تويت
(وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)
مقدمة الشيخ ابو همام محمد بن على الصومعى البيضانى لكتاب حكم المظاهرات , للربيع
إن الحمد لله , نحمده ونستعينه ونستغفره , ونعوذ بالله من شرور أنفسنا و سيئات أعمالنا , من يهده الله فلا مضل له , ومن يضلل فلا هادى له ,وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له , وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
أما بعد :
فإن الله جل فى علاه قال فى كتابه العزيز : (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ) الأنفال 25
فهذه الآية فيها تحذير من الفتن , وأنها تعم المباشر لها وغيره .
قال ابو الفداء إبن كثير رحمه الله : يحذر تعالى عباده المؤمنين (( فتنة )) أى إختبارًا و محنة يعم بها المسىء وغيره .
قلت : وحذرنا كذلك نبينا صلى الله عليه وسلم من هذه الفتن فى أحاديث كثيرة , منها قوله صلى الله عليه وسلم :
(( ستكون فتنٌ القاعد فيها خير من القائم , والقائم فيها خير من الماشى , والماشى فيها خير من الساعى , ومن يشرف لها تستشرفه , ومن وجد ملجأ أو معاذًا فليعذ به )) . متفق عليه .
فالرسول صلى الله عليه وسلم أخبرنا أنها ستكون فتن , وأن الناس فيها على درجات , كل واحد منهم أهون خطرًا وشرًّا ممن فوقه , فأعلاهم ـ كما قال الحافظ ـ فى ذلك الساعى فيها بحيث يكون سببًا لإثارتها , ثم من يكون قائمًا بأسبابها وهو الماشى , ثم من يكون مباشرًا لها وهو القائم , ثم من يكون مع النظارة ولا يقاتل وهو القاعد , ثم من يكون مجتنبا لها ولا يباشر ولا ينظر وهو المضطجع اليقظان , ثم من لا يقع منه شىء من ذلك ولكنه راضٍ وهو النائم , والمراد بالأفضلية فى هذه الخيرية من يكون أقل شرًّا ممن فوقه على التفصيل المذكور . اهـ . فتح البارى
والأدلة فى التحذير من الاقتراب من الفتن كثيرة جدًّا , وما ذلك إلا لخطورتها . والفتن المحدقة بالامة الأمة الإسلاميَّة كثيرة , ومنها فتنة (( المظاهرات )) , وهى مستوردة من أعداء الإسلام اليهود والنصارى , وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال كما فى حديث ابى سعيد الخدرى : (( لتَتَّبِعُن سَنَنَ من كان قبلكم شبرًا بشبر وذراعًا بذراع , حتى لو دخلوا جُحرَضبًّ لسلكتموه )) , قلنا يا رسول الله اليهود والنصارى ؟ قال : (( فمن ؟ )) .
فالمظاهرات مستوردة من قِبَلِ أعدائنا , لا يرتضيها ديننا الحنيف ., لأنها فوضى , وديننا دين سماحة , ليس دينًا فوضويًّا .
الشريعة الإسلاميةكفيلة بحل مشاكل المسلمين , فلا يحتاجون إلى غيرهم من الأعداء ,إن للمظاهرات آثارًا وخيمة , وها
نحن نجنى هذه الثمار فى عامنا هذا 1432 هـ فى (( مصر )) و (( البحرين )) و (( اليمن )) و (( ليبيا )) وغيرها من البلدان , فَظَنَ بعض الناس أنهم سينزعون ظلم الحاكم وجوره بها , فحصل من جراء ذلك سفك الدماء ونهب الأموال وزعزعة الأمن ومما يضحك الثكالى أنهم يسمونها (( المظاهرات السَّلمية )) !!
وأىُّ سلمٍ وقد سُفِكَتِ الدماء ؟ أىّ سلم وقد نُهِبَتِ الأموال ؟ أىّ سلم وقد فتحنا الباب ليحتل العدو أرضنا وينهب ثرواتنا ؟
هل هذا هو التغيير ؟ أهكذا تكون حرية التعبير .
