ، ولم يرد ثواب الآخرة ، لم يرغب الشرع فيه بذكر ثواب الدنيا ، مثل : الصلاة والصيام ونحو ذلك من الأعمال والطاعات ، فهذا لا يجوز له أن يريد به الدنيا ، ولو أراد به الدنيا ، فإنه مشرك ذلك الشرك .
لذلك قال الشيخ السعدي : ( وأما العمل لأجل الدنيا وتحصيل أغراضها فإن كانت إرادة العبد كلها لهذا القصد ، ولم يكن له إرادة لوجه الله والدار الآخرة ، فهذا ليس له في الآخرة من نصيب .
وهذا العمل على هذا الوصف لا يصدر من مؤمن ، فان المؤمن ولو كان ضعيف الإيمان ، لا بد أن يريد الله والدار الآخرة ) ا.هـ .القول السديد .
لكن لو نوى بهذ العمل وجه الله والدنيا فهذا قال عنه السعدي : ( وأما من عمل العمل لوجه الله ولأجل الدنيا ، والقصدان متساويان أو متقاربان فهذا وإن كان مؤمنا فإنه ناقص الإيمان والتوحيد والإخلاص ، وعمله ناقص لفقده كمال الإخلاص ) ا. هـ . القول السديد .
والقسم الثاني : أعمال رتب الشارع عليها ثوابا في الدنيا ، ورغب فيها بذكر ثواب لها في الدنيا ، مثل : صلة الرحم ، وبر الوالدين ، ونحو ذلك ، وقد قال عليه الصلاة والسلام : « من سره أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه » ، فهذا النوع إذا استحضر في عمله حين يعمل ذلك العمل ، استحضر ذلك الثواب الدنيوي – أي الثواب الذي ذكره الشارع- ، وأخلص لله في العمل ولم يستحضر الثواب الأخروي ، فإنه داخل في الوعيد ، فهو من أنواع هذا الشرك ، لكن إن استحضر الثواب الدنيوي– أي الثواب الذي ذكره الشارع- والثواب الأخروي معا ، له رغبة فيما عند الله في الآخرة ويطمع في الجنة ، ويهرب من النار ، واستحضر ثواب هذا العمل في الدنيا ، فإنه لا بأس بذلك ؛ لأن الشرع ما رغب فيه بذكر الثواب في الدنيا إلا للحض عليه ، كما قال عليه الصلاة والسلام : « من قتل قتيلا فله سلبه » ، فمن قتل حربيا في الجهاد لكي يحصل على السلب ، ولكن قصده من الجهاد الرغبة فيما عند الله - جل وعلا - مخلصا فيه لوجه الله ، لكن أتى هذا من زيادة الترغيب له ولم يقتصر على هذه الدنيا بل قلبه معلق أيضا بالآخرة ، فهذا النوع لا بأس به ولا يدخل في النوع الأول مما ذكره السلف في هذه الآية ) ا.هـ
لذلك قال الشيخ السعدي : ( وأما العمل لأجل الدنيا وتحصيل أغراضها فإن كانت إرادة العبد كلها لهذا القصد ، ولم يكن له إرادة لوجه الله والدار الآخرة ، فهذا ليس له في الآخرة من نصيب .
وهذا العمل على هذا الوصف لا يصدر من مؤمن ، فان المؤمن ولو كان ضعيف الإيمان ، لا بد أن يريد الله والدار الآخرة ) ا.هـ .القول السديد .
لكن لو نوى بهذ العمل وجه الله والدنيا فهذا قال عنه السعدي : ( وأما من عمل العمل لوجه الله ولأجل الدنيا ، والقصدان متساويان أو متقاربان فهذا وإن كان مؤمنا فإنه ناقص الإيمان والتوحيد والإخلاص ، وعمله ناقص لفقده كمال الإخلاص ) ا. هـ . القول السديد .
