حادثة دماج
رسائل وعبر
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه
أما بعد..
فإن فيما حدث في أرض دماج الحبيبة، من حوادث جليلة لعبر كثيرة وعظات جزيلة، وحكم كبيرة، لمن تدبرها وبعين العقل أبصرها، فدونك أخي الحبيب رسائل سطرتها، ونصائح حبرتها، وعظات كتبتها على حين عجل، أحببت أن أنقلها لكل صاحب سنة في مشارق الأرض ومغاربها، عسى أن يكون فيها عبرة وعظه لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.
الرسالة الأولى: تحية تقدير واحترام، وفخر وإجلال، لإخواننا الأبطال المجاهدين في أرض دماج الحبيبة، الذين بذلوا أرواحهم وأنفسهم في نصرة دين الله، والجهاد في سبيله، والذين صبروا على البأساء والضراء ابتغاء مرضاة رب الأرض والسماء، فصبروا على الجوع والعطش وعلى حصار الظلمة الفجرة طوال ذلك الوقت، محتسبين الأجر من ربهم ثابتين على دينهم ومعتقدهم، ضاربين للناس أروع الأمثلة في الصبر والشجاعة والتضحية. فلله درهم من رجال.
الرسالة الثانية: رسالة شكر وتقدير أيضاًّ لكل من وقف مع إخواننا في دماج بنفسه أو بماله أو بصوته أو بقلمه، من علمائنا الأفاضل، ومشايخ القبائل، والمجاهدين المرابطين في أرض كتاف سدد الله رميهم، وثبت أقدامهم، ونصرهم على عدونا وعدوهم.
الرسالة الثالثة: كل من رأى أحداث دماج بعين العلم والبصيرة، علم أن الله عز وجل قد أراد مما حدث في دماج حكم كثيرة يتأملها من تدبر، ومن أعظمها رفع أسم هذا المركز ورفع ذكره بين الخلق، فبالأمس القريب كان هذا المركز لا يعرفه إلا طلاب العلم خصوصاً، وليس كل طلاب العلم أيضا، وإنما المطلع منهم العارف بأحوال الدعوة السلفية في بلاد اليمن، واليوم أصبح هذا المركز يتردد على كل لسان، وفي كل مكان، ويعرفه القاصي والداني، والعالم والجاهل، وما ذلك إلا لما حواه هذا المركز من علم وهدى، وما حوته هذه القرية من إيمان وصلاح، فمن يحدثنا عنها وعن أهلها، فكأنه يحدثنا عن أزمنة التابعين والصحابة، وما ذلك أيضا إلى بسب إخلاص من أسس هذا المركز ألا وهو ذلك العالم الشيخ الوقور المجاهد مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله، حيث أراد الله أن ينشر فضله ويعلي ذكره بين الناس، كما نشر هو كتاب الله وسنة نبيه بين الخلق، فقد جاء إلى بلاده فردا وحيدا، ومات وقد خلف وراءه المئات بل الآلاف المؤلفة من دعاة التوحيد والسنة، في بلاد كانت مملؤة بالبدع والضلالات والتشيع والتصوف والشرك والخرافات.
فاعرفوا لهذا المركز قدره، واعرفوا لهذا العالم فضله ومكانته.
الرسالة الرابعة: لقد ضرب أهل السنة في دماج وعلى رأسهم الشيخ يحيى الحجوري أروع ألأمثله في الثبات على عقيدة السلف، والتمسك بها في خضم الفتن والمدلهمات، فإن ما حدث من ولاة الأمر في اليمن من تخاذل في نصرتهم، وسكوت عما يحدث بهم، رغم ما كان يقوم به الشيخ وطلابه من مناصرة ولاة الأمر هناك، والأمر بطاعتهم، وعدم الخروج عليهم، والوقوف ضد من ثار وشق عصا الطاعة عليهم، فقابلت الحكومة هذا كله بالجحود والنسيان، وقابلت الجميل بالنكران، وسكتت عما يحدث بهم من قتل وسفك وتشريد واضطهاد، ومع مطالبة الحوثيين وغيرهم من شباب الثورة والأحزاب الأخرى للسلفيين بتغيير موقفهم من الحكومة ليقفوا هم بجانبهم وينصروهم، فإن هذا كله لم يغير من موقف الشيخ ولا طلابه شيئا، بل العجب أننا لم نسمع منهم كلمةً أو تذمرا أو انتقادا أو طعنا في ولاة الأمر، وما ذلك إلًا لأنهم إنما اعتقدوا هذه العقيدة ديانة لله لا لأهواء شخصية ولا لأغراض دنيوية ولا لأمور نفسية، كما هو حال الكثيرين في هذا العصر، ومن أجمل المواقف التي حدثت أنه قد جاء محافظ الحوثيين فارس مناع والشيخ حسين الأحمر إلى الشيخ يحيى يسألونه عن المبرر في وقوفهم مع ولاة الأمر رغم كل ما يحصل معهم، فيحضر الشيخ كتاب صحيح مسلم ويقوم بتدريسهم كتاب الإمارة منه، ويشرح لهم ما جاء في طاعة ولاة الأمر.
