تحذير المتطاولين
على جناب رب العالمين
ومحاربة دينه المتين
للشيخ للعلامة
يحيى بن علي الحجوري
حفظه الله تعالى
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أما بعد:
هذه السياسات الدنيوية فتنت الناس, وضيعتهم, ومن كان مع الله كان الله معه, ورب مكايد تكون أنت غافلٌ عنها, يُفتل لك في الذروة والغارب, ما تدري؛لكن كن مع الله تنجو إِن شاء الله, وذلك الذي يفتل لك في الذروة والغارب يخسر إن شاء الله, من كان مع الله كان الله معه, الكذب كله يتلاشى, والفتن تعود على رؤؤس أصحابها.
وفي هذه الآونة ظهرت بلايا كثيرة على المسلمين؛ حتى أنها قد تقوم امرأة, وتعمل فتنا عظيمة, نعوذ بالله من الفتن.
وقرأتُ اليوم كلامًا نشر عن امرأة يقال لها: بشرى المقطري, كلاما ينضح منه الزندقة, فيه نيل من رب العزة سبحانه وتعالى, كالقول المنشور عنها: "كانت الأمور كلها طيبة"بلدة طيبة ورب شكور" لكن الأمور لم تعد طيبة، والرب الشكور لم يعد حاضراً في ليل خدار .. تركنا الرب نتدبر أمورنا"
وقولها: "لكن رب السبعين كان محجوباً بعباءة السفير الأمريكي، وبتصريحات السياسيين المرتعدين، وبابتهالات قادة المشترك" اهـ
وهذه المرأة المذكورة تعد مما تسمى عندهم بالناشطة في الثورة اليمنية, لها أقوال تدعوا فيها هي و أمثالها إلى ترك شريعة الإسلام الحنيف.
ويُمكّن لهؤلاء الآن, فهذا زمان ينطق فيه الرويبضة, كما أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما ثبت عند الإمام احمد رحمه الله ( ج3 ص220) :من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال" قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:" إن أمام الدجال سنين خداعة يكذب فيها الصادق ويصدق فيها الكاذب ويخون فيها الأمين ويؤتمن فيها الخائن ويتكلم فيها الرويبضة قيل وما الرويبضة قال الفويسق يتكلم في أمر العامة".
فوجب أن تستتاب هذه المرأة وأمثالها ممن يقع في جناب رب العالمين ويدعوا إلى ترك شرعه المبين.
فإِن تابت مما قالته في جناب رب العالمين سبحانه وتعالى و من التنكب عن دينه الحق,وإلا قتلت مرتدة.
ونذكر هذه المرأة وأمثالها من الدعاة على أبواب جهنم, بقول الله تعالى:﴿وَمَا قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّموَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ [الزمر:67] ,وقوله تعالى:﴿مَا لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا * وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا * أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللهُ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا * وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا * وَاللهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الأَرْضِ نَبَاتًا﴾ [نوح:13-17]
وقوله تعالى:﴿هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا * إِنَّا خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا ﴾ [الإنسان:1-2]
وقوله تعالى: ﴿قُتِلَ الإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ * مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ * مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ * ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ * ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ * ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنْشَرَهُ * كَلَّا لَمَّا يَقْضِ مَا أَمَرَهُ * فَلْيَنْظُرِ الإِنسَانُ إِلَى طَعَامِهِ * أَنَّا صَبَبْنَا المَاءَ صَبًّا * ثُمَّ شَقَقْنَا الأَرْضَ شَقًّا * فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا * وَعِنَبًا وَقَضْبًا * وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا * وَحَدَائِقَ غُلْبًا * وَفَاكِهَةً وَأَبًّا * مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ * فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ * يَوْمَ يَفِرُّ المَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ * لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ * وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ * ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ * وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ * تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ * أُوْلَئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ﴾ [عبس:17-42]
فالله خلق العباد وأسبغ عليهم نعمه ليعبدوه,قال تعالى:﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ [الذاريات:56].
ثم يُتطاول على رب العالمين, هذا كفرٌ؛ قال الله عز وجل:﴿وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ﴾ [التوبة:65-66].
هذه محادة لله عز وجل, وقد وعد الله عز وجل بإذلال وكبت من يحاده, قال سبحانه وتعالى:﴿إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ فِي الأَذَلِّينَ * كَتَبَ اللهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾ [المجادلة:20-21], وقال الله عز وجل:﴿إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَقَدْ أَنْزَلْنَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ﴾ [المجادلة:5].
