من آداب المسجد
قال الله تعالى:
{في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه
يسبح له فيها بالغدو والآصال
رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة
يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار
ليجزيهم الله أحسن ما عملوا ويزيدهم من فضله والله يرزق من يشاء بغير حساب}النور\36.
(اختلف الناس في البيوت هنا على خمسة أقوال: الأول :
أنها المساجد المخصوصة لله تعالى بالعبادة،
وأنها تضيء لأهل السماء كما تضيء النجوم لأهل الأرض؛ قاله ابن عباس ومجاهد والحسن.
الثاني:
هي بيوت بيت المقدس
عن الحسن أيضا.
الثالث:
بيوت النبي صلى الله عليه وسلم
عن مجاهد أيضا.
الرابع:
هي البيوت كلها
قاله عكرمة.
وقوله-تعالى-: {يسبح له فيها بالغدو والآصال}
يقوي أنها المساجد.
وقول خامس:
أنها المساجد الأربعة التي لم يبنها إلا نبي:
الكعبة
وبيت أريحا
ومسجد المدينة
ومسجد قباء).
وقد جمع بعض العلماء في ذلك
-أي آداب المساجد-
خمس عشرة خصلة، فقال:
من حرمة المسجد:
أن يسلم وقت الدخول إن كان القوم جلوسا، وإن لم يكن في المسجد أحد قال:
السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين،
وأن يركع ركعتين قبل أن يجلس،
وألا يشتري فيه ولا يبيع،
ولا يسل فيه سهما ولا سيفا،
ولا يطلب فيه ضالة،
ولا يرفع فيه صوتا بغير ذكر الله تعالى،
ولا يتكلم فيه بأحاديث الدنيا،
ولا يتخطى رقاب الناس، ولا ينازع في المكان،
ولا يضيق على أحد في الصف،
ولا يمر بين يدي مصل،
ولا يبصق، ولا يتنخم، ولا يتمخط فيه،
ولا يفرقع أصابعه،
ولا يعبث بشيء من جسده،
وأن ينزه عن النجاسات والصبيان والمجانين، وإقامة الحدود،
وأن يكثر ذكر الله تعالى ولا يغفل عنه.
فإذا فعل هذه الخصال فقد
أدى حق المسجد،
وكان المسجد حرزا له وحصنا من الشيطان الرجيم).
قال ابن المسيب-رحمه الله-:
(من جلس في مسجد فإنما يجالس ربه، فما حقه أن يقول إلا خيرا).
تفسير القرطبي(12\25بتصرف قليل
أخوكم:عماد الحديدي
تعليق