والقسم الثاني : أعمال رتب الشارع عليها ثوابا في الدنيا ، ورغب فيها بذكر ثواب لها في الدنيا ، مثل : صلة الرحم ، وبر الوالدين ، ونحو ذلك ، وقد قال عليه الصلاة والسلام : « من سره أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه » ، فهذا النوع إذا استحضر في عمله حين يعمل ذلك العمل ، استحضر ذلك الثواب الدنيوي – أي الثواب الذي ذكره الشارع- ، وأخلص لله في العمل ولم يستحضر الثواب الأخروي ، فإنه داخل في الوعيد ، فهو من أنواع هذا الشرك ، لكن إن استحضر الثواب الدنيوي– أي الثواب الذي ذكره الشارع- والثواب الأخروي معا ، له رغبة فيما عند الله في الآخرة ويطمع في الجنة ، ويهرب من النار ، واستحضر ثواب هذا العمل في الدنيا ، فإنه لا بأس بذلك ؛ لأن الشرع ما رغب فيه بذكر الثواب في الدنيا إلا للحض عليه ، كما قال عليه الصلاة والسلام : « من قتل قتيلا فله سلبه » ، فمن قتل حربيا في الجهاد لكي يحصل على السلب ، ولكن قصده من الجهاد الرغبة فيما عند الله - جل وعلا - مخلصا فيه لوجه الله ، لكن أتى هذا من زيادة الترغيب له ولم يقتصر على هذه الدنيا بل قلبه معلق أيضا بالآخرة ، فهذا النوع لا بأس به ولا يدخل في النوع الأول مما ذكره السلف في هذه الآية ) ا.هـ
التمهيد شرح كتاب التوحيد ص 406
قلت : وفي هذا النوع لا يلزم أن ينوي ثواب الدنيا إنما المهم أن ينوي ثواب الآخرة ، ولو نسي ثواب الدنيا ، والله تعالى أعلم
* النوع الثاني:
وهو أكبر من الأول وأخوف، وهو أن يعمل أعمالاً صالحة ونيته رياء الناس لا طلب ثواب الآخرة. وهو ما ذكر عن مجاهد رحمه الله تعالى.
وهو أكبر من الأول وأخوف، وهو أن يعمل أعمالاً صالحة ونيته رياء الناس لا طلب ثواب الآخرة. وهو ما ذكر عن مجاهد رحمه الله تعالى.
( قلت : ومسألة الرياء فيها تفصيلات ومسائل لعلنا أن نذكرها لكم في مبحث آخر نسأل الله الهدى والسداد).
قلت : الفرق بين الرياء ومن أراد بعمله الدنيا أن العمل لأجل الدنيا عام يكون لعدة أغراض وأحد هذه الأغراض هو الرياء -كما أن السمعة قد تكون أحياناً غرضاً من أغراض الرياء، أعاذنا الله وإياكم من الجميع ).
قلت : الفرق بين الرياء ومن أراد بعمله الدنيا أن العمل لأجل الدنيا عام يكون لعدة أغراض وأحد هذه الأغراض هو الرياء -كما أن السمعة قد تكون أحياناً غرضاً من أغراض الرياء، أعاذنا الله وإياكم من الجميع ).
* النوع الثالث:
أن يعمل أعمالاً صالحة يقصد بها مالاً، مثل أن يحج عن غيره لمال يأخذه، ولا يقصد بذلك وجه الله ولا الدار الآخرة، أو يهاجر لدنيا يصيبها، أو يجاهد لأجل المغنم، أو يتعلم العلم الشرعي ليحصل على الشهادة أوالوظيفة أوالعلاوة أوعلى الجاه،وليس في همه رفع الجهالة عن نفسه ومعرفة العبد بأمر ربه ونهيه والرغب في الجنة وما يقرب منها والهرب من النار وما يبعد عنه ، أو يحفظ القرآن ليكون إماماً في المسجد وهمه الرزق الذي يأتي من بيت المال ، فغرضه من هذا العمل إنما هو المال ، ويواظب على الصلاة؛ لأجل وظيفة المسجد أو غيره من الوظائف الدينية ، ولا يريد بذلك ثوابًا مطلقًا.
