الشيخ الفوزان يعقب على الكاتب أبي السمح ... ليس في علماء السُّنّة متشددون
صالح بن فوزان الفوزان الحياة - 09/06/07
قرأت في صحيفة «الحياة» عدد الثلثاء 19-5-1428هـ
للكاتب عبدالله، ابن الشيخ الجليل داعية التوحيد
عبدالظاهر أبي السمح إمام وخطيب المسجد الحرام -
رحمه الله -وأصلح عقبه، مقابلة أجرتها مع الكاتب
المذكور تحت عنوان
«العمل الصحافي في بلادنا غير آمن...
مشكلة صحافتنا ليست الخطوط الحمر بل
انتقادات المتشددين»، -
يعني تعقيبات المشائخ على
أخطاء الكُتَّاب سمّى المشايخ الذين يبينون الخطأ
وينصحون الكُتَّاب عملاً بقول الرسول صلى الله عليه
وسلم: «الدين النصيحة»، سماهم متشددين، مع أنهم
ناصحون - وإذا جاز للكاتب أن يسمي هؤلاء متشددين
جاز للمشايخ أن يسموا هؤلاء الكتاب متساهلين.
والتساهل المفرط شر من التشدد. لكنهم يترفّعون عن
التنابز بالألقاب. وإذا كان عبدالله أبو السمح
وزملاؤه الكُتّاب يدَّعُون الحوار النزيه ويدعون إليه،
فأين هذا الحوار من إسقاط الخصم ووصفه بهذا الوصف
القبيح؟ كان على الكاتب عبدالله أبي السمح أن يرد
على خصومه بالحجة المقنعة لا بالتجريح اللاذع، (قل
هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين)، قال الكاتب: «وهل
عند أحد شك في أن مناهجنا التعليمية تشجع على
التزمت ومعاداة الآخر المختلف في الدين؟ وفي مناهجنا
التعليمية دعوة للجهاد والقتال، ولا يجوز إنكار
وجودها لأن معنى ذلك ترك بذور الفكر الجهادي الذي
يتولد منه الإرهاب والفئات الباغية، والمطلوب
إعادة كتابة المنهج بحسب التوجُّه الوسطي المعتدل،
فالجهاد حال تاريخية مرتبطة بزمانها، والعصر الآن
والنظام الدولي يحرمان الحروب، خصوصاً التوسعية».
كذا قال عن الولاء والبراء والجهاد في الإسلام، يريد
أن يطويهما ويجعلهما في الماضي المنسي، وتُخلى المناهج
الدراسية من ذكرهما، وفي هذا نسخ لما شرعه الله وأمر
به إلى يوم القيامة، ولئن أزيل ذلك من المناهج بحسب
طلبه فلن يزال من الكتاب والسنة، ومناهجنا -
والحمد لله - على مقتضى الكتاب والسنة، يقصد بها
إرضاء الله والعمل بشرعه لا إرضاء الناس، وإذا لم
يُشرح الولاء والبراء والجهاد ويبينا للناس في المناهج
على الوجه الصحيح، فسيفهمان على الوجه الخطأ الذي
حذَّر منه الكاتب.
وقوله: «إن الجهاد والقتال محرمان دولياً». أقول:
أين هذا التحريم مما يُعمل الآن دولياً في العراق وبلاد
الأفغان وغيرهما من قتل وتدمير وتشريد للمسلمين؟
قال الكاتب:
«ومشكلة الصحافة لدينا ليست مقتصرة
على مشكلة وجود الخطوط الحمر، بل في الانتقادات التي
تردد في التيارات الأخرى، كالمتشددين والمتطرفين،
هؤلاء أكثر الناس نشاطاً في إرسال البرقيات
للمسؤولين».
وأقول: هكذا يريد الكاتب أن ما يُكتب في الصحف لا
يقبل الانتقاد، كأنه تنزيل من حكيم حميد، وأن من
بيّن الخطأ الذي يجري في بعض المقالات متشدد ومتطرف،
وحتى البرقيات التي تُرفع للمسؤولين في ذلك يجب منعها،
هكذا يريد أن يغلق المسؤولون أبوابهم فلا تصل إليهم
ولا يسمعونها، فَمَن قبل الكاتب قال ذلك؟ وهو يدَّعي
الحوار والتفكير المعتدل، حتى المسؤولين يريد أن يحرم
الناس من الوصول إليهم بشكاواهم، وكأنه يقول
للصحافيين اعملوا ما شئتم من دون حسيب ولا رقيب،
ويقول للمسؤولين لا تسمعوا لكلمة الحق والنصيحة.