هذا كله وهم في وسط الحصار وخضم المعارك ووقت القتال...فهكذا فليكن الثبات.
الرسالة الخامسة: إلى الذين ملئوا الدنيا صراخا بأن السلفيين أو ما يسمونهم ب( الجامية ) أنهم علماء السلاطين ومخابرات الدولة وجواسيس الأنظمة السؤال الذي يطرح نفسه الآن :
أين كانت هذه الحكومات وأولها حكومة اليمن عما يحدث في دماج؟؟
وأين هؤلاء الحكام والسلاطين عما يحدث لعملاءهم –كما يقولون- هناك؟!
نعم... لقد كان من حكم الله أن يجعل هذه الحادثة أكبر جواب على أصحاب هذه التخرصات، أفلا يعقلون؟؟
الرسالة السادسة: أيضا إلى من اتهموا السلفيين بأنهم عملاء أمريكا، ومنفذوا مصالحها باسم الدين، السؤال الذي يطرح نفسه. أين كانت أمريكا عما يحدث في دماج؟؟ وهل يعقل أن تترك عملاءها يقتلون وهي لا تحرك ساكنا؟؟
الرسالة السابعة: إلى الذين ضجوا أسماعنا باتهام علماء ومشايخ السنة بأنهم علماء حيض ونفاس، وخلع وطلاق فقط، وليس لهم في الجهاد وميادينه ناقة ولا جمل، أظن أنكم قد رأيتم بأعينكم كيف كان موقف هؤلاء العلماء عندما جاء وقت الجهاد الفعلي؟ وكيف كان موقف أولئك الأبطال في ميادين القتال؟ وقد عرف الناس جميعا من هم أهل العلم والجهاد؟ ومن هم أهل السفه والطيش الذين يظهرون الشماتة بإخوانهم في الوقت الذي هم فيه بأمس الحاجة لمن ينصرهم ويؤيدهم، ولكن إلا تنصروهم فقد نصرهم الله.
الرسالة الثامنة: إلى من لا يزال مغترا بالإخوان المسلمين، لقد رأينا ورأى العالم كله كيف كان موقفهم الفاضح أمام إخوانهم الذين يقتلون ويذبحون من قبل الروافض، وهم صامتون معرضون، بل هم متعاونون معهم متصافّون في الساحات وغيرها، فهل هذا فعل رجال عرفوا الدين الحق، واتبعوا سنة نبيهم وساروا على هديه، أم هو فعل أصحاب المصالح والأطماع والمناصب وطلاب الدنيا، وليس هذا غريبا عليهم فلم ينسى التاريخ ما فعلوه في أفغانستان وقتلهم أمير المجاهدين هناك الشيخ جميل الرحمن رحمه الله، ولم ينسى التاريخ ولن ينسى علاقتهم مع الروافض المجوس في إيران وعلاقتهم مع رأس الكفر خامنئي وقبله الخميني، وفي كل يوم تظهر فضائح أكثر ومصائب أكبر، فاللهم سترك واللهم عفوك ياكريم.