أن يعمل أعمالاً صالحة يقصد بها مالاً، مثل أن يحج عن غيره لمال يأخذه، ولا يقصد بذلك وجه الله ولا الدار الآخرة، أو يهاجر لدنيا يصيبها، أو يجاهد لأجل المغنم، أو يتعلم العلم الشرعي ليحصل على الشهادة أوالوظيفة أوالعلاوة أوعلى الجاه،وليس في همه رفع الجهالة عن نفسه ومعرفة العبد بأمر ربه ونهيه والرغب في الجنة وما يقرب منها والهرب من النار وما يبعد عنه ، أو يحفظ القرآن ليكون إماماً في المسجد وهمه الرزق الذي يأتي من بيت المال ، فغرضه من هذا العمل إنما هو المال ، ويواظب على الصلاة؛ لأجل وظيفة المسجد أو غيره من الوظائف الدينية ، ولا يريد بذلك ثوابًا مطلقًا.
- ولكن هنا مسألة قال الشيخ السعدي :
(وأما من عمل لله وحده وأخلص في عمله إخلاصا تاماً ولكنه يأخذ على عمله جعلا ومعلوماً يستعين به على العمل والدين ، كالجعالات التي تجعل على أعمال الخبر ، وكالمجاهد الذي يترتب على جهاده غنيمة أو رزق ، وكالأوقاف التي تجعل على المساجد والمدارس والوظائف الدينية لمن يقوم بها ، فهذا لا يضر أخذه في إيمان العبد وتوحيده لكونه لم يرد بعمله الدنيا ، وإنما أراد الدين وقصد أن يكون ما حصل له معينا له على قيام الدين .
ولهذا جعل الله في الأموال الشرعية كالزكوات وأموال الفيء وغيرها جزءا كبيرا لمن يقوم بالوظائف الدينية والدنيوية النافعة ، كما قد عرف تفاصيل ذلك ، فهذا التفصيل يبين لك حكم هذه المسألة كبيرة الشأن ويوجب لك أن تنزل الأمور منازلها والله أعلم) ا.هـ
(وأما من عمل لله وحده وأخلص في عمله إخلاصا تاماً ولكنه يأخذ على عمله جعلا ومعلوماً يستعين به على العمل والدين ، كالجعالات التي تجعل على أعمال الخبر ، وكالمجاهد الذي يترتب على جهاده غنيمة أو رزق ، وكالأوقاف التي تجعل على المساجد والمدارس والوظائف الدينية لمن يقوم بها ، فهذا لا يضر أخذه في إيمان العبد وتوحيده لكونه لم يرد بعمله الدنيا ، وإنما أراد الدين وقصد أن يكون ما حصل له معينا له على قيام الدين .
ولهذا جعل الله في الأموال الشرعية كالزكوات وأموال الفيء وغيرها جزءا كبيرا لمن يقوم بالوظائف الدينية والدنيوية النافعة ، كما قد عرف تفاصيل ذلك ، فهذا التفصيل يبين لك حكم هذه المسألة كبيرة الشأن ويوجب لك أن تنزل الأمور منازلها والله أعلم) ا.هـ
القول السديد .
* النوع الرابع:
أن يعمل بطاعة الله مخلصًا في ذلك لله وحده لا شريك له، ، كمن يصلي ويزكي ويتصدق ويقرأ القرآن ويتلوه ، لكنه على شرك أكبر أوعمل يُكَفِّره كفرًا يخرجه عن الإسلام، كمن يأتي بناقض من نواقض الإسلام. فهذا وإن قال إنه مؤمن فليس بصادق في ذلك ؛ لأنه لو كان صادقا لوحد الله - جل وعلا - . ذُكِِرَ ذلك عن أنس رضي الله عنه وغيره )
أن يعمل بطاعة الله مخلصًا في ذلك لله وحده لا شريك له، ، كمن يصلي ويزكي ويتصدق ويقرأ القرآن ويتلوه ، لكنه على شرك أكبر أوعمل يُكَفِّره كفرًا يخرجه عن الإسلام، كمن يأتي بناقض من نواقض الإسلام. فهذا وإن قال إنه مؤمن فليس بصادق في ذلك ؛ لأنه لو كان صادقا لوحد الله - جل وعلا - . ذُكِِرَ ذلك عن أنس رضي الله عنه وغيره )
قال الشيخ صالح آل الشيخ : فهذه بعض الأنواع التي ذكرت في تفسير هذه الآية وكلها داخلة تحت قوله :
{ مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا } فهؤلاء جميعا أرادوا الحياة الدنيا وزينتها ولم يكن لهم هم في رضا الله - جل وعلا - وطلب الآخرة بذلك العمل الذي عملوه .