أيكون الأمن بالزعزعة ونهب الأموال وتكسير المتاجر ؟
أتُصلحُ أوضاع الناسِ بسفكِ دمائِهم ؟
هذه هى ما تسمَّى (( المظاهرات السلمية )) .
ومما يثير الدهشة ويعظم البلاء ان هناك بعض من ينتسبون للعلم من يراها من الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر !!
وما هذه إلا مكيدة ليخرجوا من كان معتزلاً هذه الفوضى من بيته إليها ,هل إختلاط النساء بالرجال كما شاهده كل ذى عينين يعتبر من الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ؟
هل الهجوم على مخازن الأسلحة التابعة للدولة كما حصل فى اليمن يعتبر من الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ؟
هل منع مدراء المدارس والمدرسين من مزاولة تعليم ابنائنا من الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ؟
واكثر من يؤجج هذه الفتنة هم أصحاب الأحزاب , وعلى راس هؤلاء (( الإخوان المسلمين )) فكم ضللوا من شباب الأمة فى (( مصر )) و (( اليمن )) وغيرهما , وترى كبرائهم يجولون الشوارع كأنهم مجانين , نعوذ بالله من الهوى , إن الإسلام براءٌ من هذه الأعمال .
وقد يقول قائل : ما هو الحل لإطاحة وإسقاط نظام الحاكم الجائر ؟
والجواب : إن ديننا الحنيف لم يأمرنا بهذه الأمور , ومنها : (( الإطاحة )) و (( الإسقاط )) لحكم الجائرين , وإنما علَّمنا آدابًا سامية تكون سدًّا لباب الفتنة والفساد والإفساد , وهذه الآداب هى الصبر على ائمة الجور والظلم , مع مناصحتهم وعدم الخروج عليهم وعدم منازعهم فى ملكهم , وجاءت بذلك الأحاديث النبوية , منها ما رواه البخارى برقم ( 7055 ) ومسلم برقم ( 1709 ) من حديث عبادة بن الصامت رضى الله عنه قال : دعانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فبايعناه , فكان فيما اخذ علينا ان بايعنا على السمع والطاعة فى منشطنا ومكرهنا وعسرنا ويسرنا واثرةٍ علينا , وأن لا ننازع الأمر أهله , قال : (( إلاَّ أن تروا كفرًا بواحًا عندكم من الله فيه برهان )) .
فنبينا ـ كما ترى أيها المسلم ـ يأمرنا أن لا ننازع الأمر أهله , اى : لاننازع الحكام فى ملكهم , لانسعى لإطاحتهم وإسقاطهم ومواجهتهم بالخروج عليهم كما يحصل فى هذه الأيام , يذهب المتظاهرون إلى ابواب قصورالحكام يهتفون بإسقاطهم , هذا كله لم يرضه لنا رسولنا صلى الله عليه وسلم ., لأنه سبب للفساد ولسفك الدماء , إلا فى حالة واحدة : (( إلاَّ أن تروا كفرًا بواحًا عندكم من الله فيه برهان )) , فمنازعة الأمر أهله يكون عند الكفر البواح , ويكون هذا الكفر عندنا فيه براهين يفتى علماء الكتاب والسنة بموجبها أن الحاكم الفلانى كفر , ومع هذاكله فإن لذلك الخروج شروطًا حتى لا تسفك الدماء ويحل الفساد دون فائدة وراء ذلك , بحيث لا يحتاج المسلمون بعد ذلك لأعدائهم فيكونون سببًا لاحتلال العدوّ بلدهم ونهبه ثروتهم ثم يأتون بمن يريدون .
وفى (( صحيح البخارى )) برقم ( 3603 ) , و ( صحيح مسلم ) برقم ( 1843 ) من حديث عبد الله بن مسعود رضى الله عنه قال : يا رسول الله و كيف تأمر من أدرك منا ذلك ؟ قال : (( تؤدون الحق الذى عليكم , وتسألون الله الذى لكم )) .
فقد اخبر صلى الله عليه وسلم صحابته رضوان الله تعالى عليهم أنه ستكون بعده أثرة ., أى أنه يأتى من (( يستأثر عليكم بأمور الدنيا ويفضل عليكم غيركم )) قاله الحافظ ابن حجر., فما كان من الصحابة رضى الله عنهم إلا أن سألوه ماذا يفعلون ., لأنهم يعلمون أن لهم دينًا يستمدون منه أمور دينهم , فقال لهم صلى الله عليه وسلم ((تؤدون الحق الذى عليكم , وتسألون الله الذى لكم )) .