ختاماً، أسأل الله أن يوفق الجميع لمعرفة الحق والعمل
به، ومعرفة الباطل واجتنابه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
عضو هيئة كبار العلماءللكاتب عبدالله، ابن الشيخ الجليل داعية التوحيد
عبدالظاهر أبي السمح إمام وخطيب المسجد الحرام -
رحمه الله -وأصلح عقبه، مقابلة أجرتها مع الكاتب
المذكور تحت عنوان
«العمل الصحافي في بلادنا غير آمن...
مشكلة صحافتنا ليست الخطوط الحمر بل
انتقادات المتشددين»، -
يعني تعقيبات المشائخ على
أخطاء الكُتَّاب سمّى المشايخ الذين يبينون الخطأ
وينصحون الكُتَّاب عملاً بقول الرسول صلى الله عليه
وسلم: «الدين النصيحة»، سماهم متشددين، مع أنهم
ناصحون - وإذا جاز للكاتب أن يسمي هؤلاء متشددين
جاز للمشايخ أن يسموا هؤلاء الكتاب متساهلين.
والتساهل المفرط شر من التشدد. لكنهم يترفّعون عن
التنابز بالألقاب. وإذا كان عبدالله أبو السمح
وزملاؤه الكُتّاب يدَّعُون الحوار النزيه ويدعون إليه،
فأين هذا الحوار من إسقاط الخصم ووصفه بهذا الوصف
القبيح؟ كان على الكاتب عبدالله أبي السمح أن يرد
على خصومه بالحجة المقنعة لا بالتجريح اللاذع، (قل
هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين)، قال الكاتب: «وهل
عند أحد شك في أن مناهجنا التعليمية تشجع على
التزمت ومعاداة الآخر المختلف في الدين؟ وفي مناهجنا
التعليمية دعوة للجهاد والقتال، ولا يجوز إنكار
وجودها لأن معنى ذلك ترك بذور الفكر الجهادي الذي
يتولد منه الإرهاب والفئات الباغية، والمطلوب
إعادة كتابة المنهج بحسب التوجُّه الوسطي المعتدل،
فالجهاد حال تاريخية مرتبطة بزمانها، والعصر الآن
والنظام الدولي يحرمان الحروب، خصوصاً التوسعية».
كذا قال عن الولاء والبراء والجهاد في الإسلام، يريد
أن يطويهما ويجعلهما في الماضي المنسي، وتُخلى المناهج
الدراسية من ذكرهما، وفي هذا نسخ لما شرعه الله وأمر
به إلى يوم القيامة، ولئن أزيل ذلك من المناهج بحسب
طلبه فلن يزال من الكتاب والسنة، ومناهجنا -
والحمد لله - على مقتضى الكتاب والسنة، يقصد بها
إرضاء الله والعمل بشرعه لا إرضاء الناس، وإذا لم
يُشرح الولاء والبراء والجهاد ويبينا للناس في المناهج
على الوجه الصحيح، فسيفهمان على الوجه الخطأ الذي
حذَّر منه الكاتب.
وقوله: «إن الجهاد والقتال محرمان دولياً». أقول:
أين هذا التحريم مما يُعمل الآن دولياً في العراق وبلاد
الأفغان وغيرهما من قتل وتدمير وتشريد للمسلمين؟
قال الكاتب:
«ومشكلة الصحافة لدينا ليست مقتصرة
على مشكلة وجود الخطوط الحمر، بل في الانتقادات التي
تردد في التيارات الأخرى، كالمتشددين والمتطرفين،
هؤلاء أكثر الناس نشاطاً في إرسال البرقيات
للمسؤولين».
وأقول: هكذا يريد الكاتب أن ما يُكتب في الصحف لا
يقبل الانتقاد، كأنه تنزيل من حكيم حميد، وأن من
بيّن الخطأ الذي يجري في بعض المقالات متشدد ومتطرف،
وحتى البرقيات التي تُرفع للمسؤولين في ذلك يجب منعها،
هكذا يريد أن يغلق المسؤولون أبوابهم فلا تصل إليهم
ولا يسمعونها، فَمَن قبل الكاتب قال ذلك؟ وهو يدَّعي
الحوار والتفكير المعتدل، حتى المسؤولين يريد أن يحرم
الناس من الوصول إليهم بشكاواهم، وكأنه يقول
للصحافيين اعملوا ما شئتم من دون حسيب ولا رقيب،
ويقول للمسؤولين لا تسمعوا لكلمة الحق والنصيحة.
ختاماً، أسأل الله أن يوفق الجميع لمعرفة الحق والعمل
به، ومعرفة الباطل واجتنابه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.