الرسالة التاسعة: لم يحدث حدث في العالم الإسلامي، في العام الحالي إلى وقام القرضاوي فيه معلقا ومشجعا ومثيرا ومحرضا وناصرا ومؤيدا للمظلومين كما يقول، بل حتى عندما توفي بابا الفتيكان ترحم عليه، وأثنى عليه، ومدحه وأطراه أمام وسائل الإعلام، لكن ومع كل ما حدث في دماج من حصار وقتل وتجويع من قبل الرافضة المجرمين لم نسمع كلمة واحدة من فضيلته، لماذا يا ترى؟! ألانهم سلفيون متمسكون بدينهم وعقيدتهم ؟! أظن الجواب معروف لكل لبيب
الرسالة الحادية عشر: إلى طلاب العلم وعلماء السنة ومشايخها في كل مكان، أوجه هذا السؤال، ألا يمكننا أيه الأخوة وأيه المشايخ الفضلاء أن نجتمع دائما، ونبقى على كلمة واحدة كما اجتمعنا في تلك الحالة على ذلك العدو الباغي، خصوصا وأن هذا العدو ليس هو عدونا فقط، وأن هذا العدو وغيره من الأعداء لا يزالون باقين، ويتربصون بأهل السنة الدوائر في كل وقت وفي كل حين؟!
ألا يمكننا أن نعترف أن كثيرا من الخلاف الذي يحصل بييننا إنما هو لأغراض شخصية ألبست لباس الدين والشرع، أو قد يكون هناك شيء من الحق صادف شيئا في النفس ، وعند إخواننا شيء من الحق كذلك ولكن صادف شيء في النفس كذلك، فمنعنا ما في نفوسنا أن نبصر ما عندهم من الحق ، ومنعهم ما في نفوسهم أن يبصروا ما عندنا من الحق ، ولو طرحنا ما في نفوسنا، لأبصر بعضنا بعضا، ولعلمنا أننا على منهج واحد وطريق واحد، وعقيدة واحدة.
الرسالة الثانية عشر: إن من أجمل ما حدث في هذه المحنة ما رأيناه من التواصل المستمر بين علماء السنة ومشايخها، والاتصالات المتكررة بينهم، فلكم أتمنى ويتمنى كل سلفي أن تبقى هذه الاتصالات مستمرة متواصلة على كل حال، خصوصا وأن دعوتنا محاربة في كل مكان وفي كل وقت وأوان، وأنه متى انقطع الإخوان عن الاتصال ببعضهم، استغل ذلك الشيطان ودخل ونزغ بينهم.
الرسالة الثالثة عشر: إلى الحكومات الإسلامية والمسئولين في كل بلاد، ترون ونرى سعي دولة المجوس إيران في نشر الرفض في العالم الإسلامي ليل نهار، وبكل ما يستطيعون، وبكل ما يمتلكون من إمكانيات، حتى وصلوا إلى بلدان لم يتوقع أحد أن يصلوا إليها، سواء في أوربا أو آسيا أو أدغال أفريقيا، وما الحركة الحوثية الرافضية في البلاد اليمنية إلا نتيجة من نتائج هذا الجهد المتواصل والعمل الحثيث.
هذا وهم على باطل وضلال، أفلسنا مع حكوماتنا السنية بأولى في نشر رسالتنا وديننا وهو الدين النبوي الصافي والمنهج الرباني النقي؟!
نعم أيه الحكومات لكم يؤسفنا ما نراه من صحوتهم، ونراه من سباتكم، وما نراه من اجتهادهم ونراه من غفلتكم، حتى استطاعوا بجهودهم المتواصلة، أن يهزوا العروش في كثير من البلدان، ويسقطوها في بلدان أخرى، فهل تنتظرون حتى تهتز العروش من تحتكم؟؟
الرسالة الرابعة عشر: إلى أبناء دماج الأبطال، إياكم أن تعجبوا بما قدمتم، وأن يغركم ما فعلتم، واعلموا أن الفضل في ثباتكم وفي جهادكم يرجع أولا وأخيرا إلى الله عز وجل، فحمدوه ليل نهار واشكروه على ما أولاكم من نعمته وفضله ورحمته، واعلموا أنه ما نزل بلاء إلا بذنب، وما نزع إلا بتوبة فحاسبوا أنفسكم، واستغفروا ربكم، وراجعوا أحوالكم، وإياكم والعجب فإنه داء قاتل يمنع صاحبه من التوبة والرجوع إلى الحق، ويكون سببا للهزيمة بعد النصر والمحق بعد الرزق، فحمدوا الله وأسالوه الثبات، واعرفوا لذي الفضل فضلهم، يرفعكم الله ويعلي ذكركم في حياتكم وبعد مماتكم.
وصلى الله على وعلى آله وصحبه وسلم..
من على متن الطائرة
أخوكم/ هيثم بن قاسم الحمري
الاثنين 15/ صفر / 1433ه - 9/ 1 / 2012م
رسائل وعبر
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه
أما بعد..