لو قلتَ فى أيامنا لأحدِ المتظاهرين أو لأحد مشجعيهم ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم للصحابة لرماك بالجبن والضغف والخور , فيا سبحان الله ! من أخذ بالتوجيهات من كتاب الله وسنة رسوله فى الصبر على ائمة الجور صار جبانًا , ومن خالفها هو المحرر ومكافح الظلم والفساد , حتى لو سَفَكَ الدماء , نعوذ بالله من الخذلان , وإنك إذا سألت أحدهم ما الفائدة من عملكم هذا ؟ قال : لقد نجحنا واسقطنا الحاكم الفلانى .
هذا هو همه فقط , أما ما حصل من دمار ونهب وفوضى وسفك للدماء فهذا كله لا يهمه .
والعجيب أنهم مع إسقاطهم ذلك الحاكم لم يتمكنوا من السيطرة على الفوضى , وإذا واجههم الحاكم الجائر بقوته استغاثوا بدول الكفر , فالمظاهرات شرٌّ وبلاء وليست من ديننا الحنيف , ولهذا أفتى علماء أهل السنة المعتبرين بأنها لا تجوز بأى حال من الأحوال , وممن شارك فى ذلك شيخنا العلامة المجاهد ربيع بن هادى المدخلى رئيس قسم السنة النبوية بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية كتب هذه المشاركة ردًّا على الدكتور سعود الفنيسان الذى أفتى بجوازها , بل جعلها من الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر !!
فناقشه شيخنا بالحجة والبرهان : قال الله وقال رسوله صلى الله عليه وسلم فكان ذلك حوارًا علميًّا ظهر وتجلى من خلاله بطلان ما قاله الدكتور سعود الفنيسان , فجزاه الله خيرًا وبارك فى وقته وعمره .
مقدمة الشيخ ابو همام محمد بن على الصومعى البيضانى لكتاب حكم المظاهرات , للربيع
إن الحمد لله , نحمده ونستعينه ونستغفره , ونعوذ بالله من شرور أنفسنا و سيئات أعمالنا , من يهده الله فلا مضل له , ومن يضلل فلا هادى له ,وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له , وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
أما بعد :
فإن الله جل فى علاه قال فى كتابه العزيز : (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ) الأنفال 25
فهذه الآية فيها تحذير من الفتن , وأنها تعم المباشر لها وغيره .
قال ابو الفداء إبن كثير رحمه الله : يحذر تعالى عباده المؤمنين (( فتنة )) أى إختبارًا و محنة يعم بها المسىء وغيره .
قلت : وحذرنا كذلك نبينا صلى الله عليه وسلم من هذه الفتن فى أحاديث كثيرة , منها قوله صلى الله عليه وسلم :
(( ستكون فتنٌ القاعد فيها خير من القائم , والقائم فيها خير من الماشى , والماشى فيها خير من الساعى , ومن يشرف لها تستشرفه , ومن وجد ملجأ أو معاذًا فليعذ به )) . متفق عليه .
فالرسول صلى الله عليه وسلم أخبرنا أنها ستكون فتن , وأن الناس فيها على درجات , كل واحد منهم أهون خطرًا وشرًّا ممن فوقه , فأعلاهم ـ كما قال الحافظ ـ فى ذلك الساعى فيها بحيث يكون سببًا لإثارتها , ثم من يكون قائمًا بأسبابها وهو الماشى , ثم من يكون مباشرًا لها وهو القائم , ثم من يكون مع النظارة ولا يقاتل وهو القاعد , ثم من يكون مجتنبا لها ولا يباشر ولا ينظر وهو المضطجع اليقظان , ثم من لا يقع منه شىء من ذلك ولكنه راضٍ وهو النائم , والمراد بالأفضلية فى هذه الخيرية من يكون أقل شرًّا ممن فوقه على التفصيل المذكور . اهـ . فتح البارى
والأدلة فى التحذير من الاقتراب من الفتن كثيرة جدًّا , وما ذلك إلا لخطورتها . والفتن المحدقة بالامة الأمة الإسلاميَّة كثيرة , ومنها فتنة (( المظاهرات )) , وهى مستوردة من أعداء الإسلام اليهود والنصارى , وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال كما فى حديث ابى سعيد الخدرى : (( لتَتَّبِعُن سَنَنَ من كان قبلكم شبرًا بشبر وذراعًا بذراع , حتى لو دخلوا جُحرَضبًّ لسلكتموه )) , قلنا يا رسول الله اليهود والنصارى ؟ قال : (( فمن ؟ )) .