فعلى هذه المرأة وغيرها من الكتّاب الذين يمسُون من جناب الله عز وجل أو الجناب النبوي أو من دين الله الحق أو من عباده المؤمنين, أن يتقوا الله, وأن يعلموا أنهم موقفون بين يديه سبحانه وتعالى, فيجازيهم بأسوأ ما كانوا يعملون, قال تعالى:﴿يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ * وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ * وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ * وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ * مِنْ دُونِ اللهِ هَلْ يَنْصُرُونَكُمْ أَوْ يَنْتَصِرُونَ * فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ * وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ * قَالُوا وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ * تَاللهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ * إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ * وَمَا أَضَلَّنَا إِلَّا المُجْرِمُونَ * فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ * وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ * َلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ المُؤْمِنِينَ﴾ [الشعراء:88-102]
وقال الله عز وجل:﴿وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى المُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا﴾ [الكهف:49].
يجب أن يعلم هؤلاء وغيرهم من الأشرار؛ أن الله عز وجل يملي لهم ولا يهملهم, ففي الصحيحين من حديث عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته"قال ثم قرأ :﴿وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ﴾ [هود:102].
وقال سبحانه وتعالى: ﴿وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ﴾[هود:102]
وأي ظلم أشد من الاعتداء على جناب الله عز وجل ومحاربة دينه الإسلام الحق؛ الذي من ابتغى غيره خسر الدنيا والآخرة, قال تعالى:﴿وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾[آل عمران:85], وقال تعالى:﴿ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ المُبِينُ * لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللهُ بِهِ عِبَادَهُ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ﴾[الزمر:15-16].
ولا تجدُ مؤمنا يؤمن بالله واليوم الآخر وتربى على دين الله الحق, ويعظم العلي العظيم وشعائر دينه الحنيف يطلق لسانه بالكلام في رب العالمين عز وجل,أو في أنبيائه أو في عباده المؤمنين أو في دينه دين الحق؛ ولكن هذا في شأن من تربى على أيدي أعداء دين الله,من قديم الزمان وحديثه, سواء كان من الاعتراض والتشكيك في الشرع, أو من الطعون في الله أو في دينه وأنبيائه ورسله وملائكته, كله هذا ديدن الزنادقة.
ابن الراوندي كان في غاية من الذكاء؛لكنه منحوس,فكان من اعتراضاته على رب العالمين,قوله:
كـــم عالمٍ عالمٍ أعيت مذاهبه *** وجاهلٍ جاهلٍ تلـقاه مرزوقا
هذا الذي جعل الأفهام حائرة *** وصير العالم النحرير زنديقا
وله غير ذلك من الزندقة والاعتراض على الله سبحانه وعلى حكمه وشرعه, فحكم أهل العلم عليه بالزندقة, وذكر الحافظ ابن حجر ترجمته في لسان الميزان, فقال:
[أحمد بن يحيى بن إسحاق أبو الحسين بن الراوندي الزنديق الشهير: كان أولا من متكلمي المعتزلة ثم تزندق واشتهر بالإلحاد وقيل أنه كان لا يستقر على مذهب ولا يثبت على شيء ويقال كان غاية في الذكاء, وقد صنف فيه كتبا كثيرة يطعن فيها على الإسلام, وقد أجاد الشيخ ــ أي الذهبي ــ في حذف ترجمته من هذا الكتاب, وإنما أوردته لألعنه, توفي إلى لعنة الله في سنة ثمان وتسعين ومائتين], الخ.
وقال الذهبي في ترجمته من سير أعلام النبلاء:[14ص59]: [ الريوندي : الملحد، عدو الدين، أبو الحسن أحمد بن يحيى بن إسحاق الريوندي، صاحب التصانيف في الحط على الملة، وكان يلازم الرافضة والملاحدة، فإذا عوتب قال: إنما أريد أن أعرف أقوالهم,... إلى أن قال في آخر ترجمته:
لعن الله الذكاء بلا إيمان، ورضي الله عن البلادة مع التقوى] اهـ.
فلا ينفع الذكاء بلا إيمان, وقد يجر صاحبه إلى الفساد وإلى ما يغضب رب العالمين سبحانه وتعالى عليه, قال تعالى:﴿يَا قَوْمِ لَكُمُ المُلْكُ الْيَوْمَ ظَاهِرِينَ فِي الأَرْضِ فَمَنْ يَنصُرُنَا مِنْ بَأْسِ اللهِ إِنْ جَاءَنَا ﴾ [غافر:29], وقال الله سبحانه وتعالى:﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ * ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ * ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا المُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ * ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ * ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ * وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَائِقَ وَمَا كُنَّا عَنِ الْخَلْقِ غَافِلِينَ﴾ [المؤمنون:13-17].