فإن فيما حدث في أرض دماج الحبيبة، من حوادث جليلة لعبر كثيرة وعظات جزيلة، وحكم كبيرة، لمن تدبرها وبعين العقل أبصرها، فدونك أخي الحبيب رسائل سطرتها، ونصائح حبرتها، وعظات كتبتها على حين عجل، أحببت أن أنقلها لكل صاحب سنة في مشارق الأرض ومغاربها، عسى أن يكون فيها عبرة وعظه لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.
الرسالة الأولى: تحية تقدير واحترام، وفخر وإجلال، لإخواننا الأبطال المجاهدين في أرض دماج الحبيبة، الذين بذلوا أرواحهم وأنفسهم في نصرة دين الله، والجهاد في سبيله، والذين صبروا على البأساء والضراء ابتغاء مرضاة رب الأرض والسماء، فصبروا على الجوع والعطش وعلى حصار الظلمة الفجرة طوال ذلك الوقت، محتسبين الأجر من ربهم ثابتين على دينهم ومعتقدهم، ضاربين للناس أروع الأمثلة في الصبر والشجاعة والتضحية. فلله درهم من رجال.
الرسالة الثانية: رسالة شكر وتقدير أيضاًّ لكل من وقف مع إخواننا في دماج بنفسه أو بماله أو بصوته أو بقلمه، من علمائنا الأفاضل، ومشايخ القبائل، والمجاهدين المرابطين في أرض كتاف سدد الله رميهم، وثبت أقدامهم، ونصرهم على عدونا وعدوهم.
الرسالة الثالثة: كل من رأى أحداث دماج بعين العلم والبصيرة، علم أن الله عز وجل قد أراد مما حدث في دماج حكم كثيرة يتأملها من تدبر، ومن أعظمها رفع أسم هذا المركز ورفع ذكره بين الخلق، فبالأمس القريب كان هذا المركز لا يعرفه إلا طلاب العلم خصوصاً، وليس كل طلاب العلم أيضا، وإنما المطلع منهم العارف بأحوال الدعوة السلفية في بلاد اليمن، واليوم أصبح هذا المركز يتردد على كل لسان، وفي كل مكان، ويعرفه القاصي والداني، والعالم والجاهل، وما ذلك إلا لما حواه هذا المركز من علم وهدى، وما حوته هذه القرية من إيمان وصلاح، فمن يحدثنا عنها وعن أهلها، فكأنه يحدثنا عن أزمنة التابعين والصحابة، وما ذلك أيضا إلى بسب إخلاص من أسس هذا المركز ألا وهو ذلك العالم الشيخ الوقور المجاهد مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله، حيث أراد الله أن ينشر فضله ويعلي ذكره بين الناس، كما نشر هو كتاب الله وسنة نبيه بين الخلق، فقد جاء إلى بلاده فردا وحيدا، ومات وقد خلف وراءه المئات بل الآلاف المؤلفة من دعاة التوحيد والسنة، في بلاد كانت مملؤة بالبدع والضلالات والتشيع والتصوف والشرك والخرافات.
فاعرفوا لهذا المركز قدره، واعرفوا لهذا العالم فضله ومكانته.
الرسالة الرابعة: لقد ضرب أهل السنة في دماج وعلى رأسهم الشيخ يحيى الحجوري أروع ألأمثله في الثبات على عقيدة السلف، والتمسك بها في خضم الفتن والمدلهمات، فإن ما حدث من ولاة الأمر في اليمن من تخاذل في نصرتهم، وسكوت عما يحدث بهم، رغم ما كان يقوم به الشيخ وطلابه من مناصرة ولاة الأمر هناك، والأمر بطاعتهم، وعدم الخروج عليهم، والوقوف ضد من ثار وشق عصا الطاعة عليهم، فقابلت الحكومة هذا كله بالجحود والنسيان، وقابلت الجميل بالنكران، وسكتت عما يحدث بهم من قتل وسفك وتشريد واضطهاد، ومع مطالبة الحوثيين وغيرهم من شباب الثورة والأحزاب الأخرى للسلفيين بتغيير موقفهم من الحكومة ليقفوا هم بجانبهم وينصروهم، فإن هذا كله لم يغير من موقف الشيخ ولا طلابه شيئا، بل العجب أننا لم نسمع منهم كلمةً أو تذمرا أو انتقادا أو طعنا في ولاة الأمر، وما ذلك إلًا لأنهم إنما اعتقدوا هذه العقيدة ديانة لله لا لأهواء شخصية ولا لأغراض دنيوية ولا لأمور نفسية، كما هو حال الكثيرين في هذا العصر، ومن أجمل المواقف التي حدثت أنه قد جاء محافظ الحوثيين فارس مناع والشيخ حسين الأحمر إلى الشيخ يحيى يسألونه عن المبرر في وقوفهم مع ولاة الأمر رغم كل ما يحصل معهم، فيحضر الشيخ كتاب صحيح مسلم ويقوم بتدريسهم كتاب الإمارة منه، ويشرح لهم ما جاء في طاعة ولاة الأمر.
