أختصام الروح مع الجسد
قال الحافظ ابن كثير-رحمه الله-في تفسيره لقوله تعالى
{ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِندَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ }
الزمر31
((روى ابن منده-رحمه الله- في كتاب الروح عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال:
يختصم الناس يوم القيامة
حتى تختصم الروح مع الجسد
فتقول الروح للجسد أنت فعلت
ويقول الجسد للروح أنت أمرت وأنت سولت
فيبعث الله تعالى ملكا يفصل بينهما
فيقول لهما إن مثلكما كمثل
رجل مقعد بصير
والآخر ضرير
دخلا بستانا فقال المقعد للبصير إني أرى ههنا ثمارا ولكن لا أصل اليها
فقال له الضرير اركبني فتناولها فركبه فتناولها
فأيهما المعتدي فقالا كلاهما
فيقول لهما الملك فإنكما قد حكمتما على أنفسكما
يعني أن الجسد للروح كالمطية وهو راكبه)).
(عن أنس بن مالك قال كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فضحك حتى بدت نواجذه ثم قال
(أتدرون مم أضحك)
قلنا الله ورسوله أعلم قال
(من مجادلة العبد لربه يقول يارب ألم تجرني من الظلم) فيقول بلى
فيقول لا أجيز علي إلا شاهدا من نفسي فيقول كفى بنفسك اليوم عليك شهيدا وبالكرام عليك شهودا
فيختم على فيه
ويقال لأركانه انطقي فتنطق بعمله
ثم يخلى بينه وبين الكلام فيقول بعدا لكن وسحقا فعنكن كنت أناضل ). رواه مسلم « 2969 »تفسير ابن كثير(3\444).
(قال قتادة-رحمه الله-
ابن آدم والله إن عليك لشهودا غير متهمة من بدنك فراقبهم واتق الله في سرك وعلانيتك
فإنه لا يخفى عليه خافية
والظلمة عنده ضوء والسر عنده علانية
فمن استطاع أن يموت وهو بالله حسن الظن فليفعل
ولاقوة إلا بالله).
تفسير ابن كثير(3\444).
أخوكم: عماد الحديدي
تعليق