فالله خلق الخلق من عدم وليس بغافل عن خلقه, لا عن قليلٍ منهم ولا عن كثير,قال الله سبحانه وتعالى:﴿يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ﴾ [غافر:19],
وقال تعالى: ﴿أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللطِيفُ الْخَبِيرُ﴾[الملك:14], و قال الله عز وجل:﴿مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ﴾ [ق:18].
و هذه قصة صحيحة فيها عِظة وعبرة,﴿ لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ﴾ [ق:37].
أخرج الإمام أبوبكر أحمد بن عمرو الشهير بالبزار كما في كشف الأستار[3ص54]:حَدَّثنا عبدة بن عبد الله , أخبرنا يزيد بن هارون , أخبرنا ديلم بن غزوان ، حَدَّثنا ثابت عَن أَنَسٍ رضي الله عنه ، قال : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا من أصحابه إلى رجل من عظماء الجاهلية يدعوه إلى الله تبارك وتعالى فقال : أيش ربك الذي تدعو إليه ؟ من نحاس هو ؟ من حديد هو ؟ من فضة هو ؟ من ذهب هو ؟ فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فاخبره, فأرسله إليه الثالثة, فقال : مثل ذلك فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره. فأرسل الله تبارك وتعالى عليه صاعقة فأحرقته فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إن الله تبارك وتعالى قد أرسل على صاحبك صاعقة فأحرقته",فنزلت هذه الآية: ﴿وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالمَلائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللهِ وَهُوَ شَدِيدُ المِحَالِ﴾ [الرعد:13].
فاتقوا الله أيها الناس؛ فإِن الفتن والمعاصي أشد من يهلك بها في الدنيا والآخرة أصحابها, قال الله تعالى:﴿فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَه * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَه﴾[الزلزلة:7-8]
وقال تعالى:﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾[يونس:23]
وقال تعالى:﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ﴾[الجاثية:15]
وَ حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ
ليلة ألاثنين
19 / ربيع الثاني 1433هـ
من هنا:
على جناب رب العالمين
ومحاربة دينه المتين
للشيخ للعلامة
يحيى بن علي الحجوري
حفظه الله تعالى
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أما بعد:
هذه السياسات الدنيوية فتنت الناس, وضيعتهم, ومن كان مع الله كان الله معه, ورب مكايد تكون أنت غافلٌ عنها, يُفتل لك في الذروة والغارب, ما تدري؛لكن كن مع الله تنجو إِن شاء الله, وذلك الذي يفتل لك في الذروة والغارب يخسر إن شاء الله, من كان مع الله كان الله معه, الكذب كله يتلاشى, والفتن تعود على رؤؤس أصحابها.
وفي هذه الآونة ظهرت بلايا كثيرة على المسلمين؛ حتى أنها قد تقوم امرأة, وتعمل فتنا عظيمة, نعوذ بالله من الفتن.
وقرأتُ اليوم كلامًا نشر عن امرأة يقال لها: بشرى المقطري, كلاما ينضح منه الزندقة, فيه نيل من رب العزة سبحانه وتعالى, كالقول المنشور عنها: "كانت الأمور كلها طيبة"بلدة طيبة ورب شكور" لكن الأمور لم تعد طيبة، والرب الشكور لم يعد حاضراً في ليل خدار .. تركنا الرب نتدبر أمورنا"
وقولها: "لكن رب السبعين كان محجوباً بعباءة السفير الأمريكي، وبتصريحات السياسيين المرتعدين، وبابتهالات قادة المشترك" اهـ
وهذه المرأة المذكورة تعد مما تسمى عندهم بالناشطة في الثورة اليمنية, لها أقوال تدعوا فيها هي و أمثالها إلى ترك شريعة الإسلام الحنيف.
ويُمكّن لهؤلاء الآن, فهذا زمان ينطق فيه الرويبضة, كما أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما ثبت عند الإمام احمد رحمه الله ( ج3 ص220) :من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال" قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:" إن أمام الدجال سنين خداعة يكذب فيها الصادق ويصدق فيها الكاذب ويخون فيها الأمين ويؤتمن فيها الخائن ويتكلم فيها الرويبضة قيل وما الرويبضة قال الفويسق يتكلم في أمر العامة".