هذا كله وهم في وسط الحصار وخضم المعارك ووقت القتال...فهكذا فليكن الثبات.
الرسالة الخامسة: إلى الذين ملئوا الدنيا صراخا بأن السلفيين أو ما يسمونهم ب( الجامية ) أنهم علماء السلاطين ومخابرات الدولة وجواسيس الأنظمة السؤال الذي يطرح نفسه الآن :
أين كانت هذه الحكومات وأولها حكومة اليمن عما يحدث في دماج؟؟
وأين هؤلاء الحكام والسلاطين عما يحدث لعملاءهم –كما يقولون- هناك؟!
نعم... لقد كان من حكم الله أن يجعل هذه الحادثة أكبر جواب على أصحاب هذه التخرصات، أفلا يعقلون؟؟
الرسالة السادسة: أيضا إلى من اتهموا السلفيين بأنهم عملاء أمريكا، ومنفذوا مصالحها باسم الدين، السؤال الذي يطرح نفسه. أين كانت أمريكا عما يحدث في دماج؟؟ وهل يعقل أن تترك عملاءها يقتلون وهي لا تحرك ساكنا؟؟
الرسالة السابعة: إلى الذين ضجوا أسماعنا باتهام علماء ومشايخ السنة بأنهم علماء حيض ونفاس، وخلع وطلاق فقط، وليس لهم في الجهاد وميادينه ناقة ولا جمل، أظن أنكم قد رأيتم بأعينكم كيف كان موقف هؤلاء العلماء عندما جاء وقت الجهاد الفعلي؟ وكيف كان موقف أولئك الأبطال في ميادين القتال؟ وقد عرف الناس جميعا من هم أهل العلم والجهاد؟ ومن هم أهل السفه والطيش الذين يظهرون الشماتة بإخوانهم في الوقت الذي هم فيه بأمس الحاجة لمن ينصرهم ويؤيدهم، ولكن إلا تنصروهم فقد نصرهم الله.
الرسالة الثامنة: إلى من لا يزال مغترا بالإخوان المسلمين، لقد رأينا ورأى العالم كله كيف كان موقفهم الفاضح أمام إخوانهم الذين يقتلون ويذبحون من قبل الروافض، وهم صامتون معرضون، بل هم متعاونون معهم متصافّون في الساحات وغيرها، فهل هذا فعل رجال عرفوا الدين الحق، واتبعوا سنة نبيهم وساروا على هديه، أم هو فعل أصحاب المصالح والأطماع والمناصب وطلاب الدنيا، وليس هذا غريبا عليهم فلم ينسى التاريخ ما فعلوه في أفغانستان وقتلهم أمير المجاهدين هناك الشيخ جميل الرحمن رحمه الله، ولم ينسى التاريخ ولن ينسى علاقتهم مع الروافض المجوس في إيران وعلاقتهم مع رأس الكفر خامنئي وقبله الخميني، وفي كل يوم تظهر فضائح أكثر ومصائب أكبر، فاللهم سترك واللهم عفوك ياكريم.