فالمظاهرات مستوردة من قِبَلِ أعدائنا , لا يرتضيها ديننا الحنيف ., لأنها فوضى , وديننا دين سماحة , ليس دينًا فوضويًّا .
الشريعة الإسلاميةكفيلة بحل مشاكل المسلمين , فلا يحتاجون إلى غيرهم من الأعداء ,إن للمظاهرات آثارًا وخيمة , وها
نحن نجنى هذه الثمار فى عامنا هذا 1432 هـ فى (( مصر )) و (( البحرين )) و (( اليمن )) و (( ليبيا )) وغيرها من البلدان , فَظَنَ بعض الناس أنهم سينزعون ظلم الحاكم وجوره بها , فحصل من جراء ذلك سفك الدماء ونهب الأموال وزعزعة الأمن ومما يضحك الثكالى أنهم يسمونها (( المظاهرات السَّلمية )) !!
وأىُّ سلمٍ وقد سُفِكَتِ الدماء ؟ أىّ سلم وقد نُهِبَتِ الأموال ؟ أىّ سلم وقد فتحنا الباب ليحتل العدو أرضنا وينهب ثرواتنا ؟
هل هذا هو التغيير ؟ أهكذا تكون حرية التعبير .
أيكون الأمن بالزعزعة ونهب الأموال وتكسير المتاجر ؟
أتُصلحُ أوضاع الناسِ بسفكِ دمائِهم ؟
هذه هى ما تسمَّى (( المظاهرات السلمية )) .
ومما يثير الدهشة ويعظم البلاء ان هناك بعض من ينتسبون للعلم من يراها من الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر !!
وما هذه إلا مكيدة ليخرجوا من كان معتزلاً هذه الفوضى من بيته إليها ,هل إختلاط النساء بالرجال كما شاهده كل ذى عينين يعتبر من الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ؟
هل الهجوم على مخازن الأسلحة التابعة للدولة كما حصل فى اليمن يعتبر من الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ؟
هل منع مدراء المدارس والمدرسين من مزاولة تعليم ابنائنا من الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ؟
واكثر من يؤجج هذه الفتنة هم أصحاب الأحزاب , وعلى راس هؤلاء (( الإخوان المسلمين )) فكم ضللوا من شباب الأمة فى (( مصر )) و (( اليمن )) وغيرهما , وترى كبرائهم يجولون الشوارع كأنهم مجانين , نعوذ بالله من الهوى , إن الإسلام براءٌ من هذه الأعمال .
وقد يقول قائل : ما هو الحل لإطاحة وإسقاط نظام الحاكم الجائر ؟
والجواب : إن ديننا الحنيف لم يأمرنا بهذه الأمور , ومنها : (( الإطاحة )) و (( الإسقاط )) لحكم الجائرين , وإنما علَّمنا آدابًا سامية تكون سدًّا لباب الفتنة والفساد والإفساد , وهذه الآداب هى الصبر على ائمة الجور والظلم , مع مناصحتهم وعدم الخروج عليهم وعدم منازعهم فى ملكهم , وجاءت بذلك الأحاديث النبوية , منها ما رواه البخارى برقم ( 7055 ) ومسلم برقم ( 1709 ) من حديث عبادة بن الصامت رضى الله عنه قال : دعانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فبايعناه , فكان فيما اخذ علينا ان بايعنا على السمع والطاعة فى منشطنا ومكرهنا وعسرنا ويسرنا واثرةٍ علينا , وأن لا ننازع الأمر أهله , قال : (( إلاَّ أن تروا كفرًا بواحًا عندكم من الله فيه برهان )) .