فوجب أن تستتاب هذه المرأة وأمثالها ممن يقع في جناب رب العالمين ويدعوا إلى ترك شرعه المبين.
فإِن تابت مما قالته في جناب رب العالمين سبحانه وتعالى و من التنكب عن دينه الحق,وإلا قتلت مرتدة.
ونذكر هذه المرأة وأمثالها من الدعاة على أبواب جهنم, بقول الله تعالى:﴿وَمَا قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّموَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ [الزمر:67] ,وقوله تعالى:﴿مَا لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا * وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا * أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللهُ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا * وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا * وَاللهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الأَرْضِ نَبَاتًا﴾ [نوح:13-17]
وقوله تعالى:﴿هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا * إِنَّا خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا ﴾ [الإنسان:1-2]
وقوله تعالى: ﴿قُتِلَ الإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ * مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ * مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ * ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ * ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ * ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنْشَرَهُ * كَلَّا لَمَّا يَقْضِ مَا أَمَرَهُ * فَلْيَنْظُرِ الإِنسَانُ إِلَى طَعَامِهِ * أَنَّا صَبَبْنَا المَاءَ صَبًّا * ثُمَّ شَقَقْنَا الأَرْضَ شَقًّا * فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا * وَعِنَبًا وَقَضْبًا * وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا * وَحَدَائِقَ غُلْبًا * وَفَاكِهَةً وَأَبًّا * مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ * فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ * يَوْمَ يَفِرُّ المَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ * لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ * وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ * ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ * وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ * تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ * أُوْلَئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ﴾ [عبس:17-42]
فالله خلق العباد وأسبغ عليهم نعمه ليعبدوه,قال تعالى:﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ [الذاريات:56].
ثم يُتطاول على رب العالمين, هذا كفرٌ؛ قال الله عز وجل:﴿وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ﴾ [التوبة:65-66].
هذه محادة لله عز وجل, وقد وعد الله عز وجل بإذلال وكبت من يحاده, قال سبحانه وتعالى:﴿إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ فِي الأَذَلِّينَ * كَتَبَ اللهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾ [المجادلة:20-21], وقال الله عز وجل:﴿إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَقَدْ أَنْزَلْنَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ﴾ [المجادلة:5].
فعلى هذه المرأة وغيرها من الكتّاب الذين يمسُون من جناب الله عز وجل أو الجناب النبوي أو من دين الله الحق أو من عباده المؤمنين, أن يتقوا الله, وأن يعلموا أنهم موقفون بين يديه سبحانه وتعالى, فيجازيهم بأسوأ ما كانوا يعملون, قال تعالى:﴿يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ * وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ * وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ * وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ * مِنْ دُونِ اللهِ هَلْ يَنْصُرُونَكُمْ أَوْ يَنْتَصِرُونَ * فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ * وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ * قَالُوا وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ * تَاللهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ * إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ * وَمَا أَضَلَّنَا إِلَّا المُجْرِمُونَ * فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ * وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ * َلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ المُؤْمِنِينَ﴾ [الشعراء:88-102]
وقال الله عز وجل:﴿وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى المُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا﴾ [الكهف:49].
يجب أن يعلم هؤلاء وغيرهم من الأشرار؛ أن الله عز وجل يملي لهم ولا يهملهم, ففي الصحيحين من حديث عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته"قال ثم قرأ :﴿وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ﴾ [هود:102].
وقال سبحانه وتعالى: ﴿وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ﴾[هود:102]
وأي ظلم أشد من الاعتداء على جناب الله عز وجل ومحاربة دينه الإسلام الحق؛ الذي من ابتغى غيره خسر الدنيا والآخرة, قال تعالى:﴿وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾[آل عمران:85], وقال تعالى:﴿ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ المُبِينُ * لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللهُ بِهِ عِبَادَهُ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ﴾[الزمر:15-16].
ولا تجدُ مؤمنا يؤمن بالله واليوم الآخر وتربى على دين الله الحق, ويعظم العلي العظيم وشعائر دينه الحنيف يطلق لسانه بالكلام في رب العالمين عز وجل,أو في أنبيائه أو في عباده المؤمنين أو في دينه دين الحق؛ ولكن هذا في شأن من تربى على أيدي أعداء دين الله,من قديم الزمان وحديثه, سواء كان من الاعتراض والتشكيك في الشرع, أو من الطعون في الله أو في دينه وأنبيائه ورسله وملائكته, كله هذا ديدن الزنادقة.