الرسالة التاسعة: لم يحدث حدث في العالم الإسلامي، في العام الحالي إلى وقام القرضاوي فيه معلقا ومشجعا ومثيرا ومحرضا وناصرا ومؤيدا للمظلومين كما يقول، بل حتى عندما توفي بابا الفتيكان ترحم عليه، وأثنى عليه، ومدحه وأطراه أمام وسائل الإعلام، لكن ومع كل ما حدث في دماج من حصار وقتل وتجويع من قبل الرافضة المجرمين لم نسمع كلمة واحدة من فضيلته، لماذا يا ترى؟! ألانهم سلفيون متمسكون بدينهم وعقيدتهم ؟! أظن الجواب معروف لكل لبيب
الرسالة الحادية عشر: إلى طلاب العلم وعلماء السنة ومشايخها في كل مكان، أوجه هذا السؤال، ألا يمكننا أيه الأخوة وأيه المشايخ الفضلاء أن نجتمع دائما، ونبقى على كلمة واحدة كما اجتمعنا في تلك الحالة على ذلك العدو الباغي، خصوصا وأن هذا العدو ليس هو عدونا فقط، وأن هذا العدو وغيره من الأعداء لا يزالون باقين، ويتربصون بأهل السنة الدوائر في كل وقت وفي كل حين؟!
ألا يمكننا أن نعترف أن كثيرا من الخلاف الذي يحصل بييننا إنما هو لأغراض شخصية ألبست لباس الدين والشرع، أو قد يكون هناك شيء من الحق صادف شيئا في النفس ، وعند إخواننا شيء من الحق كذلك ولكن صادف شيء في النفس كذلك، فمنعنا ما في نفوسنا أن نبصر ما عندهم من الحق ، ومنعهم ما في نفوسهم أن يبصروا ما عندنا من الحق ، ولو طرحنا ما في نفوسنا، لأبصر بعضنا بعضا، ولعلمنا أننا على منهج واحد وطريق واحد، وعقيدة واحدة.
الرسالة الثانية عشر: إن من أجمل ما حدث في هذه المحنة ما رأيناه من التواصل المستمر بين علماء السنة ومشايخها، والاتصالات المتكررة بينهم، فلكم أتمنى ويتمنى كل سلفي أن تبقى هذه الاتصالات مستمرة متواصلة على كل حال، خصوصا وأن دعوتنا محاربة في كل مكان وفي كل وقت وأوان، وأنه متى انقطع الإخوان عن الاتصال ببعضهم، استغل ذلك الشيطان ودخل ونزغ بينهم.
الرسالة الثالثة عشر: إلى الحكومات الإسلامية والمسئولين في كل بلاد، ترون ونرى سعي دولة المجوس إيران في نشر الرفض في العالم الإسلامي ليل نهار، وبكل ما يستطيعون، وبكل ما يمتلكون من إمكانيات، حتى وصلوا إلى بلدان لم يتوقع أحد أن يصلوا إليها، سواء في أوربا أو آسيا أو أدغال أفريقيا، وما الحركة الحوثية الرافضية في البلاد اليمنية إلا نتيجة من نتائج هذا الجهد المتواصل والعمل الحثيث.
هذا وهم على باطل وضلال، أفلسنا مع حكوماتنا السنية بأولى في نشر رسالتنا وديننا وهو الدين النبوي الصافي والمنهج الرباني النقي؟!
نعم أيه الحكومات لكم يؤسفنا ما نراه من صحوتهم، ونراه من سباتكم، وما نراه من اجتهادهم ونراه من غفلتكم، حتى استطاعوا بجهودهم المتواصلة، أن يهزوا العروش في كثير من البلدان، ويسقطوها في بلدان أخرى، فهل تنتظرون حتى تهتز العروش من تحتكم؟؟
الرسالة الرابعة عشر: إلى أبناء دماج الأبطال، إياكم أن تعجبوا بما قدمتم، وأن يغركم ما فعلتم، واعلموا أن الفضل في ثباتكم وفي جهادكم يرجع أولا وأخيرا إلى الله عز وجل، فحمدوه ليل نهار واشكروه على ما أولاكم من نعمته وفضله ورحمته، واعلموا أنه ما نزل بلاء إلا بذنب، وما نزع إلا بتوبة فحاسبوا أنفسكم، واستغفروا ربكم، وراجعوا أحوالكم، وإياكم والعجب فإنه داء قاتل يمنع صاحبه من التوبة والرجوع إلى الحق، ويكون سببا للهزيمة بعد النصر والمحق بعد الرزق، فحمدوا الله وأسالوه الثبات، واعرفوا لذي الفضل فضلهم، يرفعكم الله ويعلي ذكركم في حياتكم وبعد مماتكم.
وصلى الله على وعلى آله وصحبه وسلم..
من على متن الطائرة
أخوكم/ هيثم بن قاسم الحمري
الاثنين 15/ صفر / 1433ه - 9/ 1 / 2012م
تعليق