فنبينا ـ كما ترى أيها المسلم ـ يأمرنا أن لا ننازع الأمر أهله , اى : لاننازع الحكام فى ملكهم , لانسعى لإطاحتهم وإسقاطهم ومواجهتهم بالخروج عليهم كما يحصل فى هذه الأيام , يذهب المتظاهرون إلى ابواب قصورالحكام يهتفون بإسقاطهم , هذا كله لم يرضه لنا رسولنا صلى الله عليه وسلم ., لأنه سبب للفساد ولسفك الدماء , إلا فى حالة واحدة : (( إلاَّ أن تروا كفرًا بواحًا عندكم من الله فيه برهان )) , فمنازعة الأمر أهله يكون عند الكفر البواح , ويكون هذا الكفر عندنا فيه براهين يفتى علماء الكتاب والسنة بموجبها أن الحاكم الفلانى كفر , ومع هذاكله فإن لذلك الخروج شروطًا حتى لا تسفك الدماء ويحل الفساد دون فائدة وراء ذلك , بحيث لا يحتاج المسلمون بعد ذلك لأعدائهم فيكونون سببًا لاحتلال العدوّ بلدهم ونهبه ثروتهم ثم يأتون بمن يريدون .
وفى (( صحيح البخارى )) برقم ( 3603 ) , و ( صحيح مسلم ) برقم ( 1843 ) من حديث عبد الله بن مسعود رضى الله عنه قال : يا رسول الله و كيف تأمر من أدرك منا ذلك ؟ قال : (( تؤدون الحق الذى عليكم , وتسألون الله الذى لكم )) .
فقد اخبر صلى الله عليه وسلم صحابته رضوان الله تعالى عليهم أنه ستكون بعده أثرة ., أى أنه يأتى من (( يستأثر عليكم بأمور الدنيا ويفضل عليكم غيركم )) قاله الحافظ ابن حجر., فما كان من الصحابة رضى الله عنهم إلا أن سألوه ماذا يفعلون ., لأنهم يعلمون أن لهم دينًا يستمدون منه أمور دينهم , فقال لهم صلى الله عليه وسلم ((تؤدون الحق الذى عليكم , وتسألون الله الذى لكم )) .
لو قلتَ فى أيامنا لأحدِ المتظاهرين أو لأحد مشجعيهم ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم للصحابة لرماك بالجبن والضغف والخور , فيا سبحان الله ! من أخذ بالتوجيهات من كتاب الله وسنة رسوله فى الصبر على ائمة الجور صار جبانًا , ومن خالفها هو المحرر ومكافح الظلم والفساد , حتى لو سَفَكَ الدماء , نعوذ بالله من الخذلان , وإنك إذا سألت أحدهم ما الفائدة من عملكم هذا ؟ قال : لقد نجحنا واسقطنا الحاكم الفلانى .
هذا هو همه فقط , أما ما حصل من دمار ونهب وفوضى وسفك للدماء فهذا كله لا يهمه .
والعجيب أنهم مع إسقاطهم ذلك الحاكم لم يتمكنوا من السيطرة على الفوضى , وإذا واجههم الحاكم الجائر بقوته استغاثوا بدول الكفر , فالمظاهرات شرٌّ وبلاء وليست من ديننا الحنيف , ولهذا أفتى علماء أهل السنة المعتبرين بأنها لا تجوز بأى حال من الأحوال , وممن شارك فى ذلك شيخنا العلامة المجاهد ربيع بن هادى المدخلى رئيس قسم السنة النبوية بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية كتب هذه المشاركة ردًّا على الدكتور سعود الفنيسان الذى أفتى بجوازها , بل جعلها من الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر !!
فناقشه شيخنا بالحجة والبرهان : قال الله وقال رسوله صلى الله عليه وسلم فكان ذلك حوارًا علميًّا ظهر وتجلى من خلاله بطلان ما قاله الدكتور سعود الفنيسان , فجزاه الله خيرًا وبارك فى وقته وعمره .