ابن الراوندي كان في غاية من الذكاء؛لكنه منحوس,فكان من اعتراضاته على رب العالمين,قوله:
كـــم عالمٍ عالمٍ أعيت مذاهبه *** وجاهلٍ جاهلٍ تلـقاه مرزوقا
هذا الذي جعل الأفهام حائرة *** وصير العالم النحرير زنديقا
وله غير ذلك من الزندقة والاعتراض على الله سبحانه وعلى حكمه وشرعه, فحكم أهل العلم عليه بالزندقة, وذكر الحافظ ابن حجر ترجمته في لسان الميزان, فقال:
[أحمد بن يحيى بن إسحاق أبو الحسين بن الراوندي الزنديق الشهير: كان أولا من متكلمي المعتزلة ثم تزندق واشتهر بالإلحاد وقيل أنه كان لا يستقر على مذهب ولا يثبت على شيء ويقال كان غاية في الذكاء, وقد صنف فيه كتبا كثيرة يطعن فيها على الإسلام, وقد أجاد الشيخ ــ أي الذهبي ــ في حذف ترجمته من هذا الكتاب, وإنما أوردته لألعنه, توفي إلى لعنة الله في سنة ثمان وتسعين ومائتين], الخ.
وقال الذهبي في ترجمته من سير أعلام النبلاء:[14ص59]: [ الريوندي : الملحد، عدو الدين، أبو الحسن أحمد بن يحيى بن إسحاق الريوندي، صاحب التصانيف في الحط على الملة، وكان يلازم الرافضة والملاحدة، فإذا عوتب قال: إنما أريد أن أعرف أقوالهم,... إلى أن قال في آخر ترجمته:
لعن الله الذكاء بلا إيمان، ورضي الله عن البلادة مع التقوى] اهـ.
فلا ينفع الذكاء بلا إيمان, وقد يجر صاحبه إلى الفساد وإلى ما يغضب رب العالمين سبحانه وتعالى عليه, قال تعالى:﴿يَا قَوْمِ لَكُمُ المُلْكُ الْيَوْمَ ظَاهِرِينَ فِي الأَرْضِ فَمَنْ يَنصُرُنَا مِنْ بَأْسِ اللهِ إِنْ جَاءَنَا ﴾ [غافر:29], وقال الله سبحانه وتعالى:﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ * ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ * ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا المُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ * ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ * ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ * وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَائِقَ وَمَا كُنَّا عَنِ الْخَلْقِ غَافِلِينَ﴾ [المؤمنون:13-17].
فالله خلق الخلق من عدم وليس بغافل عن خلقه, لا عن قليلٍ منهم ولا عن كثير,قال الله سبحانه وتعالى:﴿يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ﴾ [غافر:19],
وقال تعالى: ﴿أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللطِيفُ الْخَبِيرُ﴾[الملك:14], و قال الله عز وجل:﴿مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ﴾ [ق:18].
و هذه قصة صحيحة فيها عِظة وعبرة,﴿ لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ﴾ [ق:37].
أخرج الإمام أبوبكر أحمد بن عمرو الشهير بالبزار كما في كشف الأستار[3ص54]:حَدَّثنا عبدة بن عبد الله , أخبرنا يزيد بن هارون , أخبرنا ديلم بن غزوان ، حَدَّثنا ثابت عَن أَنَسٍ رضي الله عنه ، قال : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا من أصحابه إلى رجل من عظماء الجاهلية يدعوه إلى الله تبارك وتعالى فقال : أيش ربك الذي تدعو إليه ؟ من نحاس هو ؟ من حديد هو ؟ من فضة هو ؟ من ذهب هو ؟ فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فاخبره, فأرسله إليه الثالثة, فقال : مثل ذلك فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره. فأرسل الله تبارك وتعالى عليه صاعقة فأحرقته فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إن الله تبارك وتعالى قد أرسل على صاحبك صاعقة فأحرقته",فنزلت هذه الآية: ﴿وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالمَلائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللهِ وَهُوَ شَدِيدُ المِحَالِ﴾ [الرعد:13].
فاتقوا الله أيها الناس؛ فإِن الفتن والمعاصي أشد من يهلك بها في الدنيا والآخرة أصحابها, قال الله تعالى:﴿فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَه * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَه﴾[الزلزلة:7-8]
وقال تعالى:﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾[يونس:23]
وقال تعالى:﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ﴾[الجاثية:15]
وَ حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ
ليلة ألاثنين
19 / ربيع الثاني 1433هـ
من هنا: