العدل في القول
بقلم :
الشَّيخ الفاضل توفيق عمروني الجزائري حفظه الله
مدير مجلة الإصلاح السَّلفية الجزائرية
- صانها الله من كل سوء -
بسم الله الرحمن الرحيم
بقلم :
الشَّيخ الفاضل توفيق عمروني الجزائري حفظه الله
مدير مجلة الإصلاح السَّلفية الجزائرية
- صانها الله من كل سوء -
بسم الله الرحمن الرحيم
إنَّ مـمَّا يُؤسف له كثيرًا أن نقف على كتابات لبعض المخالفين فيها كثير من التَّعسُّف والتَّجني، والتَّقوُّل بالظَّنِّ والإساءة والتَّخمين، بعيدةً عن النَّقد النَّـزيه، عارية من شفقة النَّاصح الأمين، بل إنَّ أحدهم قد انحطَّ إلى حدِّ التَّبذُّل والإسفاف، وبهذا تكون الكتابات والأقوال قد حكمت على نفسها ألا تصنَّف إلا في خانة " قائل بغير علم "، وهو زلل عظيم ومرتع وخيم، لما فيه من المنافاة الصريحة لقوله تعالى: " وَإذَا قُلتُم فَاعْدِلُوا ".
وإنَّ الذي نحبُّه لأنفسنا ولإخواننا ألاَّ ينطقَ أحدُنا إلاَّ بالحقِّ والصَّواب، وللوصول إلى الحقِّ سبيل واحد هو العلم، ولإيصاله إلى الخلق لابدَّ من تسييجه بالعدل والإنصاف؛ لأنَّ الحقَّ ثقيل فلا يثقَّل مرَّة أخرى بالظُّلم والاعتساف، ومن جميل كلام شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - قوله: " المرء خُلق ظلومًا جهولاً؛ فالأصلُ فيه عدمُ العلم، وميلُهُ إلى ما يهواهُ من الشَّرِّ، فيحتاجُ دائمًا إلى عِلمٍ مفصَّلٍ يزولُ به جهله، وعَدل في محبَّته وبُغضه، ورضَاه وغضَبِه، وفعلِه وتركِه، وإعطَائِه ومنعِه، وكُلُّ ما يقولُه ويعملُه يحتَاجُ فيه إلى عَدلٍ يُنافي ظلمَه، فإن لم يـمُنَّ الله عليه بالعلمِ والعدل المفصَّل، وإلاَّ كانَ فيه منَ الجَهلِ والظُّلمِ مَا يخرُج به عن الصِّراط المستقيم " ["مجموع الفتاوى" (14/ 3].
فعلى كلِّ كاتب أو متكلِّم في أمر أن يحسِّن قصده، وأن يحيط به علمًا مفصَّلا لا مجملا، غير مبنيِّ على الشَّكِّ والظَّنِّ والتَّوهُّم، بل يكون واقفا بنفسه على الحقائق قريبًا منها، ولا يستَند فيها إلى قيل وقال، فإنَّ مَن يَسمعْ يَخل، والبَعيد يسمع الصَّدى لا الصَّوت، وبهذا المسلك يحقِّقُ المرءُ العدلَ المفصَّل في حكمِه وخطابِه ولو مع أعدائه من الكفَّار والمبتدعة، فكيف مع إخوانهم مـمَّن يدعو على السُّنَّة في زمن الغُربة والفِتنة، وما علت منزلة السَّلف - رحمهم الله - إلاَّ بالعلم الصَّحيح والفهم المستقيم وسلوك جادَّة العدل والإنصاف ولو من أنفسهم، والله تعالى يقول: " وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ للِتَّقْوَى ".
فالله يحبُّ العدل في كلِّ حال ومع كلِّ أحد، ولا يسُوغُ الظُّلم والاعتساف لمجرَّد الاختلاف، وقَد وهِمَ مَن ظنَّ أنَّ الظُّلم يغمد لسانَ الحقِّ أو يطفئ نوره.
وإنَّ الذي نحبُّه لأنفسنا ولإخواننا ألاَّ ينطقَ أحدُنا إلاَّ بالحقِّ والصَّواب، وللوصول إلى الحقِّ سبيل واحد هو العلم، ولإيصاله إلى الخلق لابدَّ من تسييجه بالعدل والإنصاف؛ لأنَّ الحقَّ ثقيل فلا يثقَّل مرَّة أخرى بالظُّلم والاعتساف، ومن جميل كلام شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - قوله: " المرء خُلق ظلومًا جهولاً؛ فالأصلُ فيه عدمُ العلم، وميلُهُ إلى ما يهواهُ من الشَّرِّ، فيحتاجُ دائمًا إلى عِلمٍ مفصَّلٍ يزولُ به جهله، وعَدل في محبَّته وبُغضه، ورضَاه وغضَبِه، وفعلِه وتركِه، وإعطَائِه ومنعِه، وكُلُّ ما يقولُه ويعملُه يحتَاجُ فيه إلى عَدلٍ يُنافي ظلمَه، فإن لم يـمُنَّ الله عليه بالعلمِ والعدل المفصَّل، وإلاَّ كانَ فيه منَ الجَهلِ والظُّلمِ مَا يخرُج به عن الصِّراط المستقيم " ["مجموع الفتاوى" (14/ 3].
فعلى كلِّ كاتب أو متكلِّم في أمر أن يحسِّن قصده، وأن يحيط به علمًا مفصَّلا لا مجملا، غير مبنيِّ على الشَّكِّ والظَّنِّ والتَّوهُّم، بل يكون واقفا بنفسه على الحقائق قريبًا منها، ولا يستَند فيها إلى قيل وقال، فإنَّ مَن يَسمعْ يَخل، والبَعيد يسمع الصَّدى لا الصَّوت، وبهذا المسلك يحقِّقُ المرءُ العدلَ المفصَّل في حكمِه وخطابِه ولو مع أعدائه من الكفَّار والمبتدعة، فكيف مع إخوانهم مـمَّن يدعو على السُّنَّة في زمن الغُربة والفِتنة، وما علت منزلة السَّلف - رحمهم الله - إلاَّ بالعلم الصَّحيح والفهم المستقيم وسلوك جادَّة العدل والإنصاف ولو من أنفسهم، والله تعالى يقول: " وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ للِتَّقْوَى ".
فالله يحبُّ العدل في كلِّ حال ومع كلِّ أحد، ولا يسُوغُ الظُّلم والاعتساف لمجرَّد الاختلاف، وقَد وهِمَ مَن ظنَّ أنَّ الظُّلم يغمد لسانَ الحقِّ أو يطفئ نوره.
كتبه نقلاً : الأخ مراد بن معطى
المصدر : العدد الثامن والعشرون (28) لمجلة الإصلاح السَّلفية
المصدر : العدد الثامن والعشرون (28) لمجلة الإصلاح السَّلفية