وهنا إشكال أورده بعض أهل العلم : وهو أن الله - جل وعلا - قال في الآية التي تليها { أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } [ هود : 16 ] ، وأن هذه في الكفار الأصليين أو فيمن قام به مكفر ، أما المسلم الذي قامت به إرادة الدنيا فإنه لا يدخل في هذه الآية .
والجواب : أنه يدخل ؛ لأن السلف أدخلوا أصنافا من المسلمين في هذه الآية ، والوعيد بقوله : { أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ } ، فمن كانت إرادته الحياة الدنيا فلم يتقرب إلى الله - جل وعلا - بشيء { مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ } [ هود : 15 ] فهؤلاء أرادوا الدنيا بكل عمل ، وليس معهم من الإيمان والإسلام مصحح لأصل أعمالهم ، فهؤلاء مخلدون في النار ، أما الذي معه أصل الإيمان وأصل الإسلام الذي يصح به عمله ، فهذا قد يحبط العمل بل يحبط عمله الذي أشرك فيه وأراد به الدنيا ، وما عداه لا يحبط ؛ لأن معه أصل الإيمان الذي يصحح العمل الذي لم يخالطه شرك .
فهذه الآية فيها وعيد شديد ، وهذا الوعيد يشمل كما ذكرنا أربعة أصناف ، وكما قال أهل العلم : إن العبرة هنا بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ، فهي وإن كانت في الكفار ، لكن لفظها يشمل من أراد الحياة الدنيا من غير الكفار ) .
{ مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا } فهؤلاء جميعا أرادوا الحياة الدنيا وزينتها ولم يكن لهم هم في رضا الله - جل وعلا - وطلب الآخرة بذلك العمل الذي عملوه .
وهنا إشكال أورده بعض أهل العلم : وهو أن الله - جل وعلا - قال في الآية التي تليها { أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } [ هود : 16 ] ، وأن هذه في الكفار الأصليين أو فيمن قام به مكفر ، أما المسلم الذي قامت به إرادة الدنيا فإنه لا يدخل في هذه الآية .
والجواب : أنه يدخل ؛ لأن السلف أدخلوا أصنافا من المسلمين في هذه الآية ، والوعيد بقوله : { أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ } ، فمن كانت إرادته الحياة الدنيا فلم يتقرب إلى الله - جل وعلا - بشيء { مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ } [ هود : 15 ] فهؤلاء أرادوا الدنيا بكل عمل ، وليس معهم من الإيمان والإسلام مصحح لأصل أعمالهم ، فهؤلاء مخلدون في النار ، أما الذي معه أصل الإيمان وأصل الإسلام الذي يصح به عمله ، فهذا قد يحبط العمل بل يحبط عمله الذي أشرك فيه وأراد به الدنيا ، وما عداه لا يحبط ؛ لأن معه أصل الإيمان الذي يصحح العمل الذي لم يخالطه شرك .
فهذه الآية فيها وعيد شديد ، وهذا الوعيد يشمل كما ذكرنا أربعة أصناف ، وكما قال أهل العلم : إن العبرة هنا بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ، فهي وإن كانت في الكفار ، لكن لفظها يشمل من أراد الحياة الدنيا من غير الكفار ) .
التمهيد شرح كتاب التوحيد ص 406.
قلت : وقد جاءت النصوص تدل على خسران صاحب هذا العمل في الدنيا والآخرة
قال الله تعالى: {مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ، أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُواْ فِيهَا وَبَاطِلٌ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} [هود: 16] ، قال الشيخ صالح آل الشيخ : (هذه الآية من سورة هود مخصوصة بقوله تعالى : { مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا } [ الإسراء : 18 ] . فهي مخصوصة بمن شاء الله - جل وعلا - ، فقوله هنا : { مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ } . يعني : ممن أراد الله - جل وعلا - له ذلك وممن شاءه الله ، فهذا العموم الذي هنا مخصوص بآية الإسراء ).ا.هـ التمهيد شرح كتاب التوحيد ص405.
وقال عز وجل: {مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاهَا مَذْمُومًا مَّدْحُورًا} [الإسراء: 17]، وقال تعالى: {مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ} [الشورى: 20]، وقال سبحانه وتعالى: {فَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ} [البقرة: 200].
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « تعس عبد الدينار ، تعس عبد الدرهم ، تعس عبد الخميصة ، تعس عبد الخميلة ، إن أعطي رضي وإن لم يعط سخط ، تعس وانتكس ، وإذا شيك فلا انتقش ، طوبى لعبد آخذ بعنان فرسه في سبيل الله ، أشعث رأسه ، مغبرة قدماه ، إن كان في الحراسة كان في الحراسة ، وإن كان في الساقة كان في الساقة ، إن استأذن لم يؤذن له ، وإن شفع لم يشفع » أخرجه البخاري (2886) و (2887) و (6435) .
قال الشيخ صالح آل الشيخ : ( وجه الشاهد من ذلك : أنه دعا على عبد الدينار ، وعلى عبد الدرهم ، وعلى عبد الخميصة . وعبد الدينار والدرهم هو الذي يعمل العمل لأجل الدينار ، ولولا الدينار لما تحركت همته في العمل ، لولا هذه الخميصة لما تحركت همته في العمل ، فهو إنما عمل لأجل هذا الدينار ، لأجل هذه الدنيا ، وما فيها من الدرهم ، والجاه والمكانة ونحو ذلك ، وقد سماه النبي عليه الصلاة والسلام عابدا للدينار ، فدل ذلك على أنه من الشرك ؛ لأن العبودية درجات ، منها : عبودية الشرك الأصغر ، ومنها عبودية الشرك الأكبر ، فالذي يشرك بغير الله - جل وعلا - الشرك الأكبر هو عابد له ، كأهل الأوثان ، وعبدة الأصنام ، وعبدة الصليب ، وكذلك من يعمل الشرك الأصغر ، ويتعلق قلبه بشيء من الدنيا فهو عابد ، لذلك يقال : عبد هذا الشيء ؛ لأنه هو الذي حرك همته ، ومعلوم أن العبد مطيع لسيده ، أينما وجهه توجه ، فهذا الذي حركته همته للدنيا وللدينار وللدرهم عبد لها ؛ لأن همته معلقة بتلك الأشياء ، وإذا وجد لها سبيلا تحرك إليها بدون النظر هل يوافق أمر الله - جل وعلا - أم لا يوافق أمر الله - جل وعلا - وشرعه ؟ ! .) التمهيد ص 409-410.
وعَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- بِذِى الْحُلَيْفَةِ فَإِذَا هُوَ بِشَاةٍ مَيِّتَةٍ شَائِلَةٍ بِرِجْلِهَا فَقَالَ « أَتُرَوْنَ هَذِهِ هَيِّنَةً عَلَى صَاحِبِهَا فَوَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ لَلدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ عَلَى صَاحِبِهَا وَلَوْ كَانَتِ الدُّنْيَا تَزِنُ عِنْدَ اللَّهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ مَا سَقَى كَافِرًا مِنْهَا قَطْرَةً أَبَدًا ». أخرجه الترمذي برقم (2490) وابن ماجة برقم (4249) قال الألباني : ( صحيح لغيره ) السلسلة الصحيحة رقم (943) .
ولهذا تكفل الله بالسعادة لمن عمل لله، فعن أنس يرفعه: "من كانت الآخرة همّهُ جعل الله غناه في قلبه وجمع له شمله، وأتته الدنيا وهي راغمة، ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه، وفرَّق عليه شمله، ولم يأته من الدنيا إلا ما قُدِّرَ له"رواه الترمذي، كتاب صفة القيامة، برقم 2465، وابن ماجه بنحوه من حديث زيد بن ثابت رضي الله عنه، كتاب الزهد، برقم 4105، وصححه الألباني في صحيح الجامع 5/351، والسلسلة الصحيحة 950.
قال ابن القيم – رحمه الله تعالى - : (ومن أبلغ العذاب في الدنيا : تشتيت الشمل وتفريق القلب وكون الفقر نصب عيني العبد لا يفارقه ولولا سكرة عشاق الدنيا بحبها لاستغاثوا من هذا العذاب على أن أكثرهم لا يزال يشكو ويصرخ منه ) ا.هـ. إغاثة اللهفان في مصائد الشيطان.1/87.
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال: « يقولُ الله تبارك وتعالى : ابنَ آدم ، تَفَرَّغْ لِعبَادَتي أمْلأُ صَدرَكَ غِنى ،وأَسُدَّ فَقْرَك ، وإلا تفعلْ ملأتُ يديك شُغْلا، ولم أَسُدَّ فقرك وإن لا تفعل ملأت يديك شغلا ولم أسد فقرك ) أخرجه أحمد (2/358 ، رقم 8681) ، والترمذى (4/642 ، رقم 2466) ، وقال : حسن غريب . والحاكم (2/481 ، رقم 3657) ، وقال : صحيح الإسناد . وأخرجه أيضًا : ابن أبى شيبة (7/126 ، رقم 34699) ، وابن ماجه (2/1376 ، رقم 4107) ، وابن حبان (2/119 ، رقم 393) . قال الألباني – رحمه الله تعالى- : صحيح ، الصحيحة ( 1359 ) .
قال ابن القيم - رحمه الله تعالى - : ( وهذا أيضا من أنواع العذاب وهو اشتغال القلب والبدن بتحمل أنكاد الدنيا ومحاربة أهلها إياه ومقاساة معاداتهم كما قال بعض السلف : من أحب الدنيا فليوطن نفسه على تحمل المصائب ومحب الدنيا لا ينفك من ثلاث : هم لازم وتعب دائم وحسرة لا تنقضي وذلك أن محبها لا ينال منها شيئا إلا طمحت نفسه إلى ما فوقه كما في الحديث الصحيح عن النبي عليه الصلاة و السلام لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى لهما ثالثا) ا.هـ إغاثة اللهفان في مصائد الشيطان 187-88 .
قال الله تعالى: {مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ، أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُواْ فِيهَا وَبَاطِلٌ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} [هود: 16] ، قال الشيخ صالح آل الشيخ : (هذه الآية من سورة هود مخصوصة بقوله تعالى : { مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا } [ الإسراء : 18 ] . فهي مخصوصة بمن شاء الله - جل وعلا - ، فقوله هنا : { مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ } . يعني : ممن أراد الله - جل وعلا - له ذلك وممن شاءه الله ، فهذا العموم الذي هنا مخصوص بآية الإسراء ).ا.هـ التمهيد شرح كتاب التوحيد ص405.
وقال عز وجل: {مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاهَا مَذْمُومًا مَّدْحُورًا} [الإسراء: 17]، وقال تعالى: {مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ} [الشورى: 20]، وقال سبحانه وتعالى: {فَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ} [البقرة: 200].
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « تعس عبد الدينار ، تعس عبد الدرهم ، تعس عبد الخميصة ، تعس عبد الخميلة ، إن أعطي رضي وإن لم يعط سخط ، تعس وانتكس ، وإذا شيك فلا انتقش ، طوبى لعبد آخذ بعنان فرسه في سبيل الله ، أشعث رأسه ، مغبرة قدماه ، إن كان في الحراسة كان في الحراسة ، وإن كان في الساقة كان في الساقة ، إن استأذن لم يؤذن له ، وإن شفع لم يشفع » أخرجه البخاري (2886) و (2887) و (6435) .
قال الشيخ صالح آل الشيخ : ( وجه الشاهد من ذلك : أنه دعا على عبد الدينار ، وعلى عبد الدرهم ، وعلى عبد الخميصة . وعبد الدينار والدرهم هو الذي يعمل العمل لأجل الدينار ، ولولا الدينار لما تحركت همته في العمل ، لولا هذه الخميصة لما تحركت همته في العمل ، فهو إنما عمل لأجل هذا الدينار ، لأجل هذه الدنيا ، وما فيها من الدرهم ، والجاه والمكانة ونحو ذلك ، وقد سماه النبي عليه الصلاة والسلام عابدا للدينار ، فدل ذلك على أنه من الشرك ؛ لأن العبودية درجات ، منها : عبودية الشرك الأصغر ، ومنها عبودية الشرك الأكبر ، فالذي يشرك بغير الله - جل وعلا - الشرك الأكبر هو عابد له ، كأهل الأوثان ، وعبدة الأصنام ، وعبدة الصليب ، وكذلك من يعمل الشرك الأصغر ، ويتعلق قلبه بشيء من الدنيا فهو عابد ، لذلك يقال : عبد هذا الشيء ؛ لأنه هو الذي حرك همته ، ومعلوم أن العبد مطيع لسيده ، أينما وجهه توجه ، فهذا الذي حركته همته للدنيا وللدينار وللدرهم عبد لها ؛ لأن همته معلقة بتلك الأشياء ، وإذا وجد لها سبيلا تحرك إليها بدون النظر هل يوافق أمر الله - جل وعلا - أم لا يوافق أمر الله - جل وعلا - وشرعه ؟ ! .) التمهيد ص 409-410.
وعَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- بِذِى الْحُلَيْفَةِ فَإِذَا هُوَ بِشَاةٍ مَيِّتَةٍ شَائِلَةٍ بِرِجْلِهَا فَقَالَ « أَتُرَوْنَ هَذِهِ هَيِّنَةً عَلَى صَاحِبِهَا فَوَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ لَلدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ عَلَى صَاحِبِهَا وَلَوْ كَانَتِ الدُّنْيَا تَزِنُ عِنْدَ اللَّهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ مَا سَقَى كَافِرًا مِنْهَا قَطْرَةً أَبَدًا ». أخرجه الترمذي برقم (2490) وابن ماجة برقم (4249) قال الألباني : ( صحيح لغيره ) السلسلة الصحيحة رقم (943) .
ولهذا تكفل الله بالسعادة لمن عمل لله، فعن أنس يرفعه: "من كانت الآخرة همّهُ جعل الله غناه في قلبه وجمع له شمله، وأتته الدنيا وهي راغمة، ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه، وفرَّق عليه شمله، ولم يأته من الدنيا إلا ما قُدِّرَ له"رواه الترمذي، كتاب صفة القيامة، برقم 2465، وابن ماجه بنحوه من حديث زيد بن ثابت رضي الله عنه، كتاب الزهد، برقم 4105، وصححه الألباني في صحيح الجامع 5/351، والسلسلة الصحيحة 950.
قال ابن القيم – رحمه الله تعالى - : (ومن أبلغ العذاب في الدنيا : تشتيت الشمل وتفريق القلب وكون الفقر نصب عيني العبد لا يفارقه ولولا سكرة عشاق الدنيا بحبها لاستغاثوا من هذا العذاب على أن أكثرهم لا يزال يشكو ويصرخ منه ) ا.هـ. إغاثة اللهفان في مصائد الشيطان.1/87.
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال: « يقولُ الله تبارك وتعالى : ابنَ آدم ، تَفَرَّغْ لِعبَادَتي أمْلأُ صَدرَكَ غِنى ،وأَسُدَّ فَقْرَك ، وإلا تفعلْ ملأتُ يديك شُغْلا، ولم أَسُدَّ فقرك وإن لا تفعل ملأت يديك شغلا ولم أسد فقرك ) أخرجه أحمد (2/358 ، رقم 8681) ، والترمذى (4/642 ، رقم 2466) ، وقال : حسن غريب . والحاكم (2/481 ، رقم 3657) ، وقال : صحيح الإسناد . وأخرجه أيضًا : ابن أبى شيبة (7/126 ، رقم 34699) ، وابن ماجه (2/1376 ، رقم 4107) ، وابن حبان (2/119 ، رقم 393) . قال الألباني – رحمه الله تعالى- : صحيح ، الصحيحة ( 1359 ) .
قال ابن القيم - رحمه الله تعالى - : ( وهذا أيضا من أنواع العذاب وهو اشتغال القلب والبدن بتحمل أنكاد الدنيا ومحاربة أهلها إياه ومقاساة معاداتهم كما قال بعض السلف : من أحب الدنيا فليوطن نفسه على تحمل المصائب ومحب الدنيا لا ينفك من ثلاث : هم لازم وتعب دائم وحسرة لا تنقضي وذلك أن محبها لا ينال منها شيئا إلا طمحت نفسه إلى ما فوقه كما في الحديث الصحيح عن النبي عليه الصلاة و السلام لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى لهما ثالثا) ا.هـ إغاثة اللهفان في مصائد الشيطان 187-88 .
وقد جاءت آحاديث وآثار في طلب العلم خصوصاً فليتنبه لها كل من طلب علماً - قليلاً , أوكثيراً- نذكر منها ما يلي / :
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول صلى الله عليه وسلم: "من تعلم علمًا مِمَّا يُبتغى به وجه الله عز وجل لا يتعلمُهُ إلا ليُصيب به عرضًا من الدنيا لم يجد عَرف الجنة يوم القيامة" يعني ريحها .رواه أبو داود، كتاب العلم، باب: في طلب العلم لغير الله، برقم 3664، وابن ماجه، في المقدمة، باب الانتفاع بالعلم، برقم 252، وصححه الألباني في صحيح سنن ابن ماجه، 1/48.
وعن جابر رضي الله عنه يرفعه: "لا تعلموا العلم لتباهوا به العلماء، ولا لتماروا به السفهاء، ولا لتخيّروا به المجالس فمن فعل ذلك فالنار النار" أخرجه ابن ماجه في المقدمة، باب الانتفاع بالعلم والعمل به ، برقم 254، وصححه الألباني في صحيح سنن ابن ماجه، 1/48، وصحيح الترغيب للألباني 1/46، وفي الموضعين أحاديث أخرى.
وقال ابن مسعود رضي الله عنه: "لا تعلموا العلم لثلاث: لتماروا به السفهاء، وتجادلوا به العلماء، ولتصرفوا به وجوه الناس إليكم، وابتغوا بقولكم ما عند الله؛ فإنه يدوم ويبقى وينفذ ما سواه" الدرامي 1/70 موقوفًا، وابن ماجه عن أبي هريرة، في المقدمة، باب الانتفاع بالعلم والعمل به، برقم 260، وحسنه الألباني في صحيح ابن ماجه 1/48، وصحيح الترغيب والترهيب 1/48.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول صلى الله عليه وسلم: "من تعلم علمًا مِمَّا يُبتغى به وجه الله عز وجل لا يتعلمُهُ إلا ليُصيب به عرضًا من الدنيا لم يجد عَرف الجنة يوم القيامة" يعني ريحها .رواه أبو داود، كتاب العلم، باب: في طلب العلم لغير الله، برقم 3664، وابن ماجه، في المقدمة، باب الانتفاع بالعلم، برقم 252، وصححه الألباني في صحيح سنن ابن ماجه، 1/48.
وعن جابر رضي الله عنه يرفعه: "لا تعلموا العلم لتباهوا به العلماء، ولا لتماروا به السفهاء، ولا لتخيّروا به المجالس فمن فعل ذلك فالنار النار" أخرجه ابن ماجه في المقدمة، باب الانتفاع بالعلم والعمل به ، برقم 254، وصححه الألباني في صحيح سنن ابن ماجه، 1/48، وصحيح الترغيب للألباني 1/46، وفي الموضعين أحاديث أخرى.
وقال ابن مسعود رضي الله عنه: "لا تعلموا العلم لثلاث: لتماروا به السفهاء، وتجادلوا به العلماء، ولتصرفوا به وجوه الناس إليكم، وابتغوا بقولكم ما عند الله؛ فإنه يدوم ويبقى وينفذ ما سواه" الدرامي 1/70 موقوفًا، وابن ماجه عن أبي هريرة، في المقدمة، باب الانتفاع بالعلم والعمل به، برقم 260، وحسنه الألباني في صحيح ابن ماجه 1/48، وصحيح الترغيب والترهيب 1/48.
والله أعلم ورزقنا الله وإياكم الإخلاص والسداد
ومن له ملاحظة أوتنبيه فلا يبخل علينا به
وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
وكتبه /
عبد الواحد بن هادي المدخلي
المدينة النبوية
23 /5/1428هـ
ومن له ملاحظة أوتنبيه فلا يبخل علينا به
وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
وكتبه /
عبد الواحد بن هادي المدخلي
المدينة النبوية
23 /5/1428هـ
منقول من منتدى التوحيد والسنة فجزاهم الله خيراً
تعليق